بوابة الوفد:
2024-12-24@01:00:20 GMT

ذكر بدعوة ينجيك من المهالك والشدائد.. لا تفوتها

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

في أعماق البحر، حيث العتمة تعانق السماء، وفي بطن الحوت، حيث العزلة والمصاعب تزداد قسوة، كان النبي يونس عليه السلام في محنة عظيمة، فكيف نجا؟ كيف تمكن من الخروج من هذا المأزق بعد أن أصبح في أعماق الظلام؟ الإجابة تكمن في دعوةٍ بسيطة، لكنها تحمل في طياتها قوة لا يُدركها إلا من استشعر حاجة قلبه لله في أحلك اللحظات.

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."

 

"دعوة يونس عليه السلام: ذكرٌ ينقذ من المهالك ويضيء درب النجاة"

إن دعوة يونس عليه السلام، التي وردت في القرآن الكريم، ليست مجرد كلمات تُقال في لحظات الضعف، بل هي مفتاح للنجاة من المهالك والشدائد. هي تذكير لنا جميعًا بأن ذكر الله هو السبيل الأوحد للنجاة من كل محنة، مهما كانت تعقيداتها أو شدتها.

"الدعوة في بطن الحوت"

حينما ابتعد النبي يونس عن قومه، وقضى ما يقارب من الوقت في محاولات يائسة لتحسين حالهم، قرر الرحيل غاضبًا ليتوجه إلى مكان بعيد. في الطريق، وجد نفسه في البحر وسط عاصفة هوجاء، فابتلعته السماء وابتلعته الأمواج، حتى ابتلعه الحوت في الظلام الدامس. لكن في تلك اللحظة الحرجة، حيث ظن البعض أنه لن ينجو أبدًا، كانت تلك الدعوة الطاهرة التي نطق بها يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

هذا الذكر لم يكن مجرد كلمات، بل كان صرخة إيمانٍ في قلبٍ نقيٍّ، ملأه التوبة والرجاء في رحمة الله. ولقد استجاب الله تعالى لدعوة عبده، فرزقه الفرج والنجاة، وأمر الحوت أن يقذفه على الشاطئ.

"الذكر درب للنجاة في حياتنا"

إن دعوة يونس ليست فقط جزءًا من قصة نبي عظيم، بل هي دروس عظيمة للمؤمنين في كل زمان ومكان. ففي حياتنا اليومية، نواجه جميعًا تحدياتٍ ومشاقّ قد تجعلنا نشعر بالضيق والضياع. أحيانًا نواجه ضغوطات العمل، أو أزمات شخصية، أو حتى حالات صحية أو مادية قد تضعنا أمام مواقف تبدو لا مفر منها. لكن، من خلال ذكر الله والتوبة الصادقة، نُسهم في تحويل تلك المحن إلى محطات لعبورنا إلى مرحلة من الأمل والنور.

الذكر هو الطريق الذي يفتح أمام الإنسان أبواب الفرج من حيث لا يحتسب، وهو علاج للنفس والقلب في أوقات الهمّ والغمّ. لا يُشترط أن نكون في حالة شديدة من الضيق لنردد ذكر الله، بل إن ذكره يعمّق الصلة بين العبد وربه في كل الأوقات، ويزيد من قوة إيماننا.

"الدعاء والذكر في أوقات الشدة"

علمنا القرآن الكريم أن الدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الشدة من أعظم أسباب التغيير والنجاة. وفي دعوة يونس عليه السلام، نجد مثالًا حيًا على أن النية الطيبة، والإيمان العميق، والاعتراف بالضعف أمام الله، يمكن أن تحوّل أسوأ اللحظات إلى أوقات رحمة ونجاح.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين" (الأنبياء: 88). هذه الآية تحمل وعدًا إلهيًا بأن من يخلص في دعائه ويعترف بخطيئته، فالله سبحانه وتعالى سيستجيب له ويخلصه من همومه وآلامه.

"الذكر يُحسّن حال الإنسان ويُزكيه"

الذكر ليس مجرد كلمات يُردّدها اللسان، بل هو حالة قلبية ترفع روح الإنسان وتمنحه السكينة. يونس عليه السلام لم يقتصر على مجرد الدعاء بل كان قلبه مليئًا بالتوبة، وقد اجتمع في دعائه معاني الإيمان والتواضع. في أوقات الضيق، يكون ذكر الله علاجًا للقلوب المريضة والأرواح التائهة.

إن الذكر يمكن أن يكون سببًا في تصحيح مسار الحياة، وزيادة الطمأنينة في القلوب، وتحقيق النجاة من الأزمات، كما كان لذكر يونس في بطن الحوت دورٌ محوري في إنقاذه من المهالك.

"الدرس الكبير من دعوة يونس"

دعوة يونس عليه السلام تُعلمنا أن ليس في هذا الكون شيء أقوى من رحمة الله، ولا أصدق من توبة عبد يلجأ إلى خالقه في وقت الحاجة. إنها دعوة للتواضع والاعتراف بالخطأ، ودعوة للثقة في أن الله قادر على تغيير الأحوال مهما كانت صعبة. تذكروا دائمًا أن في الذكر فرجًا، وفي الدعاء خلاصًا، وفي العودة إلى الله شفاءٌ لأرواحنا.

فلنُحيِّ ذكر الله في حياتنا، ولنعتمد عليه في كل لحظة، حتى في أوقات الشدة. لأن في ذكر الله، كما قال يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، نجد المخرج والفرج من كل محنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دعوة ذكر الله ا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ذکر الله فی أوقات

إقرأ أيضاً:

فعالية لقطاع الطالبات بجامعة العلوم والتكنولوجيا فرع الحديدة بذكرى ميلاد الزهراء

الثورة نت / أحمد كنفاني

أقامت وحدة شؤون الطلبة وملتقى الطالب الجامعي بجامعة العلوم والتكنولوجيا فرع الحديدة، اليوم الأحد، فعالية ثقاقية بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء عليها السلام.

وفي الفعالية، القيت كلمات استعرضت في مستهلها الجوانب المضيئة في حياة فاطمة الزهراء وجهادها وصبرها وعظيم مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ونددت بالعدوان على الأعيان المدنية في اليمن وآخرها استهداف موانئ الحديدة.

وأكدت الكلمات أهمية استلهام الدروس والعبر من حياة فاطمة الزهراء كنموذج راقي للمرأة المسلمة، كمربية للأجيال وربة بيت وقدوة في العمل والجهاد والصبر في سبيل الله.

وحذرت من الحرب الناعمة التي تتبناها دول الاستكبار العالمي واستهدافها للمرأة المسلمة في فكرها وأخلاقها ودينها وعقيدتها وضرورة ترسيخ الاقتداء بالزهراء عليها السلام وتعزيز الصمود في مواجهة العدوان.

تخللت الفعالية، عرض فلاشات وفقرات معبرة عن المناسبة.

مقالات مشابهة

  • ما شروط إقامة العقيقة للطفل الذكر؟
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 11 فلسطينيا ليل أمس خلال غارات جوية إسرائيلية على منطقة تقع غرب مدينة خان يونس
  • «فرصة مميزة لا تفوتها».. حظك اليوم برج الميزان الاثنين 23 ديسمبر
  • أذكار النوم من القرآن وفضلها.. أسباب تجعلك لا تفوتها ليلة
  • المحويت تشهد فعاليات نسائية إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام
  • فعالية لقطاع الطالبات بجامعة العلوم والتكنولوجيا فرع الحديدة بذكرى ميلاد الزهراء
  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • آية الاستجابة في القرآن.. أسرارها وكم مرة يلزم قائلها كي يجاب
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة