الجزيرة:
2025-03-18@03:25:13 GMT

الأردن وعودة ترامب لرئاسة أميركا.. ما الذي تغير؟

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

الأردن وعودة ترامب لرئاسة أميركا.. ما الذي تغير؟

عمّان – تسود حالة من الترقب والحذر في الأوساط الرسمية وبين النخب السياسية والفكرية في الأردن بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة قبيل انتخابه، والتي تحدث خلالها عن توسيع مساحة إسرائيل.

ويوصف ترامب في الأوساط الأردنية بعراب "صفقة القرن" التي تهدف لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، بالإضافة لما اتخذه خلال فترته الرئاسية الماضية، من إجراءات لصالح إسرائيل وتعزيز وجودها في المنطقة، بعد أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وبحسب مراقبين، فإن شيئا لم يتغير في سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط، إذ تحدث الرئيس المنتخب حديثا في 15 أغسطس/آب الماضي، خلال لقائه مجموعات يهودية شكلت تحالفا لدعمه في الانتخابات الرئاسية، قائلا: "عندما تنظرون إلى خريطة الشرق الأوسط، تجدون أن إسرائيل بقعة صغيرة جدا مقارنة بهذه الكتلة العملاقة من اليابسة المحيطة بها، لذلك تساءلتُ: هل ثمّة طريقة للحصول على مزيد من المساحة؟".

شبح "صفقة القرن"

ويعبر سياسيون أردنيون عن مخاوفهم العميقة من احتمالية إعادة إنتاج "صفقة القرن" من جديد، وأثرها على الأردن، خصوصا أن عمّان كان لها الدور الأبرز في إعاقتها والتعبير صراحةً عن رفضها، ليبرز السؤال حول استفادة الحكومة الإسرائيلية من عودة ترامب في تنفيذ مخططاتها فيما يعرف بمشروع "إسرائيل الكبرى".

ويرجع مراقبون مبعث القلق الأردني إلى ارتباطه بتهديدات كان أطلقها أعضاء يمينيون متشددون في حكومة نتنياهو، من بينهم الوزير بتسلئيل سموتريتش، الذي ظهر فوق منصة تحمل خريطة تضم الأردن باسم "إسرائيل الكبرى".

وحول انتخاب ترامب وانعكاس ذلك على الأردن، يؤكد الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أن علاقات الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية "إستراتيجية ومؤسسية، بعيدا عن الحزب الحاكم في واشنطن".

وأضاف المومني في حديثه للجزيرة نت أن "الملك عبد الله الثاني يحظى باحترام واسع في كثير من العواصم الدولية بما في ذلك العاصمة الأميركية، وهناك تقدير كبير لمواقف الأردن ولدوره في كافة المحافل الدولية، بسبب جهود الملك العالمية بترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ودفاعه عن القضايا الإنسانية، التي يعلوها حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدره".

المومني: علاقات الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية إستراتيجية ومؤسسية (الصحافة الأردنية)

في المقابل يرى رئيس الديوان الملكي الأسبق ونائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يعد "أكثر وضوحا وتعبيرا عن سعيه للعمل لصالح إسرائيل من غيره من الرؤساء الأميركيين".

وأضاف، في حديث للجزيرة نت، أن علاقة ترامب قوية جدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "وبالتالي لا أعتقد أنه سيكون هناك قضية فلسطينية، أو حديث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمناقشته في الفترة المقبلة" حسب قوله.

يذكر أن العاهل الأردني عبد الله الثاني هنأ دونالد ترامب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكتب عبر منصة "إكس" قائلا: "أتطلع إلى العمل معك مجددا لتعزيز الشراكة الطويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة، في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي للجميع".

حمزة منصور: المشروع الصهيوني مدعوم أميركيا وهو مشروع خطير يستهدف الأردن وفلسطين معا (الجزيرة) وجهان لعملة واحدة

من جانبه، أكد القيادي في الحركة الإسلامية حمزة منصور أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لا يختلف عن الرئيس جو بايدن، "فكلاهما سواء، وسياستهما ونظرتهما واحدة تجاه العرب والمسلمين، وهي نظرة عدائية، بمعنى أنهما وجهان لعملة واحدة".

واستدرك منصور في حديثه للجزيرة نت أن "ترامب أكثر اتساقا وتماهيا مع المشروع الصهيوني القائم على التوسع في منطقة الشرق الأوسط"، داعيا الدولة الأردنية -بكل مكوناتها- أن تأخذ كل احتياطاتها واستعداداتها "من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وتقوية القوات المسلحة الأردنية لكي نتصدى جميعا للمشروع الصهيوني المدعوم أميركيا، والذي يهدف لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن، وهو مشروع خطير يستهدف الأردن وفلسطين معا".

ورفض منصور الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية في البحث عن حلٍّ للقضية الفلسطينية، قائلا إن "صفقة القرن تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية وحق العودة، وجاء ترامب مرة أخرى لتعزيز هذه الفكرة، والعمل لتنفيذ هذا المشروع".

كما أكد أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب أن "سياسات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية تجاه الشرق الأوسط تحمل في طياتها الكثير من المخاطر على الأردن".

وأضاف ذياب للجزيرة نت أن "طبيعية الحرب العدوانية على غزة ولبنان ومخرجات هذه الحرب ستؤدي إلى مخاطر جدية وحقيقية على الأردن، لا سيما بعد مجيء ترامب بما يوفره من عناصر الدعم السياسي والعسكري للمخططات الصهيونية الهادفة لتهجير الفلسطينيين نحو الأردن".

كما أشار إلى أن "الأردن من أول الدول المستهدفة بعد قطاع غزة ضمن هذه الرؤية، التي يسعى ترامب إلى تشكيلها إذا ما ربطناها بخطته القديمة حول صفقة القرن، والهادفة لإلغاء الدولة الفلسطينية، وضم الضفة الغربية للاحتلال الإسرائيلي، بل وإعطاء تشريع للوجود الاستيطاني في الضفة الغربية، وهذه ستكون لها تبعات على الأردن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الأمیرکیة دونالد ترامب الشرق الأوسط على الأردن للجزیرة نت صفقة القرن

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل غير متكافئة

أكد خبراء مستقلون تابعون للأمم المتحدة أن أفعال السلطات الأميركية بحق ناشطين وطلاب مؤيدين للفلسطينيين هي "غير متكافئة، وتنطوي على تمييز ولا طائل منها"، مطالبين بـ"وقف القمع والانتقام".

وقال الخبراء إن هذه الأفعال "تؤدي فقط إلى مزيد من الصدمات والاستقطاب، الأمر الذي يؤثر سلبا في التعليم داخل الجامعات"، لافتين إلى أنها تطال "بتأثيرها الحق في حرية التعبير والاجتماع وتأليف الجمعيات".

اعتقال محمود خليل

وأشار الخبراء -المفوضون من مجلس حقوق الإنسان لكنهم لا يتحدثون نيابة عن الأمم المتحدة- إلى اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، وهو الأمر الذي أثار استياء الأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

ويعتبر خليل أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، إذ كان له دور بارز في تحريك الرأي العام الجامعي والعالمي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي التاسع من مارس/آذار 2025، اعتقلته سلطات الهجرة بعد اقتحام منزله، بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

ويحمل محمود -وفقا لمحاميته- البطاقة الخضراء للإقامة الدائمة، ومع ذلك اعتقلته شرطة الهجرة الفدرالية تمهيدا لإبعاده من البلاد، حيث قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إنه "قام بأنشطة مرتبطة بحماس المصنفة منظمة إرهابية".

إعلان

وكتب الرئيس دونالد ترامب، على شبكته "تروث سوشيال"، "هذا أول اعتقال وسيكون هناك المزيد".

وتابع الرئيس الأميركي "نعلم أن هناك طلابا آخرين في جامعة كولومبيا وجامعات أخرى شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا، وإدارة ترامب لن تتسامح مع ذلك (…) سنعثر على المتعاطفين مع الإرهابيين ونعتقلهم ونبعدهم".

إجراءات مرتبطة بأنظمة الاستبداد

ووفقا لعشرات الخبراء المستقلين، فإن عمليات الطرد والترحيل والحرمان من حق إكمال الدراسة والتخرج "ضارة بالطلاب، وتمنعهم من رسم مستقبلهم وتحقيق تطلعاتهم الأكاديمية أو المهنية مستقبلا".

وقالوا إن "هذا النوع من الإجراءات يرتبط في كثير من الأحيان بالأنظمة الاستبدادية" وحثوا الجامعات على مواءمة أنظمتها الداخلية مع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت جامعة كولومبيا -التي خفضت إدارة ترامب دعمها بقيمة 400 مليون دولار- أنها فرضت عقوبات مثل "التعليق لعدة سنوات، والإلغاء المؤقت للشهادات والطرد" بحق الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين شاركوا في احتلال أحد مباني المؤسسة الجامعية المرموقة في ربيع عام 2024.

مقالات مشابهة

  • خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل غير متكافئة
  • إسرائيل هيوم: هذا هو المرشح الأبرز لرئاسة الشاباك خلفا لرونين بار
  • إدارة ترامب تبدأ عمليات تسريح واسعة لموظفي إذاعة "صوت أميركا" وشبكة "الحرة"
  • بقرار من ترامب.. خفض التمويل يُخفت "صوت أميركا"
  • خمس نقاط توضح صفقة معادن مقترحة بين الكونغو وإدارة ترامب
  • الخزانةة الأميركية تثير القلق: "لا ضمانات" بعدم حدوث ركود اقتصادي
  • ترامب يستخدم قانونا من القرن الـ18 لترحيل أفراد عصابة فنزويلية
  • (سي إن إن): أميركا استغرقت وقتا للتخطيط للضربات على اليمن
  • أميركا تشن هجوما جوبا وبحريا على الحوثيين
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولجيا الخضراء التي يسخر منها؟