«عُمان» تروي قصة الناجي الوحيد الطفل أحمد الأزبكي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
غزة- مراسل «عُمان» - بهاء طباسي: على رأس شارعهم في حي الشجاعية، كان أحمد الأزبكي، 13 عامًا، يقف مع خاله «هشام»، يتسامران عندما عاجلت ضربة جوية إسرائيلية منازل عدة في الشارع بينها منزلهما، وما إن التفتا خلفهما إلا وشظية تائهة من القصف تجد ضالتها في ركبة الطفل المراهق.
«أحمد. فوق يا أحمد».. صرخ الخال الثلاثيني حاملًا الطفل الفلسطيني على ذراعيه، يهرول ناحية المنزل، قبل أن يستكمل صراخه في الأهالي والفوضى تعم الأرجاء: «إسعاف.
دخل الخال الدار مسرعًا، فوجدها ركامًا فوق ركام، ولا أثر لإنسان ميت أو حي، فأخذ ينبش الأنقاض بيديه العاريتين، والجيران يلاحقونه، حتى أتت سيارات الدفاع المدني، وقدمت طواقم الإنقاذ يد العون، وبعد ربع ساعة من التفتيش بين الأنقاض، انتشلوا الجميع شهداء.
«لا حول ولا قوة إلا بالله».. صاح الخال «هشام» بالحوقلة، والدموع تفر من عينيه كشلال، وتنسكب على الأرض، أملًا في أن تبث الحياة في المدفونين تحتها فيبعثون من جديد.
في الصالة كان جثمان الجدة مغبرًا أزرق بلا أطراف أسفل الأريكة، وعلى بعد خطوات تحت كرسي الصالون كانت جثة أبو أحمد مهترئة كقطعة لحم متفحمة. ويا للحسرة! إخوة أحمد الثلاثة، قد ماتوا أيضًا وهم يلعبون في غرفة الأطفال، صغار في عمر الزهور جُمعت جثثهم أشلاء.
«أي سلاح استخدم الاحتلال مع تلك الأسرة المسالمة؟».. يتساءل الخال، الذي أخذ يضرب كفًا على كف من هول الفاجعة، قبل أن يجري ناحية سيارة الإسعاف، محاولًا حمل أحد أبناء أخته، بينما يمنعه المسعفون، فيواجههم منفعلًا: «لا أستطيع فعل أي شيء.. أريد فقط أن أعرف نتنياهو المجرم أن هذه ليست صواريخ».
سيارة الإسعاف التي نقلت «أحمد» مصابًا في ركبته اليمنى فاقدًا للوعي باتجاه مجمع الشفاء الطبي، هي ذاتها التي نقلت الأسرة الشهيدة. وفي المستشفى استفاق الطفل الفلسطيني على نبأ مكرر للكثيرين من الأطفال الفلسطينيين: «لقد أصبحت يتيمًا في هذه الدنيا يا ولدي».
انهمرت الدموع من عيني «أحمد»، عين تنوح الأسرة التي راحت، والأخرى تبكي من الألم: «يا لوحدتي! فقدت الجميع. أه يا قدمي». يربت الطبيب على كتفه محاولًا تخفيف أوجاعه، بعد أن فشلت المُسكنات: «هون على نفسك يا أحمد، لأجل إصابتك يا حبيبي، نام، ارتاح!».
يدخل «هشام»، ويحتضن ابن أخته بقوة: «أنا جنبك يا أحمد يا ولدي. متخافش!». ينظر الطفل في عيني خاله: «قُل لي إنهم لسه عايشين يا خال، مماتوش صح؟». يستسلم الخال لدموعه مجددًا: «كلهم ماتوا يا أحمد، حصلوا والدتك الشهيدة في عدوان 2014، وأنت الناجي الوحيد. الله يرحمهم جميعًا، سلمها لله يا ابني».
يطلب الطبيب من الخال المغادرة، ويعطي «أحمد» حقنة مهدئة تساعده على النوم، فيفعل «هشام»، قبل أن يخز الطبيب محتويات الحقنة في المحلول، ليغط الطفل في ثبات عميق تتخلله الأحلام تارة والكوابيس تارات.
ومضات من الحياة في البيت السعيد، يظهر فيها «أحمد» يمازح الجدة، مشيرًا إلى قدمه: «شايفة رجلي يا ستي. بضربة واحدة مني أقتل كل جنود الاحتلال»، تتبسم الجدة، قبل أن يخرج الأب من المنزل واجمًا، مع انتفاخ ساق الابن بحجم الصالة، لتتلاشى معها تدريجيًا صور الحياة التي كانت.
يفزع «أحمد» من حجم الورم، ويصرخ مكافحًا الوسادة الملتصقة برأسه كمغناطيس: «اتركوني!»، قبل أن يفتح عينيه بحذر على صورة الطبيب، يتفحص ركبته المنتفخة، وهو يتحدث مع زميل آخر، يبدو من هيئته أنه استشاري متخصص في جراحة العظام، ويخبره: «للأسف، لا يوجد لها علاج هنا، لازم يطلع خارج غزة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قبل أن
إقرأ أيضاً:
بعد تغيبها.. إخلاء سبيل «فتاة الفيوم» وصديقها وتكليف نجدة الطفل بتقرير عن حالتها النفسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت النيابه العامة بالفيوم، منذ قليل قرارًا بإخلاء سبيل"م.ع "طالبة الإعدادية، كانت قد أعلنت أسرتها اختفاءها أثناء قيامها بتصوير مذكرة، بالإضافة إلى إخلاء سبيل" محمد. ي" 19سنه، صديق الفتاه، وقد جاء هذا القرار بعد التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة حول ملابسات القضية.
كما كلفت النيابة العامة نجدة الطفل بعمل تقرير الحالة للنفسيه لها ومتابعتها، والتعهد على والديها بحسن رأيتها، وتأتي هذه الخطوة لضمان سلامتها النفسية ومساعدتها في تجاوز أي مشكلات قد تكون واجهتها خلال الفترة الماضية.
تعود تفاصيل الواقعه عندما
البلدية عندما تلقى اللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، قد تلقي إخطارا من العميد حسن أبو عقرب مأمور قسم أول الفيوم، بورود بلاغ بغياب "م. ع.ع.ز" 14 عاما، طالبة بالصف الثاني الإعدادي، مقيمه بدائرة القسم، حيث خرجت من منزلها بتاريخ 15مارس الجاري بعد الإفطار مدعيه بتصوير أوراق خاصه بالمواد الدراسية، ولم تعود مرة إخرى للمنزل ولم يشتبه في غيابها جنائيًا حيث تبين من الفحص المبدئي خروج الفتاة بصلاة العشاء ومغافلة والديها أثناء أدائها لصلاة التراويح.
حيث تشكل فريق بحث برئاسة الرائد أحمد السوهاجي رئيس مباحث قسم أول وبأشراف اللواء محمد العربي مدير إدارة البحث الجنائي بالفيوم والعميد حسن عبد الغفار رئيس مباحث المديرية والمقدم أحمد الهاين مفتش مباحث القسم وبمتابعة اللواء محمود حمدي مساعد مدير الأمن للامن العام وبالفحص وجمع المعلومات عن الواقعة وبسؤال والدتها ووالدها، تبين نشوب خلاف بينها وبين والدتها قبل تغيبها بيوم بشأن المذاكرة وسحب هاتفها المحمول الخاص بها، وتواصلها هاتفيا من هاتف شقيقتها الكبرى أثناء تلقى وجبة الإفطار قبل الواقعة بيوم وعليها قام رجال المباحث بفحص الرقم عبر التقنيات الحديثه.
وكشفت التحريات التي قادها الرائد أحمد السوهاجي رئيس المباحث وما توصلت إليه التقنيات الحديثه بمتابعة رقم الهاتف التي تواصلت معه بوجود فتاة الإعدادية بشقة في حلوان رفقة شخص يدعى"محمد ي. و"، 19 سنه ومقيم بحلوان ـ القاهرة والذي تعرفت عليه من تطبيق بابجي وتعتبره صديقها، ومع أختلافها مع والدتها بشأن المذاكرة، ما دفعها لترك المنزل لإعتقادها بأنها أسرتها تشكل وسيلة ضغط نفسي عليها، على الرغم من شهادة الجميع بتفوقها الدراسي وحسن خلقها وإلتزامها بدروسها، والتوجه لسالف الذكر والإقامة لديه هربا من الضغط النفسي وكوسيلة عقاب لأسرتها حسب تفكيرها المحدود لصغر سنها.
وجرى استهداف محل تواجد المتغيه وإصطحابها والمذكور لديوان قسم أول الفيوم وبسؤالهما رددا مضمون ما أسفر عنه الفحص، وتحرر عن واقعة الغياب المحضر رقم ١٧٨٧ ادارى لسنة 2025، وعن الضبط تحرر الرقم ٤٦ احوال لسنة 2025 ارفاقا لمحضر الغياب وجار عرضهما على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.