داعش يستغل التوترات فى المنطقة.. عملية أمنية موسعة لإحباط تحركه في سوريا
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التابعة للإدارة الذاتية للأكراد فى إقليم شمال وشرق سوريا، والمدعومة من قوات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابي، الأربعاء الماضي، عملية أمنية تحت شعار "الأمن الدائم" داخل مخيم الهول بالحسكة، والمنطقة المحيطة به، لإحباط تحركات خلايا وعصابات التنظيم الإرهابى فى شمال وشرق سوريا.
وهى التحركات التى تأكدت منها "قسد" من خلال اعترافات العناصر الموقوفة خلال الفترة الأخيرة، فى محاولة منها لاستغلال التوترات فى منطقة الشرق الأوسط والتى تلقى بظلالها السلبية على سوريا.
وتعمل التوترات الجارية حاليا بين التنظيمات المسلحة الموالية لإيران والتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة الهجمات المتبادلة بين الجانبين على هامش العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ أكثر من عام، هذه التوترات تلقى بظلالها على قوات سوريا الديمقراطية.
حيث تشارك "قسد" فى التدريبات العسكرية مع التحالف الدولى بشكل مستمر لتبقى على أهبة الاستعداد تحسبًا لأى هجمات من ميليشيات موالية لإيران، وفى السياق ذاته تتصاعد توترات جديدة فى منطقة إدلب السورية التى تسيطر عليها هيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة سابقا" المدعومة من دول إقليمية، وهى توترات داخلية ضد ميليشيا الهيئة الإرهابية، وتوترات بينها وبين منطقة الإدارة الذاتية للأكراد.
وأصدر المكتب الإعلامى "شبكة الأخبار العسكرية" لـ"قسد" بيانا أعلن فيه بدء تنفيذ عملية "الأمن الدائم" لتعقب خلايا تنظيم داعش فى مخيم الهول والمناطق المحيطة به فى شمال شرقى سوريا، وتشارك فى العملية قوى الأمن الداخلى ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.
وأضاف المكتب الإعلامي، أن العملية جاءت بعد اعترافات لعناصر من التنظيم أقروا بعودة نشاط الخلايا الإرهابية فى المناطق الصحراوية.
وأكد البيان أنه رغم انشغال العالم بالصراعات فى الشرق الأوسط تظل احتمالية عودة التنظيم أمرا واقعيا يتطلب التصدى له، ذلك لأن تهديد التنظيم الإرهابى مستمرا بالمنطقة، وأن قواتنا على أهبة الاستعداد لملاحقته وتدمير مصادر قوته.إحباط مصادر قوة داعش
راقبت منطقة الإدارة الذاتية تحركات تنظيم داعش الإرهابى خلال عام مضى، ولاحظت تصاعد عملياته وتحركاته فى منطقة مخيم الهول، حيث جرى تنفيذ عمليات ضد سكان المخيم وقوى الأمن.
وأكدت الإدارة الذاتية فى بيان لها، أن "قسد" كثفت عملياتها الاستباقية لمواجهة تهديدات التنظيم الإرهابي، كما أحكمت الضغط على الخلايا الإرهابية، لمنعها من استعادة نشاطها وإيقاف تحركاتها.
وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق نتائج إيجابية، أهمها القضاء على العديد من الخلايا وقادتها، وإفشال مخططاتهم الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وشن الهجمات ضد المدنيين والقوات الأمنية والعسكرية.
ولفت البيان أنه نظرًا لما يمثله مخيم الهول والسجون التى تضم عناصر داعش من أهمية استراتيجية للتنظيم، حاول داعش مرارًا خلال الفترة الماضية الوصول إلى المخيم وتحريك خلاياه مستخدمًا المناطق الصحراوية والنائية فى ريفى الهول والشدادة كنقاط انطلاق للتخطيط وتنفيذ عملياته ضد المخيم والسجون.
ترافق ذلك مع تحركات داخل المخيم ومحاولات هروب متكررة، ما دفع الخلايا إلى إشعال الفوضى فى بعض قطاعات المخيم لتشتيت جهود قوى الأمن المسئولة عنه.
وشرحت الإدارة الذاتية، أنه مع انشغال العالم بالصراعات فى الشرق الأوسط، تزداد احتمالات عودة التنظيم لنشاطه، خاصة فى المناطق النائية التى يلجأ إليها للتخطيط لشن هجمات ضد المخيمات والسجون، سعيًا لتجميع عناصره مع عائلاتهم واستعادة نشاطهم.
وقد شهد العام الجارى عدة محاولات من التنظيم للوصول إلى مخيم الهول والسجون التى تأوى عناصر داعش فى شمال وشرق سوريا، والتى يعتبرها أهدافًا استراتيجية لتحريك خلاياه وتعزيز دعايته.
وأضاف البيان، أن قوى الأمن واصلت إحباط مخططات الخلايا الإرهابية وأنها تجدد اليوم التزامها بملاحقة داعش وتجفيف منابع الإرهاب، واستكمالًا لهذا الكفاح، نعلن اليوم، بدعم من قوات التحالف الدولي، انطلاق عملية "الأمن الدائم" لتفتيش مخيم الهول ومحيطه، وملاحقة فلول داعش والمتعاونين معه فى المخيم، وتطهير المناطق الريفية المحيطة وتأمينها أمنيًا.
متابعا، أن هذه العملية تأتى بعد الحصول على معلومات واعترافات من عناصر داعش المقبوض عليهم، تؤكد عودة نشاط الخلايا الإرهابية فى المناطق الصحراوية وتخطيطها للهجمات.
وأشار البيان إلى أن الحادث الذى وقع فى شهر سبتمبر الماضي، وأدى لسقوط ٣ من قوى الأمن، بعد استهدف خلايا التنظيم لدورية أمنية، يستدعى تذكر تهديد داعش وتنفيذ عملية شاملة للقضاء على خطر التنظيم الإرهابي.
وأكد المرصد السورى لحقوق الإنسان، فى بيان له، أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت فى تنفيذ عملية أمنية داخل مخيم الهول وفى المناطق المحيطة به لإحباط أى تحركات جديدة للتنظيم الإرهابي.
وقال المرصد، إن عنصر متهم بالانتماء لتنظيم داعش قُتل وهو يقاوم عناصر القوى الأمنية، أثناء حملة تمشيط للأخيرة فى القرى التابعة لبلدة الشدادى فى ريف الحسكة، كما تمكنت القوى الأمنية من اعتقال ١٥ شخصا بتهمة الانتماء لخلايا التنظيم وقضايا أخرى.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولى عملية أمنية فى مخيم الهول ومحيطه لملاحقة خلايا التنظيم، كما شنت قوى أمنية حملة أمنية كبيرة على خيام محدودة فى الأقسام الخامس والثامن والسادس فى مخيم الهول واعتقلت أشخاص متهمون بالانتماء والتعاون مع التنظيم.
ويُعتبر مخيم الهول شرق الحسكة واحدًا من أكبر المخيمات فى سوريا، حيث يضم عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والمواطنين السوريين الذين فروا من آلة الحرب، ويُعرف المخيم بأنه قنبلة موقوتة بظروفه الصعبة وتحدياته الأمنية، وفقا لما يقرر المرصد السورى لحقوق الإنسان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي سوريا الأمن الدائم مخيم الهول قوات سوریا الدیمقراطیة الخلایا الإرهابیة الإدارة الذاتیة التحالف الدولى عملیة أمنیة فى المناطق تنظیم داعش مخیم الهول قوى الأمن
إقرأ أيضاً:
وزارة الداخلية في غزة تنفذ عملية أمنية ضد عصابات نهب المساعدات.. تفاصيل مثيرة
كشفت مصادر في وزارة الداخلية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية، ضد عصابات نهب المساعدات بغطاء من الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت المصادر ذاتها أن هناك أكثر من 20 قتيلا من عصابات لصوص شاحنات المساعدات، نتيجة العملية الأمنية، بحسب ما أوردته قناة "الأقصى" الفضائية.
وأضافت أن "العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات"، مشددة على أن "الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص".
ظاهرة سرقة المساعدات
وتابعت: "الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها، وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات، التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة"، مشيرة إلى أن "الأجهزة الأمنية تفخر بالعشائر الفلسطينية شرق رفح، وإن انجرار بعض أفرادها لمخططات السرقة لن يسيء لتاريخ هذه العائلات التي قدمت مئات الشهداء المقاومين".
وأكدت أن "الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك"، منوهة إلى أنها "وضعت الفصائل الفلسطينية في مخطط العملية، وحظيت بمباركة وطنية واسعة".
اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف تفاصيل عن عصابات نهب المساعدات في غزة بغطاء من الاحتلال
وكشفت "عربي21" قبل يومين، تفاصيل مثيرة عن هذه العصابات وطريقة عملها، والمناطق التي تنشط فيها لاعتراض قوافل الإغاثة القادمة عبر المنافذ الحدودية.
أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، أن أفراد العصابات التي تعترض قوافل المساعدات هم من أصحاب السوابق الجنائية، وعليهم قضايا سابقة وأحكام صادرة بحقّهم تدينهم من قبل الجهات القضائية في قطاع غزة، وجزء منهم محكوم في القضايا المُدانين فيها.
التنسيق مع الاحتلال
ولفت الثوابتة في تصريح خاص لـ"عربي21" إلى أن "بعض هذه الفئات تقوم بالتنسيق مع الاحتلال لمعرفة موقع تحرك شاحنات المساعدات وأنواعها؛ من أجل السطو عليها وسرقتها تحت نظر الطيران الإسرائيلي".
غير أن مصادر أمنية كشفت لـ"عربي21" أن بعض زعماء هذه العصابات هم عملاء للاحتلال بالفعل، ويتلقون منه تعليمات مباشرة لإحداث فوضى أمنية في القطاع، بل ويحصلون على أسلحة خفيفة وذخائر، مشيرة إلى أن أحدهم حاولت المقاومة تصفيته قبل أسابيع قليلة لكنه نجا من هذه المحاولة.
تفاقمت مشكلة العصابات المسلحة منذ أن سيطر جيش الاحتلال على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في أيار/ مايو، وأغلقت مصر المعبر ردا على ذلك.
وكان معبر رفح هو الممر الرئيسي لإدخال البضائع إلى غزة، ومنذ إغلاقه، دخلت معظم المساعدات والتي تعد شحيحة للغاية، عبر معبر كرم أبو سالم، ثم من معبر كيسوفيم شرق دير البلح والذي افتتح قبل أيام.
وتكمن المشكلة الآن في أن العصابات المسلحة تسيطر على المنطقة من جانب غزة، مستغلة حالة الفراغ الأمني، وغض الطرف الإسرائيلي عن نشاطها في المناطق الحدودية.