انطلاق قمة كاريرها 2024 لتأهيل وتمكين المرأة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
انطلقت فعاليات قمة كاريرها 2024، الحدث الأبرز لتمكين المرأة في الشرق الأوسط وإفريقيا، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة.
وبحضور نخبة من القيادات النسائية والرجال الداعمين، وتستمر فعاليات القمة على مدار يومين متتالين، حيث تهدف "كاريرها" التي تحظى بدعم مشروع أعمال مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفيذه شركة DAI إلى تعزيز قدرات المرأة وتمكينها اقتصادياً من خلال تطوير المهارات المهنية وتعزيز ريادة الأعمال وإلهام التغيير الإيجابي في سوق العمل.
أكدت جيسي رضوان، الرئيس التنفيذي والمؤسسة لمنصة كاريرها، في كلمتها الافتتاحية، على أهمية هذه القمة في تمكين المرأة وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في عالم العمل المتغير، مشيرة إلى أن "كاريرها" ملتزمة بتوفير منصة شاملة للنساء، تمكنهن من التواصل والتعلم والنمو، وتساعدهن على تحقيق أهدافهن المهنية.
وأضافت إن نسخة هذا العام تتضمن جلسات نقاشية تتناول مجموعة من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك تمكين المرأة في المجالات المختلفة، كما ستسلط الضوء على قصص نجاح رواد الأعمال المصريين، وتقدم نصائح عملية حول كيفية الاستفادة من المنصات الرقمية المختلفة لتنمية المشاريع كما ستناقش التطور المهني للسيدات في مختلف المجالات.
شددت يمنى مصطفى، رئيس مشروع أعمال مصر، على الدور المحوري الذي تلعبه مثل هذه المبادرات في تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، موضحة أن "مشروع أعمال مصر"، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، يولي اهتماماً كبيراً بتمكين المرأة، ويسعى إلى خلق فرص عمل مستدامة وتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد.
وأشارت إلى أن برنامج "أعمال مصر" التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يهدف إلى إحداث زيادة كبيرة في إيرادات المبيعات والاستثمارات بين المنشآت المصرية الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخلق فرص عمل جديدة للشباب والنساء، من خلال التركيز على عدة مجالات تأتي التكنولوجيا على رأسها، ويعمل البرنامج بالاشتراك مع منظومة من المؤسسات ومقدمي خدمات الأعمال والجمعيات التجارية والمؤسسات الحكومية الداعمة، لتقديم منتجات وخدمات جديدة تُمكِّن المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم من تلبية متطلبات السوق بشكل أفضل، وزيادة مبيعاتها مع التركيز على تمكين المرأة في كافة المجالات بما يدعم مساهمتها الفعالة في تحقيق التنمية الاقتصادية.
تتضمن قمة كاريرها 2024 مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية والورش التدريبية التي تغطي مختلف جوانب التمكين المهني، بما في ذلك "تمكين المرأة اقتصادياً عبر التكنولوجيا المالية" التي تناقش الدور المحوري للتكنولوجيا المالية كأحد الأدوات الأساسية لتمكين المرأة اقتصادياً، وجلسة "الرئيسات التنفيذيات: الإنجازات الصغيرة والكبيرة " التي تعد فرصة مثالية لإلهام وتشجيع النساء القياديات وتسليط الضوء على قصص نجاحهن ودفع المزيد من النساء على تولي مناصب قيادية، وجلسة "هل أنت رائد في مجال عملك؟ إتقان فن التسويق المتطور" التي تركز على كيفية التفكير بشكل مبتكر وتطبيق استراتيجيات تسويقية فعالة لتحقيق النمو والتوسع، وغيرها من النقاشات وورش العمل التي تستهدف تمكين المرأة
تلقى قمة كاريرها 2024 دعمًا كبيراً من العديد من الشركاء، بما في ذلك وزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للمرأة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وشركات القطاع الخاص.
تعد قمة كاريرها 2024 منصة حيوية لتبادل الخبرات والمعارف، وبناء شبكات علاقات قوية بين المشاركات. وتؤكد هذه القمة على التزام مصر والمنطقة بتعزيز تمكين المرأة ومساعدتها على ممارسة دور فعال في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟
تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.
في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.
ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟
العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.
ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.
العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.
العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.
في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.
المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.
(الشرق الأوسط اللندنية)