موقع 24:
2025-04-30@14:43:54 GMT

الفيل ملك الساحة

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

الفيل ملك الساحة

عاد الجمهوريون، وبطلهم المتوج لفترة رئاسية ثانية.

للمرة الثانية فقط في تاريخ الولايات المتحدة، يعود رئيس سابق لتولي الرئاسة مجدداً.
الفيل، رمز الحزب الجمهوري، يعود إلى الساحة، بعدما أُبعد أربع سنوات عن البيت الأبيض، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، ليحقق حدثاً لم يتكرر منذ نحو 130 عاماً، وكفى بذلك شهيداً.


السؤال الذي يطرح نفسه، كيف سيتعامل العالم مع الفيل؟
لكل حقبةٍ لاعبيها ومحركيها الذين غيروا مجرى التاريخ، للأحسن أو للأسوأ، والرئيس المنتخب هو رجل أعمال، فهل يعني ذلك بأنه سيتعامل مع الشعوب الأخرى بمبدأ "Let’s make a deal"؟
إذا افترضنا صحة العبارة فقد نرى عقد اتفاقيات دولية كبرى، بعضها ثنائية واتفاقيات أخرى متعددة الأطراف تقودها الولايات المتحدة وتسعى أن تحقق حلم "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
ترامب ينحدر من أصول ألمانية، ولد وتربى في أمريكا بفلسفة الأسرة الألمانية، ومن عاش بقرب الألمان يكتشف في أمثالهم وحِكمهم أنهم يشتركون كشعب في الوصول إلى نفس المعنى، ومن الطبيعي أن يستخدم الألماني أمثاله للتعبير عن اعتقاده وإيمانه في أحاديثه، وكأن المثل يُرشدهم في حياتهم، وأحد الأمثلة الالمانية شائعة الذكر هي "دع ما تصنع يداك يتحدث عنك".
يخشى الكثيرون بأن ترامب سيركز على تصفية حساباته الداخلية، وفي حملته الانتخابية كان يردد بأنه سيُحاسب ويُقيل من ليس جديراً بإنجاز المهمة الموكلة إليه، وكان يركز على أنه خلال فترته الأولى لم تنشب أية حروب، وهو من قرر إرجاع الجنود الأمريكيين من أفغانستان، ولكن الخروج المهين للقوات الأمريكية حدث في عهد الرئيس بايدن.
في حال اعتمدت الأربع سنوات القادمة على مبدأ "Let’s make a deal"، سيكون هناك رابحين كُثر، ولكن الاتفاقيات والصفقات قد تكون انتقائية، أو مشروطة، والسيناريو الأسوأ هو أن يُعاد إحياء فكر "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا".
إذا قبلت الإدارة الجمهورية بفكرة تعدد الأقطاب، فقد تسير الأمور بسهولة. ولكن إذا تصاعدت وتيرة الحرب بين أمريكا والصين، فسيتأثر الجميع بنسب متفاوتة. ولن يكون من المستغرب أن تفرض الولايات المتحدة ضرائب تصل إلى 100% على الصناعات الصينية.
في الصفحة الأولى من استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية التي أعلنها البيت الأبيض في عام 2022، تركز الاستراتيجية بشكل خاص على الصين وتوضح رؤيتها تجاهها، وهي كالتالي:
"بالنسبة للمنافسة على مستقبل العالم، ترى حكومة الولايات المتحدة خطورة التحدي مع الصين، فالصين لديها النية والقدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي ليميل إلى العالمية، من أجل مصالحها".
انتشار الصناعات الصينية وتزايدها مع كل دول العالم قد يعوض خسارة الشركات الصينية من السوق الأمريكي الهائل، والصين تسعى للعالمية ونرى ذلك جلياً من خلال مشاهدتنا للإعلانات التجارية للعلامات الصينية في أكبر وأشهر البطولات العالمية، ليس ذلك فحسب بل تتعمد الشركات الصينية أن تعلن باللغة الصينية في مباريات دوري أبطال الأندية الأوروبية وغيرها، وإن لم تكن تتحدث اللغة الصينية فأنت لست ضمن الجمهور المستهدف أساساً، فعندما يصل جمهورك إلى مليار ونصف يحق لك ما لا يحق لغيرك.
هل من الممكن تصور تفاهم بين أمريكا والصين؟
من يا ترى يستطيع التأثير على الرئيس ترامب ويقنعه بأن هذا السيناريو من الممكن تحقيقه؟
وماذا عن أوروبا؟
يرى البعض بأن أوروبا تعيش هذه الأيام في حالة هلع من السنوات الأربع القادمة، وهناك أصوات أوروبية كثيرة ترى بأن الخلاص سيبدأ بعدما تأتي قيادات سياسية شبيهه بجاك شيراك وأنجيلا ميركل.
اقتصادياً غالبية دول الاتحاد الأوروبي، 28 دولة، ركبت الباص الصيني منذ زمن، والاقتصاد الصيني متداخل ومتشارك مع اقتصادات دول العالم بشكل أوسع بكثير من الاقتصاد الأمريكي، وإذا افترضنا صحة هذا الحديث ماذا تبقى للولايات المتحدة؟
سألتُ ChatGPT: "إذا سأل الرئيس ترامب نفسه (كيف سيتذكرني التاريخ؟)، فكيف ستكون إجابته؟" وقبل أن يرتد إلي طرفي، أجابني أنه من المحتمل أن يؤكد على قيادته وإنجازاته وتأثيره الدائم. وقد يأمل أن يتم تذكره كرئيس تحويلي:
تعزيز الاقتصاد: غالباً ما يؤكد ترامب على الإنجازات الاقتصادية لإدارته، بما في ذلك التخفيضات الضريبية، ورفع القيود، ومعدلات البطالة المنخفضة تاريخياً قبل وباء كوفيد-19.
تحدي المؤسسة السياسية: لقد صاغ نفسه على أنه غريب تولى نخب واشنطن وعمل على الدعوة إلى السياسات الشعبوية وتعطيل المعايير السياسية التقليدية.
استعادة الفخر الأمريكي: كثيراً ما وصف ترامب بشعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، حيث وضع نفسه كبطل للاستثنائية الأمريكية والوطنية، مع التركيز على السيادة الوطنية والقوة العالمية.
اتخذ موقفاً صارماً بشأن الهجرة والقانون والنظام: سعى إلى تأمين الحدود الأمريكية وكان صريحاً في الدعوة إلى سياسات الهجرة الصارمة، والتي كان لها صدى لدى جزء كبير من قاعدته.
إعادة توجيه السياسة الخارجية: أدى نهج ترامب "أمريكا أولاً" إلى إعادة التفاوض على الصفقات التجارية، مثل USMCA، والتركيز على تحدي الصين في التجارة والنفوذ العالمي. وستكون أفعاله المتعلقة بكوريا الشمالية والشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقات أبراهام، نقاط تركيز أيضاً.
استقطاب الأمة: في حين أنه يريد التأكيد على إنجازاته، يعرف ترامب أيضاً أن رئاسته قسمت البلاد بشدة. قد ينظر إلى هذا على أنه علامة على أنه هز الوضع الراهن وواجه مقاومة شديدة بسبب التغييرات التي حاول تحقيقها.
في نهاية المطاف، من المرجح أن يرغب ترامب في أن يتم تذكره كزعيم وضع أمريكا أولاً، ودافع عن قيم اليمين، وغير مجرى التاريخ بطرق لا يمكن إلا لرئيس غير تقليدي تحقيقها. ومن المرجح أن يكون إرثه مزيجاً من الثناء والجدل، حيث يراه مؤيدوه كبطل ومنتقدوه كقوة مدمرة.
بانتظارنا سنوات أربع مليئة بالإثارة.. أصحى تغمض عينك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة على أنه

إقرأ أيضاً:

الحرب التجارية.. المصانع الصينية تُوقف إنتاجها وتبحث عن أسواق جديدة

الاقتصاد نيوز - متابعة

أفادت شبكة "CNBC"، أن المصنّعين الصينيين يُوقفون إنتاجهم مؤقتاً ويتجهون نحو أسواق جديدة مع بدء تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.

كما أن فقدان الطلبات يؤثر سلباً على الوظائف.

صرح كاميرون جونسون، الشريك الأول في شركة تيدال ويف سوليوشنز الاستشارية ومقرها شنغهاي: "أعرف العديد من المصانع التي طلبت من نصف موظفيها العودة إلى منازلهم لبضعة أسابيع، وأوقفت معظم إنتاجها". وأضاف أن مصانع الألعاب، والأدوات الرياضية، والسلع منخفضة التكلفة، هي الأكثر تضرراً في الوقت الحالي.

 

وقال جونسون: "على الرغم من أن هذا الوضع لم يبدأ على نطاق واسع بعد، إلا أنه يحدث في مراكز التصدير الرئيسية في ييوو ودونغقوان، وهناك مخاوف من ازدياد حدته". وأضاف: "هناك أمل في خفض الرسوم الجمركية لاستئناف الطلبات، ولكن في الوقت نفسه، تُسرّح الشركات موظفيها وتُعطّل بعض الإنتاج".

وفقاً لتقديرات غولدمان ساكس، يعمل ما بين 10 ملايين و20 مليون عامل في الصين في شركات التصدير المتجهة إلى الولايات المتحدة. وبلغ العدد الرسمي للعمال في المدن الصينية العام الماضي 473.45 مليون عامل.

وخلال سلسلة من الإعلانات السريعة هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على السلع الصينية بنسبة فاقت 100%، وهو ما ردت عليه الصين بفرض رسوم جمركية متبادلة. وبينما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس أن المحادثات التجارية مع بكين جارية، نفى الجانب الصيني وجود أي مفاوضات جارية.

 

البث المباشر يُجبر اضطراب الأعمال المصدرين الصينيين على تجربة استراتيجيات بيع جديدة.

سارعت شركة وودسوول، وهي شركة لتصنيع الملابس الرياضية مقرها نينغبو، بالقرب من شنغهاي، إلى بيع الملابس عبر الإنترنت في الصين من خلال البث المباشر. بعد إطلاق قناة المبيعات قبل حوالي أسبوع، قالت الشركة إنها تلقت أكثر من 30 طلباً بقيمة إجمالية للبضائع تزيد عن 5000 يوان (690 دولاراً أميركياً).

قال مدير المصنع ومدير العلامة التجارية لشركة وودسوول لي يان، باللغة الماندرينية، وترجمتها شبكة "سي إن بي سي": "تم إلغاء جميع طلباتنا الأميركية".

وأضاف لي أن أكثر من نصف الإنتاج كان يذهب إلى الولايات المتحدة، وستظل بعض الطاقة الإنتاجية معطلة لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى تتمكن الشركة من بناء أسواق جديدة. وأشار إلى أن الشركة تبيع منتجاتها لعملاء في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عاماً.

يُعد مشروع البث المباشر جزءاً من جهود كبرى شركات التكنولوجيا الصينية، بناءً على طلب بكين، لمساعدة المصدرين على إعادة توجيه بضائعهم إلى السوق المحلية.

تبيع شركة Woodswool منتجاتها عبر الإنترنت من خلال Baidu، الذي يتضمن تطبيق محرك البحث الخاص بها أيضاً منصة تجارة إلكترونية للبث المباشر. وقال لي إنه اختار خيار البث المباشر البشري الافتراضي الذي توفره الشركة لأنه سمح له بالبدء بالعمل في غضون أسبوعين، دون الحاجة إلى إنفاق الوقت والمال على تجديد الاستوديو وتوظيف فريق.

وأعلنت Baidu أنها عملت مع ما لا يقل عن عدة مئات من الشركات الصينية لإطلاق قنوات التجارة الإلكترونية المحلية بعد إعلانها هذا الشهر أنها ستقدم إعانات وأدوات ذكاء اصطناعي مجانية - مثل البشر الافتراضيين "Huiboxing" - لمليون شركة. البشر الافتراضيون هم نسخ رقمية مُعاد إنشاؤها من أشخاص يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمحاكاة عروض المبيعات وأتمتة التفاعلات مع العملاء. زعمت الشركة أن عائد الاستثمار كان أعلى من عائد استخدام العنصر البشري.

 

تحديات السوق المحلية كانت شركة التجارة الإلكترونية JD.com من أوائل الشركات التي أعلنت عن دعم مماثل، حيث تعهدت بتقديم 200 مليار يوان (27.22 مليار دولار) لشراء سلع صينية مخصصة للتصدير في الأصل، وإيجاد سبل لبيعها داخل الصين. كما أعلنت شركة توصيل الطعام Meituan أنها ستساعد المصدرين على التوزيع محلياً، دون تحديد مبلغ.

ومع ذلك، فإن مبلغ 27.22 مليار دولار لا يمثل سوى 5% من إجمالي السلع التي صدرتها الصين إلى الولايات المتحدة العام الماضي والبالغة 524.66 مليار دولار.

صرح مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، للصحفيين يوم الجمعة: "أخبرتنا بعض الشركات أن نموذج أعمالها غير قابل للتطبيق في ظل رسوم جمركية بنسبة 125%". كما أشار إلى ازدياد المنافسة بين الشركات الصينية في الأسبوع الماضي.

وقال هارت إنه من المرجح أن تظل الرسوم الجمركية من كلا البلدين سارية عند مستوى معين، مع إعفاءات لبعض الرسوم. هذا بالضبط ما يدعمونه.

قد لا تناسب المنتجات المصممة والمطورة لمستهلك أميركي يعيش في ضواحي المدينة، ساكن شقة صيني، سكان الشقق.

 

النظر خارج الولايات المتحدة أوضحت أن عدداً أقل فأقل من الشركات الصينية يفكر في تحويل صادراتها إلى الولايات المتحدة عبر دول أخرى، نظراً لتزايد التدقيق الأميركي على عمليات إعادة الشحن. وأضافت دودارينوك أن العديد من الشركات تُنوّع إنتاجها إلى الهند عبر جنوب شرق آسيا، بينما تتجه شركات أخرى من الولايات المتحدة إلى أوروبا وأميركا اللاتينية.

وقد قامت بعض الشركات بالفعل ببناء أعمال تجارية على طرق تجارية أخرى من الصين.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي
  • الخارجية الصينية: الولايات المتحدة هي من بدأت حرب التعريفات الجمركية
  • عبث وتزوير للتاريخ.. البرادعي مهاجمًا ترامب بعد طلبه إعفاء سفن أمريكا من رسوم قناة السويس
  • الذهب يهبط مع تراجع توتر أمريكا والصين والدولار يستقر
  • لتفادي تداعيات الحرب التجارية.. شركات صينية تنقل نشاطها إلى أمريكا
  • الحرب التجارية.. المصانع الصينية تُوقف إنتاجها وتبحث عن أسواق جديدة
  • المعدن الأصفر يتراجع مع انحسار التوترات الأمريكية الصينية
  • تحليل.. هكذا تغلب بوتين على عدد كبير من رؤساء أمريكا آخرهم ترامب
  • أمريكا والفوضى القانونية
  • الطائرة المسيرة الصينية الفرط صوتية إم دي-19 تثير مخاوف واشنطن