سودانايل:
2025-01-31@03:54:13 GMT

صعوبة تأشيرة مصر تهدد مستقبل الطلاب السودانيين

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

يواجه العديد من الطلاب السودانيين مصيرًا مجهولًا بسبب تأخر حصولهم على التأشيرات اللازمة لدخول جمهورية مصر العربية للالتحاق بدراستهم الجامعية، على الرغم من انطلاق العام الدراسي الجديد في الجامعات المصرية، وتقديم جميع الطلاب السودانيين الراغبين في الدراسة جوازات سفرهم والمستندات المطلوبة للقبول، لم يتلقَّ معظمهم ردًا حول موعد استخراج التأشيرات.



وبلغ عدد الطلاب السودانيين العالقين 230 طالبًا، لم يتسنَّ لهم دخول الأراضي المصرية.

ونظم عدد من الطلاب وقفة احتجاجية أمام مبنى القنصلية المصرية في بورتسودان للمطالبة بتسريع إجراءات تأشيرة الدخول.

وحصل الطلاب مسبقًا على قبول في الجامعات المصرية التي بدأت الدراسة في سبتمبر 2024، ولكنهم لم يحصلوا على تأشيرة الدخول من القنصلية المصرية حتى الآن.

وأصدر الطلاب بيانًا الأربعاء، قالوا فيه إنهم عالقون في بورتسودان شرقي البلاد دون الحصول على رد من القنصلية المصرية سواء بالرفض أو القبول للطلبات الخاصة بمنحهم تأشيرة السفر من السودان إلى مصر.

وعلى مستوى الوسائط الاجتماعية، نظم بعض الطلاب مطالبات افتراضية تحت هاشتاق “مصر يا أخت بلادي يا شقيقة”.

وطالبوا في الوسم السلطات بالإسراع في إلحاقهم بالعام الدراسي الجديد، وناشدوا الجهات المعنية بضرورة الإسراع لإنقاذ مستقبلهم.

وتفاعل العديد من المتداخلين والمعلقين على المنصات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي مع قضايا الطلاب.

وثمن هؤلاء الدور المصري في إيواء الفارين من حرب السودان، وقالوا إن الدخول إلى دولة مصر كان سهلاً للاجئين الذين لم يشعروا بالغربة وكأنهم في بلدهم.

وتساءلوا: لماذا لا توافق السلطات المصرية بسرعة على دخول الطلاب السودانيين كما تعاونت وتساهلت في إيواء الفارين من الحرب وتقنين أوضاعهم بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة؟

وكتب أحد المعلقين على “موقع فيسبوك”: “كان من الأولى أن يتم الاهتمام بقضايا الطلاب العالقين بنفس الاهتمام لأنهم جيل المستقبل”.

يذكر أن عددًا من الطلاب الذين دخلوا بطرق غير شرعية لم يتم قبولهم في الجامعات المصرية إلا بعد أن حصلوا على بطاقة اللجوء بعد أكثر من ستة أشهر من الانتظار بعد دخولهم إلى مصر.

السوق السوداء
بعض أسر الطلاب اضطرت إلى شراء تأشيرات من السوق السوداء تحت مسمى “الموافقات الأمنية”.

ويدفع الراغب في الحصول على الموافقة مبلغ ألفي دولار للحصول على التأشيرة البطيئة، فيما تبلغ قيمة الموافقة الأمنية السريعة 2650 دولارًا وتنجز في يوم واحد فقط.

وفي حديثه لـ«التغيير» يقول الطالب “ع.أ” إنه موجود في مدينة بورتسودان منذ فترة في انتظار التأشيرة وخسر أموالًا طائلة في مصروفات الإيجار والطعام مع ظروف انقطاع الكهرباء.

وأضاف: “أعيش حالة نفسية سيئة بسبب تأخر الالتحاق بالعام الدراسي، كما أن هناك العديد من الأمراض المنتشرة”.

أما الطالب راشد أسامة فيقول إنه ترك أمر التعليم مؤقتًا وتفرغ للعمل الحر بسبب عدم حصوله على التأشيرة. بينما يقول ولي أمر أحد الطلاب لـ«التغيير»: “لدي ابني في بورتسودان، أرسل له كل شهر حوالي 100 دولار أمريكي، وأنا أقيم في مصر وأنتظر قدومه إلى القاهرة، لكنه لم يحصل على التأشيرة”.

بورتسودان: القاهرة : التغيير  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الطلاب السودانیین

إقرأ أيضاً:

لم ينهها عبور الحدود.. مأساة اللاجئين السودانيين جنوب ليبيا

بنغازي- في الحروب، يواجه الناس -مكرهين- معادلة غير منصفة تتساوى فيها الحياة مع الموت. وفي رحلة محفوفة بالمخاطر، تسلحتْ امتنان عُمر (اسم مستعار) رفقة عائلتها وابنتها بإرادة البقاء وفرّت مرغمة جراء الحرب في السودان نحو ليبيا، قبل أن تكتشف أن فكرة المجيء لا تعدو كونها هاوية أخرى.

وبأمل -عرفت خيبته سلفا- بدأت رحلة امتنان عبر الصحراء الليبية، عانت فيها وعائلتها على مدار أسبوع من الجوع والعطش والحر، كما تعرضوا لحادث أدى إلى كسر كاحلها وإعاقة حركتها، وبعد معاناة مريرة وصلوا إلى مدينة الكفرة (جنوب شرق ليبيا) ولكن الرحلة لم تبدأ هنا.

وتقول امتنان إنه في يوم 15 أبريل/نيسان 2023، استفاقت وملايين السودانيين على دوي الرصاص كإشهار لحرب مستمرة حتى الآن.

اللاجئون في مدينة الكفرة يفترشون الأرض ويلتحفون بقطع الأقمشة البالية (الجزيرة)

وبسبب طبيعة عملها في مهنة الصحافة "تعرضت للتهديد المتكرر من قبل ارتكاز (نقاط عسكرية) تتبع لقوات الدعم السريع أمام شقتي، مما دفعني للعودة إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور إلا أن الطريق كان مليئا بالمخاطر والمتاعب إذ تعرضنا للنهب المسلح، ونجونا بأرواحنا بفضل العناية الإلهية".

الفاشر لم تكن أكثر أمانا أو أقل ضراوة من غيرها -كما تقول امتنان- إذ واجهوا خطر الموت المحتمّ عديد المرات جراء الاشتباكات المسلحة والقصف الذي طال منزلها، وأصيبت على إثره ابنتها بإصابات طفيفة نتيجة تطاير الشظايا "وهنا أُرغمنا وقررنا التخلي غير مُخيرين عن كل ما نملكه والرحيل دون عودة" كما قالت.

ومن الفاشر تحركوا صوب مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومكثوا فيها لمدة 5 أشهر، ومن ثمّ توجهوا نحو ولاية القضارف وبعدها إلى ولاية كسلا، قبل أن تضيق بهم سُبل الحياة ويغادروا الوطن مرغمين نحو ليبيا.

إعلان

ظروف إنسانية قاسية

قبل أن تأتي امتنان إلى ليبيا وتحديدا الكفرة، لم تكن على دراية بالعدد الكبير من اللاجئين الذين سبقوها في المعاناة وتقدر أعدادهم في عموم ليبيا بـ700 ألف لاجئ حسب الإحصاءات الأولية الصادرة عن مركز الهجرة غير الشرعية.

وأشار رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة في الحكومة الليبية إسماعيل العيضة -في حديثهِ للجزيرة نت- إلى أن الغالبية العُظمى تتركز في المناطق الجنوبية الشرقية ولاسيما مدينة الكفرة التي يوجد فيها حوالي 65 ألف لاجئ، يتقاسمون مع أهالي البلدية الخدمات الضعيفة والأوضاع الهشّة.

وأكد العيضة أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، لاسيما في فصلي الصيف الحار والشتاء القارس نظرا لطبيعة المدينة الصحراوية.  وأضاف "في فصل الصيف سجلت الأطقم الطبية ارتفاعا كبيرا في حالات لدغ العقارب وصلت إلى 1800 حالة، مما يعني أن العدد قفز للضعف مقارنة مع العام الماضي، إلا أن الوضع يزداد سوءا في فصل الشتاء مع وجود أكثر من 22 ألف طفل في مستشفى الكفرة يتلقون العلاج".

وهو ما أكدتهُ امتنان من واقعِ تجربتها، تقول "بعد رحلة مضنية وصلنا إلى مدينة الكفرة ومكثنا فيها 24 يوما، وبسبب وضعنا المادي وصعوبة استخراج الشهادة الصحية من مكاتب الهجرة التي كانت تكلف آنذاك 150 دينارا، ناهيك عن صفوف المنتظرين وهواجس الخوف من سلطات مكافحة الهجرة غير الشرعية، قررنا الذهاب للعاصمة طرابلس للتواصل مع مفوضية اللاجئين إلا أن الطريق للعاصمة كان أشبه بالمشي على الجمر، نظرا لتكلفة السفر المرتفعة والطريق الطويل الذي يزيد على 1600 كيلومتر".

ووصلوا إلى العاصمة طرابلس، وبعد محاولات عديدة تم تسجيلهم ضمن كشوفات اللاجئين الرسمية لدى مفوضية اللاجئين، إلا أن هذه الخطوة لم تغير من المعاناةِ شيئا، حسب امتنان.

الغالبية العُظمى من اللاجئين تتركز في المناطق الجنوبية الشرقية ولاسيما مدينة الكفرة (الجزيرة) أين يتركز اللاجئون؟

وبينما كشفتْ تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن وصولِ أكثر من 210 آلاف لاجئ منذ بدء الحرب في السودان، نفى العيضة صحة هذه الأرقام.

إعلان

ولفت إلى أن إحصاءات غرفة الطوارئ في وزارة الصحة بالحكومة الليبية أكثر دقة لأنها تقوم على الرصد والإحصاء والمتابعة الميدانية والوصول إلى المناطق البعيدة والنائية والمزارع، في حين تعتمد إحصاءات المفوضية -التي وصلت متأخرة للكفرة- على اللاجئين المسجلين حصرا لدى مركز الهجرة غير الشرعية في الكفرة أو المتحصلين على بطاقة نازح فقط.

وبحسب ما أفادت به تقديرات لجنة الطوارئ في وزارة الصحة بالحكومة الليبية للجزيرة نت، فإن اللاجئين يتوزعون بشكل أساسي في مدن: الكفرة وأجدابيا -التي تبعد عن الكفرة حوالي 864 كيلومترا- وفي مناطق الواحات (أوجلة وإجخرة) وبلدة تازربو، ومختلف مناطق شرقي البلاد مثل مدينتي البيضاء وبنغازي.

وبالنسبة للعملية التنظيمية لأوضاع اللاجئين، قال العيضة إن المراكز الصحية تباشر بإجراء الكشوفات الطبية الأساسية لدى وصولهم.

وعام 2024 سُجل في صفوف اللاجئين ما يزيد على 6 آلاف إصابة بأمراض معدية مثل الدرن والإيدز والملاريا، مما يشكل ضغطا وعبئا إضافيا على القطاع الصحي المنهك أساسا في ليبيا، كما يقول العيضة.

رغم المناشدات لتقديم الدعم فإن المنظمات الدولية أوفت بـ10% من التزامها منذ بدء موجة النزوح (الجزيرة) مبادرات محلية وتخاذل دولي

وعن المبادرات والدعم الحكومي، أفاد العيضة بأن الحكومة الليبية وجهتْ بمعاملة اللاجئ السوداني كمعاملة الليبي، إذ تلقى اللاجئون خدمات صحية متمثلة في الفحص وإصدار البطاقة الصحية نظرا لافتقار أغلب اللاجئين إلى أوراقٍ ثبوتية كجوازات السفر، فضلا عن تطعيم أكثر من 20 ألف طفل سوداني وإجراء عملية ولادة لـ850 سيدة سودانية.

وعن تخاذل وتراخي المجتمع الدولي، أكد العيضة أنّهُ ورغم مناشداتهم المستمرة للمنظمات الدولية لتقديم الدعم إلا أنها أوفت بـ10% من التزامها منذ بدء موجة النزوح، معربا عن أسفه لعدم إيفاء المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا تسيفاني خوري بوعودها.

إعلان

ولفت إلى أن الدعم الحالي ورغم محدوديته يأتي عن طريق الحكومة الليبية، في حين لم تحرك حكومة الوحدة ساكنا، مشددا على حاجة ليبيا والبلديات المتضررة إلى وقفةٍ جادة ودعم فعّال لمعالجة الأزمة المنسية.

ويصف المتحدث باسم بلدية الكفرة، عبد الله سليمان، الواقع المعيشي بالسيئ إذ يلجأ الوافدون إلى بناء هياكل بسيطة تشبه الخيام، ويفترشون الأرض ويلتحفون بقطع الأقمشة البالية، وهناك من يعيش في ظروف أكثر قساوة.

ولفت سليمان إلى استحالة إحصاء أعداد اللاجئين بدقة مرجعا السبب إلى الطبيعة العشوائية لدخولهم إلى مدينة الكفرة عبر عدة نقاط مفتوحة وليس فقط البوابة الرئيسية، مما يجعل الأعداد متغيرة باستمرار.

واعتبر أن التنسيق بين البلدية والمنظمات ضعيف للغاية، إذ تعمل الأخيرة بشكل منفرد دون تنسيق أو تواصل مع البلدية، لافتا إلى أن أبرز الاحتياجات الملحة تتمثل في سيارات لنقل القمامة المتكدسة نتيجة الأعداد الكبيرة ومضخات للمياه والمحولات الكهربائية والملابس والأغذية، إلى جانب تخصيص ميزانية طارئة تمكن المجلس البلدي من التعامل مع الحالات المستعجلة.

وبدوره أوضح وليد خالد منسق الإغاثة في الهلال الأحمر فرع الكفرة -للجزيرة نت- أن "الهلال" -وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي- وزع المعونات الغذائية على 11 ألفا و489 عائلة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • تأشيرة أمريكا.. نظام جديد للجزائريين 
  • مناقشة أوضاع العمال السودانيين في ليبيا
  • هام حول تأشيرة ألمانيا
  • تحرك حكومي سريع لحماية طلاب المنح الأمريكية.. إشادة بدور الجامعات المصرية
  • بنك أمدرمان الوطني يفتتح نافذة جديدة لدعم خدمات التأشيرات الدولية
  • كتلة التوافق بمجلس الدولة: الاقتراض لتسديد المرتبات كارثة وطنية.. وسياسات حكومة الدبيبة المالية تهدد مستقبل ليبيا
  • «التعليم العالي»: حل مشكلة الطلاب المقيدين على منح الوكالة الأمريكية
  • «مدارس وى».. مستقبل رقمى
  • لقاءات وورش ضمن احتفال ثقافة الفيوم بعيد الشرطة المصرية
  • لم ينهها عبور الحدود.. مأساة اللاجئين السودانيين جنوب ليبيا