وجوهنا .. صفحات يقرأها الآخرون
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
وجوهنا تنذر الآخرين من حولنا بعدم الاقتراب، أو تدعوهم للاقتراب أكثر، فأنفسنا تملأ وجوهنا بـ«خربشات» كثيرة، بعضها تجعلنا أكثر إشراقا، وبعضها الآخر تحيلها إلى كثير من التجهم والقنوط، وكأننا (حمر مستنفرة فرت من قسورة) يحدث ذلك انعكاس لما تكون عليه أنفسنا، حزن، غليان، حمق، حسد، عتاب، رضا، انبساط، سرور، شكر، مودة، فما يحدث داخل مكنونات النفس، سرعان ما تنقله الوجوه إلى الآخر، وعلى هذا الآخر أن يُقَيِّمْ الموقف، وأن يطرح أسئلته الحائرة: لماذا فلان حزين؟ لماذا سعيد؟ لماذا يمتلئ وجهه غضبا وحنقا؟ ما سر سعادته اليوم؟ وتتوالى الأسئلة بعضها مستفهمة، وبعضها مستغربة، وبعضها معللة، لعل فـي بيته مشكلة، لعله فاقد لشيء ما، لعله لم يتوفق فـي أمر ما، ويبدأ الآخرون فـي التحليل، والتعليل، ووضع التصورات والتخمينات، ومنهم من يتجرأ فـيطرح أسئلته الحائرة على الطرف الأول، ومنهم من يصمت خوف الإحراج وهناك من يصل إلى قناعة، أن فلان فـي النهاية هو إنسان يتعرض لما يتعرض إليه الآخرون من حوله، فلما إذن الاستغراب «إن لله فـي خلقه شؤون».
المشكلة هنا عند من يتخذ موقفا معاديا لمجرد قراءة صورة ما ظهرت على فلان من الناس، لأن فلان هذا له منزلة من منازل الخصوصية، صديق، أخ قريب جدا، زميل عمل، رفـيق درب بصورة دائمة، له فضل ما على صاحبه الآخر الذي يمتحن نفسه فـي اللحظة الحرجة، وهذا الموقف العدائي الذي يطرأ فـي هذه اللحظة الحرجة ينتج عن عدم بصيرة، وبعيدا عن الحكمة، ودون الرجوع إلى الطرف الأول لمعرفة الخربشة الحاصلة على وجهه، فقد تكون -وذلك غالبا- ليس لها علاقة بالطرف الثاني المشحون بردة الفعل الحاضرة، والسؤال هنا ما المطلوب مِمن تصارعت مشاعره النفسية ولم يستطع أن يكتم ما يعتلي بداخله من مخاضات مستنفرة؟ هل يكون حاله كما قال الأصمعي حسب الرواية: « يداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع فـي كل الأمور ويخضع» أم يواصل رسم خربشات نفسه على صفحة وجهه، ليترك الآخرين يضربون أخماسا فـي أسداس؟ كلا الأمرين ليسا يسيرين، وإلا أوقع نفسه فـي مأزق حالة «انفصام الشخصية» ومعنى هذا أن حالة التوازن التي يطالب به الآخرون من آخرين واقعين تحت ضغوطهم النفسية، لا يمكن تحققها فـي ظل ما يتعرضون له من تأثير حمولة مشاعرية غير عادية، مع التأكيد أن الجميع معرض لأن يكون تحت تأثير هذه الضغوط النفسية فـي أي لحظة تفقد فـيه النفس توازناتها المختلفة من تجربة الحياة، والحياء، والخوف، والتداعيات المتوقعة من ردات فعل الآخرين من حولهم، ولذلك فهناك من يسلمون أمرهم مباشرة مع أية استفهامات تطرح عليهم، فـينخرطون بلا قيود، حيث لا يقوون على كتمان سرها فـينهارون مع أول سؤال عن حقيقة ما تبديه وجوههم على صفحاتها من عبء الحمولة التي تختزنها بين جنبات نفسها، مع خطورة هذا الإفصاح، فليس كل متلق أمينا، أو نزيها، وقد يستخدم ما تم الإفصاح عنه ورقة ضغط فـي يوم ما، بغية الحصول على مآرب أخرى. وإذا كانت هذه مشكلة، فما هو الحل فـي التقليل من خسائرها؟ لأن الإنسان كتلة من المشاعر، تعلو وتنخفض كما هو مؤشر حرارة الجسم، والإشكالية هنا، أن كل ذلك يظهر على صفحة الوجه، وأن الآخرين لماحون إلى درجة الفضول، فلا يتركون من يقرؤون صفحة وجهه على حال سبيله، ويبقى الحل أكثر فـيما يذهب إليه قول الأصمعي أعلاه. |
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
غداً..بدء مُحاكمة الفنان عمرو دياب في واقعة الصفع
تبدأ محكمة جنح القاهرة الجديدة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، غداً السبت، مُحاكمة الفنان عمرو دياب في واقعة التعدي على شاب داخل حفلة بإحدى الفنادق بالقاهرة.
اقرأ أيضاً: أثار الجدل بالكذب.. تحليل نفسي لعريس الدقهلية بطل واقعة الاختطاف المُزيفة
وفي وقت سابق، استمعت جهات التحقيق، إلى أقوال الشاب صاحب واقعة الصفع على يد الفنان عمرو دياب خلال إحدى الحفلات.
الشاب أكد في التحقيقات أنه واثناء التقاط صورة مع الفنان عمرو دياب قام بصفعه على وجهه ونهره أمام الجمهور.
وكانت جهات التحقيق المختصة قد قررت إحالة الفنان عمرو دياب إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، في الواقعة المعروفة إعلاميًا بـ "صفع الشاب سعد أسامة" خلال حفل زفاف.
وتعود أحداث الواقعة إلى قيام عمرو دياب بصفع الشاب سعد أسامة أثناء محاولته التقاط صورة سيلفي معه في حفل زفاف أحد الشخصيات البارزة.
و أكد الشاب المصفوع في التحقيقات أنه أثناء التقاط صورة مع الفنان عمرو دياب قام الأخير بصفعه على وجهه ونهره أمام الحضور.
وأثارت الحادثة جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تم تداول مقاطع الفيديو التي توثق الواقعة.
وكان الفنان قد حرر محضراً ضد الشاب في قسم أول القاهرة الجديدة، وذكر في التحقيقات أن الشاب قد حاول التقاط صورة معه بطريقة غير لائقة، حيث قام بالإمساك به عنوة ووضع هاتفه المحمول في وجهه.
وأكد محامي عمرو دياب أن الفنان لا يمانع من التقاط الصور مع معجبيه، لكن ما حدث في تلك الحادثة تخطى الحدود بشكل غير مقبول.