دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لو كانت جدران دير سوميلا القديم في شرق تركيا قادرة على التحدث، لروت العديد من القصص.

منذ تأسيسه في القرن الرابع الميلادي على يد بعض المسيحيين الأوائل الذين وصلوا إلى ساحل البحر الأسود، شهد هذا المزار تطوّر الإمبراطورية الرومانية وصولًا إلى العصر البيزنطي، وصعود العثمانيين، والنضال من أجل استقلال تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى عقود من التخريب والإهمال.

يقع دير سوميلا في منتزه وادي ألتينديري الوطني، ويبعد ساعة بالسيارة جنوب طرابزون، مدينة المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأسود الشرقي في تركيا.

في عام 2010، شهد الدير أول خدمة صلاة أرثوذكسية منذ 88 عامًا، عندما ترأس رئيس أساقفة القسطنطينية قداس احتفالي لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء مريم. ومنذ ذلك الوقت يحتفى بهذا اليوم سنويًا، في سوميلا.Credit: Mik122/iStockphoto/Getty Images

وما يفوق جاذبية تاريخ سوميلا المضطرب يتمثل بموقعه الذي يبدو وكأنه من صنع الذكاء الاصطناعي أو رسومات الحاسوب أكثر من كونه مكانًا حقيقيًا، حيث يتضمن ساحات، ومكتبة، وأماكن المعيشة، وبرج الجرس، وقنوات مائية، ونبع مقدس محاط بالحجارة يقع على حافة صخرية على ارتفاع 1000 قدم (300 متر) فوق وادي نهر في جبال الألب البنطية.

يزوره كل يوم الآلاف، وبعضهم من الحجّاج الدينيين، حيث يتجول هؤلاء بين اللوحات الجدارية والعمارة المسيحية المبكرة التي تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، على طول مسار مرصوف بالحصى إلى الدير. 

ومن عوامل الجذب الأخرى حقيقة أن سوميلا مدرجة ضمن قائمة اليونسكو المؤقتة للتسمية كموقع للتراث العالمي.

وحاليًا، بعدما أصبح الدير متحفًا حكوميًا لا مجتمعًا دينيًا نشطًا، خضع لسنوات من الترميم الدقيق لجعل الموقع آمنًا للسياحة.

خطر من الأعلى: لحل مشكلة سقوط الصخور، يقول المسؤولون إنه تمت الاستعانة بمتسلقين محترفين لتثبيت شبكة فولاذية على وجه الجرف.Credit: Muhur/iStockphoto/Getty Images

يقول ليفنت أليناك، مدير المتاحف والمواقع التاريخية في مقاطعة طرابزون: "كنا نعاني دومًا من مشكلة الصخور المتساقطة. وبغية الحد من الضرر اللاحق بالهياكل والأذى بالزوار، قمنا بتأمين المنحدر بواسطة متسلقي الجبال المحترفين". 

وكشفت أعمال الترميم الجارية عن كنوز غير متوقعة مثل: نفق سري يؤدي إلى كنيسة لم يتم اكتشافها من قبل ربما كانت تستخدم كنقطة مراقبة للدفاع عن الدير. وداخل الكنيسة الصغيرة، وجد علماء الآثار لوحات جدارية درامية تصور الجنة، والجحيم، والحياة، والموت.

مفاجآت خفية: أثناء أعمال الترميم، تم العثور على نفق سرّي يؤدي إلى كنيسة لم يتم اكتشافها من قبل، تحتوي على لوحات جدارية درامية تصوّر الجنة والجحيم.Credit: Ali Balikci/Anadolu Agency/Getty Images ترميم اللوحات الجدارية كنيسة الصخرة في سوميلا، التي بنيت في جانب الجرف، تحتوي أيضًا على تصاميم داخلية مزخرفة بلوحات جدارية .Credit: Rainer Hacken/dpa/picture alliance/Sipa USA

تجري عملية تجديد اللوحات الجدارية على قدم وساق. وقد يستلزم إنجاز هذا المشروع سنوات عدة من العمل الدقيق والمكثّف من قبل خبراء ترميم الأعمال الفنية. وخلال موسم الصيف، عندما يكون الجو جافًا بدرجة كافية للقيام بهذه المهمة الدقيقة، يمكن للزوّار إلقاء نظرة عن قرب على المُرمّمين وهم يزيلون كتابات الغرافيتي وغيرها من الأضرار التي لحقت بالدير بعدما أصبح غير مأهول وغير محمي، بين عشرينيات وستينيات القرن العشرين.

وقال المرمم سينول أكتاش خلال استراحة من عمله على لوحة جدارية تعود إلى القرن الثامن عشر تصور العذراء مريم تتحدث مع ملاك على واجهة كنيسة الصخرة الرائعة في سوميلا: "لم يكن هناك سيطرة كافية هنا لسنوات عديدة، وشهد الموقع الكثير من التخريب. كتب الناس أسماءهم وأشياء أخرى على اللوحات الجدارية التي نحاول إزالتها من خلال الطلاء فوق كتابات الغرافيتي بأسلوب وألوان مماثلة لما استخدمه الفنانون الأصليون".

رسمان كبيران للسيد المسيح والسيدة العذراء مريم ينظران من سقف كنيسة الصخرة.Credit: esatokyay/iStockphoto/Getty Images

رغم أن اللوحات الجدارية الخارجية قد تكون مبهرة، إلا أنها تبدو باهتة مقارنة بالصور الأقدم الموجودة بالداخل. فخلف واجهتها، تختفي الكنيسة داخل كهف كبير مليء بصور نابضة بالحياة رُسمت في القرن الثالث عشر. 

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: آثار الحج رحلات Getty Images

إقرأ أيضاً:

كنيسة مار كوركيس في برطلة بالعراق تستذكر آلام يسوع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بحضور رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، المطران مار بندكتوس يونان حنو، راعي الأبرشية الجزيل الاحترام، استذكرت كنيسة مار كوركيس في برطلي بالعراق عصر اليوم الجمعة، آلا المسيح، حيث أقامت رتبة درب الصليب، التي ترأسها الأب الدكتور الخوأسقف بهنام بينوكا، يعاونه عدد من الشمامسة، وبحضور جمع غفير من المؤمنين.

كل يوم جمعة خلال فترة الصوم الكبير، تقام رياضة درب الصليب في الكنيسة، وتهدف هذه المناسبة إلى مرافقة يسوع في طريق آلامه، عبر وقفات وتأملات مستنبطة من الإنجيل المقدس، في جو من العبادة والتضرع.

مقالات مشابهة

  • قاتل قديم يظهر في أمريكا مجدداً ويصيب العشرات
  • البيئة: فيديو إلقاء مخلفات الفنادق العائمة بالأقصر في النيل قديم
  • إعلامية كويتية تتهم “إش إش” بسرقة قصة فيلم قديم لشريهان
  • البابا كيرلس السادس سجل لحظات من زيارته على أحد جدران الدير
  • اليوم.. محاكمه متهم بحرق كنيسة كفر حكيم
  • بقي لساعات.. رجل يتسلق برج بيغ بن الشهير في لندن حاملاً العلم الفلسطيني
  • رجل دين بارز يتلقى رسائل تهديد بالتصفية ومؤيدوه بالبصرة يلتفون حوله
  • توضيح من شرطة المرور حول تفاصيل قضية اللوحات المعدنية 1 / 1 أجرة
  • تيزي وزو.. قتيل وجريح في انقلاب سيارة وسقوطها في منحدر
  • كنيسة مار كوركيس في برطلة بالعراق تستذكر آلام يسوع