جمعة: بعض العلماء جعلوا الجهاد في سبيل الله ركنًا سادسًا
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، لمنا رسول الله ﷺ في حياتنا وطريقنا إلى الله سبحانه الجهاد، وجعل منه جهاد النفس، وجعل منه قتال العدو، والدفاع عن حوذة المسلمين، وعن أرضهم، وعرضهم، ومالهم، وجعل منه ﷺ جهاد الكلمة، وجعل منه الحج، وجعل منه أصنافًا متنوعة تظهر في سيرته ﷺ، وفي ثنايا كلامه.
وتابع جمعة أن بعض العلماء من أهل السنة والجماعة عَدَّ، الجهاد في سبيل الله ركنًا سادسًا، فإن الإسلام قد بني على خمس، بلا خلاف، لكن الجهاد يسري في تلك الخمس، سريان الماء في الورد؛ ولذلك أظهروه وأبرزوه ركنًا سادسًا للإسلام، وهذا هو الحق، فإن الجهاد بذلك المفهوم الواسع الذي أتانا به رسول الله ﷺ، هو الذي يجعلنا أمة متحدة تقوم بواجبها الشرعي الذي أمرنا الله به من أمر بمعروف ونهي عن المنكر، وهداية للناس، ومقاومة للنفس والشهوات، مع الدفع للعدو الطاغي، تجعلنا أمة باقية، وبدون هذا الجهاد لا تستقيم للأمة، لا يستقيم للأمة حال، وبدون هذا الجهاد نَضِيع، كما ضاعت أمم، وَنُبَاد كما أُبِيدت أمم.
وأضاف جمعة أن عباد الله، رسول الله ﷺ يبشرنا فيقول: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَنْ نازعهم إلى يوم القيامة». وفي رواية: «مَنْ خالفهم إلى يوم القيامة»، فالأمة باقية، والنصرة قادمة، ولا محالة، اعتقد في ذلك معتقدون، أو كفر بهذا كافرون، لكن هذه أمة منصورة، مؤيدة من عند الله سبحانه وتعالى، هذه الأمة كانت تحت العدوان والطغيانِ ولم تعتدِ على أحد، عندما دخل المسلمون البلاد، فملئوها نورًا من الأندلس إلى الصين، لم يحملوا خيرات البلاد إلى بلدهم الحجاز، حتى تصير حدائق غناء، بل ظل الحجاز أفقر بلاد الله، حتى مَنَّ الله عليهم بهذا النفط، الذي جعلهم من أغنى بلاد الله، بعد صبر طال.
وانتهى جمعة إلى أن المسلمون لم يسترقوا الشعوب، ولم يُكْرِهُوا أحدًا على الدخول في دينهم، وطبقوا معهم: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ ، ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾.
دخلوا فلم يهدموا معابد الناس، لم يهدموا مقدساتهم، عندما دخل الإسكندر الأكبر القدس الشريف، نصحه أرسطو بألَّا يهدم مقدسًا، فترك معابده، وسار متوجهًا إلى الشرق، العقلاء، الحكماء، في كل أمة عاقلة، أو حكيمة، يرون هذا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة الله علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الجهاد رسول الله
إقرأ أيضاً:
احذر هذا الفعل يجعل وجهك مظلمًا .. علي جمعة يوضحه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله يبغض الظلام والظلمات، وينزه المؤمن عن الظلمات. ومن أجل ذلك، حرم الله الكذب؛ لأن الكذب يظلم الحقيقة ويؤدي إلى الضلال. كما حرم الله شهادة الزور والبهتان والفساد في الأرض.
وأضاف جمعة في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: إن الله عز وجل حرم علينا الظلم؛ لأنه تغيير للحقائق. وقال النبي ﷺ: «الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه البخاري]. فترى الظالم مظلم الوجه، مظلم الرأي، وتراه يتسبب في ظلام وغياب للحق والنور. ولذا يعاقبه الله يوم القيامة بجنس عمله، فيرى ظلمه ظلمات يوم القيامة.
لذا فإن من أعرض عن الله واتبع سبيل الشيطان، وكذب وظلم وأفسد في الأرض، يسلبه الله النور ويجعله في ظلمات بعضها فوق بعض. قال تعالى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور: 40].
فالمؤمن يحتاج إلى النور في قلبه وروحه وعقله؛ ليدرك الحقيقة على ما هي عليه، ويتلذذ بذلك النور الذي يزهو ويتلألأ بذكر الله، فتطمئن به القلوب. فهو يريد أن يغرق في بحار الأنوار، ولا يحب أن يتوه في الظلمات. ولذا أنزل الله الكتاب، قال تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ﴾ [إبراهيم: 1]. فكانت علة إنزال الكتاب إخراج الناس من دائرة الظلمات إلى دائرة النور.