مترجمون: جائزة «ترجمان» أزالت الحواجز الثقافية بين الشرق والغرب
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من المترجمين الدور الحيوي للجوائز المخصصة للترجمة في تعزيز التفاهم المتبادل ونقل الأدب العربي إلى جمهور أوسع، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الترجمة وجوائزها – ندوة جائزة ترجمان» عُقدت في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، واستعرضوا خلالها عدة محاور أساسية شملت تأثير الجوائز في تكريم جهود المترجمين، ودورها في زيادة عدد الكتب المترجمة، وتحديات الترجمة الأدبية من وإلى العربية.
استضافت الجلسة كلّاً من الدكتورة إيزابيلا كامرا دافليتو، مترجمة أكاديمية إيطاليّة، والدكتور لويس ميغيل كنيادا، مترجم أدبي من العربية إلى الإسبانية، والبروفيسور صبحي البستاني، أكاديمي وناقد لبناني فرنسي، والدكتور محمد حقي، مترجم كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم إلى التركية والحائز على جائزة ترجمان لعام 2024، إضافة إلى سعديت أوزين مالكة مجموعة «ألفا» للنشر، التي أصدرت ترجمة كتاب «طوق الحمامة».
التواصل الثقافي
وأشارت الدكتورة إيزابيلا كامرا دافليتو، إلى أن الترجمة أصبحت أساساً لتعزيز الحوار بين الثقافات بفضل الجوائز المخصصة لها، مثل جائزة ترجمان، التي تدعم المترجمين مباشرة، وساهمت في زيادة عدد الكتب المترجمة من العربية إلى لغات أخرى، الأمر الذي عزز انتشار الأدب العربي، وعرّف الطلاب الغربيين بأدب متميز قد يجهله البعض. وقالت: «جائزة ترجمان غيرت مسار العديد من دور النشر الصغيرة، وساعدت في تعزيز جهود دور النشر الكبيرة ودعم سعيها نحو خطط النشر المستقبلية».
وتناول الدكتور لويس ميغيل كنيادا، ثلاث وظائف رئيسة لجوائز الترجمة، تتمثل في تكريم المترجمين على أعمالهم المميزة، وتعزيز التقدير المجتمعي لمهنة الترجمة، وتحفيز المترجمين على الاستمرار من خلال المكافآت المالية. وأكد ضرورة متابعة نتائج هذه الجوائز وعرض الكتب الفائزة في معارض الكتاب، لافتاً إلى أن هناك ما يزيد على 30 جائزة في العالم العربي تدعم نشر الفكر والأدب العربي في الغرب.
منظومة متكاملة
وأوضح البروفيسور صبحي البستاني، أن الترجمة تتطلب منظومة متكاملة تشمل دور النشر العربية والأجنبية، والمترجم، والقارئ. وبيّن أن غياب الاهتمام الكافي من قبل بعض دور النشر العربية بتخصيص أقسام للترجمة يعيق عملية نشر الأدب العربي، مؤكداً على أهمية جوائز مثل جائزة ترجمان في تحقيق الأثر الإيجابي المطلوب في تعزيز فهم الأدب العربي لدى القراء الغربيين، وتجاوز هذه التحديات.
وعبرت سعديت أوزين عن شكرها للقائمين على جائزة ترجمان، مشيرة إلى أن الجائزة تعد منصة محفزة تمكن دور النشر من إزالة الحواجز الثقافية بين الشرق والغرب. وأعربت عن أملها في أن تسهم الجائزة في تطوير الأدب المعاصر وأدب الطفل بشكل خاص.
بدوره أعرب الدكتور محمد حقي، الفائز بجائزة ترجمان لترجمته كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم إلى التركية، عن سعادته بالفوز، متحدثاً عن التاريخ العريق للترجمة منذ العصر العباسي ودور المترجمين في نقل المعرفة والأدب بين الشعوب، داعياً إلى تعزيز دور الجوائز في تحفيز المترجمين وضمان استدامة أعمالهم.
وسلط المتحدثون الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الترجمة، خصوصاً فيما يتعلق بإبراز دور المترجمين وتقديرهم، وتوفير حوافز مالية تدعمهم على مواصلة عملهم في ظل الأجور الزهيدة التي يتقاضونها. كما نوقشت ضرورة تكامل جهود دور النشر العربية والأجنبية لضمان نجاح الأعمال المترجمة وتحقيق الانتشار المطلوب، مع التركيز على أهمية نقل الأدب العربي للغرب باعتبارها أدباً غنياً يحمل قيماً ثقافية وإنسانية عميقة.
أخبار ذات صلة "معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ43".. مشاركة عالمية واحتفاء بالمملكة المغربية ضيف شرف الدورة بدور القاسمي تتوّج الفائزين بجوائز «ترجمان» و«الشارقة الدولي للكتاب»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب جائزة ترجمان الأدب العربی دور النشر
إقرأ أيضاً:
"جامعة الدول العربية" تدعم نشر"تحدي القراءة العربي" كمنهج تعليمي
في احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، دعت جامعة الدول العربية، الوزارات المعنية بالتعليم في الدول العربية إلى اعتماد مبادرة "تحدي القراءة العربي"، التي أطلقتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كمنهج تعليمي ودعم نشرها وتعزيزها.
وأكدت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة أن المبادرة تمثل مشروعا معرفيا وثقافيا رائدا يسهم في تعزيز اللغة العربية، داعية إلى استثمار المبادرات الداعمة للغة العربية في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الهوية الثقافية.
وأوضحت ضرورة الاهتمام بالأبحاث المتعلقة بتطوير تعليم اللغة العربية، مبينة أن اللغة العربية تمثل وعاء لتراث الأمة العربية وهويتها، ولفتت إلى أن الجامعة العربية أطلقت العديد من المبادرات لدعم اللغة، منها المعهد العالي للترجمة، ومشروع الذخيرة العربية، ومشروع النهوض باللغة العربية، الذي أقرته القمة العربية بدمشق عام 2008.
وثمن مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، الدور المحوري الذي تؤديه مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دعم اللغة العربية، مشددا على أن الحفاظ على اللغة لا يقتصر على الحفاظ على اللسان، بل يشمل حماية القيم، والتاريخ، والهوية الحضارية.
وأشاد بجهود الجامعة العربية في دعم اللغة، مؤكدا أهمية المشاريع والمبادرات التي تعزز حضور اللغة العربية في التعليم والإعلام والثقافة، لافتا إلى دور المركز التربوي في تطوير تعليم العربية للناطقين بغيرها، عبر إصدار الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية، الذي يعد أول مرجع عربي شامل لتأليف وتدريب مناهج تعليم العربية لغير الناطقين بها.
تأتي هذه الدعوات في سياق الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1973، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة عالمية ضمن لغات العمل الرسمية في المنظمة الدولية.