سواليف:
2025-03-17@00:42:12 GMT

ابن حرة …… وسياسة حرّة رجلاء

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

ابن حرة …… وسياسة حرّة رجلاء

د. #بسام_الهلول
(معنى … الحَرَّة : أرضٌ ذات حجارة و سُود كأَنَّها أُحْرِقَتْ. والجمع : حِرا
رجل الاعمال الاردني ( ليث دويكات )مؤسس ( روابي الفرح )و المتخصص في التطوير الزراعي، ناقش في الحلقة الامن الغذائي الاردني والعديد من المشاريع التي قام بها
مما راعني وأورثني شك وريبة حديث حر من أبناء حرات الاردن فيما لاقاه من عنت ورهق وهو يصارع كما اشار في حديثه( الشبح)… وفي البعد عن النظر من عمله الإبداعي ومكابدته ( أنسال الشبح)…وهذا شأن كل رجل ( طلعة).

.او اي مشروع( طلعة)..يعمل نحاتا في بنية( الخارج)..الذي يسيطر على الداخل السياسي في هذا الوطن بل ويهيمن عليه ولا نبالغ إذا قلنا( مصدر إلهامه وهيامه) وكما يقول الفرنسيون عندما يشير احدهم بألسبابة والوسط).. يقولون( ثمة شيء مريب في الأمر ( شيء ما بخرخش جوا) Quelque chose craque à l’intérieur
طوفان من المدلولات يثيرها ( دويكات)..مما يستدعي حديثه ( استدعاء الاحرار والأغيار بآلقاء القبض على ( الشبح) بل جميع المشتبه بهم ممن يكرسون حالة( الاستتباع) وحالة التيه التي لازلنا في قلبها ولم نعد واقفين في عتباتها ورغم ما بقي مقفولا عليه مما بقيت معه المعاني مسجونة من ودائع في ضمير( دويكات) مثلما هي( مكتنزات بواطن ارضنا من ركاز وغاز ونفط…حديثه كان مقتصرا على شطوط تراب الاردن وسطوحه وغربة ( سنبلة القمح). وضياع لسلة امننا الغذائي..التي يحاول فيها( دويكات) ان يزيدها من مرثيات خطاب التقانة والزراعة في بلدي الامر الذي يثير التساؤل التالي( بل الإشكال وان شئت فقل ا الاتهام التالي( ارض مقفلة على ( جح ودائعها ومعان مسجونة في مواضعها)..وهذا منكشف لبدائه العقول الأمر الذي كرس حالة اضعاف سلطة هذا التراب كي لايصل الى حالة( Power Vaccum) عاد معه الاردن ملعبا ومهربا للاسرائيلي الامر الذي يتطلب ما طرحه. ( دويكات) عقد صلة مع خبيء هذا التراب كي نقاوم ( الحصار) اذ تتطلب معادلة ( متكافئة) تسهم في ملء فراغات كثيرة من حيث امننا الغذائي ، لقد كان موضع الاصبع منا ( عندما اكبر سأذهب هناك)…بل موضع الاصبع من اصحاب الرحلات والمغامرات امثال( جوزيف كونراد).صورة فردوسية رسمها يراع( ليث دويكات) في أسطرة هذا التراب عاد معه فردوسيا واسطوريا بعيدا كل البعد كي لايكون هذا التراب تابعا محاولا تخليصه من ان يكون( فضاء خاليا يمتص منتجات مصنعة تسهم في إذعاننا لسلطة الاخرتكرست معها حالة( Power Vaccum( وهذا ما ينادي به في مشروعه( الروابي) وتخليص هذا التراب من تكريس هذه الحالة فهي بحق في. مشروعه( روابي الفرح)..ان من يتابع حديث( ليث دويكات) والاسئلة الموجهة اليه يعود معه السامع. ان ثمة مشروعا ورؤيا يرفض فيها مايشاع اننا رمزا الى كل ماهو بدا ئي وطبيعي وخارج عن وحدات الزمن الدقيقة بحيث يحمل أردنيان قفة واحدة كرسه ما قاله البدوي فيما ابتدع للأردنيين مشروع( النقطة الرابعة) عندما مر بهم وافد من أعيان الامم المتحدة والتي تقدم للأردن معونات وإسعافات أولية سني الجفاف محتجا على اثنين من عمال بدونا فقال له( انت مو احسن من اللي خلقها ، الها اذان ثنتين يحملوها اثنين ) فما كان منه ان أثنى عليهما بعد ان ضجت السماء ( بقههته).. نعم يحاولون الإبقاء على الاردن حالة سكونية مستقره بعيدا عن عجلة الصناعة والإبقاء عليه كي يحافظ على ( مسيحيته الاولى بكل نقائها على حد زعمه ومستراح يأوي اليها الاسرائيلي حالة افتتانه بمكذوب التوراة والتلمود مع الإبقاء عليه( مجرد معابثة تلمودية).. كما شاهدتهم عند منعطف وادي الموجب يتوجهون الى ذلك الجبل الجلمودي الصخري…
ويبقى الاردنيون منصبين على اناء القهوة الفاقع ، حيث يشعر الاردني معنى الحياة كلها الماضي والحاضر والمستقبل، يجري تقطيره في هذا السائل الأسود ، وان مجرد تعويذة ما تكفي للمستقبل كما يأخذ شكله. انه المستقبل الذي يبرز متصاعدا من اناء القهوة كما وصفت( لويزا جب) في كتابها( عبر الصحراء الى بغداد)… واختم بلازمة ذلك البدوي من بدونا( انت مو احسن من اللي خلقها ، خلق ليها اذان ثنتين يشيلها اثنين)..هذا القول هو الذي يكرس حالة الاختلال ومشورة الصندوق الدولي… من هنا يجد ( ليث دويكات)..( الحالة)Statu.. التي تحاول ان تجعل من الاردن ( وضعا) على ضوء تحقق خطابه( المتعلق بفعل سواده كي يدخل دائرة الفعل فهذا محظور كي لايتم تمام

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذا التراب

إقرأ أيضاً:

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
( عميد التَنوير ، نِحرِير النبوءاتِ العَتيقة )

في أعمق لحظاتي مع نفسي صدقاً ، لا أراني أعظَمُ مَيلاً للحديث عن الشخصيات، إن تكرَّمَت وأسعفَتني الذاكرة ، فقد كتبتُ قبل عن فيلسوفِ الغناء مصطفى سيد أحمد ، والموسيقار الكابلي ، والمشير البشير ، وشاعر افريقيا الثائر ؛ الفيتوري .

لا أجدُني مضطراً لمدح الرّجال ، ولكنها إحدى لحظات الإنصاف ، ومن حسن أخلاق الرجال أن ينصفوا أعداءهم، دعك من أبناء جلدتهم ونبلائها ، والرجلُ ليس من قومنا فحسب، بل هو شريف قوم وخادمهم ، خطابه الجَسور يهبط حاملاً “خطاب” ابن يعمر الإيادي لقومه ، وخطبة درويش “الهندي الأحمر” ، و”بائية” أبي تمّام ، وتراجيديا الفيتوري في “التراب المقدّس” ..
عبد الرحمن ، لم يكن حالة مثقفٍ عادي ، “عمسيب” مثالٌ للمثقف العضوي قويّ الشَّكِيمَة ، العاملِ علَى المقاومة والتغيير والتحذير ، المحاربِ في ميادين التفاهة والتغييب والتخدير ، المتمرّد على طبقته ، رائد التنوير في قومه ، ظلّ يؤسس معرفياً وبأفقٍ عَالمٍ لنظرية اجتماعية ، نظرية ربما لم تُطرح في السوح الثقافية والاجتماعية من قبل ، أو لربما نوقشت على استحياء في همهمات أحاديث المدينة أو طُرحَت في ظلام الخرطوم عَهداً ثم غابت . هذا الرجل امتلك من الجسارة والثقافة العميقة بتفاصيل الأشياء وخباياها ، ما جعله يُقدم على تحطيم الأصنام السياسية والثوابت الاجتماعية وينفض الغبارَ عن المسكوت عنه في الثقافة والاجتماع والسياسة.

عمسيب قدم نظريةً للتحليل الاجتماعي والسياسي ، يمكن تسميتها بنظرية ( عوامل الاجتماع السياسي) أو نظرية ( النهر والبحر) في الحالة السودانية ، فحواها أن الاجتماع البشري يقوم على أسس راسخة وليس على أحداث عابرة . فالاجتماع البشري ظلّ منذ القدم حول ( القبيلة Tribe ) ثم ( القوم Nation ) ثم ( الوطن Home) ثم ( الدولة country) . هذا التسلسل ليس اجتماعيٌ فحسب، بل تاريخيٌ أيضاً ، أي أن مراحل التحَولات العظيمة في بِنية المجتمعات لا يصح أن تقفز فوق الحقب الاجتماعية ( حرق المراحل).. فالمجتمعات القَبَلية لا يمكنها انتاج (دولة) ما لم تتحول إلى (قومية) ، ثم تُنتج (وطن) الذي يسع عدد من القوميات ، ثم (دولة) التي تخضع لها هذه القوميات على الوطن ، مع تعاقد هذه القوميات اجتماعيا على مبادئَ مشتركة، وقيمٍ مضافة ، كالأمن والتبادل الاقتصادي وادارة الموارد ، والحريات الثقافية ونظام الحكم .

هذه النظرية تشير إلى أن الاجتماع السياسي في السودان ظل في مساره الطبيعي لمراحل التسلسل التاريخي للمجتمعات والكيانات ، إلى أن جاءت لحظة ( الاستعمار) Colonization . ما فعله الاستعمار حقيقة ، أنه وبدون وعي كامل منه ، حرق هذه المراحل – قسراً – وحوّل مجتمعات ما قبل الدولة ( مجتمعات ما قبل رأسمالية) إلى مجتمعات تخضع للدولة.

فالمجتمعات التي كانت في مرحلة ( القبيلة) او تلكَ في مرحلة( القومية) قام بتحطيم بنيتها وتمحوراتها الطبيعيه وتحويلها إلى النموذج الرأسمالي الغربي ، خضوع قسري لمؤسسات الدولة الحديثة، مجتمع ما بعد استعماري ، تفتيت لمفاهيم الولاءات القديمة الراسخة ، بل وتغييرها إلى نظم شبه ديموقراطية، وهذا بالطبع لم يفلح، فبعد أن حطّم المستعمر ممالك الشايقية ودولة سنار ومشيخات العرب بكردفان ومملكة الفور ، وضم كل ذلك النسق الاجتماعي ( القبلي / القومي) إلى نسق الوطن/ الدولة.. أنتج ذلك نخب وجماعات سياسية ( ما بعد كولونيالية ) تعيش داخل الدولة ، لكنها تدير الدولة باللاوعي الجمعي المتشبّع بالأنساق التقليدية ( القبيلة / الطائفة / القومية) ، أي مراحل ماقبل الوطن والدولة.

ما نتج عن كل هذه العواصف السياسية والاجتماعية ، والاضطرابات الثقافية، أن هذه المجتمعات والقوميات التي وجدت نفسها فجأة مع بعضها في نسق جديد غير معتاد يسمى ( الدولة) ، وأقصدة بعبارة ( وجدت نفسها فجأة) أي أن هذا الاجتماعي البشري في الاطار السياسي لم يتأتَ عبر التمرحلات الطبيعيه الانسانية المتدرجة للمجتمعات، لذا برزت العوامل النفسية والتباينات الثقافية الحادة ، الشيئ الذي جعل الحرب تبدأ في السودان بتمرد 1955 حتى قبل اعلان استقلاله . ذات الحرب وعواملها الموضوعيه ومآلاتها هي ذات الحرب التي انطلقت في 2002 ثم الحرب الأعظم في تاريخنا 2023 .

أمر آخر شديد الأهمية، أن دكتور عبد الرحمن ألقى حجرا في بركة ساكنة، وطرق أمراً من المسكوت عنه ، وهو ظاهرة الهجرات الواسعة لقوميات وسط وغرب افريقيا عبر السبعين عاما الماضية ( على الأقل) , فظاهرة اللجوء والهجرات الكبيرة لقبائل كاملة من مواطنها لأسباب التصحر وموجات الجفاف التي ضربت السهل الافريقي، ألقت بملايين البشر داخل جغرافيا السودان، مما يعني بالضرورة المزيد من المنافسة العنيفة على الأرض والموارد وبالتالي اشتداد الحروب والصراعات بالغة العنف، وانتقال هذا التهديد الاستراتيجي إلى مناطق ومجتمعات وسط وشمال السودان ( السودان النّهري)

اذن ، سادتي ، فنظرية (الاجتماع السياسي ، جدلية الهوية والتاريخ ) هذه تؤسس لطرائق موضوعيه ( غير منحازة) لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية وجدليات الحرب والسلام ، وتوضّح أسباب ظاهرة تعدد الجيوش والميليشيات القبلية والمناطقية والخطابات المؤسسة ديموغرافياً ، وما ينسجم معها من تراكمات تاريخيه وتصدّعات اجتماعية عميقة في وجدان تلك الجماعات العازية .. التوصيات البديهية لهذا الخطاب ، أن الحلّ الجذري لإشكاليات الصراع في السودان هو بحلّ جذور أزمة الهوية، والهوية نفسها لم تكن ( أزمة) قبل لحظة الاستعمار الأولى ، بالتالي تأسيس كيانات جديدة حقيقية تعبّر عن هويات أصحابها والعقد الاجتماعي المنعقد بين مجتمعاتها وقومياتها .

النظرية التي أطلق تأسيسها دكتور عبد الرحمن، لم تطرح فقط الأسئلة الحرجة ، بل قدمت الإجابات الجسورة وطرقت بجراءة الأبواب المرعبة في سوح الثقافة والاجتماع والسياسة في السودان.

Mujtabā Lāzim

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعرف على رئيس الشاباك رونين بار الذي أقاله نتنياهو
  • ما الذي تفتقده صحافتنا اليوم؟
  • كشف تفاصيل الرتل الأمريكي الذي انتقل من بغداد إلى الانبار
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • ما جيش تحرير بلوشستان الذي خطف القطار الدامي بباكستان؟
  • نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن
  • “نزيف التراب”.. دراما فلسطينية توثق البطولة وتكشف المعاناة
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا