ابن حرة …… وسياسة حرّة رجلاء
د. #بسام_الهلول
(معنى … الحَرَّة : أرضٌ ذات حجارة و سُود كأَنَّها أُحْرِقَتْ. والجمع : حِرا
رجل الاعمال الاردني ( ليث دويكات )مؤسس ( روابي الفرح )و المتخصص في التطوير الزراعي، ناقش في الحلقة الامن الغذائي الاردني والعديد من المشاريع التي قام بها
مما راعني وأورثني شك وريبة حديث حر من أبناء حرات الاردن فيما لاقاه من عنت ورهق وهو يصارع كما اشار في حديثه( الشبح)… وفي البعد عن النظر من عمله الإبداعي ومكابدته ( أنسال الشبح)…وهذا شأن كل رجل ( طلعة).
طوفان من المدلولات يثيرها ( دويكات)..مما يستدعي حديثه ( استدعاء الاحرار والأغيار بآلقاء القبض على ( الشبح) بل جميع المشتبه بهم ممن يكرسون حالة( الاستتباع) وحالة التيه التي لازلنا في قلبها ولم نعد واقفين في عتباتها ورغم ما بقي مقفولا عليه مما بقيت معه المعاني مسجونة من ودائع في ضمير( دويكات) مثلما هي( مكتنزات بواطن ارضنا من ركاز وغاز ونفط…حديثه كان مقتصرا على شطوط تراب الاردن وسطوحه وغربة ( سنبلة القمح). وضياع لسلة امننا الغذائي..التي يحاول فيها( دويكات) ان يزيدها من مرثيات خطاب التقانة والزراعة في بلدي الامر الذي يثير التساؤل التالي( بل الإشكال وان شئت فقل ا الاتهام التالي( ارض مقفلة على ( جح ودائعها ومعان مسجونة في مواضعها)..وهذا منكشف لبدائه العقول الأمر الذي كرس حالة اضعاف سلطة هذا التراب كي لايصل الى حالة( Power Vaccum) عاد معه الاردن ملعبا ومهربا للاسرائيلي الامر الذي يتطلب ما طرحه. ( دويكات) عقد صلة مع خبيء هذا التراب كي نقاوم ( الحصار) اذ تتطلب معادلة ( متكافئة) تسهم في ملء فراغات كثيرة من حيث امننا الغذائي ، لقد كان موضع الاصبع منا ( عندما اكبر سأذهب هناك)…بل موضع الاصبع من اصحاب الرحلات والمغامرات امثال( جوزيف كونراد).صورة فردوسية رسمها يراع( ليث دويكات) في أسطرة هذا التراب عاد معه فردوسيا واسطوريا بعيدا كل البعد كي لايكون هذا التراب تابعا محاولا تخليصه من ان يكون( فضاء خاليا يمتص منتجات مصنعة تسهم في إذعاننا لسلطة الاخرتكرست معها حالة( Power Vaccum( وهذا ما ينادي به في مشروعه( الروابي) وتخليص هذا التراب من تكريس هذه الحالة فهي بحق في. مشروعه( روابي الفرح)..ان من يتابع حديث( ليث دويكات) والاسئلة الموجهة اليه يعود معه السامع. ان ثمة مشروعا ورؤيا يرفض فيها مايشاع اننا رمزا الى كل ماهو بدا ئي وطبيعي وخارج عن وحدات الزمن الدقيقة بحيث يحمل أردنيان قفة واحدة كرسه ما قاله البدوي فيما ابتدع للأردنيين مشروع( النقطة الرابعة) عندما مر بهم وافد من أعيان الامم المتحدة والتي تقدم للأردن معونات وإسعافات أولية سني الجفاف محتجا على اثنين من عمال بدونا فقال له( انت مو احسن من اللي خلقها ، الها اذان ثنتين يحملوها اثنين ) فما كان منه ان أثنى عليهما بعد ان ضجت السماء ( بقههته).. نعم يحاولون الإبقاء على الاردن حالة سكونية مستقره بعيدا عن عجلة الصناعة والإبقاء عليه كي يحافظ على ( مسيحيته الاولى بكل نقائها على حد زعمه ومستراح يأوي اليها الاسرائيلي حالة افتتانه بمكذوب التوراة والتلمود مع الإبقاء عليه( مجرد معابثة تلمودية).. كما شاهدتهم عند منعطف وادي الموجب يتوجهون الى ذلك الجبل الجلمودي الصخري…
ويبقى الاردنيون منصبين على اناء القهوة الفاقع ، حيث يشعر الاردني معنى الحياة كلها الماضي والحاضر والمستقبل، يجري تقطيره في هذا السائل الأسود ، وان مجرد تعويذة ما تكفي للمستقبل كما يأخذ شكله. انه المستقبل الذي يبرز متصاعدا من اناء القهوة كما وصفت( لويزا جب) في كتابها( عبر الصحراء الى بغداد)… واختم بلازمة ذلك البدوي من بدونا( انت مو احسن من اللي خلقها ، خلق ليها اذان ثنتين يشيلها اثنين)..هذا القول هو الذي يكرس حالة الاختلال ومشورة الصندوق الدولي… من هنا يجد ( ليث دويكات)..( الحالة)Statu.. التي تحاول ان تجعل من الاردن ( وضعا) على ضوء تحقق خطابه( المتعلق بفعل سواده كي يدخل دائرة الفعل فهذا محظور كي لايتم تمام
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هذا التراب
إقرأ أيضاً:
السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
لا يُمكن فصل السّيَاسات الدولية اليوم تجاه فلسطين أو تجاه كافة دول العالم الإسلامي عن الموقف من الإسلام في حد ذاته. تحكم السياساتِ الدولية بشكل عامّ مصالح وصراعاتٌ اقتصادية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعالم الإسلامي يُلاحَظ أن هناك عاملا خفيا يُغلِّف كل هذه السياسات له علاقة بكون هذه الدولة بها غالبية من المسلمين أم لا، بغضِّ النظر عن المذهب أو طبيعة نظام الحكم أو التاريخ أو الجغرافيا لتلك الدولة.
في آخر المطاف تجد اتفاقا بين الدول الغربية في أسلوب التعامل مع أي منها يقوم على فكرة مركزية مفادها ضرورة إذعان هذه الدولة للنظام العالمي الغربي والقَبول بهيمنة القواعد المتحكِّمة فيه وعدم الخروج عنها بأيِّ صفة كانت، وإلا فإنها ستُحارَب بكافة الوسائل والطرق. لا يهم إن كانت هذه الدولة فقيرة مثل الصومال أو غنيّة مثل السعودية أو تركيا أو إيران. جميعهم في نظر السياسات الغربية واحد، فقط هي أساليب التعامل مع كل منهم التي تختلف. بعضهم يحتاج إلى القوة وآخر إلى الحصار وثالث إلى التّهديد ورابع إلى تحريك الصراعات الداخلية إلى حد الاقتتال وسادس إلى إثارة خلافات حدودية مع جيرانه… الخ، أي أنها ينبغي جميعا أن تبقى في حالة توتر وخوف وقلق من المستقبل.
تكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالمتكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالم للتأكد من ذلك، فحيث لا يوجد إخضاع تام من خلال القواعد العسكرية المباشرة والقَبول كرها بخدمة المصالح الغربية، يوجد إخضاع غير مباشر من خلال الحروب الأهلية أو اصطناع الجماعات الإرهابية أو إثارة النّعرات القبلية والعرقية أو تحريك مشكلات الحدود الجغرافية.. نادرا ما تُترك فرصة لِدولة من دولنا لتتحرّك بعيدا عن هذه الضغوط. السيناريوهات فقط هي التي تتبدّل أما الغاية فباستمرار واحدة: ينبغي ألا تستقلّ دول العالم الإسلامي بقرارها، ومن الممنوعات الإستراتيجية أن تُعيد التفكير في مشروع وحدة على طريق جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر مثلا!
وهنا تبرز فلسطين كحلقة مركزية في هذا العالم الإسلامي، ويتحدد إقليم غزة بالتحديد كمكان يتكثف فيه الصراع.
ما يحدث في غزة اليوم ليس المستهدَف منه سكان فلسطين وحدهم، إنما كل كتلة العالم الإسلامي المفترض وجودها كذلك. أيّ إبادة لسكان هذا القطاع إنما تحمل في معناها العميق تهديد أي دولة من دول العالم الإسلامي تُريد الخروج عن هيمنة النظام العالمي الغربي المفروض بالقوة اليوم على جميع الشعوب غير الغربية، وبالدرجة الأولى على الشعوب الإسلامية.. وكذلك الأمر بالنسبة للحصار والتجويع والقهر بجميع أنواعه. إنها ممارساتٌ تحمل رسائل مُوجَّهة لكافة المسلمين ولكافة دول الجنوب الفقير وليس فقط للفلسطينيين في قطاع غزة بمفردهم. محتوى هذه الرسائل واحد: الغرب بمختلف اتجاهاته يستخدم اليد الضاربة للصهيونية في قلب أمة الإسلام، ليس فقط لإخضاع غزة إنما إخضاع كل هذه المساحة الجيوستراتيجية الشاسعة لسيطرته الكاملة ثم إخضاع بقية العالم.
يُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط
وعليه، فإن السلوك المُشتَّت اليوم للمسلمين، وبقاء نظرتهم المُجزّأة للصراع، كل يسعى لإنقاذ نفسه، إنما هو في الواقع إنقاذٌ مؤقت إلى حين تتحول البوصلة نحو بلد آخر يُحاصَر أو يُقَسَّم أو تُثار به أنواع أخرى من الفتن… ويُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط أو ضد حركة الجهاد في فلسطين، ذلك أن كل الاتجاهات الإسلامية هي في نظر الاستراتيجي الغربي واحدة، تختلف فقط من حيث الشكل أو من حيث الحدة والأسلوب. لذلك فجميعها موضوعة على القائمة للتصفية يوما من الأيام، بما في ذلك تلك التي تعلن أنها مسلمة لائكية حداثية أو عصرية!.. لا خلاف سوى مرحليًّا بينها، لا فرق عند الغربيين بين المُعمَّم بالعمامة السوداء أو البيضاء أو صاحب ربطة العنق أو الدشداش أو الكوفية أو الشاش، ولا فرق عندهم بين جميع أشكال الحجاب أو الخمار أو ألوانها في كل بقعة من العالم الإسلامي، جميعها تدل على الأمر ذاته.
وفي هذه المسألة بالذات هم متّحدون، وإن أبدوا بعض الليونة المؤقتة تجاه هذا أو ذاك إلى حين.
فهل تصل الشعوب والحكومات في البلدان الإسلامية إلى مثل هذه القناعة وتتحرّك ككتلة واحدة تجاه الآخرين كما يفعل الغرب الذي يتصرّف بشكل موحد تجاه المسلمين وإنْ تنافس على النيل منهم؟
ذلك هو السؤال الذي تحكم طبيعة الإجابة عنه مصير غزة وفلسطين.. ومادام الغرب يعرف الإجابة اليوم، فإنه سيستمرّ في سياسته إلى حين يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا وتتبدَّل الموازين.
(نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية)