فوز ترامب يدفع صناديق التحوط للعودة بقوة للأسهم الأميركية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
بعد أشهر من الحذر في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية، عادت صناديق التحوط بقوة إلى السوق كمشتر رئيسي للأسهم الأميركية، مما دفع المؤشرات للصعود.
وأظهرت البيانات التي جمعتها شركة "غولدمان ساكس" للوساطة الرئيسية ارتفاع نشاط التداول الإجمالي لصناديق التحوط أول أمس الأربعاء بأكبر معدل له في 7 أشهر، حيث شكّلت المراكز الطويلة الجزء الأكبر من هذا التحرك.
وجاء هذا النشاط المكثف -وفق بلومبيرغ- تزامنا مع قيام الصناديق بتغطية الرهانات القصيرة عبر صناديق الاستثمار المتداولة ذات رأس المال الكبير والصغير.
وكانت صناديق التحوط قد اتبعت إستراتيجية تحفظية قبيل الانتخابات، حيث جنت الأرباح، وغطّت المراكز القصيرة، وخفّضت نسب الرافعة المالية تحسبا لاحتمالية حدوث تقلبات كبيرة في السوق.
ومع تلاشي خطر الانتخابات المتنازع عليها، التي كان من الممكن أن تؤدي إلى اضطرابات في السوق، اتجهت صناديق التحوط إلى القطاعات التي قد تستفيد من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مثل البنوك ذات رأس المال الكبير، وشركات الرعاية الصحية، والصناعات المحلية، وشركات المدفوعات، وفقا للبيانات التي جمعتها شركة مورغان ستانلي للوساطة الرئيسية.
سياسات ترامب تشجعويرى خبراء صناديق التحوط أن عودة دونالد ترامب تعني استمرار سياسات الضرائب المنخفضة والتنظيمات المحدودة، مما يعزز ثقة المديرين في السوق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "بيفوتال باث" للأبحاث جوناثان كابليس، في مقابلة مع بلومبيرغ، "صناديق التحوط تعتقد أن ترامب سيواصل سياسات الضرائب والتنظيمات المحدودة، والشراء الحالي يعكس ثقتهم بذلك".
ورغم هذا الزخم في الشراء، قالت بلومبيرغ إن التحرك لم يكن شاملا عبر جميع القطاعات. فرغم أن الأسهم ذات رأس المال الصغير ارتفعت بنحو 6% يوم الأربعاء، متفوقة على الشركات الكبرى، فإن مديري الصناديق قاموا ببيعها بأكبر قدر منذ بداية الربع الثالث.
وأوضح محللو مورغان ستانلي في مذكرة للعملاء يوم الخميس "لقد شهدنا اهتماما محدودا بزيادة الملكية في الأسهم ذات رأس المال الصغير".
ورغم مشاركة صناديق التحوط في موجة الارتفاع الحالية، يتوقع بعض مديري الصناديق أن هذا الارتفاع قد لا يدوم طويلا، حيث قد يميل البعض إلى جني الأرباح مع اقتراب نهاية العام، وفقا لكابليس.
وأضاف كابليس "تحدثنا مع العديد من المديرين بعد الانتخابات، والكثير منهم يتوقع أن يصبح السوق أكثر تقلبا. ومن المحتمل أن نرى صناديق التحوط تعود لجني الأرباح في إجراء احترازي، تحسبا لاحتمالات عدم استدامة هذا الارتفاع".
ارتفاع المؤشراتوأغلقت الأسهم الأميركية أمس الخميس على ارتفاع بعد إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، مما يعزز سلسلة مكاسب كبيرة بدأت بعد إعلان فوز ترامب بانتخابات الرئاسة.
وأدت توقعات المستثمرين بأن يخفض ترامب ضرائب الشركات، ويخفف القيود التنظيمية إلى قفزة في المؤشرات الثلاثة الرئيسية في الجلسة السابقة، إذ سجل المؤشران داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 أكبر قفزة مئوية في جلسة واحدة منذ عامين.
ووفقا للبيانات، ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.76%، ليغلق عند 5973.88 نقطة، في حين زاد المؤشر ناسداك المجمع 1.51% ليغلق عند 19269.46 نقطة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 0.01% ليغلق عند 43727.26 نقطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صنادیق التحوط ذات رأس المال
إقرأ أيضاً:
"الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجارية
حذرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن تصاعد النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية "وخيمة"، مشيرة إلى أن فرض المزيد من الرسوم الجمركية سيؤثر على معدلات النمو والتضخم العالميين.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أكدت لاغارد أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامببفرض رسوم جمركية إضافية قد تدفع الاقتصاد العالمي إلى حالة من عدم الاستقرار.
ترامب يتوعد بالرسوم الجمركية ولاغارد تؤكد: "الجميع سيعاني"وتأتي هذه التصريحات وسط تصعيد متبادل، حيث يهدد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 200% على النبيذ الفرنسيوصادرات أوروبية أخرى، في حين تستعد بروكسل لاتخاذ إجراءات مضادة مطلع الشهر المقبل.
وأوضحت لاغارد أن هذه الإجراءات الاقتصادية ستلحق الضرر بجميع الأطراف المعنية، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة تمثل سوقًا رئيسية لمنتجي الكحول الأوروبيين، حيث استحوذت على نحو خمس صادرات الاتحاد الأوروبي من المشروبات الروحية ومادة الخلّ في عام 2024.
وأضافت: "إذا دخلنا في حرب تجارية حقيقية، حيث ستتراجع التجارة بشكل كبير، فسيكون لذلك تداعيات خطيرة على النمو العالمي والأسعار، وخاصة في الولايات المتحدة".
سياسات ترامب : استراتيجية أم شرارة لأزمة تجارية قادمة؟منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، أعاد ترامب إحياء سياساته الاقتصادية، مما أدى إلى تصاعد التوترات التجارية العالمية تدريجيًا. وأكدت لاغارد أن هذه الإجراءات تعزز حالة عدم اليقين بين الشركات والمستهلكين والمستثمرين، مما يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي. وأضافت: "عندما تبدأ دوامة الانتقام التجاري البادئ، ثم المنتقم، ثم من يرد على الانتقام—فإن الجميع سيعاني. هذا درس واضح في تاريخ التجارة".
ورغم تحذيرها من المخاطر الاقتصادية، دافعت لاغارد عن موقف الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن بروكسل "لم يكن أمامها خيار" سوى الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية. لكنها أشارت إلى أن الفارق الزمني بين إعلان التعريفات وتطبيقها لا يزال يتيح فرصة للمفاوضات.
كما رفضت مديرة البنك المركزي الأوروبي ادعاء ترامب بأن التكتّل "شُكّل لخداع الولايات المتحدة"، مؤكدة أن تأسيس أوروبا جاء بدعم أمريكي لتحقيق الاستقرار بعد الحربين العالميتين.
وأضافت: "القول بأن أوروبا أنشئت لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة ليس مجرد استخدام خاطئ للغة، بل هو تحريف للتاريخ."
Relatedكيف ستؤثر حرب ترامب التجارية على الاقتصاد البولندي؟حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامبتصعيد جديد... ترامب يهدد كندا ويزيد الرسوم على الصلب والألومنيوممزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحوليةمعضلة التضخم في مواجهة حرب الرسومفي ظل تصاعد التوترات التجارية، حذرت المسؤولة الأوروبية، من أن السيطرة على التضخم باتت أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن التغيرات في أنماط التجارة العالمية، وارتفاع الإنفاق العسكري، والاضطرابات المناخية تجعل من الصعب التنبؤ بالمسار الاقتصادي.
وفي كلمة ألقتها هذا الأسبوع في معهد الاستقرار النقدي والمالي في فرانكفورت، أكدت أن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في هذه الحقبة الجديدة يمثل تحديًا هائلًا، مضيفة: "سيتطلب ذلك التزامًا مطلقًا بهدف التضخم لدينا، والقدرة على تحليل الصدمات التي تستوجب رد فعل نقدي، والقدرة على الاستجابة بشكل مناسب."
بحسب لاغارد، فإن مؤشر عدم اليقين في السياسة التجارية وصل إلى أعلى مستوى مسجل على الإطلاق، بينما ارتفعت مؤشرات المخاطر الجيوسياسية إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، باستثناء فترات الصراعات الكبرى أو الهجمات الإرهابية.
وأوضحت أن التأثيرات التضخمية لا تختفي على الفور، مشيرة إلى أن ضغوط الأسعار تستمر لفترة أطول قبل أن تبدأ في التراجع.
كمثال على ذلك، أشارت لاغارد إلى أن تضخم أسعار الطاقة بلغ ذروته في أكتوبر 2022، بينما لم يصل تضخم الخدمات إلى ذروته حتى يوليو 2023، أي بفارق زمني قدره تسعة أشهر، مما لا يزال يؤثر على الأجور.
وأكدت أن هذا التأخر يجعل من الصعب على البنك المركزي الأوروبيتحقيق هدفه المتمثل في إعادة التضخم إلى مستوى 2% بطريقة يمكن التنبؤ بها.
خفض أسعار الفائدة.. ولكن بحذرمع تباطؤ التضخم، يستعد مسؤولو البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة لدعم اقتصاد منطقة اليورو الذي يعاني من التباطؤ. ويتوقع صانعو السياسات أن يصل التضخم إلى 2% بحلول أوائل عام 2025، مما يفسح المجال أمام تيسير نقدي محتمل.
لكن رغم هذه التوقعات، حذرت لاغارد من أن الصدمات الجديدة مثل النزاعات التجارية، واضطرابات سلاسل التوريد، وتقلبات أسعار الطاقة قد تعيد خلط الأوراق بسرعة.
وقالت: "لقد تحقق التراجع الأخير في التضخم بتكلفة منخفضة نسبيًا مقارنة بحالات مماثلة في الماضي"، مشيرة إلى أن استقرار التوقعات قد لعب دورًا في تهدئة الأسعار. لكنها شددت على ضرورة تقييم أي صدمات مستقبلية بحذر، إذ قد تستدعي استجابة مختلفة من قبل السياسة النقدية.
تحول في استراتيجية التواصلفي ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي، أكدت لاغارد أن البنك المركزي بحاجة إلى الابتعاد عن التوجيهات المستقبلية الصارمة، التي تحدد مسار أسعار الفائدة مسبقًا، والتركيز بدلًا من ذلك على شرح نهجه في اتخاذ القرار.
وأوضحت: "يجب أن يفهم الجمهور توزيع السيناريوهات المحتملة في المستقبل، وكيف سيكون رد فعل البنك المركزي بمجرد أن تتضح الصورة بشكل كافٍ".
وبدلاً من الالتزام بمسار محدد لأسعار الفائدة، سيركزالبنك المركزي على المؤشرات الاقتصادية الأساسية مثل التضخم الأساسي، ونمو الأجور، ومدى انتقال تأثير السياسة النقدية، لتوجيه قراراته في المرحلة المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا فرنسا بين العجز المالي والطموح العسكري: كيف سيموّل ماكرون خططه الدفاعية؟ ألمانيا تدرس إنشاء صندوقين بمئات المليارات لتمويل ميزانية الدفاع والبنية التحتية سعر الفائدةكريستين لاغاردالرسوم الجمركيةالبنك المركزي الاوروبي