مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة: في كل دقيقة، تتحطم آلاف الأرواح في السودان بسبب الحرب بعيدا عن اهتمام العالم
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
حذرت مفوضية شؤون اللاجئين من أن الحرب المستمرة في السودان خلقت أسوأ أزمة حماية للمدنيين في العالم منذ عقود، بعيدا عن اهتمام العالم. وقد وصلنا هذا الأسبوع إلى مرحلة مأساوية. فمنذ اندلاع الحرب قبل 19 شهرا، أُجبر أكثر من 3 ملايين شخص على الفرار من السودان، بحثا عن الأمان في البلدان المجاورة.
وأفادت المفوضية بمرور أكثر من عام ونصف من المعاناة التي لا يمكن تصورها، والفظائع الوحشية، وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع.
وذكرت المفوضية أن النزوح من السودان مستمر وقد وصل إلى مستويات لم نشهدها منذ بداية الأزمة. في تشرين الأول/أكتوبر وحده، وصل حوالي 60 ألف سوداني إلى تشاد في أعقاب تصاعد القتال في دارفور وانحسار مياه الفيضانات.
ونبهت المفوضية إلى أن الناس يصلون في ظروف يائسة، لا يحملون معهم سوى ذكريات العنف الذي لا يمكن تصوره والذي شهدوه ونجوا منه – "أشياء لا ينبغي لأحد أن يتحملها".
أهوال لا يمكن تصورها
وأشارت مفوضية اللاجئين إلى أن المدنيين يدفعون أبهظ أثمان هذا الصراع العنيف. فقد روى من تمكنوا من الفرار إلى تشاد الفظائع التي مروا بها والمتمثلة في إرهاب المدنيين، ونهب المنازل، وقتل الناس والحيوانات. وقد أُجبر الكثيرون على مشاهدة أحبائهم يُقتلون. تم استهداف الناس على أساس عرقهم. قُتل الرجال والفتيان وأُحرقت جثثهم. تعرضت النساء للاغتصاب أثناء فرارهن.
ويتذكر الكثير من الناس الجثث التي رأوها متروكة على الطرقات أثناء فرارهم على طريق خطير وغير إنساني إلى بر الأمان.
وفقا للمفوضية، أفاد 71% من اللاجئين الواصلين إلى تشاد بأنهم نجوا من انتهاكات حقوق الإنسان في السودان أثناء فرارهم. مستويات الصدمة النفسية مدمرة، حيث تعيش العائلات في حالة صدمة بعد فرارها من الفظائع، ولا تزال تعيش في خوف على الرغم من وجودها في أمان نسبي.
وقالت المفوضية إن دول المنطقة تبذل قصارى جهدها، لكن الاحتياجات هائلة في العديد من البلدان المضيفة، التي كانت شعوبها تعاني بالفعل من احتياجات إنسانية هائلة. تشعر البلدان المجاورة بالضغط؛ حيث تنهار المرافق الوطنية تحت وطأة الوافدين المستمرين.
أكبر تدفق للاجئين في تاريخ تشاد
أصبحت تشاد شريان حياة وملجأ لأكثر من 700 ألف لاجئ سوداني - معظمهم من النساء والأطفال - أُجبروا على ترك منازلهم منذ اندلاع "الحرب الوحشية والعشوائية" في السودان. وفقا لمفوضية اللجئين، هذا هو أكبر تدفق للاجئين في تاريخ تشاد، ويضاف إلى أكثر من 400 ألف سوداني كانوا يعيشون بالفعل في حالة نزوح مطولة في الشرق التشادي، مما يرفع إجمالي عدد اللاجئين السودانيين في البلاد إلى أكثر من 1.1 مليون.
كانت أدري في السابق بلدة حدودية صغيرة يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، لكن عدد سكانها زاد بمعدل سبعة أضعاف ليصل الآن إلى 230 ألف لاجئ سوداني، يقضي الكثير منهم شهورا في ظروف قاسية، في انتظار نقلهم إلى الداخل.
على الرغم من الجهود المبذولة، فإن نظام الرعاية الصحية متداع، حيث هناك طبيب واحد فقط لكل 24 ألف مريض - متجاوزا بكثير معيار الطوارئ لطبيب واحد لكل 10 آلاف شخص. الوصول إلى المياه غير كافٍ. لا يزال التعليم أولوية قصوى للعائلات، لكن معظم الأطفال خارج المدرسة منذ ما يقرب من عامين. الغذاء في السودان نادر، ويعبر المزيد من الأطفال الحدود وهم يعانون من سوء التغذية.
مصر: أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين
وفقا لمفوضية اللاجئين تعد جمهورية مصر العربية أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين، حيث يقيم فيها 1.2 مليون لاجئ سوداني، وفقا لأحدث الأرقام الحكومية. وقد وفرت مصر الأمان للناس الفارين، وضمنت أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، ومنحت اللاجئين الحق في العمل، وبدء أعمال تجارية جديدة، وفرصة للمساهمة في المجتمعات التي تستضيفهم.
تقوم إثيوبيا بإنشاء مستوطنات متكاملة بدعم من مانحي التنمية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية القائمة للاجئين السودانيين ومضيفيهم، بينما تزود أوغندا الوافدين الجدد بالوثائق حتى يتمكنوا من استخدام تعليمهم ومهاراتهم لتعزيز الاقتصادات المحلية. في جمهورية أفريقيا الوسطى، تم تخصيص أراضٍ صالحة للزراعة للاجئين السودانيين لزراعتها.
في ليبيا، أظهرت المجتمعات المحلية، بما في ذلك السودانيون الذين كانوا في البلاد لسنوات عديدة، تضامنا ودعما لعشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين. من بين 3 ملايين شخص فروا من العنف في السودان، 650 ألف منهم من جنوب السودان العائدين إلى بلد هش للغاية باحتياجات إنسانية هائلة.
أقل حالات الطوارئ تمويلا
وذكرت مفوضية اللاجئين أن هذه واحدة من أكبر حالات الطوارئ في العالم، لكنها من بين الأقل تغطية إعلامية وتمويلا. وحذرت من أنه بدون دعم مالي كبير من المجتمع الدولي، سيتعرض التماسك الاجتماعي والاستقرار الإقليمي للخطر وسيواجه الملايين صعوبات.
وأوضحت أن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان لم يتم تمويلها سوى بنسبة 29 في المائة من أصل 1.5 مليار دولار مطلوبة.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: للاجئین السودانیین فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس السيادة يلتقي المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية
التقى السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان الاربعاء بالسيدة هارييت ماثيوز المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية بحضور المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلي السودان السيد ريتشارد كراودر .وقال السفير نور الدائم عبدالقادر مدير الشؤون الأوروبية والأمريكية بوزارة الخارجية، في تصريح صحفي أن اللقاء تطرق إلى مجمل تطورات الأوضاع في البلاد ورؤية الحكومة السودانية لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الحرب، ومسار التحول الديمقراطي المدني.وأشار السفير إلى أن رئيس مجلس السيادة أكد عزم الحكومة السودانية على التحول المدني الديمقراطي وتحقيق الإجماع الوطني، بجانب استعدادها لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها.وأوضح مدير الشؤون الأوروبية والأمريكية بالخارجية ، أن رئيس المجلس السيادي أشاد بموقف بريطانيا الداعم لسيادة السودان ووحدة أراضيه وترابه، ورفضها إعلان تشكيل حكومة موازية في السودان بما يهدد أمن ووحدة السودان.وقال السفير أنه تم إطلاع الجانب البريطاني على جهود الحكومة السودانية لتحقيق السلام ورؤيتها فيما يتعلق بالمؤتمر المزمع إنعقاده في لندن بخصوص قضايا السودان وأهمية توسيع دائرة مشاركة السودانيين فيه.وعبر السفير عن تقديره للحكومة البريطانية لادانتها للجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية ضد المواطنين والأعيان المدنية وتدمير البنيات التحتية للدولة السودانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، مطالباً بأهمية إدانة الدول والجهات الداعمة والمساندة للمليشيا الإرهابية.وأضاف السفير نسعى لدور إيجابي لبريطانيا في دعم قضايا السودان وتطوير الحوار بين البلدين وفق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية.من جانبها أكدت السيدة هارييت ماثيوز دعم بلادها للسلام في السودان، وقالت ” إن المملكة المتحدة ستلعب دوراً هاماً في ضمان أي مسار نحو السلام، وعبرت عن قلقها العميق لتشكيل حكومة موازية تساند الدعم السريع المتمردة، وأضافت أنه إذا كنا نريد سلام دائم في السودان يتطلب ذلك وحدة وسلامة الأراضي السودانية.وأشارت إلى أن اللقاء كان إيجابياً تطرق لجهود تهيئة الظروف السلمية لإنهاء الحرب، ودور بلادها لاستضافة المجتمع الدولي في لندن للنقاش حول خلق مجال للسلام في السودان لإنهاء الحرب، كما تطرق اللقاء إلى توفير وإدخال الاحتياجات الإنسانية والضرورية للسودانيين، عبر المعابر، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة ستلعب دوراً في تقديم العون للمحتاجين، مشيدة باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري.وأضافت لقد استمعت للعديد من السودانيين الذين يعانون في هذا الإطار بسبب هذا الصراع، وعبرت عن قلقها وادانتها لإعتداءات الدعم السريع المتمردة على معسكرات النازحين واللاجئين والبنية التحتية المدنية، مشددة على أهمية إحترام وإنفاذ مخرجات جدة لحماية المدنيين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب