الثورة نت:
2025-05-01@03:03:48 GMT

فوز ترامب وسعادة العقول البائسة ..!

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

فوز ترامب وسعادة العقول البائسة ..!

 

يساري أتحفنا بسعادته حين فاز ترامب واعتبرها ديمقراطية بلا رتوش، وأخوانية توقعت فوز “الرفيقة” هارس، لكن يا فرحة ما تمت، فأرسلت تهنئتها إلى ترامب فور إعلان فوزه، ويبدو أن جيل الربيع العبري لا يقرأون، ويصدرون أحكاماً وآراء عاطفية تُبنى تحت وقع الانبهار بالغرب.
في حين إن ديمقراطية أمريكا بحسب المفكر المصري الراحل سمير أمين ” ديمقراطية السقف الواطي ” (انظر كتابه الفيروس الليبرالي)، حيث يقوم الصندوق الانتخابي على تنظيم التنافس على السلطة بين حزبين يمثلان مصالح الأثرياء ولا خيار ثالث، ومن سخريات الفلسفة السياسية الأمريكية أنها تطرح مبدأ التعدد والتنوع في كل شيء، حتى بلغت الإقرار بالجنس البشري الثالث ” شرعت المثلية”، أما بنية نظامها السياسي فإنه ما برح يقوم على منطق الخيارين (إما … أو)، إما جمهوري أو ديمقراطي ولا ثالث لهما.


ويمكن الجزم أن الديمقراطية الأمريكية اليوم بلغت قاعها الأوطى من الواطي، فلقد أضحت ديمقراطية التنافس فيها ظاهري شكلاني، ولا خيار أمام الناخب الأمريكي سوى الاختيار بين متنافسين صهيونيين لا يختلفان في طبائع الشر المتأصلة فيهما إلاّ بدرجة القساوة، أحداهما شديد القساوة والآخر ناعم القساوة.
ومن المؤسف أن العقل السياسي العربي الرسمي بات في معظمه ينتظر حلولاً للمشاكل والأزمات بالنظر إلى ما ستفرزه الانتخابات الأمريكية من نتائج، فهذا العقل رفع أمريكا إلى مصاف إله التغيير المنتظر.
وبعض حسني النية، ظنوا أن الحلول ستأتي مع صعود ترامب، لأنه يرفع شعار أمريكا أولاً، واعتقدوا أن ذلك يعني انكفاء ترامب على معالجة أوضاع أمريكا الداخلية، وهذا قصور في فهم سياسة أمريكا الخارجية الثابتة على أسس وضع مداميكها وزير خارجيتها الراحل هنري كيسنجر، حيث تتلخص في جوهر عبارته الشهيرة الذي يقول فيها ” ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تحل أي مشكلة بالعالم، لكن من مصلحتها أن تمسك بخيوط المشكلة وأن تحرّك هذه الخيوط حسب المصلحة القومية الأمريكية “، كما لخصت جريدة هارفارد كريمسون سياسة كيسنجر الخارجية وأضحت أحد ثوابتها ” تعرف السياسة الخارجية لهنري كيسنجر، قبل كل شيء، بالازدراء المطلق للحياة البشرية والسعي المطلق لتحقيق المصالح الأمريكية”، واضافت ” مقابل كل جريمة من جرائم كيسنجر تمر دون عقاب ومقابل كل جزء من المديح الذي يتلقاه، يتجسد بشكل أكبر الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل ما تشاء مع بقية العالم”.
وعليه يمكن الجزم أن سياسة أمريكا الخارجية لن تتغير لا في عهد ترامب ولا في عهد غيره من الرؤساء الأمريكيين المقبلين، وما يختلف فيه ترامب عن سواه هو أنه يدير سياسة أمريكا الخارجية بعقلية تاجر المزادات مع قدر عالٍ من الابتزاز لكي يحقق من خلالها مصالح أمريكا أولاً.
كيف نفهم عقلية ترامب السياسية؟
– من الضرورة عند قراءة ترامب سياسياً الأخذ بعين الاعتبار منطق تعامله التجاري مع كل القضايا على قاعدة الربح والخسارة.
– أمريكا بالنسبة له شركة تجارية ينبغي أن تحقق أرباحاً، لكي تستمر في الريادة.
– وخوض الحروب الخارجية التي ترهق كاهل الاقتصاد الأمريكي لا ضرورة لها.
– وإذا تطلب من أمريكا أن تحمي حلفاء لها أو تخوض حرباً خارجية لصالحهم، فإنه ينبغي على هؤلاء الحلفاء أن يسهموا في تمويلها.
وعند كل مشكلة تطرأ يطرحها ترامب في بورصة المزادات للمعنيين بها، ومن يدفع أفضل سعر، شريطة أن لا تتعارض مطالبه مع مصالح أمريكا، فإنه حينها يبحث في تفاصيل المطلب ويقوم بتنفيذه بعد أن يحسب حساب الفائدة والخسارة فيه، أى أنه يفكر بعقلية المستثمر المقاول طالما هناك من سيدفع الأتعاب والفائدة.
ومن المؤسف أن العقل السياسي العربي، إلاّ مِن? رحم ربي، بات بائساً، عاطلاً، عاجزاً عن إنتاج الحلول وينتظر أن تأتيه من العم سام.
وهذا العقل البائس أحد تجليات خروج العرب من التاريخ الذي نبه لهذا المآل الدكتور فوزي منصور قبل أكثر من ثلاثة عقود في كتابه المشهور ” خروج العرب من التاريخ “.
وفي هذا الزمن الرديء، لم نعد أمة مستهلكة للسلع وسوقاً استهلاكية للماديات، بل أضحينا أمة مستهلكة حتى للقيم الفكرية والروحية ونستوردها، ونعتقد أنها حلول للأزمات والمشاكل التي تواجهنا، حتى صرنا نستورد قيم الآخر الثقافية، ويتعامل العقل البائس مع كل شيء في الحياة بذهنية الشمبانزي ” التقليد والمحاكاة”.
وعلى الرغم من قتامة وضع العقل السياسي العربي السائد الذي جاء من رحم ثقافة الحياة واللهو اليزيدية، فإن التعويل على العقل السياسي المقاوم الذي برز جلياً اليوم وهو امتداد لثقافة الإمام الحسين بن علي – رضوان الله عليه – وهذا العقل لا يعول إلاّ على الله وعلى إرادة مجاهديه المؤمنين الذين يخوضون معركة كربلائية وبروحية استبسال وشجاعة حسينية لا تقبل الضيم.
ويمكن القول إن الحسين – رضوان الله عليه – حاضراً في معركة اليوم في مأساته، كما أن روح إقدامه وشجاعته حاضرة في أنفاس كل المجاهدين على أرض المعركة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اجتماع للجنة دراسة ظاهرة هجرة العقول والكفاءات اليمنية برئاسة الوزير باجعالة

الثورة نت/..

عقدت لجنة دراسة ظاهرة هجرة العقول والكفاءات اليمنية، اليوم اجتماعا، برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة.

وفي الاجتماع أشار الوزير باجعالة، إلى أن هجرة الكفاءات اليمنية إلى الخارج تعد واحدة من أبرز التحديات التي تواجه اليمن، حيث يؤدي نزوح العقول والخبرات إلى استنزاف الموارد البشرية المؤهلة، مما يعيق عملية التنمية ويعمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى أهمية دراسة كافة أسباب هذه الظاهرة.. لافتا إلى أن الوزارة ستقوم بدورها في هذا الجانب على أكمل وجه، من خلال تقديم التوصيات أمام متخذي القرار، لوضع حزمة من السياسات والبرامج التي تحقق الأهداف المرجوة.

وكان الاجتماع استعرض الخطة المعدة لدراسة ظاهرة هجرة الكفاءات اليمنية إلى الخارج، ومتطلبات تنفيذها وكل ما يسهم في تحقيق الغايات المرجوة منها.

مقالات مشابهة

  • مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع يناقش مستجدات ملف نمو الأسرة
  • عاجل- الخارجية الأمريكية: أنجزنا رؤية ترامب في السياسة الخارجية خلال 100 يوم فقط
  • الخارجية الأمريكية: حققنا رؤية ترامب خلال أول 100 يوم
  • الأولمبياد الخاص المصري يشارك في ملتقى الرياضيين العالمي "من باريس إلى أمريكا" بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
  • جاك فوكار.. أمير الظلام الذي أرسى سياسة فرنسا الأفريقية
  • وزير الخارجية العراقي يحذر من كارثة في حال فشل المحادثات بين أمريكا وإيران
  • وزير الخارجية: التعاون الاستخباري مع أمريكا ضروري لردع الإرهاب والعراق قطع أشواطاً مهمة ديمقراطياً
  • اجتماع للجنة دراسة ظاهرة هجرة العقول والكفاءات اليمنية برئاسة الوزير باجعالة
  • عراقجي: توهم إسرائيل بأنها قادرة على إملاء سياسة إيران بعيد عن الواقع
  • بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي