انتقام الناخبين.. كيف أطاح تجاهل الإبادة في غزة بالديمقراطيين بالولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بيتر بينارت، إن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية تجاهلوا غزة فأسقطت حزبهم، وذلك بعد تحقيق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزا تاريخيا على منافسته كامالا هاريس.
وأضاف بينارت في مقال ترجمته "عربي21"، أن الصحافيين حاولوا أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية تقييم الأثر الانتخابي للحرب الإسرائيلية على غزة وركزوا على الناخبين العرب والمسلمين وبخاصة في ميشيغان.
وأشار إلى أن هذا أمر مفهوم، ففي مدينة ديربورن التي تسكنها غالبية عربية أمريكية والتي دعمت جو بايدن في انتخابات 2020، هزم دونالد ترامب، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بنسبة ستة نقاط مئوية.
وشدد بينارت على أن النظر للأمر من خلال منظار الهوية العرقية يتجاوز نقطة أساسية. فقد كان تجويع إسرائيل للفلسطينيين وذبحهم على مدار العام وبتمويل من دافعي الضريبة الأمريكيين والتي نقلت حية على منصات التواصل الاجتماعي، سببا في إشعال شرارة واحدة من أعظم موجات النشاط التقدمي لم ير في جيل كامل.
وقال إن العديد من الأمريكيين الذين تحركوا إلى العمل بسبب تواطؤ حكومتهم في تدمير غزة ليس لديهم أي صلة شخصية بفلسطين أو إسرائيل. ومثلهم كمثل العديد من الأمريكيين الذين احتجوا على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو حرب فيتنام، لم تكن دوافعهم عرقية أو دينية، بل أخلاقية.
ولفت الكاتب إلى أن الغضب كان عارما وشديدا وسط السود الأمريكيين والشبان. ففي هذا الربيع، أقيمت معسكرات تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في أكثر من 100 حرم جامعي. وفي شباط/ فبراير، وصف مجلس أساقفة الكنيسة الأسقفية الميثودية الأفريقية، إحدى أبرز الجماعات السوداء في أمريكا، الحرب في غزة بأنها "إبادة جماعية" وطالب إدارة بايدن-هاريس بالتوقف عن تمويلها.
وفي حزيران/ يونيو، دعت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين إلى وقف شحنات الأسلحة أيضا، حسب المقال.
كما ووجد استطلاع رأي أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" في حزيران/ يونيو أنه في حين أيد معظم الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما مبيعات الأسلحة لإسرائيل، عارضها الناخبون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما بنسبة تزيد عن ثلاثة إلى واحد، وفقا لبينارت.
وبينما فضل 56 بالمئة فقط من الناخبين البيض قطع الأسلحة، كانت النسبة بين الناخبين السود 75 بالمئة. وأضاف بينارت إلى أن الأرقام هذه قبل الانتخابات تفسر ما شهدناه يوم الثلاثاء.
صحيح أن كامالا هاريس هي أصغر سنا من جو بايدن إلا أن استطلاعات الرأي المبكرة، من "سي إن إن" و"واشنطن بوست" و"فوكس نيوز" ووكالة "أسوشيتد برس"، أشارت إلى معاناتها من تراجع حاد بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 29 عاما مقارنة بنتيجة بايدن في عام 2020.
ومع أن هاريس هي سوداء إلا أن شعبيتها بين الناخبين السود كانت أقل من شعبية بايدن، حسب استطلاع لشبكة "سي إن إن" و"واشنطن بوست". وأشار أحد استطلاعات الرأي، من فوكس نيوز ووكالة أسوشيتد برس، إلى أنها كانت بالفعل أسوأ بكثير.
وعلق بينارت قائلا " بالتأكيد أن العديد من الناخبين الشباب والسود كانوا غير راضين عن الاقتصاد. وربما انجذب البعض إلى رسالة ترامب بشأن الهجرة وربما كان البعض الآخر مترددا في التصويت لامرأة". إلا أن هذه الديناميات الواسعة لا تفسر بشكل كامل سوء أداء هاريس، فقد خسرت أرضية أقل كثيرا بين الناخبين البيض والأكبر سنا. وكانت حصتها من الناخبين البيض مساوية لحصتها بين بايدن. أما بين الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، فقد اكتسبت شعبية بالفعل.
وهذا يعيدنا إلى دعم هاريس حرب إسرائيل في غزة.
وعلى الرغم من الأدلة الساحقة على أن أكثر الناخبين تكريسا في الحزب الديمقراطي أرادوا وقف شحنات الأسلحة لإسرائيل، استمرت إدارة بايدن بإرسالها، وحتى بعد أن وسع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب إلى لبنان، حسب المقال.
وقال الكاتب إن هاريس لم تكتف بتبني سياسة بايدن والتمسك بها، بل بذلت أقصى جهد لجعل الناخبين المهتمين بحقوق الفلسطينيين يشعرون بأنه ليس مرحبا بهم في حملتها.
فعندما قاطع ناشطون مناهضون للحرب خطابا لها في آب/أغسطس، قالت هاريس بحدة: "إذا كنت تريد فوز دونالد ترامب، فقل ذلك". وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي، رفضت حملتها نداء من الناشطين للسماح لأمريكي فلسطيني بالتحدث من على المنصة الرئيسية. وقبل أيام قليلة من الانتخابات، قال الرئيس السابق بيل كلينتون الذي أرسلته حملة هاريس لحشد الدعم من ميشيغان إن حماس "أجبرت" إسرائيل على قتل المدنيين الفلسطينيين باستخدامهم كدروع بشرية.
ووفرت كل هذه الأخطاء في الحملة، وفقا للمقال، فرصة لترامب لكي يستغلها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حملة ترامب وجدت أن الناخبين غير الملتزمين في الولايات المتأرجحة لديهم دافعية للتصويت بمعدل ستة مرات مقارنة مع البقية في هذه الولايات وبسبب غزة. وقد استمال ترامب هؤلاء الناخبين وتعهد بمساعدة "الشرق الأوسط للعودة إلى السلام الحقيقي" وهاجم النائبة السابقة ليز تشيني، الجمهورية التي اختارتها السيدة هاريس للحملة معها، ووصفها بأنها "صقر حرب متطرف".
ومثل ريتشارد نيكسون، الذي ناشد الناخبين المناهضين للحرب في عام 1968 بوعد "نهاية مشرفة للحرب في فيتنام"، صور ترامب نفسه، وإن كان كاذبا بأنه مرشح السلام.
وقال بينارت إن المعلقين القريبين من حركة الحقوق الفلسطينية كانوا يخشون سيناريو كهذا.
وفي آب/أغسطس، قال المعلق الفلسطيني الأمريكي يوسف مناير إنه "ما لم تتخذ هاريس بعض الخطوات للانفصال عن سياسة بايدن تجاه إسرائيل، فإن نفس القضية التي ساعدت في إضعاف جو بايدن الضعيف بالفعل مع قاعدته قد تضع عقبات كبيرة في طريقها إلى النصر".
وهذا لم يحدث لأن المتحمسين والحريصين على الحقوق الفلسطينية من النادر ما يحتلون مناصب بارزة في حملات الحزب الديمقراطي وتعامل ساسة الحزب الديمقراطي والناشطين فيه، وعلى مدى عقود من الزمان، مع النضال من أجل الحرية الفلسطينية باعتباره من المحرمات وتعودوا على عزله عن التزامهم بحقوق الإنسان، حتى أنه حتى في خضم ما يسميه علماء بارزون إبادة جماعية، اعتقدت هاريس أنه من الحكمة أن تخوض الحملة مع تشيني بدلا من النائبة رشيدة طليب.
وعلى الرغم من الأدلة الساحقة، لم تتمكن حملتها من رؤية أن استثناء فلسطين لم يعد صالحا للتطبيق على الناخبين التقدميين.
وقال بنيارت، إنه لا يوجد سوى طريق واحد يدفع الديمقراطيين للأمام، مع أنه يتطلب قتالا شرسا داخل الحزب. ولا بد من الديمقراطيين الذين يزعمون احترام المساواة بين البشر والقانون الدولي، البدء في مواءمة سياساتهم بشأن إسرائيل وفلسطين مع هذه المبادئ الأوسع نطاقا.
وشدد الكاتب على أنه في هذا العصر الجديد، حيث أصبح دعم الحرية الفلسطينية يشكل عنصرا أساسيا في ما يعنيه أن تكون تقدميا، فإن الاستثناء الفلسطيني ليس غير أخلاقي فحسب، بل إنه كارثي سياسيا. ولفترة طويلة، كان الفلسطينيون في غزة وخارجها يدفعون ثمن هذا الاستثناء بحياتهم. والآن يدفع الأمريكيون أيضا، وقد يكلفنا ذلك حريتنا، كما يقول.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة ترامب هاريس غزة الاحتلال الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الدیمقراطی بین الناخبین أعمارهم عن فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يلغي تدابير الحماية المخصصة لنجل بايدن وابنته
18 مارس، 2025
بغداد/المسلة: أعلن دونالد ترامب الاثنين إلغاء تدابير الحماية الخاصة بابن جو بادين وابنته بعدما قال إن قرارات العفو التي أصدرها سلفه الديموقراطي في نهاية ولايته بشكل استباقي وشملت نجله أيضا، باطلة.
وبموجب هذا القرار لن يكلف جهاز الأمن السري Secret Service المولج حماية كبار الشخصيات السياسية وعائلاتهم، عناصر لحماية كل من هانتر بايدن البالغ 55 عاما وآشلي بايدن البالغة 43 عاما ابن الرئيس السابق جو بايدن وابنته.
وكتب دونالد ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال” “حظي هانتر بايدن بحماية من جانب جهاز الأمن السري لفترة طويلة من الزمن وقد تكبد ذلك المكلف الأميركي” مشيرا إلى أن 18 شخصا يتولون هذه المهمة التي اعتبرها “سخيفة”.
وأضاف “ستسحب آشلي بايدن التي تحظى ب13 عنصرا أمنيا، من قائمة الشخصيات” التي تتمتع بالحماية.
وقال انتوني غوليلمي الناطق باسم الجهاز في بيان تلقته وكالة فرانس برس “نحن على اطلاع على قرار الرئيس بوقف إجراءات الحماية لهانتر وآشِلي بايدن”.
وأضاف “سيمتثل جهاز سيكريت سيرفيس للقرار ويعمل مع عناصر الحماية والبيت الأبيض للتحقق من ذلك” من دون توضيح عدد العناصر المعنيين راهنا.
وجدد دونالد ترامب في الأيام الأخيرة هجماته على جو بايدن متهما الرئيس الجمهوري السابق البالغ 82 عاما بأنه لم يكن بكامل قواه الذهنية في نهاية ولايته.
وأكد الاثنين أنه سيلاحق خصومه السياسيين بغض النظر عن قرارات العفو التي وقعها سلفه في الأسابيع الأخيرة من ولايته وشملت شخصيات عدة تعتبر غير مؤيدة للرئيس الجمهوري الحالي.
وشملت قرارات العفو هانتر بايدن الذي غالبا ما يستهدفه اليمين المتشدد في الولايات المتحدة وقد ادين في قضيتين منفصلتين بتهمة حيازة سلاح ناري بطريقة غير قانونية وبالاحتيال الضريبي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts