«القومية للأنفاق» توضح مراحل تشغيل الخط الأول من القطار الكهربائي السريع
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
كشف الدكتور طارق جويلي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، عن نسب تنفيذ مشروع القطار الكهربائي السريع وموعد التشغيل، موضحا أن المشروع يتكون من 3 خطوط بأطوال 2000 كيلومتر، وبلغت نسبة تنفيذ الخط الأول «السخنة – العلمين – مطروح» 61%، والخطين الثاني «محطة العياط - مدينة أبو سمبل» والثالث «قنا – سفاجا» تجاوزت 22%.
قال «جويلي» لـ«الوطن»، إنه بالنسبة للخط الأول من الشبكة قاربنا على توريد القطارات التي تعمل على الخط بمعدل 5 قطارات شهريا للركاب والبضائع، مشيرًا إلى أن شركة سيمنس الألمانية المنفذة للمشروع انتهت من تصنيع 12 قطارا، وتواصل استكمال الأعداد المتفق عليها.
وأضاف رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أنه المخطط التشغيل التجريبي للخط الأول «السخنة – مطروح» في القطاع الأول «السخنة - حدائق أكتوبر» خلال الربع الأول من عام 2026، بالنسبة للقطاعات «أكتوبر - برج العرب» و«برج العرب - مطروح» نهاية عام 2026.
خط سكك حديد «القاهرة - أسوان»ونوه بأنه يتكامل هذا الخط مع مشروع القطار الكهربائي الخفيف في محطة العاصمة الإدارية ومع مونوريل غرب النيل في السادس من أكتوبر، ومع الخط الثاني من شبكة القطار السريع في محطة حدائق أكتوبر ومع خط سكك حديد «القاهرة - أسوان» في محطة الجيزة، وهو ما يسهم في تيسير حركة نقل الركاب والبضائع ودعم المناطق الصناعية والتجارية بالإضافة إلى تنشيط السياحة بجميع أنواعها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القطار الكهربائي السريع القطار الكهربائي وزارة النقل القطارات الركاب
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (6)
مُزنة المسافر
غرقتُ يا جولي في مياهٍ راكدةٍ، ووقعتُ على وجهي، ونسيتُ أنه حولي، وادَّعيتُ أنني ميتة، وجاء لينقذني ألف مرة من بركٍ راكدة، وبحيرات جامدة، وبراكين خامدة.
جوليتا: وماذا حدث بعد ذلك يا عمتي؟
ماتيلدا: علمني كلمة لم اسمعها من باقي الرجال في ذلك الزمن الغابر، كنتُ أعتقدُ أن حظي- يا إلهي- عاثرٌ حتى وجدني رجل القطار، وكانت مقطورة حياتي من المفترض أنها الأفضل على الإطلاق؛ لأنه علمني لغاتٍ فرنجية، وسلوكًا مُهذَّبًا مع الغرباء، وكنتُ أنوي أن أراه كل ليلة قبل أن أُغني، وكُنَّا نحتسي القهوة سويةً كل نهار، ونقول بكلمات السعادة، كنتُ أضحكُ كثيرًا يا جولي، وكانت عيناي تلمعان دائمًا، كنتُ لطيفةً وآلامي صغيرة، وأفكاري كثيرة، ومشاعري مثيرة وأردتُ أن أُنير حياتي بشيء متوقد غير الحب.
جوليتا: ما هو يا عمتي؟
ماتيلدا: صوتي صار بطبقةٍ حلوةٍ للغاية، وكنتُ أستمتعُ وأنا أسمعه جيدًا كل ليلة على المسرح مع الميكرفون والجوقة والبشر الذين جاءوا ليُردِّدوا كلماتٍ كتبتُها، كنتُ أكتبُ القصص الممتعة أكثر من الغناء بالآهات.. كل يومٍ كان لي بطلٌ وقصة، وبطلة ونص.
وكان أبطال مغناي يتكررون ويتعاظمون، ويحملون السيوف أو يعتلون الخيول، وأحيانًا كنتُ أنسجُ أُحجيات غريبة، وأمنيات عميقة، وكان جمهوري يزيد ويريد الكثير من صوتي.
ولم يكن لي الوقت لأرى رجل القطار أو أسيرُ بين المعجبين الجُدد، كان لي جمهور باسمي، ويردد ما تقوله نفسي، ويعبرون ويخبرون عني كل الخير. وحين جاءت الانتخابات، كان الساسة ورجال كثر يتجمعون، يطالبون أن أغني في محافل مهمة، وأقول بكلمات وجلة حول شخص ما، ومنحوا لي تذكرة لباخرة كانت مغادرة إلى آفق غريب.
كنتُ أذهبُ وأعودُ، لا يمكنني أن أرحل كثيرًا، كان غنائي لهذا الجمهور الذي يسأل عني حين كنتُ أعتذرُ في أيام العلل، وكان جمهوري لا يشعر بالملل، ويحب أن يردد مغناي دون كللٍ.
وكنتُ أحبُ ذلك كثيرًا يا ابنة أخي.. كان مجدًا مُهمًا، وكان وَجدي قد اتخذ صندوقًا محكمًا داخل قلبي، فلم أشعر أنني بحاجة إلى رجل القطار، وكان قلبي لا يقفز أبدًا إلّا للحن والكلمات؛ لأنه كان أكل عيشي، والمكان الذي أشعرُ فيه أنني أعيشُ بكل حواسي وإحساسي، وكنتُ أكتبُ دون توقفٍ، أغنياتٍ جميلةً، حرفًا بجانب حرفٍ، وقافية ناصية في كل سطر، وألحانًا عاصية على النسيان. كان همِّي الكبير أن أكون أصدق إنسان، وأن أحكي ما يشعرُ به المستضعفون والبشر الذين فقدوا عطايا الله من أحباء وأصدقاء، وكان لي رغبة كبيرة- يا جولي- أن أُشعلَ حياتهم بشموع الحياة، وأراهم سعداء، كنتُ أسمعُ صلواتهم أحيانًا في آحادٍ وحيدةٍ، وفي دروبٍ بعيدة، وأرى آلامهم متكررة، وأحزانهم متوسِّدة، وكان خوفي أن تسقط مني كلمة جارحة، كنتُ أخشى أن أقول لهم أنني أراهم للقريحة، واتخذ من مشاعرهم موطنًا لها. وغيَّرتُ سلوكي وقلتُ إنَّ شعوري ليس للقصائد ولوسائد اللحن العظيم؛ بل هي للأرواح الضائعة، والهائمة، والقائمة على الخير، والراغبة رغبة كبيرة في أن يكون هذا الكون متوازنًا، وأنني لن أكتب شيئًا مستعجلًا؛ بل سأكتبُ للنبلاء من الناس، ولمن نسوا الخيلاء، ولمن يحب الكبرياء والكرامة، ولمن يسيرون في هذه الحياة بسلامة.