مجلس الدولة بسلطنة عُمان يستعد لبدء مرحلة جديدة من العمل الوطنى بافتتاح دور الانعقاد الثانى والاطلاع بدور بارز فى مشروعات القوانين وخطط التنمية

التكامل المؤسسى بين مجالس (الدولة والشورى والوزراء) سمة مميزة للتجربة البرلمانية العُمانية

ترتكز عملية البناء والتنمية فى سلطنة عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضى وعلى مدار 54 عاماً من عمر النهضة العُمانية المتجددة، على استراتيجية التكامل المؤسسى بين أجهزة الدولة والعمل فى تناغم وانسجام من أجل استدامة التنمية الشاملة والنهوض بالوطن والمواطن.

تتجل صور التكامل فى الجلسات المشتركة التى يلتقى فيها أعضاء مجلسى الدولة والشورى لمناقشة موضوعات، أو مشروعات قوانين، أو مواد محل تباين من حيث النظر إليها، من جانب المجلسين، ولعل الجلسة المشتركة لمجلسى الدولة والشورى التى تعقد مع بداية الدورة الجديدة، تمثل دفعة من دفعات التعاون والتكامل المشترك من أجل بناء الوطن.

والواقع أن سلطنة عمان ومنذ بداية نهضتها الحديثة، وضعت العدالة والقانون من أهم الأسس، فى منظومتها الوطنية ونظامها الأساسى الذى ببوصلته شقت دروب التنمية؛ تنمية الإنسان، وصون حقوقه، كما حافظت على مسار سياستها على المستويين الداخلى والخارجى وفق أسس قانونية، تحترم فيه حقوق الإنسان والقوانين الدولية، وعززت ذلك بمنظومة مؤسسات عدلية وقانونية وتشريعية، مستندة إلى قانون يحكم بين الناس بالعدل دون النظر إلى لون أو عرق أو دين، لذلك كان ميزان العدالة فى سلطنة عمان راجحًا دائمًا.

كما سنت القوانين والتشريعات الخاصة بالعمل والعمال؛ لضمان حقوق كل من يعيش فى سلطنة عمان، وصون كرامته وضمان عيشه بحرية.

وإضافة إلى المؤسسات العدلية والقانونية والتشريعية التى ترسى الدعائم العدلية للجميع، أنشئت لجان وجمعيات ومؤسسات للمجتمع المدني، تمارس صلاحياتها بحرية، وتتابع أوضاع حقوق الإنسان وكرامته وفتحت كل قنوات التواصل معها للوصول إليها، والتقدم بأى شكوى أو بلاغ أو مظلمة، من أى شخص وفى كل وقت، وأوجدت هذه المؤسسات لتكون دعامة حقيقية لنيل الحقوق واللجوء إليها -إن تطلب الأمر ذلك.

وبناء على الأوامر السامية للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، يفتتح مجلس الدولة غداً/الأحد/ الموافق العاشر من نوفمبر 2024، أعمال دور الانعقاد العادى الثانى من الفترة الثامنة (2023-2027م)، عملا بأحكام المادة الـ38 من قانون مجلس عُمان.

يأتى افتتاح هذه الدورة، بالتزامن مع حلول العيد الوطنى الرابع والخمسين والذى يوافق الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، حيث يتطلع المجتمع العُمانى بمزيد من التفاؤل إلى مرحلة جديدة من العمل البرلماني، يمارس فيها أعضاء مجلس الدولة أدوارهم الفاعلة فى خدمة القضايا الوطنية وتحقيق تطلعات المواطنين وآمالهم وطموحاتهم، حيث تفرض المرحلة القادمة ملفات هامة تلامس المجتمع والمستقبل الاقتصادى والاجتماعى ضمن الرؤية الوطنية الطامحة إلى تحقيق تنمية مستدامة.

يضطلع مجلس الدولة بدور بارز فى إقرار أو تعديل مشروعات القوانين ومناقشة خطط التنمية والميزانية العامة للدولة، بصفته شريكا أساسيا فى البناء والتنمية، ويسعى المجلس لتحقيق هذا الدور من خلال مختلف أعماله، سواء عبر جلساته العادية أو المشتركة، أو اجتماعات مكتبه ولجانه الدائمة والفرعية والخاصة، إضافة إلى ممارسة صلاحياته واختصاصاته من خلال أجهزته المتعددة.

وخلال دور الانعقاد العادى الأول من الفترة الثامنة، قام مجلس عُمان (مجلسا الدولة والشورى) بنشاط بارز فى تحقيق مجموعة من الإنجازات، متماشيا مع التوجيهات السامية للسلطان هيثم بن طارق التى جاءت فى خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد الأول لمجلس عُمان.

وأكّد السلطان هيثم، على الدور المحورى لمجلس عُمان بصفته شريكا أساسيا فى دعم منظومة الدولة، بما يعزز السياسات العامة ويحقق تطلعات المواطنين.

وأنهى المجلس خلال دور الانعقاد العادى الأول من الفترة الثامنة مناقشة العديد من الموضوعات، منها مشروعات القوانين المحالة من الحكومة، بالإضافة إلى مناقشة مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م فى 5 جلسات عامة عقدها خلال دور الانعقاد العادى الأول، حيث تم مناقشة: «مشروع قانون حماية الودائع المصرفية»، و«مشروع قانون تنظيم الاتجار فى الأحياء الفطرية»، و»مشروع قانون الإعلام».

كما عقد المجلس خلال دور الانعقاد العادى الأول من الفترة الثامنة جلسة مشتركة واحدة مع مجلس الشورى لمناقشة المواد محل الاختلاف فى عدد من مشروعات القوانين، تطبيقا لأحكام المادة الـ49 من قانون مجلس عُمان.

وعقد مكتب المجلس 6 اجتماعات خلال دور الانعقاد العادى الأول من الفترة الحالية، حيث استعرض نحو 59 موضوعا، واستضاف عددا من رؤساء اللجان الدائمة بالمجلس لمناقشة التقارير المقدمة من لجانهم حول مشروعات القوانين المحالة إليهم ومقترحات الدراسات المقدمة.

كما ناقش المكتب خلال اجتماعاته ردود مجلس الوزراء حول بعض الموضوعات المحالة من مجلس الدولة، إضافة إلى مجموعة من التقارير والرسائل الواردة للمجلس من عدد من الجهات المعنية.

وشكل مكتب المجلس خلال اجتماعاته لدور الانعقاد الأول ثلاث لجان خاصة، وهي: اللجنة الخاصة لدراسة «مضامين الخطاب السامى فى افتتاح دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة لمجلس عُمان»، واللجنة الخاصة لدراسة «آلية تنويع مصادر الدخل فى سلطنة عمان»، واللجنة الخاصة لدراسة «دور المستنبطات النباتية فى تعزيز الاقتصاد المحلي، وتحليل الفرص والتحديات»، حيث عقدت 3 اجتماعات رئيسة و9 اجتماعات فرعية.

وعقدت اللجان الدائمة بالمجلس، واللجان الفرعية المنبثقة عنها، خلال دور الانعقاد العادى الأول من الفترة الثامنة، أكثر من 152 اجتماعا ناقشت خلالها العديد من الموضوعات المحالة إليها، إضافة إلى المقترحات المقدمة من قِبلها.

كما تخلل هذه الاجتماعات الـ38 استضافة عدد من المسؤولين والمختصين من الجهات ذات العلاقة بالموضوعات التى تقوم اللجان بدراستها.

وعقدت اللجان المشتركة مع مجلس الشورى 3 اجتماعات ناقشت خلالها مواد الاختلاف بشأن «مشروع قانون حماية الودائع المصرفية»، و»مشروع قانون تنظيم الاتجار فى الأحياء الفطرية»، و»مشروع قانون الإعلام».

وفى إطار التنسيق المشترك لمجلس الدولة مع مجلس الوزراء، عقد المجلسان اللقاء المشترك بين مجلس الوزراء وأعضاء مكتب المجلس، حيث تم التأكيد على أهمية تضافر كافة الجهود الرامية إلى إعلاء المصلحة العليا للوطن، وتعزيز الشراكة بين الحكومة والمجلس. كما تم الاتفاق على مواصلة المجلس لجهوده فى التوعية المجتمعية الهادفة.

واستقبل المجلس مسؤولين ووفودا من دول مختلفة، وسجل حضورا فاعلا فى المحافل الإقليمية والدولية من خلال مشاركة رئاسة المجلس وأعضائه فى الاجتماعات والمؤتمرات التى تنظمها المنظمات والاتحادات البرلمانية.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مجلس القضاء الأعلى يفصّل دستورية قرار المحكمة الاتحادية بشأن القوانين الثلاثة

بغداد اليوم -  

مجلس القضاء الأعلى يعقد جلسته الرابعة لعام 2025


بغداد / إعلام القضاء

عقد مجلس القضاء الأعلى جلسته الرابعة حضوريا والكترونيا  صباح اليوم الاربعاء الموافق 5 /2 /2025، برئاسة السيد رئيس محكمة التمييز الاتحادية القاضي الدكتور فائق زيدان، وتم خلال الجلسة مناقشة موضوع الأمر الولائي الصادر من المحكمة الاتحادية ذي العدد (3) وموحداته  4 و18 و 19 و 21 / اتحادية / أمر ولائي / 2025) في 4 / 2 / 2025 بإيقاف تنفيذ القوانين الثلاثة التي تم إقرارها في جلسة مجلس النواب العراقي في 21 / 1 / 2025 توصل الى إن موضوع نفاذ القوانين والطعن بعدم دستوريتها تمت معالجته بأحكام المادتين (93/أولاً) و (129) من دستور جمهورية العراق لعام 2005 إذ يقتضي ابتداءً عند الطعن بعدم دستورية أي قانون يصدر من مجلس النواب أن يتم نشره في الجريدة الرسمية حتى يصبح القانون محلاً للطعن بعدم دستوريته وهذا ما استقر عليه قضاء المحكمة الاتحادية العليا في العديد من قراراتها ومنها القرار ذي العدد (88/اتحادية/2016) في 20 /12 /2016 والقرار المرقم (31/اتحادية/2018) في 11 /3 /2018 فمن باب أولى لا يجوز إيقاف تنفيذ القانون الذي يتم تشريعه من قبل مجلس النواب العراقي قبل نشره في الجريدة الرسمية، ولان الأمر الولائي الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا أنف الذكر قد نصَ صراحةً على إيقاف تنفيذ إجراءات صدور ونفاذ قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959 المعدل وقانون إعادة العقارات الى أصحابها المشمولة ببعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل على الرغم من أن هذين القانونين لم ينشرا في الجريدة الرسمية لحد الآن، وبهذا يعتبر الأمر الولائي غير ذي موضوع لأنه قد انصب على قانونين غير نافذين لعدم نشرهما في الجريدة الرسمية وان مجرد التصويت عليها فقط في مجلس النواب العراقي يقتضي التريث في إصدار أي قرار سلباً أو إيجاباً يتعلق بتنفيذ القانون.

كذلك يلاحظ بأنه ورد في قرار المحكمة الاتحادية العليا (الخاص بإصدار الأمر الولائي في 4 /2 /2025) بأن إصدار أمر ولائي مستعجل بناءً على طلب مستقل أو ضمني في الدعاوى الدستورية المقامة أمامها لم يتم التطرق إليه كما لم تتم معالجته في قانون المحكمة الاتحادية العليا رقم (30) لسنة 2005 المعدل، ولا النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا رقم (1) لسنة 2022، وبذلك فهو يخضع للأحكام المشار إليها في المادتين (151 و 152) من قانون المرافعات المدنية رقم (83) لسنة 1969 المعدل استناداً للمادة (39) من النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا، وخلصت المحكمة الاتحادية في قرارها إلى إن إصدار أمر ولائي مستعجل محكوم فقط بالضوابط والشروط الواجب توافرها لإصداره الواردة في قانون المرافعات المدنية المذكور، وبالرجوع الى تلك الضوابط والشروط نجد إنها أجازت لمن له الحق في الاستحصال على أمر من المحكمة للقيام بتصرف معين بموجب القانون أن يطلب من المحكمة إصدار هذا الأمر في حالة الاستعجال على وفق الإجراءات المبينة في المادتين (151 و152) من قانون المرافعات المدنية، وإذ أن المادة (129) من دستور جمهورية العراق لعام 2005 منعت إيقاف تنفيذ القوانين أوتأجيل تنفيذها أو التريث بها ((قرار المحكمة الاتحادية العليا ذي العدد (75/اتحادية/أعلام/2015) المؤرخ 12 /8 /2015))، مما يكون طلب إيقاف تنفيذ القوانين ومن ضمنها قانون التعديل الثاني لقانون العفو العام رقم (27) لسنة 2016 غير وارد قانوناً لتعارضه مع النص الدستوري واستقرار المحكمة الاتحادية العليا وعدم مراعاة الإجراءات القانونية المنصوص عليها في قانون المرافعات المدنية، فضلاً عن أن المادة (153/مرافعات) أجازت للمتضرر من الأمر الولائي الطعن فيه بالتظلم أمام المحكمة الذي أصدرته ومن ثم الطعن فيه تمييزاً في حين أن المحكمة الاتحادية وصفت أمرها الولائي بالبات والملزم للسلطات كافة خلافاً لنصوص قانون المرافعات المدنية الذي استندت عليه والمادة (39) من النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا، إضافة إلى ذلك أن الأوامـــــر الولائيـــة هي قرارات وقتية ولا تتمتع بالحجية الباتة والملزمة التي هي صفة تلازم الأحكام النهائية الفاصلة في موضوع النزاع وإذ أن المحاكم ملزمة بتطبيق قانون العفو العام المصوت عليه من قبل مجلس النواب العراقي بتاريخ (21 /1 /2025) وأن المادة (129) من الدستور منعت تعطيل تنفيذ القوانين ما دام لم يصدر قرار بات بعدم دستوريتها أو إلغاءها من الجهة التي أصدرتها، وبالتالي يكون لزاماً على المحاكم المضي بتنفيذ قانون تعديل قانون العفو العام على وفق نصوصه والتعليما

مقالات مشابهة

  • اجتماعًا موسعًا لمتابعة استعدادات الإدارات التعليمية لبدء الفصل الدراسي الثانى للعام بقنا
  • اجتماع بتعليم قنا لمتابعة استعدادات الإدارات التعليمية لبدء الفصل الدراسى الثانى
  • برئاسة منصور بن زايد.. المجلس الوزاري للتنمية يطلع على مستجدات العمل في القطاع الحكومي
  • "الشورى" يناقش 5 مشروعات قوانين واتفاقيات مُحالة من الحكومة.. الأحد والإثنين
  • “الوطني الاتحادي” يوافق على تعديل بعض القوانين ويناقش رفع كفاءة العاملين في القطاع الحكومي
  • الشورى يناقش عددا من مشروعات القوانين.. الأسبوع المقبل
  • ننشر أجندة جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع المقبل (تفاصيل)
  • مجلس القضاء الأعلى يفصّل دستورية قرار المحكمة الاتحادية بشأن القوانين الثلاثة
  • التسجيل في سجل قيد العمال خلال 30 يوما.. تفاصيل جديدة يقرها مشروع قانون العمل
  • البابا تواضروس: نأمل إقرار قانون الأحوال الشخصية خلال دور الانعقاد الحالي للبرلمان