نشرت مجلة "ذا نيشن" تقريرًا يسلط الضوء على آثار مشروع نيوم السعودي المدمرة على العمالة المهاجرة؛ حيث كشفت مصادر عن وفاة عدد كبير من العمال المهاجرين نتيجة ظروف العمل القاسية؛ مما يؤكد ضرورة اتخاذ موقف قوي ضد هذه الممارسات، ووجوب تحمل الشركات المعمارية الكبرى المشاركة في المشروع مسؤوليتها الأخلاقية تجاه هذه الانتهاكات.



وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن قناة "آي تي في" البريطانية أصدرت في أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر فيلمًا وثائقيًا بعنوان "كشف الغطاء عن المملكة"، يكشف عن معاناة العمال الوافدين في إطار رؤية السعودية 2030، وتحديدا في مشروع "نيوم" المعماري الضخم الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات.

آلاف القتلى والمفقودين
ووفقًا لقناة "آي تي في"، لقي 21 ألف عامل مهاجر من الهند وبنغلاديش ونيبال حتفهم حتى الآن في الصحراء السعودية أثناء وضع أساسات هذا المشروع، بينما تقدر صحيفة "هندوستان تايمز" أن 100 ألف عامل آخر قد فُقدوا.


ورغم أن هذه الأرقام صادمة، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف حجم معاناة العمال في نيوم، فقبل أربعة سنوات، نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا عن الترحيل القسري لـ 20,000 شخص من سكان منطقة تبوك، شمال ساحل البحر الأحمر، لإفساح المجال لتنفيذ المشروع. 

يصور الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "آي تي في" المدينة على أنها جحيم حقيقي، ويكشف عن ظروف عمل تنتهك بشكل لا لبس فيه المعايير الدولية، بما في ذلك العمل لمدة 16 ساعة في اليوم في حرارة شديدة تتخللها رحلات لمدة أربع ساعات داخل وخارج الموقع.

وعندما تم التواصل مع ممثلي شركة نيوم، أخبروا صانعي الفيلم أنهم يطلبون من جميع المقاولين الامتثال لمدونة قواعد السلوك الخاصة بالشركة، استنادًا إلى قوانين السعودية وسياسات منظمة العمل الدولية، وأنهم يخضعون لعمليات تفتيش متكررة تتعلق بظروف معيشة وعمل العمال.

شركات كبرى متواطئة
واعتبرت المجلة أن شركات الهندسة المعمارية غارقة في الدعاية الإعلامية والعروض البراقة والمقالات الصحفية التي تلمع مشروع نيوم، وقد أضفت بعض أكبر الشركات مصداقية على هذا المشروع القاتل الذي من المرجح أن لا يرى النور أبدا.

وتضم قائمة الشركات المعمارية المرتبطة بمشروع نيوم أسماء لامعة مثل "أوما" ومجموعة "بيارك إنجلز" و"زها حديد" و"يونستوديو"، ويُحسب لبعض الشركات تراجعها عن المشاركة في المشروع بعد الكشف عن انتهاكات سابقة لحقوق الإنسان، وفقا للمجلة. 


وقالت المجلة إن الشركات التي لم تنسحب من تحت مظلة رؤية السعودية 2030 تُعتبر متواطئة مع نيوم في هذه التجاوزات، حيث أن البيانات الصحفية والرسوم المعمارية تمنح الشرعية لمشروع ملطخ بدماء عمال جاؤوا من أفقر بلاد العالم أملا في تحسين أوضاعهم.

وأضافت أن حصيلة القتلى والمفقودين في مشاريع نيوم تضاهي عدد ضحايا حرب إقليمية، لكنها اعتبرت أن الفرصة مازالت قائمة من أجل أن تنسحب الشركات العاملة ضمن رؤية 2030 وتلتزم بتعهداتها الأخلاقية، كما يجب أن تُواجه الشركات التي ترفض سحب استثماراتها من نيوم عواقب حقيقية، مثل سحب التراخيص والمقاطعة الأكاديمية.

واختتمت المجلة بأن نيوم ليست سوى نهاية منطقية للفكر المعماري في عصر تحركه التكنولوجيا، فالعديد من "مدن المستقبل" المقترحة ليست سوى مخططات لأثرياء يريدون الهروب من عالم يزداد سخونة باستخدام وسائل مستدامة، لكن المشكلة أن الجميع يتجاهل معاناة أولئك الذي يشيدون تلك المدن المستقبلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نيوم السعودية القتلى السعودية قتلى نيوم الوجه المظلم صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بدء صرف إعاشة أبناء وزوجات الشهداء والمفقودين لشهر مارس

وأكدت الهيئة في بيان أن عملية الصرف شملت أبناء الشهداء والمفقودين لعدد 58 ألف أبن وأبنة، بإجمالي مليار و155 مليون ريال، بالإضافة إلى زوجات الشهداء والمفقودين بإجمالي 330 مليون ريال، عبر خدمة الحوالات السريعة في جميع المحافظات.

وأشار البيان إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار المشاريع الشهرية التي تنفذها الهيئة، حيث تم خلال الثلاثة الأشهر الماضية من العام الجاري صرف أربعة مليارات و444مليون ريال ضمن هذا المشروع.

ولفت إلى أن الهيئة دشنت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان مشروع الكسوة العيدية لأبناء الشهداء والمفقودين في عموم المحافظات بإجمالي مليار و400 مليون ريال.

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ بني سويف يشهد حفل الإفطار والجلسة التعريفية لمشروع النمو الأخضر
  • وفاة عامل خلال بناء أحد ملاعب كأس العالم 2034 في السعودية
  • بدء صرف إعاشة أبناء وزوجات الشهداء والمفقودين لشهر مارس
  • ترامب يرد على تقرير "ذا أتلانتيك": لا أعرف شيئًا عن ذلك
  • الإيكونوميست: البورصة التركية تخسر 16.3%
  • العنزي: نيوم والاتفاق والقادسية يتنافسون على لاجامي.. فيديو
  • وزير الإسكان يجتمع مع رؤساء ونواب مجالس إدارات الشركات المنفذة لمشروع "حدائق تلال الفسطاط"
  • بورسعيد تعلن موعد إغلاق باب التقديم لمشروع الإسكان الاجتماعي التعاوني
  • السعودية .. تفاعل واسع حول فاتورة كهرباء “المسجد الحرام”
  • وزير النقل يوجه بالانتهاء من المرحلة الثانية لمشروع الأتوبيس الترددي BRT قبل 30 مايو القادم