إحياء ذكرى الشهداء في كل عام كونها محطة مهمة تعيد تجديد روح الجهاد والاستشهاد في نفوس أبناء الأمة

من بين مقامات الخلود يأتي عبق ذكرى لأبطال ورموز لا يمكن ان يحدهم مكان أو زمان يختصر وجودهم وهم الأحياء فينا ومنهم وبهم نحيا وتحيا قلوب تكاد رائحة الحروب والدماء ان تميتها.
رجال صدقوا ربهم ما عاهدوه عليه بما حملته قلوبهم من يقين بأن التجارة مع ربهم هي التجارة التي لا تبور فعقدوها بثمن لا تساويه الدنيا وما فيها وهل للجنة من ثمن سوى الانتصار لله ودينه وقتال أعدائهم.


وبالتالي فإحياء ذكرى الشهداء هو من باب التذكير لأنفسنا بفريضة الجهاد التي حاول الأعداء فصلنا عنها ليكونوا هم المتحكمون بمسارات حياتنا ونكون لهم من التابعين يتسيدون على دولنا ويعتلون ظهورنا لمحو الروحية الإيمانية من قلوبنا!!
وأيضا إحياء الذكرى يأتي من باب اسعاد قلوب أسر وهبت أغلى ما عندها في سبيل الله وسبيل أرضنا التي انهال عليها الأعداء لإركاعنا وبفضل التضحيات والدماء فشلت مخططاتهم وبالتالي فدعم أسر الشهداء ليست مسؤولية دولة فحسب انما هي مسؤولية مجتمعية وشعب ينعم بالأمان بسبب تضحياتهم التي لا يضاهيها أي تضحية!!
وفي استطلاع اجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة لـ(سرة) مع عدد من أسر الشهداء والناشطات الإعلاميات عن أثر الشهادة والشهداء وأهمية إحياء ذكراهم: نتابع الحصيلة:
الثورة / خاص

بداية الكاتبة هنادي محمد/زوجة شهيد ابتدأت حديثها بالآية الكريمة «من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا “.
ثم أضافت: ان المقصودون في الآية المباركة المذكورة هم: سادة الأرض وكُرمائها، وبذروها الطيبة المثمرة، هم الشهداء العظماء الأحياء، هم الرجالٌ الصادقون الذين ترجموا حقيقة صدقهم وإخلاصهم في أرض الواقع، عاهدوا الله على السمع والطاعة له ولكتابه ولرسوله- صلوات الله عليه وآله- والامتثال لكافّة توجيهاته وأوامره؛ فمثّلوا مسيرة الإيمان والجهاد خير تمثيل، وقدموا أرقى نموذج عن الدين الإسلامي.
وعن الأثر العظيم للشهادة والشهداء أوضحت هنادي: ان الشهداء تركوا إرثًا عظيمًا متمثلًا بمنظومة متكاملة من القيم الإيمانية المُثلى، بنفوسهم ونفسياتهم الملائكية وأنموذجهم الرّاقي الذي جسدوه في واقع حياتهم وتعاملاتهم وعلاقتهم بالناس؛ قد صنعوا أرواحًا أخرى تعشق الشهادة في سبيل الله، لا تهاب الموت قتلًا، وتأبى العيش ذلًّا، والأرض كلّما ارتوت بالدماء الطّاهرة أزدادت اخضرارا وإشراقًا وصلابةً وثباتًا؛ هذا هو الإرثُ الأسمى، وهو أيضًا الأثَرُ الأبقى.

محطة تجديد
وحول أهمية إحياء ذكرى أسبوع الشهيد أوضحت هنادي محمد: اننا نحيي ذكرى الشهداء في كل عامٍ بمناسبة خاصة تحمل اسمهم ومجدهم؛ ولا يعني ذلك أنهم منسيون حتى تأتي هذه المناسبة لتذكّرنا بهم؛ وإنما تأتي أهمية احياء هذه الذكرى لكونها محطة مهمة تعيد تجديد روح الجهاد والاستشهاد في نفوس أبناء الأمة التي تتعرض على مدار العام لمؤثرات قد تُدَني من مستوى الروح الجهادية، إلى جانب أنها فرصة للتزود من مآثر وبطولات الشهداء العظماء؛ حين تتكرر مواقفهم التي سطرها التاريخ على مسامعنا، وأهم عنصر يجعلنا نحيي هذه الذكرى هي أننا نقدم رسالة بالغة للعدو مفادها: أننا قومٌ نحمل ثقافة الاستشهاد التي تتجذر في قلوبنا يومًا إثر آخر، ولا ننسى شهدائنا الأحياء بمجرد تشييعهم؛ بل ندرك يقينًا حقيقة أنهم يرقبوننا ويشدّون على أيدينا بإكمال الدرب والمسير حتى اللحاق بركابهم وقافلتهم الحسينية الكربلائية.
وأكدت هنادي على ان واجب الجميع نحو أسر الشهداء الكرماء هو كل ما يندرج تحت مصطلح (الإحسان) وكل ما يعنيه المضمون العملي لمفهوم (الإحسان)، لما يترك ذلك من أثرٍ حَسنٍ في نفوسهم؛ ولا شك في أن هذا الأمر يعتبر مسؤولية تكاملية بين الدولة والمجتمع، كلٌّ من حيث موقعه ودوره؛ فلا أحد في غنى عن محبة الله القائل في محكم كتابه الكريم: ﴿وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمحسنين﴾.
واردفت هنادي: لله الحمد والشكر والمنةَ والفضل أننا حملنا شرف اسم (أسرة شهيد) وتقلّدنا هذا الوسام العظيم الذي نعتزُّ به جدًّا، وحقيقة أنا أراها من زاوية خاصة، قد تكون صائبة وربما لا؛ وهي أن الشهيد هو من قدّم نفسهُ بنفسهِ، بما حمل من إيمان ووعي عظيمين، وما أسرته إلا عونًا له فيما عاهد الله عليه.
كما أننا كأسرة شهيد لا نريد جزاءً أو شكورا إلّا ابتغاء مرضاة الله عزّ وجل.
وفي سياق حديثها قالت هنادي محمد: ومن هذا المقام أتقدّم بالشكر الجزيل لسيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ويرعاه_ ولحكومة صنعاء برئاسة سيادة الرئيس المشاط، وللهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء وذلك لما يولوه من رعاية واهتمام بأسر الشهداء بما هو متاح من إمكانات.
حيث تابعت : بالأثر الذي لمسناه من تضحيتنا، أثرٌ ترك وقعًا عميقًا في نفوسنا، وهو الشرف الكبير الذي ناله اليمن في مشاركته البطولية في معركة طوفان الأقصى، وهذا دليل قاطع على أنّ دماء شهدائنا الذين كان القدس وتحريره نصب أعينهم قد أثمرت، ولا شرفٌ يمكن أن يعلو على قضيتنا المركزية الأم (فلسطين)، والعاقبةُ للمتّقين.

عظمة الاصطفاء
وعلى ذات الصعيد أكدت كرم الرميمة وهي أخت لثلاثة شهداء ان الآية الكريمة “من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” هي في حق الشهداء.
ثم تابعت: أنهم الشهداء الخالدون من اصطفاهم الله عز وجل ليكونوا منارة العشق الإلهي والخلود المقدس بالجنة دون حساب، وهم من أحيا بهم الله الروح الجهادية في الأمة، من أثنى عليهم الله بعظيم الثناء ووعدهم بالوعد العظيم والمنزلة الرفيعة،
وتضيف الرميمة في وصف الشهداء: هم ضيوف الرحمن الذين من الله عليهم بالحياة الكريمة {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}،
وتتابع كرم: وحين نعود إلى القرآن الكريم نرى كيف ارتبط عز الأمة ومجدها واستقلالها وحريتها بثقافة الجهاد والاستشهاد لما تتركه من أثر عظيم في نفوس كل من يتحرك في سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل الدفاع المقدس عن دين الله وعن الأرض الذي ينتمي اليها.

دروس وعبر
وأكدت الرميمة: على أننا حين نحيى هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا نحيها لنأخذ الدروس والعبر من أولئك العظماء الخالدون الذين سطروا بدمائهم الطاهرة لوحة النصر الموعود الذي تحقيقه أصبح قاب قوسين أو أدنى نتذكر الشهداء لتزداد ثقتنا بوعد الله وليكونوا هم خارطة الطريق التي ترشدنا إلى السير إلى الله.
وأوضحت كرم: انه من الواجب علينا أن نكون نحن أيضا أوفياء مع من جعلوا من أجسادهم دروعا حصينة للدفاع عنا وعن شرفنا وعرضنا وأرضنا وديننا وان نبادلهم الوفاء بالوفاء بالرعاية لمن تركوهم خلفهم يجب علينا أن نحمل روح المسؤولية اتجاه أسر الشهداء فنحن جميعا معنيون بذلك ليست الدولة فحسب ولا حتى مؤسسة رعاية أسر الشهداء هي وحدها المعنية بكفالة ورعاية أسرهم بل نحن جميعا محملون المسؤولية أمام الله أفرادا وجماعة ودولة.
وعن كونها من أسرة قدمت ثلاثة شهداء تؤكد كرم على شرف الشهادة العظيم بالقول: ونحن كأسرة شهداء يكفينا فخرا وعزا واجلالا بأننا بتقديمنا لفلذات أكبادنا في سبيل الله أننا بنينا لبنة في صرح الإسلام العالي وبنيانه العظيم كما قال الشهيد القائد سلام الله عليه وأكدت على أن ما تشعر به هو شعور العزة والإباء وهو شعور كل أسرة شهيد من الله عليها باصطفاء أحبتها للسير في ركاب العظماء في ركاب أبي عبدالله الحسين بن علي عليهم السلام.
وتقول كرم الرميمة : وقد لمسنا اثر ذلك في أنفسنا وفي اندفاعنا في نهج منهجهم واقتفاء أثرهم في مواصلة المسير نحو الوصول إلى تحقيق النصر في معركة الفتح الموعود بالجهاد المقدس رافعين راية النصر أو الشهادة، مدركين تماما أننا في كلا الحالتين منتصرين بإذن الله.

ثقافة الشهادة
بدورها الناشطة الثقافية غادة حيدر وصفت الشهداء بأنهم الأطهار الأخيار المجاهدون الأبرار من باعوا من الله ابتغاء مرضاة الله والله اشترى منهم فمنهم من اصطفاه الله وارتقى شهيدا فمنٌح الشرف العظيم والوسام الأبدي والحياة الخالدة في ضيافة رب العالمين شهداء على طريق القدس ومنهم من يسير على طريق الرباط والمرابطة وينتظر لوعد الله واثقا بربه متسلحاً بسلاح الإيمان مرابطاً على طريق القدس.

أثر عظيم
وأوضحت حيدر: ان الشهادة شرف عظيم وعز أبدي ووسام خالد في نفوس وضمائر المؤمنين التي تثقفت بثقافة القرآن بثقافة الشهادة والاستشهاد تلك النفوس والواعية الراقية بأهمية الجهاد وتقديم الشهيد تلو الشهيد فتزداد هذه النفوس نوراً أيماناً، ضياءا، صلاحاً وأثراً في اثراء القيم وتعزيز مبادئها وتثبيت الأرض والحفاظ عليها وعلى كل المقدسات الإسلامية التي هي عنوان أساسي ورئيسي وهدفاً أسمى وغاية مثلى لنيلها وأصبح عنوان المؤمنين الجامع “شهداء على طريق القدس” .
وكما أكدت حيدر على ان الشهداء أبدا لن يكونوا منسيين انما هم أحياء ونحن من نحتاج لإحياء ذكراهم لنحيا بهم ومعهم ونرحل في ركاب فضائلهم، مآثرهم، إحسانهم وتضحياتهم فتكون هذه الذكرى لنا الوقود الذي نتحرك به والضوء الذي ننير به ليالينا المعتمة فنلتمس من هذه المحطة المباركة والمثمرة عزاً، نصراً وتمكين .

مسؤولية مجتمعية
وعن سؤالنا عن واجب الجميع نحو اسر الشهداء وهل هو واجب مقتصر على الدولة أم مسؤولية مجتمعية وحكومية أجابت غادة:
يقيناً انه واجب جماعي بل هو من أقدس الأعمال والقربى لله الاهتمام بأسر الشهداء العظماء وهو جزء من الوفاء لهؤلاء الصادقين الأوفياء وأنه لشرف عظيم خدمة أسر الشهداء والاهتمام بهم فيعم الخير في المجتمع وتسود العدالة والرحمة في النفوس فتصبح الأمة أكثر قوةً وصلابة..
وتضيف غادة حيدر بالقول: نحن بفضل الله أسرة مجاهدة منذ اللحظة الأولى للعدوان زوجي، أبنائي وانا وجل ما نتمناه هو الجهاد في سبيل الله والاستشهاد على طريق القدس والى ان يصطفينا الله ونرتقى شهداء قطعنا عهداً على أنفسنا بين يدي الله سبحانه وتعالى أن كل قطرة شهيد سقطت في سبيل الله هي بمثابة الوقود والحافز لأسرتي المجاهدة ولن نتراجع عن هذا الطريق وسنواصل مشوار الشهداء بنفس الهدف ونفس المصير إما نصر أو شهادة وها نحن نرى بكل إجلال وإعزاز وافتخار ما حققته هذه العطايا الثمينة في بناء صرح الإسلام الشامخ.

شهادة في سبيل الله
بدورها الإعلامية نزيهة الحاضري أكدت ان المقصودين بالآية الكريمة «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
هم المجاهدون في سبيل إعلاء راية الإيمان عاليا وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
وأوضحت الحاضري: أن للشهادة في سبيل الله اعظم أثر في الدنيا والآخرة وانها في الدنيا عزة وكرامة وقوة وفي الآخرة خلود في جنة الفردوس في سدرة المنتهى.
وأشارت الحاضري: إلى أن الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون كما قال تعالى : (لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وذكرت أن أهمية إحياء هذا اليوم كبيرة جدا تأتي في إطار التذكير بعظمة شهدائنا وتضحياتهم بأرواحهم من اجل ان نعيش بكرامة وعزة ومنهم نستمد قوة تجعلنا نقف بقوة لاستكمال مشوارهم الذي بدأوه ويكونوا لنا منارا وقدوة في مواجهة أعداء الأمة سيما ونحن نرى تجبرهم علينا وفلسطين خير شاهد.
ونوهت نزيهةبالواجب الذي علينا تجاه أسر الشهداء حيث قالت إن واجبنا كبير نحو اسر الشهداء بان نتفقدهم وننظر في حاجاتهم وهذا الواجب على الجميع الدولة والمجتمع المحيط.
وأضافت نزيهة الحاضري بالقول : نعم نحن من أسر الشهداء فقد استشهد لنا الكثير من أولاد العم والأقارب ونشعر بالفخر والاعتزاز وتضحياتهم ستكون نورا ينير لنا طريق الحرية والتقدم والنصر العظيم والقريب إن شاء الله.

الشهادة سبيل المؤمنين
فيما اعتبرت الإعلامية وردة محمد الرميمة: الشهادة سبيل المؤمنين بالله لنيل شرف الحياة الأبدية، الذي لا موت فيها أبدا.
وتتابع وردة: رجال صدقوا في التضحية وقدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل نصرة دين الله ونصرة المظلوم، عاهدوا الله على أن لا يكون لظالم سلطة في الأرض، عاهدوه على الجهاد والمقاومة، والصبر والتحمل فمن المؤمنين رجال صدقوا فاستشهدوا ومنهم من لا زال يقدم ويسطر البطولات، له صولات وجولات في ميدان العزة والكرامة، منتظرين من الله النصر والتنكيل بالعدو، حتى أصبح لهم اثر كبير في المجتمع الذي يقتفي أثرهم في القوة والشجاعة خصوصاً عندما يكون الشهيد قائد عظيماً، يصبح قدوة حسنة لكل الأمة.
وأكدت الرميمة على أن كل تلك التضحيات أثمرت عزة وكرامة للأمة.
فمن ثمار تضحيات الشهداء أن أبناء الوطن يعيشون في عزة أحرار لا يحكمهم طاغية ولا يتسلط عليهم مجرم، وتنعم الشعوب الحرة بالأمان والطمأنينة.
وأشارت وردة الرميمة : إلى الوجب الذي يتحتم على المجتمع تجاه الشهداء حيث قالت على الجميع أن يكون مخلصا لتلك الأرواح بأن يحافظوا على ذلك النصر بالحفاظ على الوطن ورد الجميل لأسر الشهداء من باب الإحسان مؤكدة على أن الاهتمام بهم مسؤولية مجتمعية وكذلك على الدولة أن تراعيهم وتهتم بهم وتقابل عطائهم بالعطاء والتقدير لهم.
ونوهت وردة في سياق حديثها بمناسبة أسبوع الشهيد محطة للتذكير بأن الشهيد بذل روحه من أجلنا فلا نجعله أسبوع فقط نذكرهم به بل يجب علينا أن لا ننساهم أبدا وان نجعل من ذكرى الشهداء وتضحياتهم رسالة لنا وللأجيال أن كرامة وعزة الإنسان لن تتحقق إلا بتضحيات الشهداء.
وتضيف الرميمة: إنها ذكرى تبشر ببزوغ الأمل ونيل الشرف الكبير ترتبط بروح الإيمان والحرية وإيمان لا يتزعزع.
وشهداء بذلوا أغلى ما يملكون ووقفوا صامدين أمام فجاج الظلم والاضطهاد، ليسطروا بدمائهم تاريخا للأجيال، وانهم لم يخضعوا ولم يهيوا الساحة لتحكمها أمريكا ولا إسرائيل ولا أي عدو لدين الله.
واعتبرت وردة الرميمة: إن شهداءنا صوت الضمير الحي، الذي لم تستطع رصاصات الظلم والقهر أن تخنقه فهم ليسوا مجرد أشخاص يفارقوننا، بل هم رموز للصمود والقوة والعزم وعلى صفحات التاريخ تخلد قصصهم، هم أرواح البطولة إنهم قدوة لنا في الوفاء والعطاء.
واختتمت وردة الرميمة على أن ذكراهم تحيا كلما ترددت أصداء أرواحهم في سماء قلوبنا وأرواحنا، وكلما زاد انتصار الحق على الباطل لم تفارقنا ذكراهم، فهم النجوم التي تهتدي بهم الأمة من غياهب الظلام.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مسؤولیة مجتمعیة على طریق القدس ذکرى الشهداء فی سبیل الله عاهدوا الله أسر الشهداء هذه الذکرى الله علیه ومنهم من فی نفوس من الله على أن

إقرأ أيضاً:

معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»

قالت دار الإفتاء المصرية إن معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»، هو أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّد نوع من أنواع الابتلاء، مؤكدة أنه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد.

وأوضحت الإفتاء أن هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب، فابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر، يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق.

بيان أن من حكمة الابتلاء زيادة الثواب ورفع العقاب

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.

وابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الأعراف: 168.

فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].

الحث على الصبر على البلاء وإن طال زمنه

قالت الإفتاء إن الله تعالى سمى غزوة "تبوك" التي استمرت شهرًا «ساعةَ العُسرة» كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 117]، تهوينًا لأمرها وتيسيرًا لهولها، وإخبارًا بعِظَمِ أجرها.

معنى حديث: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ
وأوضحت أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك الحديث الذي ورد السؤال عنه، وهذا الحديث رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".

وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 70% من شهداء غزة نساء وأطفال
  • معنى الشهادة في حديث النبي "الشهداء خمسة"
  • جمعة: بعض العلماء جعلوا الجهاد في سبيل الله ركنًا سادسًا
  • «الإفتاء» توضح معنى الشهادة في حديث النبي «الشهداء خمسة» ومدى وجوب تغسيلهم
  • السيد القائد: الخروج يوم الغد غزوة من أهم الغزوات في سبيل الله
  • علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
  • الشهادة الجائزة الربانية الكبرى
  • د. محمد بشاري يكتب: هل يحمل الذكاء الاصطناعي الأمانة في سبيل عمارة الأرض وحمايتها؟
  • معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»