تحسين أوضاع العاملين في المقابر.. رؤية جديدة نحو التكامل الاجتماعي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
يعمل عدد من الأشخاص في أعمال دفن الموتى في ربوع مصر المحروسة، وهولاء يتحصلون على أجور قليلة من أهل الموتى عند دفن موتاهم، ويعانون من ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية، كونهم محرومون من أي غطاء تأمين سواء اجتماعي أو صحي.
يطلق على من يقوم بدفن الموتى أو الجثث بـ«التُربي» وهو الذي يقوم باعداد بالمقابر سواء صغيرة المساحة الجبانة» أو كبيرة المساحة «الأحواش»، أو من يقومون بإعداد مقابر اللحد التي يتم دفن الجثث فيها تحت الأرض، وتبدأ أعمالهم بالحفر وتجهيز المقبرة لاستقبال جثث الموتى وفك الأكفان؛ انتهاءً بأعمال التغطية والغلق.
والدفن باللحد عبارة عن حفرة يتم حفرها تحت الأرض، أو في أحد جوانب القبر تجاه القبلة، ويتم وضع الميت فيها على جنبه الأيمن وبعد ذلك يتم التغطية بالطوب اللبن أو بالرمال.
وبين هذا وذاك من أعمال الدفن، يقول ماهر سلامة، إنه يعمل في مهنة تكفين ودفن الموتى لأكثر من 35 عاما، وأنه ورث المهنة من والده رحمه الله، ويقوم حاليًا بتعليم أحد أبناؤه ليرثها هو الآخر منه، كون أن هذه المهنه عطية ومنحة من الله، ويأخذ الثواب والأجر الرباني بعد الانتهاء من عمله، وأنهم يعملون في مهنة تتماشى مع مقولة «إكرام الميت دفنه».
وأشار سلامة إلى أنهم يواجهون صعوبات في عملهم عند دفن الموتى، سواء في درجات الحرارة العالية في فصل الصيف أو في أجواء الباردة جدًا في فصل الشتاء، فضلًا عن تعرضهم لأمراض عضوية في العظام والعمود الفقري والرقبة من أعمال الحفر وحملهم الجثث ذات الأوزان الكبيرة لحظة دخول القبر، وأمراض نفسية تنتابهم من أهوال هذه المهنة، لافتا إلى أنه يعمل في مقابر المشهد الحسيني التابع لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، والممتد على مساحة تزيد عن 35 فدان.
وأوضح محمد جلال، أن مقابر المشهد الحسيني من أكبر المقابر الموجودة في محافظة الشرقية ومحافظات شرق الدلتا، كونها تضم أكثر من 50 ألف مقبرة في مكان واحد، يقوم عليهم عدد لا يتعد 5 أشخاص فقط هم «التُربية» الذين يقومون بأعمال الحفر ودفن الموتى، مؤكدًا بأنهم بدون عمل رسمي، وأنهم افنوا حياتهم في هذه المهنة والتي يتحصلون منها على أموال قليلة من أهالي الموتى؛ رغم الظروف الحياتية الصعبة التي يواجهونها جراء عملهم هذا؛ من مشقة في العمل وإجراءات قانونية تتحتم عليهم الحصول على تصاريح الدفن قبل البدء في أعمال دفن أي ميت، واستخراج الجثث خلال فترة التحلل بمعرفة مسؤولي النيابة العامة ورجال القانون، فضلاً عن أمانة «حراسة الجثث» من أي إختراق أو تعدي من اللصوص، أو زوار الليل من أصحاب السوابق ومدمني المخدرات.
وقدم المهندس محمد المصري الخبير بالشؤون المحلية عضو مجلس محلي سابق بالشرقية؛ اقتراحًا بضم هولاء العمال المتخصصين في دفن وتكفين الموتى على وظائف حكومية ثابتة، كونهم يمثلون الحكومة في عملهم، كما هو الحال في وظائف العمد وشيخ البلد، وصرف رواتب شهرية لهم، بحيث لا يتركون للتسول أو وقوفهم بشكل غير لائق أمام أهل الميت كما يحدث في الوقت الحالي.
وقدم المصري عبر مؤسسة الوفد الإعلامية؛ اقتراحًا بخصم «قطع» جنيهان شهريًا من راتب كل مواطن له دخل يعمل في القطاع العام أو الخاص أو العمل الحر، لتوفير دخل ثابت لهولاء العمال، وتوفير وسائل أمان مناسبة من الجهات المعنية والأمنية بالمشاركة مع جهاز الخدمة بالمقابر، من غرفة بالمقابر تضم تليفون أرضي، ومغسلة، تكون متاحة طوال الـ 24 ساعة خدمة تحت الطلب، وتجميل المنظر العام للمقابر حتى يظهر بمظهر لائق.
وضم اقتراح المصري؛ دفع المواطنين الراغبين في أعمال الترميم وهدم المقابر رسوم هندسية محددة، بحيث لا يتم أعمال الإحلال والتجديد بالمقابر إلا بموافقة الجهات المسئولية من رئاسة الحي أو القرية أو المركز التابع لها للمقابر الإدارة الهندسية، مع توفير سيارة «نقل الموتى» تتبع وزارة الصحة ولا تعمل إلا لهذا الغرض وهو نقل الميت من مكان لآخر بدون مقابل.
ونوه إلى أن اقتراحه يتطلب تشريع أو قانون بخصم ٢ جنيه شهريا من كل موظف أو أي شخص له دخل رسمي، حتى يعود هذه المبالغ على المواطنين بعد مفارقتهم الحياه، ويخفف العبء عن كاهل ذويهم، وفي ذات الوقت سوف يعود على الدولة بمبالغ تتعدى المائة مليون جنية تقريبًا شهريًا، تقوم الدولة بصرفها على أعمال إكرام الموتى بشكل عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بالطوب اللبن اجتماعية واقتصادية درجات الحرارة بدون مقابل مخدرات محافظة الشرقية وزارة الصحة المخدرات شرق الدلتا محافظات العمود الفقري مؤسسة الوفد القطاع العام مصر المحروسة القبلة رجال القانون الحرارة العالية المشهد الحسيني بلبيس دفن الموتى دفن الموتى
إقرأ أيضاً:
وكيل اتحاد الصناعات: المعرض يعزز التكامل الصناعي ويحد من الاستيراد
أكد المهندس محمود سليمان، وكيل اتحاد الصناعات المصرية، أن معرض تعميق التصنيع المحلي يمثل فرصة ذهبية لتحقيق التكامل الصناعي بين الشركات المصرية، حيث يتيح للمصنعين التعرف على مستلزمات الإنتاج التي يمكن تصنيعها محليًا بدلًا من استيرادها، مما يساهم في تقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الصناعة الوطنية.
وأضاف سليمان خلال افتتاحه للمعرض اليوم السبت أن هذه الفعالية تتماشى مع توجهات الدولة نحو توطين الصناعة وتعزيز الاعتماد على المنتج المحلي، وهو ما يدعم الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تقليل الضغط على العملة الأجنبية الناتج عن الاستيراد.
وأوضح أن المعرض لا يقتصر فقط على عرض المنتجات، بل يعد منصة للتواصل المباشر بين المصنعين والموردين والمستثمرين، مما يخلق فرصًا جديدة لعقد شراكات استراتيجية تساعد في تطوير القطاع الصناعي المصري.
سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 1 فبراير 2025رئيس غرفة دمياط: معارض متخصصة والتوسع في "أهلا رمضان واليوم الواحد"وأشار وكيل اتحاد الصناعات إلى أن النسخة الثانية من المعرض تشهد زيادة ملحوظة في عدد العارضين مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس ثقة المصنعين في قدرة المعرض على تحقيق نتائج فعلية، لافتًا إلى أن التفاعل الكبير من الزوار يعكس مدى اهتمام الشركات بتعميق التصنيع المحلي والاستفادة من الفرص المتاحة داخل السوق المصري.
وشدد سليمان على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه المعارض سنويًا، نظرًا لدورها الحيوي في ربط المصنعين بعضهم ببعض، وتشجيع نقل التكنولوجيا، ودعم تنافسية الصناعة المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، مما يسهم في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة.
وأشاد بالدور الذي تلعبه غرفة الصناعات الهندسية في تنظيم الحدث ودعم المصنعين، مشيرًا إلى أن الغرفة توفر بيئة محفزة للنمو الصناعي والتكامل بين مختلف القطاعات الهندسية، وهو ما يسهم في تحقيق رؤية الدولة لتوطين الصناعة وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.