اقتصاد العراق في عهد ترامب: مخاوف من العقوبات وأمل بنهاية التقلبات
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
8 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق الدولية التغيرات الاقتصادية الكبرى مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتباين التصريحات حول تأثير ذلك على الاقتصاد العراقي. ومن ناحية، يحذر خبراء اقتصاديون من تبعات سياسة التقشف التي قد تفرضها الولايات المتحدة على العراق في إطار استراتيجيتها تجاه إيران، بينما يُستبعد آخرون فرض عقوبات مباشرة على العراق.
السياسة الأميركية والتقشف في العراق
و في تصريحات مثيرة للقلق، دعا الخبير الاقتصادي عدي العلوي العراقيين إلى الاستعداد لربط أحزمة التقشف في حال استمرار السياسات الأميركية الجديدة. العلوي شدد على أن الضغط الاقتصادي على إيران قد يدفع الولايات المتحدة لاستخدام أدواتها، ومن بينها البنك المركزي العراقي، في فرض قيود اقتصادية تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد العراقي. هذا التوقع يأتي في وقت يعاني فيه العراق من تبعات الأزمة المالية وضعف تنوع اقتصاده، ما يجعله أكثر عرضة لتأثيرات مثل هذه السياسات.
تفاؤل بحلول بديلة في حال فرض العقوبات
من جهة أخرى، يبدي الصحفي الاقتصادي سلام زيدان تفاؤله بشأن الوضع الاقتصادي العراقي، حيث استبعد فرض عقوبات جديدة على العراق، موضحًا أن واشنطن ستتبع آلية جديدة للتحويلات المالية مع بداية العام المقبل، ما سيعفي العراق من العقوبات في القطاعات النفطية. وفقًا لزيدان، فإن إلغاء المنصة الإلكترونية واعتماد البنوك المراسلة الأميركية قد يسهم في تجنب أي تأثيرات اقتصادية سلبية على العراق في المدى القريب.
الرؤية الاقتصادية لترامب
أما بالنسبة للتوقعات الخاصة بتأثير سياسة ترامب الاقتصادية، فيرى المتخصص في الشأن الاقتصادي علاء الفهد أن وجود ترامب قد يعزز من حالة التوقعات المتباينة حول الوضع الاقتصادي، لا سيما في ما يتعلق بأسعار الفائدة وقيمة الدولار. الفهد أكد أن النفط يظل محكومًا بسياسات منظمة أوبك وأوبك بلس، وأن التغيرات التي قد تحدث في أسعار النفط ستكون أقل تأثرًا بتغييرات سياسية فردية.
استقرار في أسعار الطاقة؟
فيما يخص قطاع الطاقة، يبدو أن الخبير كوفند شيرواني يميل إلى التفاؤل، حيث توقع أن تشهد أسعار الطاقة استقرارًا في ظل إدارة ترامب. شيرواني أشار إلى أن تركيز ترامب على حل النزاعات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا، قد يساهم في انخفاض التوترات في أسواق الطاقة. هذا الاستقرار المحتمل قد ينعكس إيجابًا على الأسعار ويقلل من التقلبات التي قد تؤثر على العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.
ويبقى تأثير وصول ترامب على الاقتصاد العراقي معقدًا ويعتمد بشكل كبير على كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك سياسة الطاقة والعلاقات مع إيران. في حين أن بعض الخبراء يرون أن العراق قد يتجنب عقوبات اقتصادية مباشرة، يتوقع آخرون أن العراق قد يواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة نتيجة لتأثيرات السياسة الأميركية على المنطقة.
و مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التكهنات حول تأثير سياساته الاقتصادية على العراق.
وفي ظل تحركات الولايات المتحدة للضغط على إيران، قد يواجه العراق تداعيات اقتصادية تتمثل في فرض قيود على البنك المركزي العراقي، ما قد ينعكس على الاقتصاد المحلي.
رغم ذلك، يستبعد بعض الخبراء فرض عقوبات مباشرة على العراق، مشيرين إلى تغييرات محتملة في آليات التحويل المالي مع بداية العام المقبل.
وفي قطاع الطاقة، يتوقع آخرون استقرارًا في الأسعار نتيجة لتوجهات ترامب لتهدئة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.
ويظل الموقف العراقي بين التفاؤل والقلق، مع ترقب لما ستؤول إليه السياسات الأميركية في المرحلة القادمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة على الاقتصاد على العراق
إقرأ أيضاً:
محادثات نفطية تحت الضغوط بين بغداد وأربيل.. دفع المستحقات أو العقوبات
5 مارس، 2025
بغداد/المسلة :
تأجلت المحادثات بين حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة النفط العراقية بشأن استئناف صادرات النفط إلى تركيا، بعدما فشلت المحادثات الأولية في التوصل إلى اتفاق بشأن بعض النقاط الجوهرية المتعلقة بالمدفوعات المستحقة لشركات النفط العاملة في الإقليم.
وكان من المقرر عقد الاجتماع يوم الثلاثاء، إلا أن الخلافات قد أدت إلى تأجيله إلى الخميس المقبل. النقاط المثارة تشمل كيفية دفع المستحقات المتأخرة من قبل الحكومة العراقية لشركات النفط الأجنبية التي تعمل في الإقليم، الأمر الذي لا يزال غير محسوم، كما أفادت “رويترز”.
في هذه الأثناء، جاءت دعوة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني لاستئناف صادرات النفط من كردستان بعد التصريحات الأخيرة لوزير النفط العراقي حيان عبد الغني التي أكدت قرب استئناف الخط الأنبوبي بين العراق وتركيا بعد إغلاق دام نحو عامين. بينما أشار اتحاد صناعة النفط في كردستان إلى أن الشركات الأعضاء فيه والتي تمثل 60% من إنتاج الإقليم لم تتلقَ أي توضيح رسمي بخصوص اتفاقيات الدفع المستقبلية أو المستحقات السابقة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
في سياق متصل، أفاد تقرير نشره موقع “أويل برايس” الأميركي أن المكالمة الأخيرة بين رئيس الحكومة العراقية ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تناولت قضية صادرات النفط من كردستان وضرورة دفع مستحقات الشركات الأميركية التي تعمل في العراق. التقرير ذكر أن روبيو طالب من بغداد الالتزام بعدد من الإجراءات التي تشمل استئناف صادرات النفط من كردستان إلى تركيا، والتوقف عن استيراد الطاقة من إيران، بالإضافة إلى سداد مستحقات الشركات الأميركية. كما أوضح التقرير أن واشنطن قدمت وعداً بزيادة الاستثمارات الأمريكية في العراق في حال تم الوفاء بتلك الشروط.
المحادثة بين السوداني وروبيو كانت بمثابة إعلان واضح بأن الولايات المتحدة تسعى إلى منع استمرار التدخلات الإيرانية في الطاقة العراقية عبر استيراد الغاز والكهرباء من إيران. ويأتي هذا في وقت حساس للعراق الذي شهد توترات متزايدة بسبب الخلافات الداخلية حول إدارة قطاع النفط، خصوصاً بعد فرض الحظر على صادرات كردستان إلى تركيا في مارس 2023، عقب حكم من غرفة التجارة الدولية يلزم أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار كتعويض.
على الرغم من تأكيدات الحكومة العراقية بأن الجهود لاستئناف الصادرات مستمرة، فإن المواقف المتباينة بين بغداد وأربيل، فضلاً عن الضغوط الدولية التي تُمارَس على العراق، تشير إلى أن الطريق نحو تسوية النزاع النفطي بين الجانبين لن يكون سهلاً. كما أكدت مصادر أميركية أن أي تقدم في هذا الملف يعتمد على التزام بغداد بتحقيق الشروط المطلوبة، لا سيما فيما يتعلق بتوقف العراق عن الاعتماد على إيران في تزويدها بالطاقة.
في الوقت نفسه، يزداد القلق داخل العراق من التدخلات الخارجية، خاصة بعد تصريحات مختار الموسوي عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي، الذي اعتبر التدخل الأميركي في شؤون العراق الداخلية مسألة غير مقبولة. ورغم هذا الموقف، فإن التحليل السياسي يوضح أن العراق في وضع معقد، حيث يسعى للحفاظ على علاقاته مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، مع استمرار الاعتماد على بعض الحلفاء الإقليميين مثل إيران وروسيا.
إلى جانب ذلك، تبرز الاستثمارات الأجنبية باعتبارها أحد محاور التنافس الدولي في العراق. وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة تأمل في الاستفادة من إعادة فتح خطوط الأنابيب النفطية كمنصة لإعادة التأكيد على نفوذها في المنطقة. ويعتبر تطوير حقول النفط في كركوك عبر شركة “بي بي” البريطانية مثالاً على هذا التعاون الاستثماري المتوقع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts