لبنان ٢٤:
2024-11-08@15:52:37 GMT

قبلان: التحريض على المقاومة لا يخدم لبنان

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

 وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، واستهلهل:" تأكيدا من الله العزيز الحكيم لحقيقة القوة الأكبر من واقع الأرض وطغيان فراعنتها وطغاتها قال تعالى:(وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ، وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ، إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، قال ذلك بسياق حسمه تعالى لتفاهة وخفّة الظلمة والطغاة الذين يعيشون عقدة القوة والجبروت وفساد الدم وحقد الدوافع على الإنسان وقيمته الوجودية والأخلاقية، فيما الإنسان يعيش وسط أقل من ذرّة فيزيائية في بحر هذا الكون الواسع، والقضية هنا قضية واقع إلهي يقول للخليقة: الأرض أقل من لعبة جبروت وطغيان، وواقع الكون أوسع من إمكانات البشر ونار غرائزهم الشرهة، وصفة الوجود أعمق من مادية الإنسان وقصور حسّه، وبكل مفصل من مفاصل هذا الوجود تجد الله تعالى، وضمن هذا السياق يحسم اللهُ حقيقة الإنتصار على الظلمة والجبابرة والطغاة ويقدّم هذه النتيجة كأمر سهل ومحسوم في عالم السنن وواقع الأعمال الوجودية، ويخلص لنتيجة مفادها أنّ سنن الله حاضرة بمفاصل التاريخ وطبيعة الصراع، كما أن واقع الأرض مفتوح على غوث السماء".



وقال :"وما يجري على الجبهات التي يشعلها طغاة الأرض وتنتهي بانكشاف قوتهم وقصور قدرتهم عن تحقيق أهدافهم دليل قوي على سفاهة مشروعهم وسخافة عقولهم، وهذا يفترض بالمستضعفين أن يعيشوا الحقيقة السماوية والسنن الدنيوية، وأن يتكاتفوا بسياق تأمين الأرضية اللازمة لكسر الطغاة وتحقيق مطالب الإنسان بكل ما تحتاجه صيغته الإجتماعية والوجودية، وأميركا وإسرائيل فيث هذا السياق مظهر من مظاهر هذا الطغيان المجنون الذي لا بد من مواجهته وتمزيق قواه وعراه".

ورأى ان "القضية تكمن بتنظيم القوة العادلة وتأمين شروطها وليس بقوة واشنطن وإسرائيل الجامحة، والخطير بهذه المعادلة الأنظمة والشعوب التي تصر على لعب دور النعجة العمياء في هذا المعسكر الطاغي، والشرق الأوسط خير دليل على ذلك، والقضية هنا أن تكون ممانعا أبيا، معتصما بالله وشريكا في نضال الإنسانية وقضاياها، والخطورة بالفساد السياسي، لأن ذلك يحول أنظمة بكاملها مجرد جيش في معسكر الطغيان العالمي، ويدفع بها لأن تكون طغمة قاتلة بمشروع إبادة أطفال ونساء غزة ولبنان، واللحظة للتاريخ، وواقع الإنسان من واقع هويته الإلهية، ومن يخسر مع الله يخسر كل شيء".

وتابع :" ولبنان قضية أخلاقية وغزة ضمير إنساني، ومحور الصراع الحق والإنسان والأخلاقيات الكيانية والدولية، واليوم لبنان يعيش محنة قتال أخلاقي، وما تقوم به المقاومة قوة سيادية ضامنة ومنطق وطني وأخلاقي قل مثيله، والأصوات المحرضة على المقاومة منحازة بشدة لصالح الآلة الصهيونية وإرهابها، والخصومة السياسية مفهومة إلا أن تصير شراكة مع آلة الحرب الصهيونية، والجبهة الجنوبية لا تحتاج إلى دعم عسكري بل إلى تضامن وطني".
أضاف :" ويجب الإنتباه إلى أن البلد يعيش لحظة تاريخية برمته، والمنطقة تغلي فوق بركان وشيك، والمقاومة تقاتل بوتيرة أكبر وأشد مراسا وتأثيرا، والواقع القتالي كبير وضامن رغم القوة المفرطة التي يندفع بها الإسرائيلي وداعموه، والخشية فقط من الأتاوة السياسية، وللتحذير أقول: منطقة الشرق الأوسط محكومة بتوازنات تاريخية معقدة، وترامب سيعوم فوق هذه التعقيدات ليس أكثر، ووسط هذه الخريطة لبنان قوي بمقاومته ومشروعه الوطني وشعبه الحاضن".
 
واستطرد المفتي قبلان : وللمرة الألف أقول: لا يراهنن أحد على نسف التركيبة السياسية أو الروحية في البلد، والتعويل على تداعيات الحرب خطأ قاتل، ونتيجة الحرب لن تصب بمصلحة تل أبيب، ولبنان كان وسيبقى بلد الشراكة والتضامن الوطني، والدولة مطالبة بإغاثة مواطنيها وتأمين حقوقهم، والتهرب خيانة، والجهات الرسمية ترمي أعباء النزوح على الجمعيات الأهلية والمبادرات الفردية، وإرضاء أي جهة دولية لا يكون على حساب لبنان وسيادته الوطنية، ولبنان ومقاومته وواقعه الوطني قوي جدا وليس بموقع ضعيف، وترك مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية بالمدرج الغربي للمطار تحت الشمس والمطر والقصف الصهيوني يصب بصالح إسرائيل وليس بعون النازحين".

وتابع :" والعرب ستندم على سكوتها عن إبادة غزة، والتاريخ يتغير بشدة، وإسرائيل ربحت الأطلسي وخسرت قدرتها الذاتية، والمقاومة أكدت مجددا أنها أكبر من أكبر مشروع دولي وأهم من أخطر اندفاعة أطلسية، واللحظة الآن للسيادة والوحدة الوطنية والعائلة اللبنانية التي أكدت أنها فوق الزواريب السياسية، ونهاية الحرب ليست بعيدة، وما يجري الآن تحضير مادة التسوية بالنار، وسيادة لبنان محمية بالتضحيات والقدرات الضامنة، وواقع الجبهة الجنوبية يؤكد القيمة السيادية الفعلية للبنان".

ورأى المفتي قبلان "ان التحريض على المقاومة لا يخدم لبنان، والتجربة الحالية للتضامن الأهلي تؤسس لنوع من إلفة وطنية لا سابق لها، ولا مقايضة سياسية، ولا تراجع عن أولويات لبنان، ولا انتقاص وطنيا، ولا سيادة فوق سيادة لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: نحن حاضرون لحرب استنزاف ولن ينتصروا مهما طال الزمن

نوفمبر 6, 2024آخر تحديث: نوفمبر 6, 2024

المستقلة/-شدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على أن أمرين وحيدين يُنهيان الحرب وهما الميدان والجبهة الإسرائيلية الداخلية، موضحاً أن أي تفاوض سيُبنى على أمرين، أولهما وقف إطلاق النار وثانيهما صون السيادة اللبنانية. كما طمأن إلى توفر الإمكانات ووجود عشرات آلاف المقاتلين المستعدين والجاهزين للقتال، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من سيصرخ أولاً وألا مكان في الداخل الإسرائيلي ممنوع من الاستهداف.

وقال قاسم، في كلمة له بمناسبة مرور 40 يوماً على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، بعد ظهر اليوم الأربعاء، أن حزب الله يعمل في كل الميادين والمقاومة أساس متين لنا، معتبراً أن “الشهيد نصرالله حاز على أرفع وسام وهو وسام قائد المقاومة في المنطقة”.

وعدد قاسم في كلمته القادة الذين اغتالتهم إسرائيل في الآونة الأخيرة، معتبراً أن “هؤلاء هم أخوتك وأبناؤك يا نصرالله وأنت على رأسهم علو المقام والدرجات”.

وأوضح أننا “أمام حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان تلت حرب الإسناد التي نشأت بعد طوفان الأقصى، وفلسطين ستنتصر إن نشاء الله، وأحيي كل جبهات المقاومة وعلى رأسهم إيران التي قدمت الكثير في سبيل نصرة فلسطين”. وتابع، “لم يعد مهماً كيف بدأت الحرب وما الذرائع التي سببتها، المهم أننا أمام عدوان إسرائيلي”.

ولفت قاسم، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، “لم يحدد موعداً لنهاية الحرب بل حدد أهدافه التي تتمحور حول تغيير وجه الشرق الأوسط والذي يبدأ بإنهاء وجود حزب الله ثم احتلال لبنان، ولو عن بعد، وأخيراً العمل على خارطة الشرق الأوسط”، مؤكداً أننا “نستعد منذ نهاية حرب تموز لأننا كنا نتوقع هذه النتيجة التي وصلنا إليها وهذه الحرب بالتحديد ولذلك استعدينا”.

وأردف “توقع العدو أن يُتم عملية انهاء حزب الله بعملية (البيجر) واغتيال القيادات وهذا ما يُسهل عليه اجتياح لبنان بنظره. العدو لم يعلم أنه يواجه حزباً ومقاومة تمتلك ثلاثة عوامل قوة أساسية، أولاً المقاومون يحملون عقيدة إسلامية صلبة، وثانياً المقاومون أعاروا جمامهم لالله وهم لا يهابون الموت، وثالثاً الاستعدادات التي هيأناها من قدرات وسلاح وتدريب”.

بالمقابل، تحدث قاسم عن عوامل القوة الإسرائيلية، قائلاً إن “لإسرائيل 3 عوامل قوة أيضاً، أولاً الإبادة وقتل المدنيين والتصرف بوحشية، ثانياً لديها قدرة جوية استثنائية وبالتالي تتحكم بالجو إلى جانب شبكة الاتصالات الخاصة بها والتي هي متعلقة أيضاً بالولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل وتمدها بالمال والسلاح، وثالثاً إحضار 5 فرق على الحدود عديدها 65 ألف جندي، ولاحظنا أن عنصر القوة الذي ينتفع به الإسرائيلي هو الطائرات، في حين أن عُنصري القتل والجيش فهما سلبيين تماماً”.

أما بما يتعلق بالحرب والمواجهات الدائرة على الحدود الجنوبية للبنان، أكد قاسم، أنه “لدينا عشرات الآلاف من المقاتلين والمجاهدين المستعدين للقتال والإمكانات متوفرة وتمدنا لفترة طويلة أما بالنسبة للجبهة الداخلية فإسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا مكان في الداخل الإسرائيلي ممنوع علينا”، مشيراً إلى أننا “سنجعل العدو يسعى لإيقاف الحرب ونحن لا نعوّل على الانتخابات الأميركية ولا على الحراك السياسي العام، بل نعوّل على الميدان فقط وسنجعله يدرك خسارته في الميدان التي ستمنعه من تحقيق أهدافه”.

وشدد الأمين العام لحزب الله، على أن “خيارنا الحصري في الحزب منع الاحتلال من تحقيق أهدافه والخطر غير مقتصر على المقاومة بل على كل لبنان”، سائلاً “إذا كانت المقاومة قوية، أيعني هذا أنها لا تنصاب وتتأذى؟ إمكاناتنا لا تقاس من حيث النسبة وقوتنا بقوة استمرارنا بالرغم من الفوارق بالأرقام العسكرية كما أن قوتنا بقوة المواجهة. ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع والانتصار للمقاومة. وليس في قاموسنا أيضاً إلا استمرار المقاومة ولا يمكن أن نُهزم والحق لنا والأرض لنا والله معنا”.

وسأل ثانيةً، “على ماذا يعتمد نتنياهو في وعده بالنصر المطلق، أعلى إجرامه؟ نحن نسير بسنن الله وهو يسير بسنن الشيطان ونحن”.

أما بما يتعلق بوقف إطلاق النار والمفاوضات المتعلقة بالملف، اعتبر قاسم، أنه “عندما يقرر العدو وقف العدوان، هناك طريقة للتفاوض حددناها سابقاً وهي التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية وعبر شخص رئيس البرلمان نبيه بري”، موضحاً أن “أي تفاوض يُبنى على أمرين، أولهما وقف النار وثانيهما صون السيادة اللبنانية”.

وحول “حادثة البترون”، طالب قاسم الجيش اللبناني بحماية الأملاك البحرية، كما بإصدار بيان يُبين فيه موقفه أولاً، وخلفيات الحادثة ثانياً، وقال “ليسأل الجيش اليونيفيل والألمان عما حدث في تلك الليلة، مبيناً الوقائع للشعب اللبناني”.

وختم قاسم كلمته، بالقول “إن أرادوها حرب استنزافٍ فنحن حاضرون ومستعدون وجاهزون ولن ينتصروا مهما طال الزمن. هذا زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم”.

مقالات مشابهة

  • وقفة مهمة حول الشيعة والمقاومة !
  • كيف يخدم إطالة أمد الحرب والعنصرية المخططات الخارجية؟
  • الإعلام السعودي.. أدوار خبيثة في الحرب على المقاومة في غزة ولبنان
  • لبنان و”حرب الطوفان”.. المفاجآت واردة 
  • وطن الإنسان هنأ ترامب وأمل أن ينعكس انتخابه سلاما على لبنان
  • حرائق في حيفا... ماذا أصابت الصواريخ التي أُطلِقَت من لبنان؟ (فيديو)
  • خامنئي: نصر الله والسنوار منحوا المقاومة عزّة لا مثيل لها
  • نعيم قاسم: نحن حاضرون لحرب استنزاف ولن ينتصروا مهما طال الزمن
  • «حزب الله» يستهدف عدة مستوطنات إسرائيلية.. ومقرًا عسكريًا بطائرة مسيرة