خبير أمن إقليمي: الشعب المصري أحبط محاولات جماعة الإخوان لزرع الفتنة
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد الشحات، الخبير في شئون الأمن الإقليمي والدولي، أن حملات الجماعة ترتبط بتوقيتات دقيقة حيث تستغل الأحداث العالمية أو الأزمات التي تشهدها دول أخرى للترويج لفكرة "فشل الدولة المصرية" أو "اضطهاد المواطنين"، من خلال المقارنة بين الأوضاع في مصر والدول الأخرى، متجاهلين التحديات الفعلية التي تواجهها البلاد، وكلما نجحت الدولة المصرية في تحقيق إنجازات أو استضافة فعاليات دولية، تزداد محاولات جماعة الإخوان لإطلاق الشائعات والهجمات الإعلامية.
وتابع: هذا النمط يوضح أن استراتيجية الإخوان تعتمد على تشويه الصورة العامة للدولة ومحاولة إضعاف الروح الوطنية لتحقيق مكاسب سياسية، بينما يبدو واضحاً أن هذه المحاولات لا تُلاقي تجاوباً واسعاً بين المصريين، وتظل محاولات التشويه المستمرة جزءاً من المواجهة الدائمة بين الدولة والجماعة التي تسعى لاستعادة نفوذها المعنوي بأي ثمن.
محاولات جماعة الإخوانوأشار «الشحات» في تصريح لـ«الوطن»، إلى أنه في إطار محاولات جماعة الإخوان المستمرة لخلق حالة من الإحباط والتشكيك في النظام السياسي المصري، تحاول الجماعة تصدير شائعات تهدف إلى زعزعة الثقة في أداء الدولة، وإثارة الشكوك حول كافة الأوضاع، وتستغل الجماعة الأزمات الاقتصادية الراهنة، وتروّج لفكرة أن الأوضاع تتجه وفقًا لمصالح فئوية أو شخصية بعيدة عن المصلحة الوطنية، كما تُصور الوضع على أنه أزمة اقتصادية نابعة من سياسات داخلية، متجاهلة بذلك التداعيات العالمية التي تسببت بها أزمات كبرى، مثل جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، وصولاً إلى حرب غزة، التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد المصري، خاصة فيما يتعلق بالأحوال المعيشية للمواطنين.
وأكد الخبير في الأمن الإقليمي والدولي، أنه رغم التحديات التي تفرضها تلك الظروف، تعمل الدولة على توفير سبل العيش الكريم في بلد يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة، في ظل محيط استراتيجي يعاني من توترات وصراعات عسكرية تفرض أعباء إضافية على مصر، ويضاف إلى ذلك استقبال مصر لملايين من الأشقاء المتأثرين بالأزمات والصراعات الإقليمية، مما يضع ضغطًا على الاقتصاد الوطني والأحوال المعيشية، وعلى الرغم من هذه الضغوط، استطاعت الدولة المصرية احتواء ما يحاك ضدها من الجماعة، إذ يُظهر الشعب المصري وعيًا واضحًا بحجم التحديات والتهديدات الراهنة، ويرفض الدخول في دائرة الإخوان وأفكارهم، ويعكس هذا الرفض الشعبي المتزايد إدراك المصريين للنوايا الخبيثة للجماعة، ما يعزز من اللحمة الوطنية ووحدة الصف في مواجهة أي تهديد قد يواجه الدولة.
مبادئ الوحدة الوطنيةولفت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول بشكل يائس العودة إلى المشهد، ولكن نواياهم تظل مكشوفة وأداؤهم باهت لا يرقى للتأثير في الوعي المصري، فالشعب يدرك جيدًا هذه المحاولات ويمتلك الخبرات والدروس المستفادة من تجربته السابقة معهم، ما أثبت له بوضوح أن الإخوان لا يهمهم الوطن ولا المصلحة العامة، بل يسعون إلى استغلال أي فرصة لزرع الفتنة والانقسام داخل المجتمع المصري.
واختتم: يهدف الإخوان من وراء محاولاتهم المتكررة إلى خلق فجوة بين الشعب والنظام السياسي، مما يسمح لهم بتعزيز عوامل الفرقة والانقسام لإضعاف المجتمع، سعيًا للعودة إلى الواجهة من جديد، إلا أن هذا المخطط يصطدم بوعي المصريين وارتباطهم الوثيق بمبادئ الوحدة الوطنية وتماسكهم حول قيادتهم السياسية، ما يحبط أي محاولة للتأثير على ولائهم أو زعزعة ثقتهم بالمسار الوطني، ورغم التحديات الراهنة، يظل الشعب المصري متماسكًا ويؤكد بوضوح رفضه لأي محاولات خارجية أو داخلية تهدد أمنه واستقراره، وهذا التماسك المتين والمستمد من حضارة ضاربة في عمق التاريخ يثبت أن الشعب المصري في كل مرة يتحدى العواصف، ويواصل السير في مسيرته نحو مستقبل آمن ومستقر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إطلاق الشائعات جماعة الإخوان محاولات جماعة الإخوان الشعب المصری
إقرأ أيضاً:
الشرع يدعو للوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المتوقعة بعد اشتباكات الساحل السوري
عمان .دمشق.بيروت "وكالات":
دعا الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم إلى السلم الأهلي بعد مقتل مئات في مناطق ساحلية في اشتباكات مع مسلحين معتبرا أن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن "التحديات المتوقعة".
وقال الشرع "يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية وأن نحافظ على السلم الأهلي في البلد قدر الإمكان.. قادرين إن شاء الله على العيش سويا في هذا البلد قدر المستطاع".وقالت الرئاسة السورية اليوم إن سوريا شكلت لجنة مستقلة للتحقيق في الاشتباكات التي وقعت في منطقة الساحل.
جاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات في سعي الحكومة الجديدة لضبط الأمن وانفلات السلاح.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن أكثر من ألف قتلوا في الاشتباكات على مدى يومين في منطقة ساحلية مطلة على البحر المتوسط في بعض أسوأ أعمال العنف منذ سنوات في الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاما.
وأكد الشرع في فيديو نشر على الإنترنت تحدث فيه من أحد مساجد منطقة المزة في دمشق حيث نشأ وهو طفل "اطمئنوا على هذا البلد فيه مقومات كثيرة إن شاء الله للبقاء" وأوضح أن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن "التحديات المتوقعة".
وقالت مصادر أمنية سورية إن ما لا يقل عن مئتين من عناصرها قتلوا في الاشتباكات مع أفراد سابقين في الجيش الموالي للرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد هجمات وكمائن منسقة على قواتهم يوم الخميس.
وتفاقمت الهجمات وتحولت إلى عمليات قتل انتقامية عندما توجه آلاف المسلحين من أنصار حكام سوريا الجدد من مختلف أنحاء البلاد إلى المناطق الساحلية لدعم قوات الإدارة الجديدة المحاصرة.
وألقت السلطات بمسؤولية عمليات إعدام ميدانية لعشرات الشباب ومداهمات لمنازل في قرى وبلدات علوية على ميليشيات مسلحة خارجة عن السيطرة جاءت لمساعدة قوات الأمن وهي جماعات تحمل أنصار الأسد منذ فترة طويلة مسؤولية جرائم سابقة.
وقال مصدر أمني سوري اليوم إن الاشتباكات استمرت خلال الليل في عدة بلدات حيث أطلقت جماعات مسلحة النار على قوات الأمن ونصبت كمائن لسيارات على الطرق السريعة المؤدية إلى البلدات الرئيسية في المنطقة الساحلية.
وأضاف مصدر أمني أن مسلحين موالين للأسد يصعدون الآن من حملتهم، إذ نفذوا هجمات خاطفة على عدد من المرافق العامة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكر أنهم ألحقوا أضرارا بمحطة كهرباء رئيسية أدت إلى قطع الكهرباء عن أجزاء من المحافظة، في حين تعطلت محطة رئيسية لضخ المياه وعدد من مستودعات الوقود.وأضاف أنهم يحاولون إشاعة الفوضى وتعطيل سير الحياة اليومية ومهاجمة منشآت حيوية.
وفي اللاذقية، أقامت الشرطة نقاط تفتيش جديدة داخل المدينة. وقال اثنان من السكان إن أصوات إطلاق نار ومدفعية يمكن سماعها تدوي من على مشارف المدينة الساحلية.وقال مصدر أمني إن الاشتباكات استمرت في عدة مناطق.
وأضاف مصدر آخر في الشرطة أن السلطات في دمشق أرسلت تعزيزات لدعم وجودها الأمني في المحافظة الجبلية إذ تساعد الغابات الكثيفة في التضاريس الوعرة المسلحين المناهضين للحكومة.
وأعلنت وزارة الداخلية إرسال تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس.
وقالت الوزارة إنه "استمرارا لجهودها في تعزيز الأمن وإرساء الاستقرار، تجري إدارة الأمن العام عمليات تمشيط في منطقة القدموس والقرى المحيطة بها بريف طرطوس، بهدف ملاحقة ما تبقى من فلول النظام البائد".
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع قوله ان اشتباكات عنيفة بمحيط قرية تعنيتا بريف طرطوس، حيث فر إليها العديد من التابعين لنظام الأسد ومجموعات من الفلول المسلحة التي تحميهم".
ودعا قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع إلى ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في المناطق الساحلية، متهما الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف في المقام الأول وراء عمليات القتل.
وقال عبدي في تعليقات مكتوبة إن على الشرع التدخل لوقف "المجازر".
وبلغت الحصيلة الإجمالية 1018 قتيلا على الأقل، بينهم 273 عنصرا من قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد وفق طالمرصد السوري لحقوق الانسان".فيما لم تعلن السلطات أي حصيلة رسمية.
و اليوم ، وصفت ألمانيا تقارير بشأن أعمال القتل في سوريا بأنها "صادمة". وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها"، وتابعت "نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف".
ووصفت ألمانيا اليوم تقارير بشأن أعمال القتل في سوريا بأنها "صادمة". وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها"، وتابعت "نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف".
وقالت الأمم المتحدة اليوم إنها تتلقى تقارير "مقلقة للغاية" بشأن مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سوريا، ودعت إلى وقف فوري للعنف.
وجاء في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك "إن قتل المدنيين في مناطق ساحلية في شمال غرب سوريا يجب أن يتوقّف فورا".
وقال تورك "إثر سلسلة هجمات منسقة شنها عناصر تابعون للحكومة السابقة ومسلحون محليون آخرون، تلقينا تقارير مقلقة للغاية تحدثت عن مقتل عائلات بكاملها تضم نساء وأطفالا".
واضاف "ينبغي إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومحايدة في كل الجرائم والانتهاكات الأخرى، ويجب محاسبة المسؤولين (عنها) انسجاما مع معايير القانون الدولي وقواعده".
ودان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم العنف وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها.
وجاء في بيان لروبيو أن "الولايات المتحدة تدين المتطرفين وتابع "تقف الولايات المتحدة مع الأقليات الدينية والإتنية في سوريا.وأضاف روبيو "يجب على السلطات الانتقالية في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر بحق أقليات في سوريا".
وتشكّل المعارك مؤشرا على حجم التحديات التي تواجه الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاما من نزاع مدمر.