مؤرخون وأدباء: الشخصية المغربية تعكس التنوع والانفتاح الثقافي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات احتفاء الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بالمغرب ضيف شرف، نظم المعرض جلسة حوارية بعنوان «الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث»، استضافت خلالها الباحثة رحمة بورقية، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمؤرخ جامع بيضا، والروائي عبد الإله بن عرفة، وأدار الجلسة الباحث عمر حلي.
تناولت رحمة بورقية في مداخلتها تشكّل الشخصية المغربية كهوية جماعية راسخة تستمد عمقها من تنوع المجتمع وتعدد روافده الثقافية. وأوضحت أن الهوية المغربية تُعبّر عن تفاعل مكونات البلاد عبر التاريخ، مؤكدةً على دور الدستور المغربي في ترسيخ هذا الانصهار الثقافي.
وأشارت إلى أن الثقافة المغربية تتضمن أبعاداً إسلامية متجذرة، مع انفتاح على التنوع الثقافي وقبول الاختلاف، وأن الهوية الوطنية تستمد عناصرها من التاريخ المشترك الذي يعكسه المجتمع المغربي في طقوسه وتقاليده ومعماره وأزيائه ومأكولاته.
وتحدث جامع بيضا عن البُعد التاريخي للشخصية المغربية، موضحاً أن تاريخ المغرب يحتضن العديد من الآثار التي تبرز الأصول العريقة لهذه الهوية، بدءاً من الرسومات الصخرية إلى الحروف الأمازيغية القديمة «تيفيناغ». وأشار إلى أن تفاعل الحضارات، مثل الفينيقية والرومانية والإسلامية، ترك بصماته على الشخصية المغربية التي صيغت عبر قرون من التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ، ما أوجد هوية وطنية وروحاً مشتركة تجمع المغاربة.
أما عبد الإله بن عرفة، فتطرق إلى مفهوم الشخصية في الأدب وعلم النفس، موضحاً أن الشخصية المغربية تتجاوز الأبعاد المحلية إلى الكونية، خاصةً في علاقتها بالآخر وعبر تاريخها الثقافي العريق.
وبيّن بن عرفة أن التاريخ الأدبي العربي يزخر بأعمال وثقت هذه العلاقة، مستشهداً بمخطوط «رسالة انتصار لأهل المغرب» كمثال على أقدم الوثائق التي تُظهر ملامح الشخصية المغربية. أخبار ذات صلة خبراء ومتخصصون: العرب علموا البشرية الببيلوغرافيا إطلاق النسخة الـ12 من جائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب المغرب
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزير البيئة الألماني لبحث سبل التعاون
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع السيد يان نيكلاس جيسنهوس، وزير الدولة للبيئة وحماية الطبيعة والسلامة النووية وحماية المستهلك بألمانيا، والسفير يورجن شولتس، سفير ألمانيا بالقاهرة، والوفد المرافق لهما، وذلك فى ختام مشاركتها في فعاليات المنتدى الحضرى العالمى فى نسخته الـ12 بالقاهرة، حيث بحثا التعاون المشترك في تسريع مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة، والاتفاق العالمي للبلاستيك المنتظر الوصول له في نهاية العام.
وناقشت وزيرة البيئة مع نظيرها الألماني نتائج مؤتمر التنوع البيولوجي بكالي COP16، والتي لم تلبى آمال الدول النامية في التمويل، والحاجة لإصلاح النظام التمويلي العالمي ككل، وذلك رغم رفع طموح الدول بعد الموافقة على الإطار العالمي للتنوع البيولوجي في مونتريال COP15، ورغم مشاركتها في الصندوق الجديد للإطار العالمي للتنوع العالمي الذي أطلقته الصين وطرح الحزمة الأولى لمشروعات للتمويل منه، والتي أظهرت أننا جميعا نتقاسم المسئولية للمضي قدما في أجندة التنوع البيولوجي.
واضافت وزيرة البيئة إنه رغم عدم الوصول إلى التمويل المتوقع للتنوع البيولوجي، إلا أن بعض الدول النامية قد قدمت خططها الوطنية المحدثة للتنوع البيولوجي قبل المؤتمر، ستنتقل إلى مؤتمر المناخ COP29 في باكو، والمسمى بمؤتمر التنفيذ، بآمال في الوصول لهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ.
وشددت دكتورة ياسمين فؤاد على اهمية ضمان وصول الدول للتمويل المتاح لتنفيذ أولوياتها الوطنية، وحاجة بعض الدول النامية لبناء القدرات الوطنية لتعبئة التمويل المطلوب وادارته، مشيرة لمحادثاتها مؤخرا مع ممثل مرفق البيئة العالمية GEF حول ضرورة العمل على اعادة بناء الثقة وضمان وصول الدول للتمويل، مما يتطلب اصلاح نظام المرفق، مع ضرورة توفير تمويل وإصلاحات حقيقية لرفع الطموح في تحقيق الأهداف.
وقد ثمنت وزيرة البيئة خلال لقائها مع نظيرها الألماني التعاون المشترك في مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة ENACT، والتي تعد واحدة من ٣ مبادرات أطلقت في مؤتمر المناخ COP27، وتتميز بكونها تحقق هدف تسعى له مصر منذ ٢٠١٨، عندما أطلقت خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 مبادرة استعادة التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث، حيث قدمت مبادرة ENACT خلال التقرير الأول لها والوثيقة الأخيرة الصادرة خلال مؤتمر كالي COP16، نماذج لتنفيذ حقيقي للربط بين اتفاقيات ريو الثلاث، ونعمل على استكمال جهود المبادرة والتعاون خلال مؤتمر التصحر COP16 بالرياض للحفاظ على الزخم حولها.
واضافت د. ياسمين فؤاد أنها تبحث حاليا مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة تخصيص تمويل أو صندوق للحلول القائمة على الطبيعة لتحقيق الربط بيّن التنوع البيولوجي والأراضي والمناخ، من خلال ربط السياسات والتنفيذ الحقيقي للمجتمعات المهددة، مستندة لما رصده التقرير الأول للمبادرة من حالات حقيقية من مناطق مختلفة في العالم تبرهن على فاعلية هذه الحلول وإمكانية تكرارها والبناء عليها.
واوضحت وزيرة البيئة أن مصر من منطلق دورها القيادي في التعاون متعدد الأطراف تؤمن ان الوقت حان لربط حقيقي بين اتفاقيات ريو الثلاث، وضرورة التركيز على تدهور الأراضي الذي يرتبط باستعادة النظام البيئي ليس فقط من منطلق استخدامات الأراضي وإدارتها ولكن النظام البيئي ككل، والاستفادة من هذا الزخم في مؤتمر التصحر بالرياض COP16 في نهاية العام، لتحقيق تنفيذ فعال لهذا الربط، خاصة مع تأهل العالم لتقبل فكرة التآزر بين الاتفاقيات الثلاث والفرصة الكبيرة التي خلقتها مبادرة ENACT.
كما ناقش الجانبان الموقف الحالي لمفاوضات اتفاق البلاستيك المنتظر، حيث أبدت الوزيرة تطلعها للوصول لاتفاق عالمي للتلوث البلاستيكي، مشيرة إلى إمكانية البدء في الاتفاق بالتركيز على المجالات ذات الأولوية، مثل تعريف البلاستيك والتلوث الخاص به والبوليمرات، ووضع هدف واضح لتدوير البلاستيك.
ومن جانبه، اكد وزير البيئة الألماني أن مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة ENACT كانت من النقاط المضيئة في مؤتمر التنوع COP16 بكالي، مع التقدم المتواصل لها، ونجاحها في الربط بين التخفيف والتكيف، والسعي لتقديم المبادرة نموذجا جيدا في مؤتمر المناخ القادم COP29 بباكو، مشيدا بالخطوات المحققة في الصندوق الجديد لتمويل التنوع البيولوجي، وكيفية تعبئة الموارد لتخطي فجوة التمويل الحالية مع الحاجة لإعادة هيكلة الأدوات التمويلية الحالية.
واضاف ان ألمانيا تسعى لتنفيذ آلية لتسريع الحلول القائمة على الطبيعة بالتعاون مع كولومبيا، يتم خلالها تحديد الفجوات التكنولوجية والتمويلية، وحشد شراكات مع دول أخرى على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي، حيث اشارت وزيرة البيئة المصرية باعتبارها رئيس الدورة الحالية لمجلس أمناء الهيئة الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا)، إلى إمكانية الاستفادة من هذه الآلية في تمويل الحلول القائمة على الطبيعة في ساحل البحر الأحمر الذى من المنتظر إعلانه منطقة خاصة.