الإبعاد أبرز أساليب تفريغ القدس من أهلها
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
القدس المحتلة- من نحو عامين ونصف العام يعيش المقدسي مراد العباسي (44 عاما) بعيدا عن بلدته سلوان وعائلته، وذلك بعدما أبعده الاحتلال في يونيو/حزيران 2022 عن المدينة الفلسطينية المقدسة نهائيا بحجة وجود "ملف سريّ" لينضم إلى عشرات المبعدين عنها بشكل دائم أو مؤقت، والذين وصل تعدادهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 120 مواطنا، وفق إحصاء محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة.
"خسرت حياتي، أقول دائما الأكل والشرب يعوض ولكن العائلة لا تعوض، حرمت من عائلتي وأبنائي الستة، كبروا وهم بعيدون عني، لم أستطع مشاركتهم أفراحهم ونجاحاتهم، أو حتى الوجود بقربهم وقت مرضهم" يصف العباسي للجزيرة نت ثمن الإبعاد الذي دفعه وما زال.
وأضاف أن ابنته تزوجت في القدس ولم يستطع حضور "الجاهة" وهي مراسم التقدم بطلبها، والخِطبة، وتمكن فقط من انتظارها عند باب قاعة حفل الزفاف الذي أقيم خارج القدس.
الاحتلال أبعد مراد العباسي قبل 18 شهرا عن بلدته سلوان وعائلته (الجزيرة) مبررات الإبعادومثل العباسي هناك وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة، ونواب المجلس التشريعي محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح، الذين أبعدهم الاحتلال نهائيا عن القدس إلى الضفة بعد انتخابهم ممثلين عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس وفوز الأخيرة بانتخابات عام 2006.
وإلى جانبهم جرى إبعاد أسرى مقدسيين إلى غزة أو خارج فلسطين بعدما تحرروا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011. إضافة إلى المحامي والناشط المقدسي صلاح حموري الذي أبعد عن القدس نهائيا إلى فرنسا في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أبعد الاحتلال عن القدس بشكل مؤقت لفترات متفاوتة 7 مقدسيين -وفق إحصاء محافظة المدينة المقدسة- بينهم أسرى محررون، قرن الاحتلال تحررهم بإبعادهم عن القدس عدة أيام، لمنع استقبالهم أو الاحتفاء بهم في المدينة، والتنغيص على عائلاتهم، كما حدث مع نصر الله الأعور (سلوان) ومحمود أبو صبيح (الرام) ووليد عليان (العيساوية).
ويصدر قرار الإبعاد من مكتب وزير الأمن الإسرائيلي أو وزير الداخلية أو من ينوب عنهما، بتوصية مباشرة من جهات أمنية سياسية مثل جهاز الأمن العام والاستخبارات الداخلية الإسرائيلية المعروف بـ "الشاباك" ويكون بشكل مؤقت أو دائم، يترافق مع سحب بطاقة الإقامة الدائمة "الهوية المقدسية" ويُعلل غالبا بحجة "تهديد الأمن العام أو الإخلال به".
وإلى جانب حجة تهديد الأمن، يبرر الاحتلال قرار الإبعاد بعدم ولاء المبعد لإسرائيل، أو تعبيره عن رأيه المعارض للاحتلال (يندرج تحت بند التحريض على الإرهاب) أو انتمائه لتنظيمات فلسطينية مقاومة، أو ضمن سياسة العقاب الجماعي. وفي مرات عديدة يمتنع الاحتلال عن كشف التهمة، ويكتفي بوصفها أنها ملف سري، كما يحدث بالاعتقال الإداري.
ويكمن هدف الإبعاد الرئيس في تفريغ شرقي القدس من سكانها الفلسطينيين، وتغليب الكفة الديموغرافية الإسرائيلية فيها، عدا تأثيراته المباشرة على المبعد نفسه من خلال إضعاف روابطه الاجتماعية وفصله عن بيئته، وتعريضه للضغط النفسي والعبء الاقتصادي بعد خسارة عمله أو تراجع مدخوله.
المحامي معين عودة: المقدسي يخسر إقامته بمجرد سكنه لمدة معينة خارج المدينة المقدسة (الجزيرة) المواطن يصبح مقيمايقول المحامي والخبير في القانون الدولي معين عودة للجزيرة نت إن إسرائيل بعد احتلالها شرقي القدس منحت سكانها وضعا غريبا من نوعه، وهو "الإقامة الدائمة" التي يسهل خسارتها وفقدانها، مضيفا أن المواطن المقدسي يعيش في حالة ركض دائمة لإثبات سكنه بالمدينة التي ولد وأجداده فيها.
وأكد عودة أن التضييق على المقدسي في وثيقة إقامته الدائمة يعتبر نوعا من أنواع الإبعاد غير المعلن، حيث يخسر إقامته بمجرد سكنه لمدة معينة خارج القدس أو حصوله على جنسية أخرى.
وعن نظرة القانون الدولي، يقول المحامي إن هذا النوع من الإبعاد مرفوض ومحرم، كما نصت اتفاقية جنيف الرابعة على منع الإبعاد الفردي أو الجماعي للأشخاص المحميين، حيث ينظر القانون للقدس الشرقية كمنطقة محتلة سكانها محميون، ويمنع على الاحتلال طردهم أو إبعادهم عن مكان سكنهم.
ويؤكد عودة أن إسرائيل ترى في نفسها القوة المسيطرة على الأرض شرقي القدس، ولا تعطي قيمة للقانون الدولي، كما حدث إبان إبعاد نواب المجلس التشريعي، حيث قالت المحكمة حينها إن القانون الإسرائيلي هو النافذ لو تعارض مع الدولي.
ويختم متعجبا "إسرائيل هي من جاءت إلى المقدسيين واحتلت مدينتهم وضمتها إلى داخل حدودها، كان المقدسيون جالسين في بيوتهم، وها هي اليوم تبعدهم عنها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات عن القدس
إقرأ أيضاً:
للمرة الأولى .. الاحتلال يطلق النار على سوريين في المنطقة العازلة
سرايا - أطلق الجيش الإسرائيلي النار على سوريين في المنطقة العازلة، لأول مرة منذ توغله في الأراضي السورية، بعد زعمه بأن هناك تهديدًا لحياة جنوده.
جاء ذلك خلال تظاهر مواطنين سوريين في منطقة اليرموش ضد وجود الجيش الإسرائيلي.
المنطقة العازلة، خلال مظاهرة قام بها السكان المحليون ضد الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
مطالبة تركية وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد طالب إسرائيل بوقف احتلالها في سوريا، مشددًا من ناحية أخرى أن "القدس لنا"، ما اعتبرته تل أبيب تهديدًا لها.
وأفاد موقع "واينت" الإسرائيلي، بأن أردوغان يعتزم ترسيخ موقعه في سوريا ومساعدة زعيم المتمردين، أبو محمد الجولاني، في بناء دولة جديدة، لافتًا إلى أن أردوغان سيزور دمشق في الأسبوعين المقبلين.
وقال أردوغان أمام نواب الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، في اجتماعهم السابع والعشرين: "علينا أن نقول بصوت عالٍ إن احتلال إسرائيل لسوريا غير مقبول، وسنواصل دفع إسرائيل إلى الزاوية، وإجبارها على التصرف وفقًا للقانون".
وأضاف "القدس مدينتنا.. قضية القدس ليست مشكلة جيوسياسية عادية بالنسبة إلينا.. لقد أظهر أسلافنا احترامهم لعدة قرون لها، وقدّروا هذه المدينة تقديرًا عاليًا".
وتابع: "القدس مدينتنا، إننا نعتبره شرفًا لبلدنا وثقافتنا أن نعبر في أي منبر عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي عشنا معه منذ مئات السنين".
وفي وقت سابق، أجرى الجولاني مقابلة مع شبكة "بي بي سي"، تناول خلالها موقفه تجاه إسرائيل، موضحًا أنه لا يملك القدرة على القتال مع إسرائيل، لكنه يتوقع ألا تعمق وجودها في سوريا.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1361
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-12-2024 05:29 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...