باحث في شؤون الحركات الإسلامية: التنظيم الإرهابي يروج شائعات تستهدف ثقة المواطن في الدولة
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية رغم فشلها الذريع فإنها تحاول من وقت لآخر الترويج لشائعاتها التى تستهدف بها النيل من الدولة المصرية، وتشويه الحقائق وتزييفها بالشكل الذى يربك الرأى العام ويشكك المواطن فى قدرة الدولة.
وأوضح «فرغلى»، فى حواره مع «الوطن»، أن الجماعة الإرهابية اتخذت من الإنهاك والإرباك منهجاً لها، خاصة بعد انهيارها فى ثورة 30 يونيو، وتستهدف حالياً وعى المواطن المصرى لترويج أفكارها وتنفيذ مخططاتها، وإلى نص الحوار:
مخططات الإنهاكالإنهاك والإرباك يكونان عبر وسائل متنوعة ومتعددة، من بينها الاستقطاب ونشر الشائعات بهدف تهديد الاستثمارات وتخويف المستثمرين، وفى النهاية حينما تنهك الدولة ويحدث ارتباك سياسى تضطر إلى التحاور والتفاوض، وهى الفرصة التى تنتظرها الجماعة الإرهابية للمشاركة فى الحكم أو الحصول على أى مكاسب سياسية على الأقل، وهو ما تبين للجميع فى 2014 و2015، إلى أن وصلنا إلى 2019 وتأكدنا من فشل وانهيار خطة الإخوان، وفشل الجماعة الإرهابية وإعلامهم فى حشد الجماهير أو استقطاب الجمهور، ومن هنا بدأت الخطة تتلون وتتغير وأحياناً تتوقف لفترات وجيزة، لإعادة المراجعة.
- تعمل الجماعة الإرهابية بشكل منظم ومخطط معتمدة على الإنهاك والإرباك فهما سر الخطة الإخوانية التى تم وضعها منذ سقوط الجماعة فى ثورة 30 يونيو، ووضعها مجموعة من الأشخاص من التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، وجميعهم يعملون فى المركز الدولى للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ومقره كان فى بيروت، وهو مركز إخوانى بالكامل وليس له موقع على الإنترنت، وخلال وضع الخطة اعتمدوا فيها على نموذج «تشافيز»، فى فنزويلا، ولكن لم تفلح تلك الخطة فى مصر نظراً لطبيعة شعبها وجيشها وطبيعة الأرض وغيرها، واكتشفت الجماعة أن نموذج الإنهاك والإرباك هو الحل الأفضل فى التعامل مع المصريين.
ما الأهداف التى تسعى الجماعة الإرهابية إلى تحقيقها من خلال حملاتها؟
- جماعة الإخوان من خلال حملاتها الإعلامية تستهدف السيطرة على الرأى العام وتوجيهه وفقاً للمخططات، وحالياً عادت جماعة الإخوان الإرهابية للعمل بالخطة التى فشلت فى تنفيذها، وهى الإرباك والإنهاك، ويومياً نرى مقاطع فيديو مفبركة على السوشيال ميديا، ويتم تداولها من خلال صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، والجماعة الإرهابية بشكل عام عبارة عن خلايا وأجنحة وليست شخصاً أو فرداً بعينه.
كيف تستغل الجماعة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى فى نشر المعلومات المضللة؟
- الأساليب التى تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر الشائعات هى الترويج والترديد والنشر على أكبر مستوى، والترويج هنا يعنى أن يتم ترديد المعلومة بشكل مكثف ولفترات طويلة حتى لو كانت المعلومة خاطئة 100%، فالترديد يحولها لمعلومة معتادة وتبدأ فى تحقيق انتشار بين الجمهور، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال الأفراد أو باستخدام التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى والروبوتات على السوشيال ميديا، فتنشر البوست أو التويتة بنفس الفكرة وربما بصياغة مختلفة فى وقت واحد على منصات متعددة ومن خلال آلاف الحسابات، وأيضاً بالتقنيات الحديثة يمكنهم خلق آلاف التعليقات والتفاعلات لتظن أنت كمستخدم طبيعى أن هذا هو الرأى العام، ومن هنا يبدأ التأثير على المزيد من الضحايا.
«أهل الشر» يستغلون وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية لترويج الأكاذيبكيف ترى دور المنظمات والجماعات المتحالفة مع الجماعة الإرهابية فى نشر الشائعات والأكاذيب؟
- تلعب المنظمات والجماعات المتحالفة مع الإخوان دوراً حيوياً فى نشر الشائعات وترويج خطاب الجماعة داخل مصر وخارجها، مستغلة وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية.
هناك منظمات تتحالف مع التنظيم تعمل تحت مظلة الدعم الأيديولوجى والسياسىوهذه المنظمات تعمل تحت مظلة الدعم الأيديولوجى والسياسى لجماعة الإخوان الإرهابية، وتستفيد من الشبكات الدولية التى أنشأتها الجماعة على مدار عقود، مما يمكنها من الوصول إلى جمهور واسع، وداخل مصر تستغل هذه الجماعات الأزمات السياسية والاقتصادية للتأثير على الرأى العام، موجهة حملات تواصل فعالة تركز على بث الشكوك والترويج لفكرة عدم الاستقرار، كما تستند تلك الشائعات غالباً إلى أحداث أو قضايا محلية، وتُقدم بصورة تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين فى الدولة، وتصوير الوضع بأنه متجه نحو الانهيار.
أما خارج مصر، فتقوم المنظمات المتحالفة بنقل الخطاب الإخوانى الإرهابى إلى الساحة الدولية، محاولين التأثير على الرأى العام الدولى وكسب تعاطف المجتمعات الحقوقية، واستخدام الأكاذيب والشائعات لتعزيز خطاب «الإرهابية»، فى محاولة لتشويه صورة الدولة المصرية وإظهارها فى موقف ضعيف على الساحة الدولية.
برأيك، كيف يمكن للفرد العادى التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات التى تروجها «الإرهابية»؟
- يمكن ذلك من خلال اتباع عدد من الخطوات الأساسية التى تسهم فى تعزيز الوعى الشخصى وتحصين النفس من الانجراف وراء الأكاذيب، ومنها التحقق من مصدر الخبر أو المعلومة، فالاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة، مثل التصريحات الحكومية ووسائل الإعلام المعروفة، يساعد فى الحصول على المعلومة من مصادرها الصحيحة، كما ينبغى البحث عن تنوع المصادر، ومراجعة معلومات من جهات متعددة، فغالباً ما تتفق المصادر الموثوقة على الحقائق الأساسية فى القضايا المهمة. ومن المفيد النظر فى الأسلوب الذى تُعرض به المعلومة، فالشائعات غالباً ما تأتى بلهجة تحريضية، وتركز على إثارة الخوف أو القلق، بينما تميل المعلومات الصحيحة إلى الطرح الموضوعى، حتى لو كانت تتناول أموراً سلبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنظيم الإرهابى الشائعات والأكاذيب جماعة الإخوان الإرهابیة الجماعة الإرهابیة وسائل الإعلام الرأى العام من خلال
إقرأ أيضاً:
عبد الغنى الغريب في حوار لـ"البوابة نيوز": رمضان رمز الصبر والانتصار فى تاريخ الأمة الإسلامية.. والصيام تدريب روحانى يعزز الإرادة والتحمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد شهر رمضان وقتًا مميزًا فى حياة المسلمين، فهو لا يقتصر على كونه موسمًا للعبادة فحسب، بل هو أيضًا رمز من رموز الصبر والانتصار. منذ فجر الإسلام، شهد شهر رمضان العديد من الانتصارات العظيمة التى لم تكن مجرد فتوحات عسكرية، بل كانت أيضًا انتصارات عقائدية وأخلاقية تركت بصمات واضحة فى مسيرة الأمة الإسلامية.
كانت تلك الانتصارات بمثابة محطات مفصلية، ليس فقط على صعيد القوة العسكرية، بل أيضًا على صعيد القوة الروحية والعقائدية. اليوم، وفى حوار لـ "البوابة نيوز" مع الدكتور عبدالغنى الغريب، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، نناقش العلاقة بين شهر رمضان والانتصارات الإسلامية، وكيف يمكن للمسلمين فى الوقت الحالى استلهام القوة والعزيمة من روح رمضان لمواجهة التحديات الحديثة.
■ كيف يرتبط شهر رمضان بقوة الإيمان والصبر وما تأثير ذلك على تحقيق الانتصارات؟
- شهر رمضان هو شهر من أسمى شهور الإيمان والتقوى. خلاله، يتجرد المسلم من شهواته ويعمل على التقرب إلى الله، مما يعزز قدرته على الصبر والثبات فى مواجهة التحديات. فالصيام فى رمضان لا يعنى الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو تدريب عميق على ضبط النفس والتفكير العقلاني، وهى صفات ضرورية لتحقيق أى نوع من الانتصار. سواء كان الانتصار روحيًا أو عسكريًا، نجد أن قوة الإرادة والقدرة على الصبر فى رمضان كان لهما دور أساسى فى تحقيق الانتصارات العظيمة فى تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان المسلمون فى كثير من الأحيان يواجهون تحديات كبيرة ولكنهم انتصروا بفضل هذا الصبر والإيمان العميق.
■ ما الدور الذى تلعبه العقيدة الإسلامية فى تعزيز روح الجهاد والدفاع عن الحق؟
- العقيدة الإسلامية تقوم على مبادئ أساسية، مثل التضحية، ونصرة المظلوم، والجهاد فى سبيل الله. وهذه المبادئ هى ما يغذى روح الجهاد، سواء كان هذا الجهاد باللسان، بالكلمة، أو بالجهاد العسكرى ضد الأعداء. فى رمضان، يعزز المسلمون ارتباطهم بالله، مما يزيد من إحساسهم بالمسئولية تجاه دينهم وأوطانهم، وهو ما يدفعهم للمضى قدمًا فى تحقيق النصر فى جميع ميادين الحياة. والعقيدة الإسلامية لا تقتصر على الجهاد فى المعارك الحربية فقط، بل تشمل أيضًا الجهاد فى سبيل العلم والعمل والعطاء.
■ هل يمكن اعتبار الصيام تدريبًا روحانيًا يعزز الإرادة وقوة التحمل التى يحتاجها المقاتلون؟
- بالتأكيد، الصيام هو تدريب على الصبر والتحمل، وهى من أبرز الصفات التى يحتاجها المقاتل فى ساحة المعركة. عندما يتعلم المسلم كيف يواجه الجوع والعطش ويصبر على الامتناع عن متاع الدنيا، يصبح أكثر قدرة على تحمل المشاق فى المعركة وفى الحياة بشكل عام. هذا التدريب الروحى يعزز القوة النفسية، التى تعد أساسية للنجاح فى أى مواجهة، سواء كانت عسكرية أو حياتية. العديد من الفتوحات والانتصارات الإسلامية الكبرى حدثت فى شهر رمضان، حيث كان المجاهدون فى قمة روحانيتهم وعزيمتهم.
■ كيف يمكن تفسير ارتباط أعظم الانتصارات الإسلامية بشهر رمضان؟
- الارتباط بين شهر رمضان وأعظم الانتصارات الإسلامية ليس مجرد صدفة، بل هو تعبير عن تأثير الروحانية الرمضانية فى قوة إيمان المسلمين. فى غزوة بدر، كان المسلمون قلة فى العدد، ولكنهم كانوا عميقى الإيمان والصبر، مما مكّنهم من تحقيق نصر عظيم. أما فتح مكة، فقد تحقق فى شهر رمضان ليظهر أن الإسلام قد انتصر ليس فقط بالسلاح، بل أيضًا بالأخلاق والرحمة. فى حرب العاشر من رمضان، تمكن الجيش المصرى من استعادة كرامته وتحرير أرضه فى رمضان، مما يثبت أن روح الصبر والتحمل كانت جزءًا من نجاح هذه الانتصارات.
■ هل هناك دروس من هذه الانتصارات يمكن للمسلمين اليوم أن يستفيدوا منها فى حياتهم؟
- الدروس المستفادة من هذه الانتصارات تتمثل فى أن الانتصار يبدأ من الداخل، من الإيمان العميق بالله، ومن التحضير الجيد والعمل المستمر. الانتصار لا يأتى من السهولة أو الحظ، بل من الوحدة والإرادة الصلبة والعمل الجماعي. فى تلك الانتصارات الكبرى، كان المسلمون متحدين فى الهدف، وهذا هو ما يجب أن نطبقه اليوم فى مواجهة التحديات التى تواجهنا، سواء على المستوى السياسي، الاجتماعي، أو الاقتصادي. الانتصار يتطلب أن نكون متماسكين وملتزمين بالقيم الإسلامية السامية.
■ كيف ساهمت الروحانية الرمضانية فى تحقيق هذه الانتصارات؟
- الروحانية الرمضانية تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز قوة الإرادة والتضحية لدى المسلمين. عندما يكون القلب متصلًا بالله فى هذا الشهر المبارك، يصبح المسلم أكثر شجاعة وأقل خوفًا، حتى فى مواجهة الموت. هذه الروحانية تمنح المسلمين طاقة روحية هائلة تمكنهم من الصبر والتحمل. المجاهدون فى التاريخ الإسلامي، فى معارك مثل بدر وفتح مكة، كانوا يسحبون قوتهم من هذه الروحانية، مما جعلهم قادرين على تقديم تضحيات هائلة وتحقيق انتصارات عظيمة.
■ ما التحديات التى يواجهها المسلمون.. وهل يمكن الاستفادة من روح الانتصارات الرمضانية؟
- التحديات التى يواجهها المسلمون اليوم تتنوع ما بين الحرب الفكرية والثقافية التى تستهدف هوية الأمة الإسلامية، وبين التحديات الاقتصادية والسياسية. هذه التحديات تحتاج إلى استلهام روح رمضان والانتصارات التاريخية. علينا أن نعيد إحياء القيم التى جعلت هذه الانتصارات ممكنة، مثل الإيمان العميق بالله، الوحدة، العمل الجاد، والتخطيط الاستراتيجي.
■ كيف يمكن للشباب أن يستلهم من هذه الأحداث التاريخية لتعزيز هويته الدينية والوطنية؟
- الشباب المسلم يجب أن يتعلم من تاريخ أمته العريق، ويعرف أن الإسلام لم يكن يومًا دين ضعف أو تخلف، بل كان دين حضارة وقوة. علينا أن نستلهم من روح الانتصارات الرمضانية من خلال التمسك بالقيم التى صنعت هذه الانتصارات. يجب على الشباب أن يعملوا على تطوير أنفسهم علميًا وفكريًا ليكونوا مؤهلين للقيام بدورهم فى بناء المستقبل.
■ كيف تفسر مقولة "الصيام مدرسة إعداد للأمم القوية" فى ضوء ما نشهده من تغيرات عالمية اليوم؟
- مقولة "الصيام مدرسة إعداد للأمم القوية" دقيقة تمامًا. فالصيام يعلّم الفرد كيفية التحكم فى رغباته والتحمل، وهى صفات أساسية لأى أمة تسعى للنهوض. فى عصرنا الحالي، حيث تتنافس الدول على التفوق، لا يمكن لأمة أن تنهض بدون انضباط، صبر، وإرادة قوية، وهى القيم التى يغرسها الصيام.
■ ما الرسالة التى تود توجيهها للمسلمين فى رمضان هذا العام؟
- رسالتى للمسلمين فى رمضان هذا العام هى أن رمضان ليس شهر كسل أو خمول، بل هو شهر العمل والإنجاز. يجب أن نستغله فى تقوية علاقتنا بالله، وتحسين أنفسنا، وتجديد عزيمتنا لبناء أمة قوية.
ولكى يمكن للمجتمعات الإسلامية استعادة روح النصر فى ظل التحديات الحالية التى تواجه الدولة المصرية، يجب علينا أولًا أن نثق بأنفسنا وبقياداتنا، وأن نعمل بجد لتحقيق نهضة شاملة فى كل المجالات. يجب التمسك بالقيم الإسلامية مثل الإخلاص فى العمل، والتعاون، والعدل. يجب أن نتعلم من تاريخنا، فمصر استطاعت تحقيق نصر العاشر من رمضان بالإرادة والتخطيط، واليوم يمكننا أن نحقق انتصارات جديدة فى مجالات الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا بنفس الروح القوية التى حققت الانتصارات السابقة.