شكل الانتصار الكبير الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، فرحة عامرة في السعودية، والتي عبرت وسائل إعلامها عن نشوتها الكبيرة بعودة الملياردير المثير للجدل إلى البيت الأبيض.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أوائل المهنئين لترامب بالفوز عبر اتصال هاتفي، عبّر خلاله عن تطلعات المملكة إلى العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين.



ولم يخف الإعلام السعودي شبه الرسمي احتفائه الكبير بعودة ترامب، علما أن الانحياز للرئيس الجمهوري ظهر قبيل الانتخابات، حيث استضافته قناة "العربية" في أوج حملته الانتخابية ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وتغزل ترامب خلال المقابلة بمشروع "رؤية 2030" للأمير محمد بن سلمان، مضيفا أنه "قام بأشياء لم يكن ليفكر بها أحد غيره".

وقال إن ولي العهد ابن سلمان "رجل رائع، ويحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم".
حديث ترامب قبل أسبوعين عن العلاقة السعودية الأمريكية وعن الملك وسمو ولي العهد مع قناة العربية في ولاية ميتشقان المتأرجحة @AlArabiya pic.twitter.com/W5fRZC6a1v — عـبدالله الخريّف (@AbdullahK5) November 6, 2024
وقال الإعلامي البارز عبد الرحمن الراشد بشكل واضح، إن "انتصار ترامب خبر سعيد في الرياض"، مضيفا أن المرحلة المقبلة ستشهد "علاقة قوية مع الرئيس العائد وفريقه، وسيأخذ الجميع هذه الحقيقة في الاعتبار".
انتصار #ترمب خبر سعيد في #الرياض ???????? ????????

علاقة قوية مع الرئيس العائد وفريقه وسيأخذ الجميع هذه الحقيقة في الاعتبار https://t.co/S9oyIBa4t8 — عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) November 6, 2024



رجل مختلفالكاتب المعروف مشاري الذايدي، وفي مقال بصحيفة "الشرق الأوسط" وصف ترامب بأنه "الرجل المختلف في كل شيء".

وأشاد الذايدي بعودة ترامب إلى البيت الأبيض بطريقة مثيرة، وألمح إلى أنه قادر على إنهاء الحروب في المنطقة، وبين روسيا وأوكرانيا.

وتساءل الذايدي "الرجل يرفع شعار (أمريكا أوّلاً) خصوصاً في مجال التجارة... فهل سيقبل الصينيون والروس ويسار أميركا اللاتينية ذلك؟ وهل سيتصالح رعاة الإسلام السياسي؛ (الإخوان) و(الخمينية) مع ذلك، أم سيزيد ذلك من شراستهم؟! أم ستجد أميركا ترمب طريقة للتفاهم معهم، أو ردعهم أو إهمالهم؟!".

الكاتب محمد الساعد، وفي مقال بصحيفة "عكاظ" ذهب إلى أبعد من ذلك، ووصف فوز ترامب بأنه "فوز المهمشين والبسطاء والطبقة العاملة".

الساعد عبّر عن أمله في أن يعيد ترامب مشروع التطبيع في المنطقة، قائلا إن "المهم ليس في تعليق الآمال على دونالد ترمب وإدارته، من التنظيمات والدول المنخرطة في الفوضى، بل هو عدم تفويت فرص السلام الاستثنائية القادمة والتي ربما لا تعود، كما ذهبت فرصة السلام التي طرحها بيل كلينتون العام 2000، قبيل مغادرته البيت الأبيض بالشراكة مع إيهود باراك".


مصالح مشتركة
لا يخفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسعودية وجود مصالح مشتركة في عودة الملياردير السبعيني إلى البيت الأبيض.

فبرغم خسارته انتخابات 2020 لصالح جو بايدن، إلا أن علاقة ترامب وصهره جاريد كوشنر في السعودية لم تنقطع.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت "مجموعة ترامب" العقارية أنها ستبني "برج ترامب" الضخم في مدينة جدة غربي السعودية.

وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن هذا المشروع يثير مخاوف جديدة بشأن تضارب المصالح لدى ترامب الذي فاز بالانتخابات.

كما استثمرت الحكومة السعودية ملياري دولار مع  كوشنر. وقال ولي العهد العام الماضي إن صندوق الأسهم الخاصة التابع لكوشنر لن يتأثر بولاية ثانية لترامب.

ومن بين الدلالات على العلاقة القوية بين ترامب والسعودية حتى في ظل إدارة بايدن، حضور المصرفي السابق الخاص بترامب، كين مويليس، مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلية في السعودية الشهر الماضي.

التسليح ونووي إيران
تعول السعودية على أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها تسهيل الحصول على صفقات منظومات دفاعية ضخمة، بحسب تحليل لمجلة "فورين بوليسي"

فترامب على سبيل المثال، وافق على صفقة أسلحة كبرى مع السعودية بـ110 مليار دولار عام 2017، في حين جمّد بايدن صفقة مبيعات أسلحة إلى المملكة عام 2021.

وتحرص الرياض على تأمين أنظمة دفاع جوي متقدمة لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ، لا سيما بعدما تعرضت منشآتها النفطية لضربات من جماعة أنصار الله "الحوثي" قبل سنوات.

كما تطمح السعودية في أن يحد وصول ترامب من قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي، على الرغم من أن العلاقة بين طهران والرياض تحسنت بشكل كبير بعد مصالح بكين الشهيرة العام الماضي.

كما أن المملكة لديها طموحات نووية أيضاً، وتسعى في حال أبرمت اتفاقا تاريخيا مع الولايات المتحدة (قد يفضي إلى التطبيع مع إسرائيل) لتعزيز هدفها المتمثل في بناء برنامج نووي مدني، على غرار البرنامج النووي الإيراني.



غير مضمونة
إلا أن العلاقات بشكل وطيد بين الرياض وواشنطن بعد فوز ترامب ليست مضمونة، في حال اصطدم الطرفان بقضايا خلافية، على غرار معدلات إنتاج النفط.

ففي عام 2018 استجابت المملكة لطلب ترامب برفع إنتاج النفط بما يصل إلى مليوني برميل بشكل يومي، إلا أنه دخل في سجال مع السعودية عقب أزمة النفط الشهيرة بين المملكة وروسيا عام 2020.

وفي مقابلة في آب/ أغسطس الماضي، إنه سيعمل على خفض أسعار الطاقة لو فاز بالرئاسة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك العديد من موارد الطاقة أكثر من أي بلد آخر بما فيها السعودية.

وقال ترامب لـ"فوكس نيوز": "لدينا المزيد من الطاقة، لدينا المزيد من الذهب السائل، كما أسميه، تحت أقدامنا أكثر من السعودية، أو روسيا، أو أي دولة أخرى. وسوف نصبح مهيمنين على الطاقة، وسوف نجني ثروة، وسوف نوردها إلى جميع أنحاء أوروبا، وجميع أنحاء العالم".

ومن الملفات التي قد تجعل العلاقة متوترة بين الطرفين، اللغة العدائية التي انتهجها ترامب إزاء السعودية خلال السنوات الماضية.

وكان ترامب شتم السعودية حتى قبل فوزه بفترته الرئاسية الأولى، ووصفهم بـ"الجبناء الأبواق"، كما استعرض قدرته على إجبار السعودية على دفع 500 مليار دولار للولايات المتحدة.


تُرى هل مازالت هذه هي فكرة ترامب عن السعوديين ؟! https://t.co/CiCCyaRxv1 pic.twitter.com/mNi6wtJFNE

— سعيد بن ناصر الغامدي (@saiedibnnasser) November 7, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب السعودية محمد بن سلمان الولايات المتحدة السعودية الولايات المتحدة الإنتخابات الأمريكية محمد بن سلمان ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى البیت الأبیض ولی العهد

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟

تزداد التكهنات حول الدور الذي قد يلعبه الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، في خضم الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2025، حيث تشير التقديرات إلى أنه قد يقدم تبرعًا ضخمًا يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني، أي 100 مليون دولار لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» بزعامة نايجل فاراج، بينما بلغت التبرعات الإجمالية لكل الأحزاب السياسية نحو 50 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة «تليجراف» البريطانية.

التبرعات أثارت تساؤلات بشأن تأثير الأموال الكبيرة على مسار الانتخابات البريطانية، وهل سيكون للتبرع دور حاسم في تغيير نتائج الانتخابات العام المقبل؟

كيف يمكن للحزب استثمار أموال ماسك؟

يعتبر أي ضخ أموال ضخمة لحزب سياسي، خاصةً إذا كان من شخصية بارزة مثل إيلون ماسك، قد يغير من موازين الانتخابات العامة في بريطانيا، حيث يمكن لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» استثمار أموال ماسك في تحسين تواجده علي الساحة من خلال حملاته الإعلامية، وزيادة دعواته السياسية، بحسب الصحيفة.

وأحد الأفكار المطروحة هو استثمار جزء من المبلغ في مراكز لدعم الأيديولوجية الإصلاحية وتعزيز مكانة الحزب علي الساحة السياسية، كما يمكن استخدام الأموال في تعزيز التواصل مع الناخبين الشباب، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من استراتيجية رئيس الحزب «فاراج»، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية، بحسب تقرير لصحيفة «الجارديان».

ومن ناحية أخرى، اقترح ريتشارد تايس، نائب «فاراج»، أن يتم تخصيص جزء من الأموال لزيادة حجم الحزب على الأرض عبر توظيف موظفين إضافيين وتنظيم حملات تواصل مباشرة مع الناخبين. 

التحديات المرتبطة بتمويل ماسك

وفقًا للقوانين الانتخابية في المملكة المتحدة، يقتصر إنفاق الأحزاب على مبلغ محدد في كل دائرة انتخابية يبلغ حوالي 54 ألف جنيه إسترليني، ورغم أن التبرع المحتمل من إيلون ماسك يتجاوز بكثير هذا الحد، إلا أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» سيحتاج إلى استغلال هذه الأموال بحذر ضمن الإطار القانوني المعمول به.

ورغم أن ضخ الأموال في الحملة الانتخابية قد يعزز من قدرة الحزب على المنافسة، فإن هناك تحديات كبيرة قد تواجهه، فقد أشار بعض الخبراء إلى أن الحصول على تمويل ضخم قد يؤدي إلى تعقيد الأمور داخل الحزب، كما حدث مع حزب «المحافظين» الذي عانى من مشاكل تنظيمية بعد حصوله على تمويل كبير.

وذلك، إلى جانب أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» لا يزال في مرحلة نمو مقارنةً بالأحزاب الكبرى مثل حزب العمال أو حزب المحافظين، فإن تبرع ماسك الضخم لن يكون كافيًا لبناء حركة جماهيرية واسعة، وأن استغلال هذه الأموال قد يستغرق وقتًا ويواجه تحديات كبيرة. 

كما يواجه «فاراج» نفسه انقسامات داخلية في دعم الناخبين، فهو يحظى بشعبية لدى بعض الفئات، بينما يلقى رفضًا كبيرًا من الأخرين، مما يجعل من الصعب توسيع قاعدة الدعم لجذب مجموعة واسعة من الناخبين.

الأثار المحتملة علي باقي الأحزاب

قد يستفيد حزب «إصلاح المملكة المتحدة» من تبرع إبون ماسك في تعزيز وجوده، ولكن يظل قادة حزب العمال متخوفين من تأثير هذه الأموال على المنافسة، حيث يرى بعض أعضاء حزب العمال أن ضخ تلك الأموال يمكن أن يعزز من ظهور «فاراج» الشعبوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن متاحًا للأحزاب الرئيسية. 

مقالات مشابهة

  • عمال أمازون وستاربكس يضربون عن العمل.. فهل هم في سباق مع الزمن قبل دخول ترامب البيت الأبيض؟
  • هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟
  • من حكم أمريكا؟.. تقارير تكشف خطة البيت الأبيض لإخفاء إصابة بايدن بالخرف
  • قبل شهر من مغادرة البيت الأبيض..بايدن يقر مساعدات عسكرية بـ571 مليون دولار لتايوان
  • البيت الأبيض: انقطاع التمويل الحكومي قد يعيق انتقال السلطة إلى ترامب
  • البيت الأبيض: إبلاغ مؤسسات حكومية بالاستعداد لإغلاق حكومي وشيك
  • البيت الأبيض يعلن عن "الرحلة الأخيرة" لبايدن
  • ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
  • تحذير من البيت الأبيض: صواريخ باكستانية قد تستهدف أمريكا
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة مستعدة لزيادة الاستعداد القتالي للقوات النووية بسبب روسيا