انطلقت فعاليات قمة كاريرها 2024، الحدث الأبرز لتمكين المرأة في الشرق الأوسط وإفريقيا، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة. 

وبحضور نخبة من القيادات النسائية والرجال الداعمين، وتستمر فعاليات القمة على مدار يومين متتالين، حيث تهدف "كاريرها" التي تحظى بدعم مشروع أعمال مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفيذه شركة DAI إلى تعزيز قدرات المرأة وتمكينها اقتصادياً من خلال تطوير المهارات المهنية وتعزيز ريادة الأعمال وإلهام التغيير الإيجابي في سوق العمل.


أكدت جيسي رضوان، الرئيس التنفيذي والمؤسسة لمنصة كاريرها، في كلمتها الافتتاحية، على أهمية هذه القمة في تمكين المرأة وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في عالم العمل المتغير، مشيرة إلى أن "كاريرها" ملتزمة بتوفير منصة شاملة للنساء، تمكنهن من التواصل والتعلم والنمو، وتساعدهن على تحقيق أهدافهن المهنية.
وأضافت إن نسخة هذا العام تتضمن جلسات نقاشية تتناول مجموعة من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك تمكين المرأة في المجالات المختلفة، كما ستسلط الضوء على قصص نجاح رواد الأعمال المصريين، وتقدم نصائح عملية حول كيفية الاستفادة من المنصات الرقمية المختلفة لتنمية المشاريع كما ستناقش التطور المهني للسيدات في مختلف المجالات.
شددت يمنى مصطفى، رئيس مشروع أعمال مصر، على الدور المحوري الذي تلعبه مثل هذه المبادرات في تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، موضحة أن "مشروع أعمال مصر"، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، يولي اهتماماً كبيراً بتمكين المرأة، ويسعى إلى خلق فرص عمل مستدامة وتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد.
وأشارت إلى أن برنامج "أعمال مصر" التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يهدف إلى إحداث زيادة كبيرة في إيرادات المبيعات والاستثمارات بين المنشآت المصرية الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخلق فرص عمل جديدة للشباب والنساء، من خلال التركيز على عدة مجالات تأتي التكنولوجيا على رأسها، ويعمل البرنامج بالاشتراك مع منظومة من المؤسسات ومقدمي خدمات الأعمال والجمعيات التجارية والمؤسسات الحكومية الداعمة، لتقديم منتجات وخدمات جديدة تُمكِّن المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم من تلبية متطلبات السوق بشكل أفضل، وزيادة مبيعاتها مع التركيز على تمكين المرأة في كافة المجالات بما يدعم مساهمتها الفعالة في تحقيق التنمية الاقتصادية.
تتضمن قمة كاريرها 2024 مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية والورش التدريبية التي تغطي مختلف جوانب التمكين المهني، بما في ذلك "تمكين المرأة اقتصادياً عبر التكنولوجيا المالية" التي تناقش الدور المحوري للتكنولوجيا المالية كأحد الأدوات الأساسية لتمكين المرأة اقتصادياً، وجلسة "الرئيسات التنفيذيات: الإنجازات الصغيرة والكبيرة " التي تعد فرصة مثالية لإلهام وتشجيع النساء القياديات وتسليط الضوء على قصص نجاحهن ودفع المزيد من النساء على تولي مناصب قيادية، وجلسة "هل أنت رائد في مجال عملك؟ إتقان فن التسويق المتطور" التي تركز على كيفية التفكير بشكل مبتكر وتطبيق استراتيجيات تسويقية فعالة لتحقيق النمو والتوسع، وغيرها من النقاشات وورش العمل التي تستهدف تمكين المرأة
تلقى قمة كاريرها 2024 دعمًا كبيراً من العديد من الشركاء، بما في ذلك وزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للمرأة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وشركات القطاع الخاص.
تعد قمة كاريرها 2024 منصة حيوية لتبادل الخبرات والمعارف، وبناء شبكات علاقات قوية بين المشاركات. وتؤكد هذه القمة على التزام مصر والمنطقة بتعزيز تمكين المرأة ومساعدتها على ممارسة دور فعال في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟

ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري.      وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر.   ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.
وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".   ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب.  والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
    المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • المملكة تستضيف اجتماع اللجنتين التنفيذية والتوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي
  • جامعة مصر للمعلوماتية تستضيف مؤتمر علوم البيانات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025
  • ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
  • «مطبخ المصرية.. بإيد بناتها».. تمكين المرأة بوجبات الخير في كفر الشيخ |تفاصيل
  • مصر القوة الداعمة لاستقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا| شراكات اقتصادية ودبلوماسية
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض
  • كيا الشرق الأوسط وأفريقيا تعلن عن عقد شراكة مع ريوت جيمز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • أستاذ اقتصاد: الحزمة الاجتماعية تهدف إلى تمكين المواطن اقتصاديا «فيديو»
  • إلى ماذا يسعى ترامب حقا في الشرق الأوسط؟