بوابة الوفد:
2024-11-23@09:51:41 GMT

ذكر بدعوة ينجيك من المهالك والشدائد.. لا تفوتها

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

في أعماق البحر، حيث العتمة تعانق السماء، وفي بطن الحوت، حيث العزلة والمصاعب تزداد قسوة، كان النبي يونس عليه السلام في محنة عظيمة، فكيف نجا؟ كيف تمكن من الخروج من هذا المأزق بعد أن أصبح في أعماق الظلام؟ الإجابة تكمن في دعوةٍ بسيطة، لكنها تحمل في طياتها قوة لا يُدركها إلا من استشعر حاجة قلبه لله في أحلك اللحظات.

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."

 

"دعوة يونس عليه السلام: ذكرٌ ينقذ من المهالك ويضيء درب النجاة"

إن دعوة يونس عليه السلام، التي وردت في القرآن الكريم، ليست مجرد كلمات تُقال في لحظات الضعف، بل هي مفتاح للنجاة من المهالك والشدائد. هي تذكير لنا جميعًا بأن ذكر الله هو السبيل الأوحد للنجاة من كل محنة، مهما كانت تعقيداتها أو شدتها.

"الدعوة في بطن الحوت"

حينما ابتعد النبي يونس عن قومه، وقضى ما يقارب من الوقت في محاولات يائسة لتحسين حالهم، قرر الرحيل غاضبًا ليتوجه إلى مكان بعيد. في الطريق، وجد نفسه في البحر وسط عاصفة هوجاء، فابتلعته السماء وابتلعته الأمواج، حتى ابتلعه الحوت في الظلام الدامس. لكن في تلك اللحظة الحرجة، حيث ظن البعض أنه لن ينجو أبدًا، كانت تلك الدعوة الطاهرة التي نطق بها يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

هذا الذكر لم يكن مجرد كلمات، بل كان صرخة إيمانٍ في قلبٍ نقيٍّ، ملأه التوبة والرجاء في رحمة الله. ولقد استجاب الله تعالى لدعوة عبده، فرزقه الفرج والنجاة، وأمر الحوت أن يقذفه على الشاطئ.

"الذكر درب للنجاة في حياتنا"

إن دعوة يونس ليست فقط جزءًا من قصة نبي عظيم، بل هي دروس عظيمة للمؤمنين في كل زمان ومكان. ففي حياتنا اليومية، نواجه جميعًا تحدياتٍ ومشاقّ قد تجعلنا نشعر بالضيق والضياع. أحيانًا نواجه ضغوطات العمل، أو أزمات شخصية، أو حتى حالات صحية أو مادية قد تضعنا أمام مواقف تبدو لا مفر منها. لكن، من خلال ذكر الله والتوبة الصادقة، نُسهم في تحويل تلك المحن إلى محطات لعبورنا إلى مرحلة من الأمل والنور.

الذكر هو الطريق الذي يفتح أمام الإنسان أبواب الفرج من حيث لا يحتسب، وهو علاج للنفس والقلب في أوقات الهمّ والغمّ. لا يُشترط أن نكون في حالة شديدة من الضيق لنردد ذكر الله، بل إن ذكره يعمّق الصلة بين العبد وربه في كل الأوقات، ويزيد من قوة إيماننا.

"الدعاء والذكر في أوقات الشدة"

علمنا القرآن الكريم أن الدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الشدة من أعظم أسباب التغيير والنجاة. وفي دعوة يونس عليه السلام، نجد مثالًا حيًا على أن النية الطيبة، والإيمان العميق، والاعتراف بالضعف أمام الله، يمكن أن تحوّل أسوأ اللحظات إلى أوقات رحمة ونجاح.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين" (الأنبياء: 88). هذه الآية تحمل وعدًا إلهيًا بأن من يخلص في دعائه ويعترف بخطيئته، فالله سبحانه وتعالى سيستجيب له ويخلصه من همومه وآلامه.

"الذكر يُحسّن حال الإنسان ويُزكيه"

الذكر ليس مجرد كلمات يُردّدها اللسان، بل هو حالة قلبية ترفع روح الإنسان وتمنحه السكينة. يونس عليه السلام لم يقتصر على مجرد الدعاء بل كان قلبه مليئًا بالتوبة، وقد اجتمع في دعائه معاني الإيمان والتواضع. في أوقات الضيق، يكون ذكر الله علاجًا للقلوب المريضة والأرواح التائهة.

إن الذكر يمكن أن يكون سببًا في تصحيح مسار الحياة، وزيادة الطمأنينة في القلوب، وتحقيق النجاة من الأزمات، كما كان لذكر يونس في بطن الحوت دورٌ محوري في إنقاذه من المهالك.

"الدرس الكبير من دعوة يونس"

دعوة يونس عليه السلام تُعلمنا أن ليس في هذا الكون شيء أقوى من رحمة الله، ولا أصدق من توبة عبد يلجأ إلى خالقه في وقت الحاجة. إنها دعوة للتواضع والاعتراف بالخطأ، ودعوة للثقة في أن الله قادر على تغيير الأحوال مهما كانت صعبة. تذكروا دائمًا أن في الذكر فرجًا، وفي الدعاء خلاصًا، وفي العودة إلى الله شفاءٌ لأرواحنا.

فلنُحيِّ ذكر الله في حياتنا، ولنعتمد عليه في كل لحظة، حتى في أوقات الشدة. لأن في ذكر الله، كما قال يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، نجد المخرج والفرج من كل محنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دعوة ذكر الله ا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ذکر الله فی أوقات

إقرأ أيضاً:

من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه

قال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الله تعالى جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، لما قال الحارث بن هشام كلمات جارحة في حق سيدنا بلال (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟).

وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أنه في هذا الحين جاء الرد الإلهي لجبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، ونزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وتابع: هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.

قالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».

مقالات مشابهة

  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • لا تيأسوا من روح الله
  • حكم من مات وعليه ديون وماله محجوز عليه.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي
  • دعوة للتعصب.. التفاصيل الكاملة لـ أزمة تصريحات أحمد سليمان وردود الأفعال عليه
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • محمود فتح الله يوجه رسالة لـ حسام حسن: عليه تقليل التصريحات بعد المباريات
  • ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد