أكد الدكتور أحمد الشحات، الخبير في شئون الأمن الإقليمي والدولي، أن حملات الجماعة ترتبط بتوقيتات دقيقة حيث تستغل الأحداث العالمية أو الأزمات التي تشهدها دول أخرى للترويج لفكرة "فشل الدولة المصرية" أو "اضطهاد المواطنين"، من خلال المقارنة بين الأوضاع في مصر والدول الأخرى، متجاهلين التحديات الفعلية التي تواجهها البلاد، وكلما نجحت الدولة المصرية في تحقيق إنجازات أو استضافة فعاليات دولية، تزداد محاولات جماعة الإخوان لإطلاق الشائعات والهجمات الإعلامية.

وتابع: هذا النمط يوضح أن استراتيجية الإخوان تعتمد على تشويه الصورة العامة للدولة ومحاولة إضعاف الروح الوطنية لتحقيق مكاسب سياسية، بينما يبدو واضحاً أن هذه المحاولات لا تُلاقي تجاوباً واسعاً بين المصريين، وتظل محاولات التشويه المستمرة جزءاً من المواجهة الدائمة بين الدولة والجماعة التي تسعى لاستعادة نفوذها المعنوي بأي ثمن.

محاولات جماعة الإخوان

وأشار «الشحات» في تصريح لـ«الوطن»، إلى أنه في إطار محاولات جماعة الإخوان المستمرة لخلق حالة من الإحباط والتشكيك في النظام السياسي المصري، تحاول الجماعة تصدير شائعات تهدف إلى زعزعة الثقة في أداء الدولة، وإثارة الشكوك حول كافة الأوضاع، وتستغل الجماعة الأزمات الاقتصادية الراهنة، وتروّج لفكرة أن الأوضاع تتجه وفقًا لمصالح فئوية أو شخصية بعيدة عن المصلحة الوطنية، كما تُصور الوضع على أنه أزمة اقتصادية نابعة من سياسات داخلية، متجاهلة بذلك التداعيات العالمية التي تسببت بها أزمات كبرى، مثل جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، وصولاً إلى حرب غزة، التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد المصري، خاصة فيما يتعلق بالأحوال المعيشية للمواطنين.

وأكد الخبير في الأمن الإقليمي والدولي، أنه رغم التحديات التي تفرضها تلك الظروف، تعمل الدولة على توفير سبل العيش الكريم في بلد يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة، في ظل محيط استراتيجي يعاني من توترات وصراعات عسكرية تفرض أعباء إضافية على مصر، ويضاف إلى ذلك استقبال مصر لملايين من الأشقاء المتأثرين بالأزمات والصراعات الإقليمية، مما يضع ضغطًا على الاقتصاد الوطني والأحوال المعيشية، وعلى الرغم من هذه الضغوط، استطاعت الدولة المصرية احتواء ما يحاك ضدها من الجماعة، إذ يُظهر الشعب المصري وعيًا واضحًا بحجم التحديات والتهديدات الراهنة، ويرفض الدخول في دائرة الإخوان وأفكارهم، ويعكس هذا الرفض الشعبي المتزايد إدراك المصريين للنوايا الخبيثة للجماعة، ما يعزز من اللحمة الوطنية ووحدة الصف في مواجهة أي تهديد قد يواجه الدولة.

مبادئ الوحدة الوطنية

ولفت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول بشكل يائس العودة إلى المشهد، ولكن نواياهم تظل مكشوفة وأداؤهم باهت لا يرقى للتأثير في الوعي المصري، فالشعب يدرك جيدًا هذه المحاولات ويمتلك الخبرات والدروس المستفادة من تجربته السابقة معهم، ما أثبت له بوضوح أن الإخوان لا يهمهم الوطن ولا المصلحة العامة، بل يسعون إلى استغلال أي فرصة لزرع الفتنة والانقسام داخل المجتمع المصري.

واختتم: يهدف الإخوان من وراء محاولاتهم المتكررة إلى خلق فجوة بين الشعب والنظام السياسي، مما يسمح لهم بتعزيز عوامل الفرقة والانقسام لإضعاف المجتمع، سعيًا للعودة إلى الواجهة من جديد، إلا أن هذا المخطط يصطدم بوعي المصريين وارتباطهم الوثيق بمبادئ الوحدة الوطنية وتماسكهم حول قيادتهم السياسية، ما يحبط أي محاولة للتأثير على ولائهم أو زعزعة ثقتهم بالمسار الوطني، ورغم التحديات الراهنة، يظل الشعب المصري متماسكًا ويؤكد بوضوح رفضه لأي محاولات خارجية أو داخلية تهدد أمنه واستقراره، وهذا التماسك المتين والمستمد من حضارة ضاربة في عمق التاريخ يثبت أن الشعب المصري في كل مرة يتحدى العواصف، ويواصل السير في مسيرته نحو مستقبل آمن ومستقر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إطلاق الشائعات جماعة الإخوان محاولات جماعة الإخوان الشعب المصری

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي: “عام المجتمع” يعزز التلاحم والوحدة الوطنية

 

أكد الدكتور عبد الرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير الاقتصادي، أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، تخصيص عام 2025 ليكون “عام المجتمع” تحت شعار “يداً بيد”، يعد خطوة هامة نحو تعزيز التلاحم والوحدة الوطنية تستهدف تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع وتعميق مفهوم التعاون والتضامن بين جميع فئاته.
وأشار الفرحان إلى أن هذه المبادرة تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، لتؤكد أهمية وحدة الشعب الإماراتي في مواجهة هذه التحديات. فمفهوم المجتمع في الإمارات ليس مجرد تجمع للأفراد، بل هو نسيج واحد متكامل يتسم بالوحدة والتضامن بين جميع أطياف الشعب.
وأضاف: “عام المجتمع يعد دعوة لتجسيد هذا المفهوم وتعزيز قيم التعاون والإخاء في جميع المجالات، سواء في البيئة المحلية أو على مستوى الدولة ككل. ويُسلط الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه كل فرد في بناء مجتمع قوي ومتراحم، حيث تُعطى الأولوية للمشاريع والمبادرات التي تعزز الوحدة الوطنية وتعزز روح الانتماء للوطن”.
ونوه بأن المؤسسات الحكومية والخاصة في الإمارات تلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف “عام المجتمع”، من خلال تقديم الدعم للمبادرات المجتمعية والتطوعية التي تساهم في تطوير الأفراد والمجتمعات المحلية. كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعليم والتوعية بالقيم الإنسانية مثل العدالة والمساواة، فضلاً عن توجيه الجهود نحو تسهيل سبل العيش الكريم لجميع أفراد المجتمع.
وذكر الفرحان، أن أحد الأبعاد الرئيسية في “عام المجتمع” يتمثل في تحفيز الأفراد على المشاركة في الأنشطة التطوعية والعمل الجماعي، فالتطوع ليس فقط وسيلة لتحسين حياة الآخرين، بل هو أداة فعالة لبناء مجتمع مترابط وقوي، منوهاً بأنه من خلال التطوع، يمكن للأفراد أن يسهموا في مختلف القضايا الاجتماعية، مثل الصحة والتعليم، ويساهموا في تحسين البيئة المحيطة بهم.
ويركز “عام المجتمع” على تعزيز هذا التنوع واحترام الفروق الثقافية بين أفراد المجتمع، مما يعزز من التعايش السلمي ويشجع على الفهم المتبادل، لتواصل الإمارات مسيرتها في تحقيق التوازن بين الحفاظ على هويتها الثقافية وتعزيز التنوع والاندماج الاجتماعي.
وشدد الفرحان على أن “عام المجتمع” في الإمارات يعد فرصة حقيقية لبناء مجتمع متلاحم ومتضامن، يعكس القيم الإنسانية الرفيعة التي يتبناها الشعب الإماراتي، ويؤكد على أهمية العمل الجماعي والإيمان بأن تحقيق النجاح والرفاهية لا يمكن أن يتم إلا من خلال تضافر الجهود بين جميع أفراد المجتمع.


مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: 30 يونيو كابوس للإخوان.. وإعلامهم أداة لخوض معارك سياسية
  • ضياء رشوان: إعلام الإخوان بلا مهنية.. وفشل في ضرب هيبة الدولة
  • خبير اقتصادي: “عام المجتمع” يعزز التلاحم والوحدة الوطنية
  • خبير: تعزيز دور الحوار الوطني خطوة مهمة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية
  • كيف يواجه القطاع الزراعي المصري التحديات ويعزز من إنتاجيته؟
  • ثروت الخرباوي: هدف الإخوان من توطين أهل غزة في سيناء يتوافق مع أهداف إسرائيل وأمريكا
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية
  • المفتي يثمن الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني ودعم القضية
  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)