آيات طرد الجن من الإنسان.. كيف يساعد القرآن الكريم في تحصين النفس؟
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
تعدّ مسألة طرد الجن من جسم الإنسان واحدة من القضايا التي تثير اهتمام المسلمين في مختلف أنحاء العالم، خاصة في ظل وجود بعض حالات من المسّ أو التأثيرات الشيطانية التي يعتقد البعض أن الجن قد يكونون سببًا فيها. وفي هذا السياق، ينظر المسلمون إلى القرآن الكريم كأداة عظيمة للشفاء والحماية من شرور الجن والأرواح الخبيثة.
الآيات القرآنية التي يتم الاستعانة بها لطرد الجن من الجسم هي تلك التي تحتوي على قوة في معانيها الروحية وتدعو إلى الحماية من الشياطين والمخلوقات الخفية. ومن أشهر هذه الآيات:
آية الكرسي (سورة البقرة، الآية 255): "اللّهُ لَا إِلٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"
هذه الآية العظيمة تعدّ من أعظم الآيات التي تذكر في حماية الإنسان من الشرور، إذ تقوي الإيمان بالله عز وجل وتذكر بعظمته وقدرته التي لا يحدها شيء. تعتبر آية الكرسي من الآيات المحصنة للإنسان ضد الجن والشياطين، ويمكن تلاوتها صباحًا ومساءً لجعل الشخص في حماية الله.
سورة الفلق (الآية 1-5): "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"
هذه السورة تعود على الإنسان بالحماية من جميع الشرور التي قد تصيبه، وتحديدًا شر الجن والأرواح الشريرة، وهي تمنح المسلم ملاذًا آمنًا بذكر الله وتحصينه من الأخطار.
سورة الناس (الآية 1-6): "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَٰهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"
في هذه السورة يتم التحصن من وسوسة الجن والشياطين، وطلب العون من الله سبحانه وتعالى للحماية من شرهم. وتُعدّ هذه السورة من أقوى السور التي تطرد الجن وتحمى المؤمن من الوساوس التي قد تدفعه إلى التسلط على جسده.
كيفية استخدام الآيات لطرد الجن من الجسمتعد القراءة المستمرة والمتكررة لهذه الآيات من أهم الوسائل لطرد الجن والحماية منهم، لكن الأمر لا يقتصر على مجرد التلاوة فقط، بل يتطلب أيضًا الإيمان القوي بالله وتفويض الأمر لله سبحانه وتعالى. يمكن اتباع بعض الطرق العملية لتحقيق أكبر استفادة من هذه الآيات، مثل:
الرقية الشرعية: وهي قراءة هذه الآيات بتركيز على الشخص المصاب أو في مكانه، مع نية الطرد والتحصين من الجن. يفضل أن تكون القراءة بصوت مسموع لكي يتفاعل الجسد مع الكلمات القرآنية.
التكرار: من المعروف أن تكرار هذه الآيات على مدار اليوم، خاصة في الأوقات المباركة مثل الصباح والمساء، يزيد من قوة التأثير. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" (رواه النسائي).
النفث على الجسم: يمكن للراقي أو الشخص المصاب نفسه النفث على يديه بعد تلاوة الآيات وتوجيههما إلى المناطق التي يشعر فيها بالآلام أو الاضطرابات، خاصةً إذا كان يشعر بشيء غير طبيعي في جسده.
الاستمرار على الأذكار: بجانب تلاوة الآيات المذكورة، يفضل للمسلم المواظبة على ذكر الله بالتهليل والتسبيح والتحميد، إذ أن ذكر الله عز وجل يعزز الحماية ويطرد الجن.
الروحانية والنية الصادقةمن الأهمية بمكان أن تترافق القراءة مع نية صادقة ونية الشفاء والرجاء من الله في التخلص من أي شر قد يلازم الشخص. فالإيمان الكامل بأن الله هو الشافي، وأن القرآن الكريم هو العلاج، هو ما يمنح الدعاء والرقية التأثير الفعّال.
وتعد آيات طرد الجن من جسم الإنسان من أقوى الوسائل الروحية التي يقدمها القرآن الكريم لحماية المؤمنين من الأذى، سواء كان ذلك عن طريق الجن أو الأرواح الشريرة. لذلك، على المسلم أن يتحصن بهذه الآيات ويستعين بالله في كل وقت وحين، مستمرًا في الإيمان بأنه لا قوة على الإطلاق تعلو على قدرة الله سبحانه وتعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجن آيات القرآن الکریم هذه الآیات
إقرأ أيضاً:
وفد أزهري يتابع مسابقة حفظ القرآن الكريم السنوية للإمام الأكبر
تفقد اليوم وفد شئون القرآن الكريم برئاسة الشيخ عوض الله عبد العال، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المناطق والخدمات، يرافقه الشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، والمشرف على المسابقات القرآنية الأزهرية، والدكتور أبو اليزيد علي سلامة، مدير عام شئون القرآن الكريم، أعمال مسابقة الأزهر الشريف للقرآن الكريم بمنطقة القاهرة الأزهرية.
تلك المسابقة التي تم فيها تصعيد أكثر من خمسين ألف طالب في المرحلة الأولى إلى التصفيات المؤهلة من مجموع 155.000 طالب تقدموا في المرحلة الأولى، حيث انطلقت اليوم الفعاليات في منطقة القاهرة، التي تم تصعيد 1147 طالبًا منها لتجري الاختبارات فيها على مدار سبعة أيام وتنتهي يوم 4 فبراير 2024م.
وانطلقت المسابقة في عشر محافظات منذ يوم الأحد 26 من رجب 1446هـ الموافق 26 من يناير 2025م، واستقبل وفد اليوم الشيخ/ وطني معبد، مدير شئون القرآن بمنطقة القاهرة الأزهرية، و إيمان يوسف، مديرة إدارة الكمبيوتر التعليمي بالمنطقة، و آن حسين، موجه عام الحاسب الآلي بالمنطقة.
جدير بالذكر أن المسابقة سنوية برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ولجنتها العليا بإشراف مباشر من الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، ويشرف على أعمالها الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد، وتضم لجنتها العليا الشيخ عوض الله عبد العال، رئيس الإدارة المركزية لشئون المناطق والخدمات، والدكتور أحمد خليفة شرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية.
كما يشارك فيها طلاب المعاهد الأزهرية، وطلاب مكاتب التحفيظ الخاضعة لإشراف الأزهر، وطلاب الرواق الأزهري، وتقوم الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية على تنفيذها.
وأشار الدكتور/ أبو اليزيد سلامة إلى أن المسابقة تهدف إلى العناية بكتاب الله –تعالى - حفظًا وتلاوة وإتقانًا وفهمًا، ونشره في ربوع العالم؛ وترسيخ الدور الحضاري للأزهر الشريف في المحافظة على الريادة المصرية في حفظ القرآن الكريم ورعاية أهله، وتشجيع الناشئة والشباب على الإقبال على القرآن الكريم حفظًا وتدبرًا وتعلمًا لأحكامه وآدابه، وتطبيق أحكام التجويد والتلاوة عمليًا، واكتشاف وتشجيع المواهب القرآنية، والأصوات الحسنة، وإبراز القدرات الإبداعية لديهم، وتهيئة وإعداد الناشئة والشباب للمشاركة في المحافل والمسابقات الدولية للقرآن الكريم، وإعداد محفظين للقرآن الكريم على المنهج الأزهري الوسطي؛ ليكونوا نواة لنشر الكتاتيب ذات التوجه المعتدل في المجتمع، وبناء نسق من القيم القرآنية الحضارية لدى الناشئة تنعكس على سلوكياتهم وأخلاقهم.
جدير بالذكر أن المسابقة تتكون من أربعة مستويات بجوائز تتجاوز 25 مليون جنيه، المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا مرتلًا بأحكام التلاوة مع حسن الأداء، والمستوى الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملًا، والمستوى الثالث: حفظ عشرين جزءًا بدءًا من سورة التوبة حتى نهاية سورة الناس، أما المستوى الرابع: فحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم، بدءًا من سورة العنكبوت حتى نهاية سورة الناس.