كيف اشتعلت المواجهات مع المشجعين الإسرائيليين في أمستردام؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
عاد الهدوء الحذر إلى شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، بعد ليلة شهدت أعمال عنف امتدّت حتى ساعات الفجر، بعد تعرض مشجعين إسرائيلين لهجمات من مناصرين للفلسطينيين، أدت إلى إصابة خمسة أشخاص، بحسب مصادر طبية.
وتدخلت قوات من الشرطة الهولندية لتفريق متظاهرين في قلب ساحة دام بوسط العاصمة أمستردام، في أعقاب انتهاء مباراة لكرة القدم بين فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، والذي حل ضيفا على فريق أياكس أمستردام الهولندي في ملعب يوهان كرويف أرينا عند أطراف العاصمة.
واعتقلت الشرطة الهولندية العشرات ممن لاحقوا متظاهرين إسرائيلين واعتدوا عليهم بالركل والضرب، بحسب مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أظهرت لقطات مصورة قيام سيارة بصدم أحد المشجعين الإسرائيليين بشكل متعمد، بينما ألقى متظاهرون بأحد المشجعين في نهر، وطالبوه بترديد شعارات مؤيدة للفلسطينيين، فيما أجبر آخر على ترديد عبارة (تحيا فلسطين) أثناء تعرضه للضرب على يد متظاهرين غاضبين.
وندد زعماء ومسؤولون أوروبيون بالهجمات التي تعرض لها مشجعون إسرائيليون في أمستردام، كما أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الهجمات واعتبرتها معادية للسامية، متعهدة بمواصلة العمل على مكافحة الكراهية في أوروبا، في حين أدان رئيس الوزراء الهولندي، ديك سخوف، الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين، واصفا إياها بأنها كانت "مروعة"، وأنها تُعد "مؤشراً على تزايد معاداة السامية في هولندا".
وقال سخوف للصحفيين على هامش قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست: "أشعر بالخجل مما حدث في هولندا... كانت ليلة مروعة".
وأضاف أنه سيغادر القمة، في وقت مبكر من بعد ظهر الجمعة، للعودة إلى أمستردام.
ومن خلال فيديوهات تروج عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، يُمكن سماع بعض الأشخاص الذين طاردوا الإسرائيليين وهم يتحدثون باللهجة المغربية إلى جانب الهولندية والإنجليزية، مرددين عبارات غاضبة داعمة للقضية الفلسطينية، وذلك بعدما قامت جماهير مكابي تل أبيب بنزع أعلام فلسطينية كانت معلقة على بعض مباني أمستردام.
واندلعت المواجهات إثر انتهاء المباراة، والتي حضرها نحو 3000 إسرائيلي، بحسب مواقع هولندية، منهم من انتشروا في الشوارع مرددين شعارات داعمة للحرب على غزة.
وأظهرت وقائع المباراة، قيام المشجعين الإسرائيليين بإشعال مشاعل نارية والصفير، بعد أن طلب من الجماهير الوقوف لدقيقة صامتين حدادا على أرواح من قتلوا في الفيضانات التي ضربت جنوب وشرق إسبانيا الأسبوع الماضي.
وبرر نشطاء تصرف الجماهير الإسرائيلية، كمظهر احتجاجي على وقوف إسبانيا إلى جانب الفلسطينين واعترافها بالدولة الفلسطينية، قبل أشهر قليلة.
ونشرت الشرطة الهولندية نحو ٨٠٠ من أفرادها في محيط الملعب، تحسبا من اندلاع أعمال عنف، ومنعت نحو ٢٠٠ ناشط من حركة تطلق على نفسها "من أجل فلسطين" من الاقتراب من الملعب، كما قامت الشرطة الهولندية بمرافقة موكب المشجعين الإسرائيليين لدى خروجهم من الملعب وصولا إلى وسط المدينة، حيث اندلعت أعمال العنف.
وقالت الشرطة الهولندية إنها باشرت التحقيق مع عشرات ممن تم توقيفهم على خلفية أعمال العنف، وقد اعتقل بعضهم وهم يقومون بمطاردة مشجعين اسرائيلين دون الإفصاح عن هوياتهم او جنسياتهم.
ورغم خسارة الفريق الإسرائيلي إلا أن المئات من مشجعيه خرجوا في مواكب احتفالية في شوارع العاصمة أمستردام حاملين أعلاما إسرائيلية ومرددين شعارات اعتبرت استفزازية للعرب والفلسطينيين.
كما تسلق بعض المشجعين الإسرائيليين واجهات بعض المباني لتمزيق إعلام فلسطينية علقت على بعض الشرفات، مرددين شعارات بذيئة بحق الفلسطينيين، بحسب مقاطع فيديو متداولة.
وقالت شرطة أمستردام، الجمعة، إن 5 أشخاص نُقلوا إلى المستشفى وتم اعتقال 62 شخصًا بعد ما وصفته السلطات بـ"أعمال عنف ممنهجة"، وأوردت في منشور على منصة "إكس" أنها بدأت تحقيقا كبيرا في عدة حوادث، وستبعث بدوريات إضافية في أمستردام في الأيام المقبلة، وسيتم تعزيز الأمن في المؤسسات اليهودية في المدينة.
وقبل ذلك أورد بيان صادر عن بلدية أمستردام وشرطة المدينة ومكتب الإدعاء العام أن "الليلة كانت مضطربة للغاية، وشهدت عدة حوادث عنف استهدفت مشجعي مكابي".
وأضافت الوثيقة التي نشرت مضامينها وكالة "أسوشيتد برس"، أن من وجرت تسميتهم بـ"مثيري الشغب معادين للسامية"، عمدوا إلى "مهاجمة أنصار الفريق الإسرائيلي والاعتداء عليهم".
وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام هولندية، أن علم فلسطين جرى تمزيقه من على مبنى في وسط المدينة، وأن شرطة مكافحة الشغب منعت مؤيدين للقضية الفلسطينية من محاولة التوجه نحو ملعب "يوهان كرويف"، حيث كانت المباراة تقام، والتي انتهت بخسارة الفريق الإسرائيلي بخمسة أهداف مقابل لا شيء.
ووصلت إلى مطار سخيبول في العاصمة أمستردام طائرتان تابعتان لشركة العال الإسرائيلية لنقل مشجعين عائدين إلى إسرائيل، حيث شوهد انتشار واضح لقوات الأمن الهولندية في محيط المطار، في حين خلت فنادق المدينة، مع ساعات مساء الجمعة، من أي مشجع اسرائيلي، بحسب وسائل إعلام هولندية.
وأعلنت عمدة مدينة أمستردام إلغاء أي تظاهرات خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما تم إلغاء تظاهرة كانت قد حصلت على أذن مسبق في الأسبوع المقبل، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المشجعین الإسرائیلیین الشرطة الهولندیة
إقرأ أيضاً:
استطلاع: غالبية الإسرائيليين يرون أنه لا فرصة للسلام في المستقبل المنظور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي، ونشرته القناة السابعة الإسرائيلية، أن أغلبية كبيرة من المجتمع اليهودي، وأقلية كبيرة من المجتمع العربي في إسرائيل، تتفق على أنه لا توجد فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل المنظور، فيما ترى نسبة متزايدة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة "غير عملية".
وحسب الاستطلاع، فخلال الأشهر الستة الماضية، ارتفعت نسبة اليهود في إسرائيل الذين يعتقدون أن على إسرائيل تعزيز سيطرتها على الفلسطينيين، وتوسيع نطاق الاستيطان في الضفة الغربية، والنظر في تفكيك السلطة الفلسطينية، وربما وصولًا لضم الضفة الغربية.
وفي أكتوبر2024، كان ثلث اليهود (34%) يؤمنون بهذا الأمر، أما الآن فارتفعت النسبة إلى ما يقرب النصف (47%)، وفي ذات التاريخ، كان (19%) من اليهود في إسرائيل يرون أنه يتعين على إسرائيل أن تحاول التوصل إلى اتفاق سلام مع من يرونهم فلسطينيين مُعتدلين والسماح بإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل"، أما الآن فلم يؤيد هذا الرأي سوى ما يزيد قليلًا عن عشرة بالمائة (11%).
وفيما يتعلق بصفقة الرهائن، لا يزال 69% من الإسرائيلين، في المجتمعين اليهودي والعربي، يؤيدون استكمال صفقة الرهائن بالكامل، وتأجيل القرار بشأن مصير حكم حماس في قطاع غزة إلى مرحلة لاحقة.
وفيما يتعلق بخطة الرئيس الأمريكي لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، تراجعت نسبة المؤيدين لها بشكل ملحوظ، فقبل نحو شهر كان ما نسبته 43% من الإسرائيليين يرونها "خطة عملية"، أما الآن تراجعت النسبة بشكل ملحوظ إلى 32%.
ويؤيد الخطة نسبة مماثلة تبلغ 32%، لكنها أيضا لا تعتقد أنها عملية.
ويقول 20% من الإسرائيليين إن البرنامج يصرف الانتباه عن المشكلة الحقيقية، ويرون أن إسرائيل بحاجة إلى الحديث عن حلول واقعية، في حين يعتقد 13% من الإسرائيليين، نسبة ضئيلة منهم من المجتمع اليهودي (3% فقط)، أنها اقتراح غير أخلاقي.
وكما حدث في الشهر السابق، تعتقد أغلبية كبيرة من المجتمع العربي (الفلسطيني) في إسرائيل، أن اقتراح ترامب غير أخلاقي، أو مجرد صرف للانتباه عن المشكلة الحقيقة.