تحدِّي حسن داوود الناجح في فرصة لغرام أخير!
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
خطر لي وأنا أقرأ الصفحات الأولى من رواية الكاتب اللبناني حسن داوود "فرصة لغرام أخير" أنه وَضَع نفسه أمام تحدٍ صعب، فلا يوجد بها حدث رئيسي، وكل ما نعرفه أننا في فترة الوباء، حيث تحوَّلت البيوت إلى زنازين، والمستشفيات إلى مقابر، وصار الجو خاملاً وكئيباً وميِّتاً، ولا يوجد سوى ثلاثة أشخاص، يتبادلون الحكي والتلصص، اثنان منهما في البناية الأولى (عزت وتامر)، يراقبان الثالثة (إلسا) في البناية الأخرى، لكني بمواصلة القراءة أدركت لعبة حسن داوود، ومقدرته الفذة على تخليق الأحداث من نقطة الصفر، وأنه نجح في إبقائي مشدوداً ومُستَلباً، أسير معه خطوة بخطوة، صاعداً هابطاً، من تلك الشرفة إلى ذاك الشباك، ومن هذا المدخل، إلى ذلك الباب، متشوِّقاً لمعرفة كيف تنمو العلاقات، وكيف يتخلَّق الغرام على البُعد رويداً رويداً.
الثلاثة يعانون من الفراغ. عزت يعيش بمفرده بعد سفر زوجته وأبنائه وأحفاده إلى أستراليا، وتامر يعاني من حبسة كتابة صارت مزمنة، أما إليسا فتعيش مع حماتها، بعد أن غاب زوجها التاجر في إفريقيا لعدة سنوات بدون حسٍّ أو خبر، وأصبحت لا تعرف إن كان على قيد الحياة أم مات؟
تبدأ ألعاب التلصص من شرفة عزت، إذ يسعى بشكل محموم لأن يتخلص من الضجر القاتل، فيراقب النوافذ والشرفات وعمال الديلفري أثناء مرورهم أسفل في الشارع، حتى غمزت صنارته يوماً ما، وأدرك أن هناك امرأة تتلص عليه بدورها. يختبر عزت مشاعر جديدة، وهو يحاول أن يقبض على نظراتها. وحتى يشعر بالمتعة يشارك معه جاره تامر في كل تفصيلة، لكنه لم يشكَّ أبداً أن ذاك الجار يحقد عليه، أو يسعى لمشاركته الفريسة!
لكن ما يحكيه عزت، حرَّك في تامر، شعوراً ما، يتكشَّف لنا بالتدريج، له علاقة بالنساء، فمنذ أن انفصل عن زوجته، لم يدخل في علاقة أخرى، صحيح أن "دينا" وهي حبيبة أيام الماضي تحاول جرَّه من جديد إلى شباكها إلا أنه يقاوم، فيسأل نفسه: هل يشعر بالرغبة في فريسة عزت، أم يسعى لإيقاظ الكاتب النائم داخله؟!
أما إليسا المرأة الجميلة متوسطة العمر، فتشعر برغبة في التحرر التام، أولاً من فكرة أنها متزوجة، فهذا الزوج إن كان على قيد الحياة لم يحاول الاطمئنان عليها منذ سنوات، وثانياً من رقابة حماتها، فقد صارت عيناً مفتوحة عليها طوال اليوم، وثالثاً من كابوس الإصابة بالفيروس، وقد منعها مثل بقية الجيران من الاستمتاع بالحياة إلا في أضيق الحدود!
ثم نعود إلى عزت الذي يتجرَّأ ويكتب رقم هاتفه على كارتونة ويتركها معلقة في الشرفة، ولدهشته تتصل إليسا، لتبدأ الحياة في الابتسام لكليهما، لكنها وهي تُقبِل عليه ترى المتلصص الآخر (تامر)، وتغضب، إذ أدركت أنها، على ما يبدو، فريسة لرجلين لا رجل واحد، وبذلك كان على عزت أن يفسِّر لها ما يحدث، فاعترف لها بشكل عادي بأنه يحكي كل تفصيلة لهذا الجار!
ثم يخرجنا حسن داوود فجأة من مساحة الأربعين متراً الضيَّقة التي تنحصر فيها الرواية، وهي المسافة بين البنايتين، إلى ناصية الشارع، حيث اتفق الاثنان، عزت وإليسا، على أن يتقابلا في مقهى، ثم يخرجنا إلى فضاء مدينة بيروت الواقعة تحت حصار الوباء، لنعيش معهما مغامرتهما وننسى مثلهما كل شيء يخص زوجته في أستراليا أو زوجها في إفريقيا، لكنهما ما إن يغرقا في العسل، حتى ينفر كلٌ منهما من الآخر بطريقته. عزت لأنه تذكَّر على ما يبدو زوجته، واعترف لفسه بأنه ما زال يفكر فيها كأنثى مشتهاة، أما إلسا فغضبت من طريقته، إذ أشعرها بأنها تتطفَّل على عالمه، وفكرت أنها في أمسِّ الحاجة إلى التراجع خطوة أو خطوتين لتحسب مستقبلهما معاً.
كما همس خاطر لعزت بأن تامر يلحُّ عليه في الاستماع لحكيه عن إلسا، لا لشي إلا أنه واقع في غرامها، فيتَّصل به ويسأله مباشرة إن كان هذا صحيحاً؟ تتبدَّل الأحوال بسرعة. تامر وإليسا يعاقبان عزت بعدم الرد على اتصالاته، ويجرِّبان حظهما في غرام جديد، لكن الأمور لا تسير بهذه البساطة، فكلٌ منهما لديه أسئلة عليه أن يجيب عنها أولاً. كان على تامر أن يستسلم لإلسا، أو يستعيد "دينا" ومعها ينفض الغبار عن حبهما القديم، أما إلسا فكان عليها أن تفكر فيما يمكن أن يحدث بعد أن وصلها المال من زوجها واكتشفت أنه لا يزال حياً يهيم على وجهه في إفريقيا!
لا يقدم حسن داود بيروت كأنها الجنة، لكنها مدينة مخنوقة ومرعوبة، تلفظ الأثيوبيات، كما لفظت "ساماواتي" خادمة إلسا، ويضرب فيها الرجال الأصحاء رجالاً مقعدين، ويتلوث ماء البحر بنفايات الفنادق والشركات والأهالي، ويموت الناس بدون أن يجدوا مَن يسأل عنهم أو يكترث لهم. رواية جميلة لا يكتبها إلا روائي من العيار الثقيل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کان على
إقرأ أيضاً:
"الهوى سلطان" يخطف الأضواء ويحقق إيرادات كبيرة
تصدر فيلم "الهوى سلطان"، بطولة النجمين المصريين منة شلبي وأحمد داوود، شباك التذاكر في مصر، مُحققاً إيرادات كبيرة في أول أيام عرضه بدور السينما، الأربعاء، بلغت 742 ألفاً و529 جنيهاً.
يدور العمل في إطار رومانسي اجتماعي، مُسلطاً الضوء على الحب والصداقة.
ويُشارك في بطولة العمل بجانب منة وداوود، كل من أحمد خالد صالح، وجيهان الشماشرجي، وسوسن بدر، والعمل من تأليف وإخراج هبة يسري.
تدور الأحداث حول شابة وشاب تربطهما علاقة صداقة قوية منذ الطفولة، ويواجهان معًا العديد من المواقف والمشكلات المختلفة مع أصدقائهما وأسرتيهما، لكن تحدث فجأة بعض المتغيرات في علاقتهما، وتتوالى الأحداث.
فيلم "الهوى سلطان"، يُعتبر التعاون السينمائي الثاني لأحمد داوود ومنة شلبي، حيث سبق وتعاونا في فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن".
بدورها، أشادت المخرجة هبة يسري، في تصريحات عبر حسابها بـ "فيس بوك"، بتجربتها مع منة شلبي، وموافقة الأخيرة على التعاون معها، ودعمها خلال العمل رغم الضغوطات التي تعرض لها العمل، وفق قولها.
كما وصفت يسري، أحمد داوود، بأنه "هدية من ربنا" إليها في العمل، مضيفةً: "فهمت ليه الناس كلها بتحب أحمد داوود بالشكل ده عشان هو شخص مؤمن وعنده تسليم لله".
ردود فعل إيجابية على العمل في منصات التواصل الاجتماعي مُنذ الساعات الأولى لعرضه، حيث نشر المخرج يسري نصرالله، صورة لأبطال العمل، عبر صفحته على منصة "فيس بوك"، وأشاد بالسيناريو والإخراج والتمثيل.
وكتب نصرالله: "أخيراً.. فيلم مصري موضوعه الحب، والمشاعر محكية بطريقة مش عيالي وصادقة ومعاصرة، وكمان دمه خفيف".
ووجه نصر الله، التهنئة إلى المُخرجة هبة يسري، ومنة شلبي، وأحمد داود، وأحمد خالد صالح، وجيهان الشماشرجي.
من جانبها، نشرت الفنانة المصرية إنجي المقدم، صورة من العرض الخاص للفيلم، ووصفته بـ "اللذيذ والجميل"، مُقدمة التهنئة عبر حسابها على "انستغرام"، إلى صُناع العمل ونجومه بقولها: "إحساسهم عالي و مرهف".
View this post on InstagramA post shared by Injy El Mokkaddem (@injyelmokkaddem)
وفي منصة "إكس"، تداول معلقون لقطات من العمل وأشادوا به، حيث كتب أحدهم: "الهوى سلطان ده حلو حلاوة، أنا من إمبارح وأنا في حالة سعادة بسبب إني شفت فيلم حلو كده". وكتب آخر: "الفيلم دا جميل، جميل وحقيقي أوي".
الفيلم دا جميل ، جميل و حقيقي اوي ..❤️#الهوى_سلطان #منه_شلبي #احمد_داوود @Menna_Shalaby @odawoodo pic.twitter.com/8NBrczgQ7A
— سلوى (@sushi_hussein) November 7, 2024بهاء سلطان
في سياق متصل حققت أغنية الفيلم الرسمية "أنا من غيرك" للفنان بهاء سلطان نجاحًا للافتاً منذ طرحها قبل أيام، إذ حققت 1.300.000 مشاهدة على موقع الفيديوهات العالمي "يوتيوب". وهي من كلمات منة القيعي، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع نادر حمدي والفيديو كليب من إخراج هبة يسري.