باحثو ومؤلفو «تريندز» يوقعون 4 إصدارات جديدة في معرض الشارقة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
شهدت منصة توقيع الكتب في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، توقيع أربعة إصدارات جديدة أعدها خبراء وباحثون ومؤلفون من مركز تريندز للبحوث والاستشارات. وتأتي حفلات تدشين الكتب الجديدة ترجمة لأهداف «تريندز» التي تسعى إلى تعزيز الحوار والنقاش الفكري، ودعم الثقافة والمعرفة القائمة على استشراف المستقبل، وذلك ضمن البرنامج العلمي والثقافي المصاحب لمشاركة المركز في فعاليات النسخة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وشملت الإصدارات الجديدة، التي دشنها «تريندز» كتب «تصفير البيروقراطية الحكومية.. الخصائص العامة والتحولات التكنولوجية والنموذج الإماراتي»، و«من التنافس إلى التواصل الدبلوماسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.. التطور الجيوسياسي في العلاقة بين الصين والهند»، و«توسع الصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. المصالح الاستراتيجية، الاستراتيجيات الدبلوماسية، والتأثيرات الإقليمية»، والكتاب الثالث عشر من موسوعة «تريندز» حول جماعة الإخوان تحت عنوان «الإخوان المسلمون في العلاقات الدولية».
تعزيز الفهم العام
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن الهدف الأساسي من إطلاق مجموعة جديدة من الكتب الأصيلة والفريدة من نوعها في معرض الشارقة الدولي للكتاب هو تعزيز الفهم العام للقضايا المعقدة على المستويين الدولي والإقليمي، إلى جانب المساهمة الفاعلة في تعزيز الحوار الفكري وتقديم تحليلات مبتكرة وغير تقليدية حول الأحداث الراهنة واتجاهاتها المستقبلية.
وذكر العلي أن «تريندز» يولي أصحاب الفكر والخبراء والباحثين الشباب أهمية كبرى ضمن استراتيجية المركز وتوجهاته العالمية، لما لهم من دور بناء وفعال في استعراض القضايا والأزمات المعاصرة بأساليب هادفة ورصينة، تستند إلى معطيات البحث العلمي الجاد والمعلومات الدقيقة، إلى جانب دورهم البناء في تعزيز البيئة النقاشية التي تسمح بتبادل الأفكار والآراء المختلفة حول القضايا التي تعالجها إصداراتهم.
تصفير البيروقراطية الحكومية
واستهل حفلات توقيع الكتب الدكتور عبدالله بن سلمان النعيمي، حيث وقع كتابه الصادر عن «تريندز» تحت عنوان «تصفير البيروقراطية الحكومية.. الخصائص العامة والتحولات التكنولوجية والنموذج الإماراتي»، والذي يحلل فيه مفهوم «تصفير البيروقراطية»، موضحاً أنه نهج يسعى إلى إزالة العوائق الإدارية التي تعيق الإنتاجية والابتكار، مع تعزيز الكفاءة في تقديم الخدمات الحكومية.
ويسعى الكتاب إلى تقديم تحليل شامل لمفهوم البيروقراطية وآثارها المختلفة على الأداء المؤسسي، مع تركيز خاص على المؤسسات الحكومية التي تُعد أكثر عرضة للبيروقراطية نتيجة للتشريعات والأنظمة التي تنظم عملها، وتناول الحلول الفعالة التي تساهم في الحد من هذه التعقيدات وتحقيق ما يُعرف بـ «تصفير البيروقراطية».
ويستعرض الكتاب تجربة دولة الإمارات كنموذج رائد في تصفير البيروقراطية، من خلال تبني الحكومة الذكية والتحول الرقمي، حيث استطاعت دولة الإمارات تجاوز العقبات البيروقراطية التقليدية عبر تطوير أنظمة متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الذكية، التي تُساهم في تسريع العمليات وتقديم خدمات عالية الجودة تحقق الرفاهية وجودة الحياة في المجتمع.
العلاقات الصينية الهندية
بدورها، وقعت شما القطبة، الباحثة في «تريندز» كتابها باللغة الإنجليزية الذي يحمل عنوان «من التنافس إلى التواصل الدبلوماسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.. التطور الجيوسياسي في العلاقة بين الصين والهند»، ويتناول الكتاب العلاقة المعقدة والآخذة في التطور بين الصين والهند، وهما قوتان صاعدتان، حيث تعيد التفاعلات الاستراتيجية بينهما تشكيل المشهد الجيوسياسي في أوراسيا.
ويوضح الكتاب الأبعاد الرئيسية لهذا التنافس، بما في ذلك النزاعات الحدودية، والتنافس الاقتصادي، والمواقف العسكرية، كما يركز على الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان مؤخراً، والذي يمثل إنجازاً دبلوماسياً مهماً قد يمهد الطريق لخفض التصعيد بعد سنوات من التوترات المتزايدة.
وخلص الكتاب إلى أنه بينما يمثل اتفاق الهند والصين على حل النزاع الحدودي بينهما فرصة للحوار البناء، فإن السلام الدائم بينهما مشروط بقدرتهما على إدارة التنافس بينهما بعناية وبناء تعاون حقيقي ومثمر، حيث ستكون الموازنة بين التنافس والتعاون أساسية لرسم مستقبل العلاقات بين البلدين، وستكون لذلك آثار أوسع على النظام الدولي في السنوات القادمة.
توسع الصين في الشرق الأوسط
إلى ذلك، دشنت نجلاء المدفع، الباحثة في «تريندز»، كتابها الصادر باللغة الإنجليزية الذي يحمل عنوان «توسع الصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. المصالح الاستراتيجية، الاستراتيجيات الدبلوماسية، والتأثيرات الإقليمية»، حيث يستعرض سعي الصين، باعتبارها قوة عالمية، إلى تكثيف تفاعلاتها مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى العقد الماضي، لا سيما من خلال مبادرة الحزام والطريق، حيث نجحت من خلال نهجها في بناء شراكات تقوم على مبدأ عدم التدخل في جذب دول المنطقة الساعية إلى تنويع اقتصاداتها مع الحفاظ على سيادتها.
ويشير الكتاب إلى أن الوجود الصيني في المنطقة لا يخدم أهدافها في تأمين موارد الطاقة وتعزيز نفوذها في العالم فحسب، بل يساهم أيضاً في تشكيل توازن القوى في المنطقة، خاصة في ظل الجهات الفاعلة الغربية، كما يقدم الكتاب توصيات لصناع السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتطبيق استراتيجيات تساهم في زيادة المكاسب الاقتصادية، وحماية القطاعات الحيوية، والمحافظة على علاقات متوازنة مع القوى العالمية لضمان التنمية المستدامة والاستقلالية.
«الإخوان» والعلاقات الدولية
أما حمد الحوسني، الباحث ورئيس قسم دراسات الإٍسلام السياسي في «تريندز»، وعبداللهالخاجة، الباحث في «تريندز»، فوقعا الكتاب الثالث عشر من موسوعة «تريندز» حول جماعة الإخوان، الذي يأتي تحت عنوان «الإخوان المسلمون في العلاقات الدولية.. الدور والمآلات»، حيث يهدف الكتاب إلى إنجاز تحديد تاريخي للمحطات المفصلية لتغيُّر مسار جماعة الإخوان ونهجها في العلاقات الدولية، كما يقف على التباين في واقع جماعة الإخوان بين ثبات التنظير، وبين الحركية العملية البرجماتية.
ويرصد كتاب مظاهر الاختلاف والاتفاق بين «الإخوان» والجماعات المتطرفة الأخرى في تصوّر العلاقات الدولية، كما يفحص مدى تغلغل التنظيم الدولي للإخوان في العالم الغربي، وانعكاس ذلك على تأثيره في مشهد العلاقات الدولية، ويستشرف أيضاً مستقبل جماعة الإخوان في العلاقات الدولية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي الدولي للكتاب».. «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»
أبوظبي (الاتحاد)
تتزامن الدورة الرابعة والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تنطلق فعالياتها اليوم 26 أبريل وحتى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، مع تخصيص عام 2025 عاماً للمجتمع في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، وذلك «بهدف تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة، إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي. وتشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة، وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن».
وانسجاماً مع هذه الأهداف النبيلة والأصيلة، تحمل النسخة الجديدة من «أبوظبي للكتاب» شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، مما يجعلها نسخة استثنائية وحافلة بالفعاليات والمبادرات التي ترسخ الترابط والقيم الأصيلة والترابط وتمكين المجتمع.
وفي حديثه لـ «الاتحاد»، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «حرصنا في برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام على التنوع الثقافي لإرضاء مختلف الاحتياجات المعرفية، ومخاطبة شرائح المجتمع كافة، لترسيخ مفاهيم عدة من ضمنها تعزيز اللغة العربية، والارتقاء بالوعي، وتشجيع الأفكار وتحفيز الابتكار. وتم اختيار العالِم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية، بوصفه ظاهرة فكرية عظيمة قدّمت للبشرية نتاجاً فكرياً ثرياً بات مرجعاً في الطب والعلوم والفلسفة في القرون الوسطى. من جهة أخرى، تمثل الحكاية جزءاً لا يتجزأ من تراث الشعوب، والثقافة القديمة التي بنت عليها حضارتها، لكن كتاب (ألف ليلة وليلة) يعد من أكثر كتب الحكايات الأدبية شهرة واهتماماً ونقداً. ولعل تسميته (كتاب العالم) لهذه الدورة من المعرض، يساعد على اكتشاف الأفكار، واستشراف التطور الذي حدث لأدبيات الشعوب، وبناء رؤى مستقبلية لهذا الأدب أو ذاك. كما أن الخيال غير المنقطع في السرد القصصي المتداخل بين الوقائع والأساطير، المتفرد في خصائصه اللغوية أو البنائية، يحفّز المواهب والمبدعين على تخليق فن أدبي أو حكائي مبتكر».
وحول مسألة «الإبداع الإنساني والمجتمع» وتفاعله مع العلوم المتقدمة، قال الدكتور علي بن تميم: «الإبداع الإنساني هو أحد أهم أدوات تقدم المجتمعات وازدهارها. وهو في الوقت ذاته انعكاس للمجتمع الحضاري المتطور. فتبنّي أي مجتمع للثقافة والإبداع يضمن له تحقيق التنمية المستدامة، فكيف إذا تنوعت الثقافات وتعددت في المجتمع. ولا شك أن تعدد الثقافات من الميزات المهمة لمجتمع الإمارات، لذا يحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على إظهار تنوع الثقافات، ويتيح لأبناء المجتمع فرص التفاعل مع ثقافات مختلفة، بهدف توسيع آفاقهم المعرفية، ويدفع بهم نحو مزيد من التعايش والتسامح وقبول الآخر واحترام اختلافاته الثقافية، ويعمل عبر برامجه المتنوعة وفعالياته المختلفة، على إثراء المجتمع بالإبداع والابتكار والمعرفة، عبر مسارين، هما: التعرف إلى ثقافة وإبداع الآخر، وتقديم ثقافتنا وإبداعنا للآخر، مع تكريس الحفاظ على هويتنا الوطنية وتراثنا الثقافي وإبداعنا الإنساني، واستخدام التكنولوجيا الحديثة بما يخدم هذا التراث والإبداع والثقافة، وأيضاً بما يعزز جسور التواصل والتفاهم المتبادل مع الثقافات المختلفة».
وفي إجابته عن سؤال: كيف يمكن للحوارات والنقاشات وتوفير مصادر متعددة للمعرفة، أن توسع مفهوم «مساحات إبداعية مجتمعية»، تؤمن بالمخيلة الأدبية والشعرية والشعبية والعلمية، قال الدكتور علي بن تميم: «الإيمان بالمخيلة الأدبية والعلمية، هو تقديرٌ للخصوصية والبصمة والهوية. وهو لا يمنع استثمار فرص التعرّف إلى الآخر، ولا يلغي أهمية الاستفادة من تجاربه وخبراته. فالتواصل يعني التبادل المعرفي، لا النقل والاقتباس، والسرد الإنساني مهم جداً، سواء صدر عن إمارتي أو عربي أو غربي، لأنه يمثّل خلاصة تجارب وخبرات ومعارف. لهذا يحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على استقطاب كبار الأكاديميين والمفكرين والأدباء والخبراء التقنيين، ويستضيفهم في برامجه الحوارية، للاستماع إلى آرائهم المفيدة والاطلاع على تجاربهم الفريدة، التي توفر لجمهور المعرض مصادر متعددة ومتجددة، فالتطور على الصعد كافة، يبدأ بالكلمة والفكرة، وهما معاً يكوّنان ركيزة أساسية لبناء ثقافة المجتمعات الإنسانية».
يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام يحتضن 1.400 جهة عارضة من 96 بلداً، ويقدِّم برنامجاً متكاملاً يتضمَّن نحو 2.000 فعالية ونشاط، لتلبية اهتمامات القرّاء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى، ما يعزِّز دوره منصة عالمية للحوار الثقافي، ويرسِّخ مكانة أبوظبي وجهة دولية رائدة للتبادل المعرفي والإبداعي، ويعكس الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار في الثقافة، ودعم صناعة الكتاب والنشر، وتعزيز الحوار بين الحضارات.
وتحتفي الدورة الحالية من المعرض بالعالِم الموسوعي «ابن سينا» شخصية محورية، تزامناً مع مرور ألف عام على إصدار كتابه «القانون في الطب».
وتحلُّ ثقافة دول حوض الكاريبي ضيف شرف على دورة هذا العام، في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز الشراكات الثقافية العالمية، وتقديم تجارب معرفية غنية تُسهم في تعميق التبادل المعرفي بين الشعوب، ما يرسِّخ مكانة أبوظبي وجهة رئيسة للتلاقي الثقافي والفكري.