لبنان ٢٤:
2025-02-24@04:39:51 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 8/11/2024 

 

* مقدمة الـ "أن بي أن" 

دخلت كرة مواجهة العدو الاسرائيلي الى ملاعب وميادين جديدة والتجربة الهولندية تشكل رأس جبل الجليد. 

العالم إستفاق... والرأي العام الدولي بات واعيا :لا إدعاءات معاداة السامية ولا كذبة الاضطهاد تنطلي على أحد وفائض العدوان الذي يمارسه الكيان العبري في فلسطين ولبنان لن يستطيع تصديره الى خارج حدوده المزعومة.

.. 

مواجهة من نوع اخر على المدرّجات وفي الشوارع المحيطة بملعب كرة القدم في العاصمة الهولندية امستردام بين مشجعين لفريق اسرائيلي وناشطين احتجوا على تمزيق الاعلام الفلسطينية عن واجهات المنازل وتصدوا للعدوان على راية فلسطين الامر الذي ادى الى استنفار كيان الاحتلال فيما اعتبره الاعلام الاسرائيلي جبهة دولية مقلقة تجري على خلفية العداء للاسرائيليين في العالم. 

قلق ترجم بالطلب من المشجعين الاسرائيليين بعدم التوجه لمشاهدة مباراة لكرة السلة في العاصمة الايطالية خوفا من تكرار سيناريو مشاهد امسترادام. 

في الميدان الجنوبي رياح بنيامين نتنياهو وقادة حربه لا تجري كما تشتهي سفنه وطائراته ومدرعاته فصواريخ المقاومة باتت تعبر الحدود من دون رادع او قبب وبطاريات وتصيب أهدافها بدقة وهي الى تصاعد ملحوظ مع ادخال جيل جديد من الصواريخ الدقيقة في الميدان.

مدينة عكا وخليج حيفا ومناطق واسعة بالجليل كانت مسرحا لصواريخ المقاومة التي طالت ايضا المدن والمستوطنات الشمالية والقواعد العسكرية والبحرية هذا عدا عن صد المقاومين لمحاولة جيش العدو الدخول من ناحية بلدتي العديسه وكفركلا فسقط من كان في عداد هذه المحاولة من ضباط وجنود وتم تدمير الياتهم واجبارهم على التراجع. 

مشهد يتكرر يوميا في ميدان القتال والمواجهة واذا كان الكلام للميدان وعلى الرغم من التعتيم الاسرائيلي على خسائره الفادحة وكذبه المستمر على شعبه ومستوطنيه ولاسيما سكان مستوطنات الشمال الذين وعدهم قادة العدو ومسؤولو الجيش اليوم بالعودة الى بيوتهم في الشمال نهاية هذا العام فكيف يكون ذلك؟!

=======

* مقدمة نشرة الـ "أم تي في" 

الحرب مستمرة... لكن هوكستين راجع. 

انها خلاصة اليوم الطويل الموزّع بين الحرب والديبلوماسية. في الميدان، كما درجت التسمية، استهدافات اسرائيل لم تتوقف برا وجوا، والجديد دخول البوارج الحربية الاسرائيلية على خط المواجهات للمرة الاولى من خلال قصف صور. 

في المقابل، حزب الله يواصل اطلاق الصليات الصاروخية التي  وصلت الى حدود تل ابيب، ما دفع السلطات الاسرائيلية الى ايقاف العمل في مطار بن غوريون بشكل موقت. مقابل اصوات طبول الحرب، الجهود الديبلوماسية لم تتوقف. اذ من المرجح ان يصل المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الى لبنان في الاسبوع المقبل، حاملا حلا قد يؤدي الى وقف لاطلاق النار. 

الحل المنتظر هو حل الفرصة الاخيرة في عهد الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن. فهل ينجح هوكستين في مسعاه الصعب، حتى لا نقول المستحيل، ام يفشل ما يؤدي الى تمدد النيران في لبنان والاقليم من الان والى العشرين من كانون الثاني المقبل، تاريخ دخول ترامب البيت الابيض؟ 

الاكيد ان الحراك جدي، والدليل الاتصال الذي حصل بين وزيري خارجية اميركا وفرنسا وتناول الوضع في لبنان. لكن العبرة تبقى في النتائج.  

دوليا، ما تعرض له مشجعو فريق مكابي الاسرائيلي في امستردام اثار اهتماما اعلاميا كبيرا في العالم. وقد استغلت اسرائيل الحادثة لاعادة تلميع صورتها، وخصوصا ان حكومات كثيرة ومنها حكومة هولندا، اعتبرت ما حصل بمثابة معاداة للسامية.

وقد دخل الرئيس الاسرائيلي على خط استغلال الحادثة، مشبها ما حصل ب7 تشرين الاول 2023، اي بطوفان الاقصى، وهو امر لا يعبر طبعا عن الحقيقة والواقع.

=======

* مقدمة قناة "المنار" 

الم تنفد صواريخ حزب الله بعد؟ وكيف سيعود سكان الشمال الى منازلهم؟ هي ليست اسئلة المتربصين باللبنانيين والفلسطينيين من حلفاء حكومة بنيامين نتنياهو، بل اسئلة المستوطنين عبر وسائل الاعلام العبرية.

والجواب في قواعد سلاح الجو بتل نوف جنوب تل ابيب، ومطار رامات ديفد العسكري، وقاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال حيفا، والكثير الكثير مما هو قبل حيفا وما بعد بعدها.. فجميعها كانت تحت مرمى صواريخ المقاومة النوعية، التي اصابت اهدافها وحدّدت نوع المرحلة الجديدة من المعركة مع العدو الذي اوغل بدماء اللبنانيين والفلسطينيين، وكان لا بد من الوصول الى المطارات التي تنبعث منها رسائل الموت الصهيونية.

وعلى ارض الجنوب اللبناني وحولها كانت رسائل الموت تلاحق جنود العدو وضباطه، فاصابت مسيرات اللبنانيين تجمعا للعدو شرق مارون الراس، ولاحقت جنوده عند مستوطنات الحافة مع لبنان. وفي كفركلا اصابت صواريخ المقاومين آليات العدو التي حاولت التقدم، فدمرت جرافة وناقلة جند بما حملت. وفيما كان الصهاينة يتقلبون على وجع النار اللبنانية، كانت الصواريخ الفرط صوتية اليمنية تساند غزة ولبنان، وتصيب قاعدة نيفاتيم في النقب كما اعلنت القوات المسلحة اليمنية.

وللصهاينة المتسلحين بزخم النار الذي يصب على منازل وقرى اللبنانيين، ويرتكب المجازر بحق المدنيين، وللذين يرقصون على وعد الحكومة بالعودة القريبة الى مستوطنات الشمال، جواب من القائد السابق لوحدة دورية الاركان في الجيش العبري “دورون ابيتال” الذي حسم لهؤلاء انه سيكون من الصعب اعادة المستوطنين ما دام ان هناك اطلاقا للصواريخ، ولا بد من تسوية في النهاية.. اما للمبالغين بالحديث عن تغيير النظام في لبنان بتدخل اسرائيلي، فقد اعادهم الجنرال المخضرم الى تجارب العام اثنين وثمانين الفاشلة.

والفشل من تحقيق الاهداف في الميدان، امتد الى ميادين الرياضة، حيث غرق الصهاينة ببحر دماء اللبنانيين والغزيين التي طافت الى ملاعب كرة القدم الهولندية، فتصدت جماهير الاندية الرياضية الهولندية، لعديمي الروح الانسانية، متفوقة عل حكوماتها المتواطئة مع المجازر الصهيونية. فكانت انتفاضة عفوية ضد العنصرية الصهيونية وفرقها المسماة رياضية.

وما تحركت تلك الجماهير الا بعد ان ايقنت انعدام الروح الرياضية عند مجتمع دموي، لا يعرف سوى تسديد الهجمات بالقنابل والصواريخ الاميركية والاوروبية على رؤوس اللبنانيين والفلسطينيين.. فكان الكرت الاحمر الهولندي اقوى صافرة انذار في ساحات اوروبا ضد الصهاينة.

=======

* مقدمة الـ "أو تي في" 

هدأت “همروجة” الانتخابات الرئاسية الاميركية، وعادت القراءات السياسة المتسرعة لتأثير التغيير في البيت الابيض على المنطقة ولبنان، لتستقر في منطقة الترقب والحذر، في انتظار خطوات ملموسة تصب في اتجاه وقف النار والتوصل الى اتفاق سياسي.

فبين المراوحة والتصعيد المتنقّل بين الجنوب والبقاع، تتواصل الحرب فصولا. والمتغيّر الوحيد الذي دخل على الخط، هو احتمال تدخل أميركي فاعل، لن يتبلور على الارجح قبل أسابيع، حيث لا يعول كثيرون على عودة موفد الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن آموس هوكستين الى لبنان، ذلك أن اللبنانيين يترقبون تحرّكا بمبادرة من الرئيس الجديد دونالد ترامب، يفتح نافذة للحل، ويكون قادرا على لجم بنيامين نتنياهو، الذي جدد وزير دفاعه الجديد اليوم رفع السقوف، متحدثا عن كبح عدوانية ايران وتقويض سلطة حماس وصولا إلى هزيمة حزب الله، على حد قوله.

ووسط هذا الشهد، تواصل دبلوماسي خارجي، بلا نتيجة حتى الآن، وحراك لبناني داخلي بلا جدوى حتى اللحظة. أما ميدانيا، فتركزت الحرب الإسرائيلية على منطقتي صور والنبطية، وصولا إلى القرى الحدودية في الهرمل.

ومن جهة حزب الله، تواصل استهداف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وكذلك الإستهدافات النوعية في عمق الكيان عبري.

وفي إطار ردود الفعل على الحرب المستمرة، سجل اشتباك بين إسرائيليين ومواطنين عرب في أمستردام بعد مباراة كرة قدم تم فيها تمزيق علم فلسطين، ما أثار غضب نتنياهو الذي سارع إلى التنديد والتهديد والوعيد، واوفد وزير خارجيته الى هولندا، بعد تسجيل سقوط عدد من الجرحى من حاملي الجنسية الإسرائيلية.

=======

* مقدمة الـ "ال بي سي" 

العالم مازال تحت وطأة الانتخابات الرئاسية الأميركية، فكيف بلبنان الذي ينتظر أي إشارة خارجية تخرجه من المأزق الذي هو فيه.
 
لبنان يعرف أن المنطقة، وفي الطليعة نقاط الصراع أو النقاط الملتهبة، في مرحلة خلط أوراق وتغيير موفدين، أو على الأقل فترة انتقالية، بين من هم ذاهبون ومن هم داخلون إلى الأدوار والمهمات.

ماذا عن آموس هوكشتاين؟ وبمن سيستبدل؟ ماذا عن الملف الذي حمله، من الترسيم البحري إلى محاولة الوصول إلى اتفاق على الحدود، واعادة الاعتبار للقرار 1701؟

ما هو دور مسعد بولس؟ هل يكون موفد الرئيس ترامب إلى لبنان؟ ومن سيكون موفده إلى اسرائيل؟.. إذا تمسك لبنان بالقرار 1701 بحذافيره، واعتبرت إسرائيل انه أصبح من الماضي، من سيقرب المسافات الضوئية بين الطرحين؟ 

لبنان أمام غموض، غير بناء، من اليوم وحتى دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني من السنة الجديدة.

عشرة أسابيع تقريبا، فهل يملؤها حراك ديبلوماسي أم مزيد من التصعيد ومزيد من التدمير؟ز

=======

* مقدمة "الجديد" 

"فتح" توليب أمستردام بألوان العلم الفلسطيني وأمنية إسرائيل أن يبتلع البحر غزة، تحققت في نهر هولندا بعكس ما تشتهي الرياح الإسرائيلية.

عرب هولندا الأحرار رموا التطرف الإسرائيلي المسمى زورا مشجعي فريق رياضي في اقرب ساقية بعدما افتعلوا اعمال شغب واستفزوا الجماهير مزقوا وحرقوا العلم الفلسطيني من شرفات المنازل.

كانوا البادئين باعتراف الغارديان البريطانية فانتفض مغاربة أوروبا بضربة مرتدة وركلات جزاء، حيث احتجزوهم كرهائن واشترطوا عليهم الهتاف "فلسطين حرة" كطوق نجاة قدم فريق مكابي تل أبيب ومشجعوه استعراضا حيا مستنسخا عن فريق بنيامين نتنياهو الوزاري. 

وفي الوقت الإضافي على حرب الملاعب جند نتنياهو اللاعب المستبدل جدعون ساعر في أول مهمة خارجية فطار الى امستردام على جناح معاداة السامية لخطورة الإصابة بالروح المعنوية.

طالب نتنياهو نظيره الهولندي بمحاسبة الفاعلين وحماية الجالية اليهودية...

ولكن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي كان قد رفع البطاقة الحمراء للجماهير.

ودعا إلى الامتناع عن حضور مباريات كرة القدم وكرة السلة للفرق الإسرائيلية في أوروبا حتى إشعار آخر.

واما في المباريات النارية للعدو فانها لم تبلغ نهائياتها بعد، وإن كانت أجواء الادارتين الاميركيتين بفرعيها الراحل والآتي تتحدث عن قرب اتفاق لوقف النار مع لبنان... ولكنه على الارض.

فالنيران مشتعلة وليس آخرها في مدينة صور هذا المساء، حيث قصف العدو دوار جنبلاط في المدينة وأوقع عددا كبيرا من الاصابات.

وبرا سجل جيش الاحتلال محاولات تقدم جديدة من نقاط قرى الحافة الامامية في وقت كانت الصواريخ والمسيرات الآتية من لبنان تتساقط على مثلث الرعب حيفا... عكا ونهاريا ومعها تل أبيب الكبرى.

والقول الفصل متروك للميدان فالمقاومة ثابتة وصامدة  وتل أبيب لم تحقق اهداف عودة المستوطنين الى الشمال  والمرحلة تقتضي "ترشيد" الكلام عن انتصارات وعدم القفز في الهواء. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو فی المیدان حزب الله

إقرأ أيضاً:

طَلْقةٌ خائبَة.. هديّة نتنياهو لترامب: بيجر مُذَهّب!

تفاجأ الكثيرون من خطوة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاستفزازية، بإهدائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، جهاز "بيجر" مطلي بالذهب، في سياق إبرازه المتغطرس والمُبالغ فيه لعملية التفجير الإجرامية لعدّة آلاف من أجهزة النداء (البيجرز) وأجهزة اللاسلكي (ووكي توكي)، والتي نفّذها كيانه ضدّ حزب الله، بتاريخ 17 و18 أيلول/ سبتمبر 2024، في سياق حربه العدوانية الشاملة التي شنّها على لبنان، بذريعة استباق أي هجوم لحزب الله قد يُماثل هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنّته حركة حماس الفلسطينية في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، والذي هزّ أركان الكيان الإسرائيلي، جيشا وحكومة ومجتمعا.

فهل نجح نتنياهو في حركته الوقحة هذه، والتي تأتي ضمن سلوكيات ومواقف مدروسة بعناية من قِبَل هذا المجرم المتعطّش للدماء، في سياق حربه النفسية المُكمّلة لحربه العسكرية المفتوحة ضدّ قوى المقاومة في المنطقة، والتي يُسَمّيها نتنياهو بمحور الشرّ والإرهاب؟!

نتتياهو يُفاخر بجريمته

كشف مصدر مُطّلع لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن نتنياهو، وأعضاء حكومته وقادة الأجهزة الأمنية، وافقوا على عملية "تفجيرات البيجر" في لبنان، في العام الماضي، خلال اجتماع أمني، قبيل عملية التفجير. ونقَل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن "إسرائيل لم تُبلغ إدارة جو بايدن قبل عمليّتها التي شهدت تفجير الآلاف من أجهزة البيجر الخاصة بأعضاء (حزب الله)".

وبالفعل، فقد أقرّ نتنياهو، للمرّة الأولى، بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 بمسؤولية كيانه عن تفجير أجهزة "البيجر" في لبنان. وقال إن هذه العملية، واغتيال أمين عام "حزب الله" (السيّد) حسن نصر الله، انطلقت رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية. فيما نقلت هيئة البث الرسمية عن نتنياهو قوله: "قبل عملية البيجر أخبروني أن الولايات المتحدة ستُعارض، لكنّي لم أنصت لهم"!

وفي الخامس من شهر شباط/ فبراير 2025، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهاز اتصال إلكترونيا لاسلكيا صغيرا (بيجر) لونه ذهبي، وقالت إن ذلك يُشير إلى العملية السريّة التي نفّذتها المخابرات الإسرائيلية ضدّ آلاف من عناصر حزب الله اللبناني.

وذكَرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أهدى ترامب جهاز بيجر ذهبي اللون وآخر عاديا، وأضافت أن ترامب علّق على الهديّة المُقَدّمة من نتنياهو بقوله: "كانت عملية رائعة"، في إشارة إلى عملية تفجير أجهزة البيجر في عناصر حزب الله. ولاحقا أعلن نتنياهو أنه أعطى ترامب جهاز "بيجر" مطليّ بالذهب "لأنّني أعلم أنه يحب المفاجآت؛ ونحن فاجأنا حزب الله".

تفجير "البيجر" في إطار الحرب النفسية

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام 2023، شهدت الساحة اللبنانية توتّرات متصاعدة بين حزب الله و"إسرائيل". وقد اتخذت هذه المواجهة أبعادا متعدّدة، تجاوزت التصعيد العسكري لتشمل الاستخدام الواسع لتكتيكات الحرب النفسية من قِبَل الطرفين.

وقد استهدفت الحرب النفسية الإسرائيلية ضدّ حزب الله إيقاف التصعيد العسكري للحزب على الحدود مع "إسرائيل"، أو ما أسماه الحزب جبهة إسناد غزة، ومُطالَبة الحزب بسحب قوّاته إلى ما وراء نهر الليطاني. واعتمدت "إسرائيل" لتحقيق هذه الأهداف على استراتيجية شاملة (من ضمنها الرسائل والاتصالات التحذيرية والتهديدية للناس، والهجمات السيبرانية، والاغتيالات المُمَنهجة لكوادر المقاومة والحزب)، عملت على إضعاف الحزب وإحداث خلل في بُنيته العسكرية والشعبية قبل الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معه؛ وفي مقدّمة الأساليب التي اعتمدها الكيان في إطار هذه الاستراتيجية، أسلوب التفجير المفاجئ والواسع النطاق لأجهزة النداء (البيجر) وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها عناصر المقاومة.

ولا شكّ بأنّ عملية التفجير تلك، والتي استغرق التخطيط لها عدّة سنوات، كانت عملية مُتْقَنة وغير مسبوقة، من منظور عسكري وفنّي واستراتيجي؛ ولو أنها تمّت في غير أوانها، حسب الخطّة الإسرائيلية المرسومة للحرب على لبنان في حينه، لأنّ عنصرا (أو اثنين) في حزب الله قد اكتشف ثغرات مثيرة للشبهات في تلك الأجهزة، قبيل تفجيرها بوقتٍ قصير.

لكن، وعلى الرغم من النتائج التي حقّقتها تلك العملية الإجرامية على مستوى "تحييد" آلاف من عناصر حزب الله عن ساحة المعركة التي حصلت لاحقا (من بينهم عشرات الشهداء)، والأثر المعنوي والنفسي الخطير الذي تسبّبت به ضمن بيئة المقاومة، والمدنيّة تحديدا (الصدمة والإرباك)، إلّا أنها لم تؤدّ إلى النتيجة الأهم التي توقّعها العدو، وهي الانهيار الكامل للمقاومة، بفعل عملية التفجير، والتي تلاها اغتيال قادة "قوّة الرضوان" النخبويّة، ومن ثمّ الاغتيال الآثم للسيّد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، والذي تَبعه استهداف المنشآت العسكرية والصاروخية التابعة للمقاومة في مختلف المناطق اللبنانية.

لقد حقّقت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية "إنجازا غير مسبوق" ولا يمكن إنكاره قياسا بإنجازات الأجهزة المُماثلة، على المستوى الدولي أو الإقليمي، خلال عقودٍ مضت، سواء من حيث فكرة تفجير "البيجر" أو كيفيّة تنفيذها فيما بعد، باعتبار أنها استهدفت، وبتوقيتٍ موَحّدٍ لم يتجاوز الثواني الخمس، مُقاتلين وناشطين في الحزب، بالدرجة الأولى، على مساحات واسعة، في لبنان وسوريا، مع إصابة عدد كبير من المدنيين.

إنّ هذا الهجوم المُفاجئ، المُتمثّل في تفجير الأجهزة الإلكترونية اللبنانية، وتكثيف الحرب النفسية الإسرائيلية ضدّ لبنان، في الوقت عينه، أخَذ جهود "إسرائيل" التدميرية إلى منحى أكثر توحّشا وغرابة من المعتاد.

ففي حرب عام 2006 على لبنان، قَتَلت القوّات الإسرائيلية ما يُقارب 1200 شخص، غالبيّتهم من المدنيين. وفي الأيام الأخيرة من الصراع، أطلَقت ملايين الذخائر العنقودية على لبنان، وفشل العديد منها في الانفجار عند الارتطام، ممّا تسبّب في إصابة وقتل المدنيين لسنواتٍ بعد ذلك. وما هذا إلّا انتهاك آخر لحَظر الألغام والفخاخ. وكما هو الحال مع الأجهزة المحمولة المتفجّرة (البيجر)، فإنّ القنابل العنقودية غير المنفجرة ليست مجرّد أسلحة بحدّ ذاتها؛ بل هي أيضا أدوات للحرب النفسية، مُصمّمة لإبقاء السكّان المدنيين في حالة من الرّعب الدائم.

إذا، من المنظور العسكري-النفسي، يمكن القول إن الكيان الإسرائيلي حقّق "إنجازا نوعيا" من خلال عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية، حين تمكّن من استهداف أو "تحييد" آلاف العناصر من حزب الله، بضربتين مُتتاليتين، قبيل شنّ حربه المُدَمّرة على لبنان، والتي توازَت مع حرب نفسية، إعلامية وسياسية موجّهة، ضدّ بيئة الحزب والبيئة اللبنانية عموما، ولو أنها لم تُحقّق هدفها الأوّل المُتَوخّى من قِبَل الكيان، لجهة دفع هاتين البيئتين للتحرّك ضدّ المقاومة، أو على الأقل التخلّي عن احتضانها، وقت الحرب، وفي مرحلة ما بعد الحرب، بما يتيح لإسرائيل فرض شروطها وإملاءاتها على خصمها من موقع المُنتصر.

التقييم النفسي لنتنياهو

بعد تحليل نتائج البيانات والمعلومات، التي جمَعها طوال سنوات، يعرض البروفيسور الإسرائيلي شاؤول كيمحي التقييم النفسي لشخصية بنيامين نتنياهو. يقول كيمحي: يكشف سلوك نتنياهو عن الكثير من خصائص الشخصية النرجسيّة: المَيْل إلى جنون العظمة، وربط مصير "إسرائيل" بمصيره الشخصي، والطموح القوي، والتفاني التام لتحقيق هدفه بأي ثمن، وعدم الاعتراف بالضعف، ورفض اللوم، والتلاعب في علاقاته مع الناس وصولا لتحقيق أهدافه، وخيانة الأمانة، ونقص الأخلاق السياسية، وحساسيّة كبيرة للنقد..

كما يميّز سلوك نتنياهو منذ صغره الرّيبة والشك، ويتملّكه شعور بالمؤامرة في كلّ مكان؛ فمن يختلف معه فهو عدوٌ له. ينظر إلى العالم على أنه مكانٌ قاسٍ يقوم على الصراع المستمر من أجل البقاء، ولا مجال فيه للإيثار أو العمل الخيري، وليس فيه متّسع للصداقة الحقيقية.

وعلى أيّ حال، من الصعب أن تجد مَن يستطيع فك كلّ رموز شخصية بنيامين نتنياهو، فهو دائما مفاجئ، وفي كثير من الأحيان صادم؛ لكن هناك شيء يُتقنه جيّدا، هو وضع مصالحه الشخصية فوق أي اعتبار، فإذا أراد أمرا فلن يعيقه شيء عن الوصول إليه، وأهم أدواته في تحقيق أهدافه؛ إدارة التسويق.

كان نتنياهو قد بدأ حياته موظّفا في تسويق البضاعة بمحل لتجارة الأثاث في الولايات المتحدة، وأبدع في التقاط أسرار هذه المهنة، كان يعرض بضاعة أخشاب السويد على أنها أخشاب زان، ويبيع أشياء تصلح وأشياء لا تصلح.

التسويق إذن هو الحمض النووي (DNA) في شخصية نتنياهو، يضع لنفسه هدفا، ويبتدع أنجع الطرق لتسويقه، يقرأ خريطة الناس بصفتهم زبائن، يكتشف نقاط الضعف، ويَنْفذ من خلالها كالسهم. قد تكون هذه الطرق قذرة، وقد تكون طافحة بالأكاذيب، وفائضة بالخدع، وقد تُكلّف بلاده وشعبه، وحتى حزبه، ثمنا باهظا؛ لكن المهم أنه يجد مَن يُصفّق له. وكيف يُصفّقون له: بنوعيّة الرسائل التي يبثّها!

خلاصة

وبعد.. هل يجوز أن يتفاجأ أحد بما فعله رئيس حكومة الكيان في الولايات المتحدة، حين "أهدى" حليفه الأكبر، وشبيهه أو شريكه في ارتكاب المجازر وتنفيذ الاغتيالات، دونالد ترامب (الذي تباهى بإعلان مسؤوليته عن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مطلع العام 2020 قرب مطار بغداد الدولي) قطعة بيجر مُذَهّب، كشاهد صارخ على تأصّل الجريمة والتفاخر بها في نفسي نتنياهو وترامب، واللذين شكّلا مادّة خصبة للكثير من الكتب والدراسات السياسية والنفسية والاجتماعية التي تناولت شخصيّتيهما المُعقّدتين والنرجسيّتين بالتحليل والنقد اللاذع؟

من هنا يمكن فهم الأهداف المُضمَرة من الحركة الخبيثة التي قام بها نتنياهو في واشنطن، والتي تُجسّد نَزعة الإجرام المتأصّلة فيه من ناحية؛ ووَلعه بتسويق نفسه أمام "شعبه" والشعوب الغربية، كبطل وقائد ومُخطّط استراتيجي، يسحق أعداءه بلا رحمة أو ضوابط، من ناحية أخرى!

لقد التقى نتنياهو، قائد عملية تفجير أجهزة "البيجر" وأجهزة اللاسلكي في لبنان - التي عُدّت جريمة كبرى ولا سابق لها، حسب معايير القانون الدولي والأعراف والقِيم الأخلاقية والإنسانية- بترامب؛ المسؤول عن اغتيال الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، كي يشربا معا نخب جرائمهما المُتمادية، في جو احتفالي عابق بروائح الحقد والكراهية والشماتة..

وقد تباهى نتنياهو فيما بعد بمسؤوليته عن اغتيال أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصر الله، وعشرات عمليات الاغتيال التي طالت قادة وكوادر في المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، خصوصا خلال الحرب الإسرائيلية المُدمّرة الأخيرة ضدّ قطاع غزة ولبنان، في سعي محموم من قِبله للتنفيس عن عقَده المَرَضيّة من جهة؛ ولتكريس نفسه كزعيم تاريخي لما يُسَمّى "شعب إسرائيل"، وهو مستعد للقتل بلا هوادة لحمايته؛ كما لإبعاد نفسه عن خطَر المحاكمة والسجن بتُهم تلقّي رشاوى مالية وخرق الثقة والاحتيال، من جهة أخرى.

في المقابل، يمكن التأكيد بأن الطرف أو المحور الذي يستهدفه نتنياهو بعملياته الإجرامية والتحرّكات المُكمّلة لها لن يتأثّر كثيرا بالحرب النفسية الإسرائيلية هذه، كونه خَبرها واعتاد عليها منذ أمَدٍ بعيد؛ وكذا الحال بالنسبة لبيئة أو بيئات محور المقاومة، والتي أثبتت أنها عصيّة على المؤامرات والهجمات والحروب المُعادية، مهما تنوّعت وتشعّبت وتطوّرت أساليبها.

ولأنّ "للظالم جولة وللمظلوم صولة"، فإنّ طَلْقَة نتنياهو الخائبة في واشنطن لن تؤدّي سوى إلى تعميق الهوّة السحيقة بين كيان الاحتلال في فلسطين وبين شعوب المنطقة، وإلى زيادة حدّة الصراع وتوسيع دوائره، حتى تَحين لحظة الحسم الكبرى، باستئصال الكيان السرطاني من جسد هذه الأمّة المُضَحّية، مرّة واحدة، وإلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • حازب: تحليق الطيران الصهيوني فوق المشيعين في لبنان يكشف الهزيمة النفسية للعدو
  • عن لبنان.. هذا ما أعلنه نتنياهو في يوم تشييع نصرالله
  • تزامنا مع كلمة لنعيم قاسم.. غارات إسرائيلية تستهدف مناطق في الجنوب اللبناني
  • الرئيس اللبنانى «جوزيف عون» لن يشارك فى جنازة «حسن نصر الله»
  • طيران العدو يشن سلسلة غارات على أطراف لبنان
  • مخاوف من الاغتيالات
  • مقدمات النشرات المسائيّة
  • [ مقدمات توعية قبل الإقدام على الإنتخابات ]
  • حركة المجاهدين تؤكد رفضها ادعاءات نتنياهو بخصوص جثمان الأسيرة “شيري بيباس”
  • طَلْقةٌ خائبَة.. هديّة نتنياهو لترامب: بيجر مُذَهّب!