نشوة سعودية بانتصار ترامب في الانتخابات.. ما سر الاحتفاء غير المسبوق؟
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
شكل الانتصار الكبير الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، فرحة عامرة في السعودية، والتي عبرت وسائل إعلامها عن نشوتها الكبيرة بعودة الملياردير المثير للجدل إلى البيت الأبيض.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أوائل المهنئين لترامب بالفوز عبر اتصال هاتفي، عبّر خلاله عن تطلعات المملكة إلى العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين.
ولم يخف الإعلام السعودي شبه الرسمي احتفائه الكبير بعودة ترامب، علما أن الانحياز للرئيس الجمهوري ظهر قبيل الانتخابات، حيث استضافته قناة "العربية" في أوج حملته الانتخابية ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وتغزل ترامب خلال المقابلة بمشروع "رؤية 2030" للأمير محمد بن سلمان، مضيفا أنه "قام بأشياء لم يكن ليفكر بها أحد غيره".
وقال إن ولي العهد ابن سلمان "رجل رائع، ويحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم".
حديث ترامب قبل أسبوعين عن العلاقة السعودية الأمريكية وعن الملك وسمو ولي العهد مع قناة العربية في ولاية ميتشقان المتأرجحة @AlArabiya pic.twitter.com/W5fRZC6a1v — عـبدالله الخريّف (@AbdullahK5) November 6, 2024
وقال الإعلامي البارز عبد الرحمن الراشد بشكل واضح، إن "انتصار ترامب خبر سعيد في الرياض"، مضيفا أن المرحلة المقبلة ستشهد "علاقة قوية مع الرئيس العائد وفريقه، وسيأخذ الجميع هذه الحقيقة في الاعتبار".
انتصار #ترمب خبر سعيد في #الرياض ???????? ????????
علاقة قوية مع الرئيس العائد وفريقه وسيأخذ الجميع هذه الحقيقة في الاعتبار https://t.co/S9oyIBa4t8 — عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) November 6, 2024
رجل مختلفالكاتب المعروف مشاري الذايدي، وفي مقال بصحيفة "الشرق الأوسط" وصف ترامب بأنه "الرجل المختلف في كل شيء".
وأشاد الذايدي بعودة ترامب إلى البيت الأبيض بطريقة مثيرة، وألمح إلى أنه قادر على إنهاء الحروب في المنطقة، وبين روسيا وأوكرانيا.
وتساءل الذايدي "الرجل يرفع شعار (أمريكا أوّلاً) خصوصاً في مجال التجارة... فهل سيقبل الصينيون والروس ويسار أميركا اللاتينية ذلك؟ وهل سيتصالح رعاة الإسلام السياسي؛ (الإخوان) و(الخمينية) مع ذلك، أم سيزيد ذلك من شراستهم؟! أم ستجد أميركا ترمب طريقة للتفاهم معهم، أو ردعهم أو إهمالهم؟!".
الكاتب محمد الساعد، وفي مقال بصحيفة "عكاظ" ذهب إلى أبعد من ذلك، ووصف فوز ترامب بأنه "فوز المهمشين والبسطاء والطبقة العاملة".
الساعد عبّر عن أمله في أن يعيد ترامب مشروع التطبيع في المنطقة، قائلا إن "المهم ليس في تعليق الآمال على دونالد ترمب وإدارته، من التنظيمات والدول المنخرطة في الفوضى، بل هو عدم تفويت فرص السلام الاستثنائية القادمة والتي ربما لا تعود، كما ذهبت فرصة السلام التي طرحها بيل كلينتون العام 2000، قبيل مغادرته البيت الأبيض بالشراكة مع إيهود باراك".
مصالح مشتركة
لا يخفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسعودية وجود مصالح مشتركة في عودة الملياردير السبعيني إلى البيت الأبيض.
فبرغم خسارته انتخابات 2020 لصالح جو بايدن، إلا أن علاقة ترامب وصهره جاريد كوشنر في السعودية لم تنقطع.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت "مجموعة ترامب" العقارية أنها ستبني "برج ترامب" الضخم في مدينة جدة غربي السعودية.
وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن هذا المشروع يثير مخاوف جديدة بشأن تضارب المصالح لدى ترامب الذي فاز بالانتخابات.
كما استثمرت الحكومة السعودية ملياري دولار مع كوشنر. وقال ولي العهد العام الماضي إن صندوق الأسهم الخاصة التابع لكوشنر لن يتأثر بولاية ثانية لترامب.
ومن بين الدلالات على العلاقة القوية بين ترامب والسعودية حتى في ظل إدارة بايدن، حضور المصرفي السابق الخاص بترامب، كين مويليس، مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلية في السعودية الشهر الماضي.
التسليح ونووي إيران
تعول السعودية على أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها تسهيل الحصول على صفقات منظومات دفاعية ضخمة، بحسب تحليل لمجلة "فورين بوليسي"
فترامب على سبيل المثال، وافق على صفقة أسلحة كبرى مع السعودية بـ110 مليار دولار عام 2017، في حين جمّد بايدن صفقة مبيعات أسلحة إلى المملكة عام 2021.
وتحرص الرياض على تأمين أنظمة دفاع جوي متقدمة لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ، لا سيما بعدما تعرضت منشآتها النفطية لضربات من جماعة أنصار الله "الحوثي" قبل سنوات.
كما تطمح السعودية في أن يحد وصول ترامب من قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي، على الرغم من أن العلاقة بين طهران والرياض تحسنت بشكل كبير بعد مصالح بكين الشهيرة العام الماضي.
كما أن المملكة لديها طموحات نووية أيضاً، وتسعى في حال أبرمت اتفاقا تاريخيا مع الولايات المتحدة (قد يفضي إلى التطبيع مع إسرائيل) لتعزيز هدفها المتمثل في بناء برنامج نووي مدني، على غرار البرنامج النووي الإيراني.
غير مضمونة
إلا أن العلاقات بشكل وطيد بين الرياض وواشنطن بعد فوز ترامب ليست مضمونة، في حال اصطدم الطرفان بقضايا خلافية، على غرار معدلات إنتاج النفط.
ففي عام 2018 استجابت المملكة لطلب ترامب برفع إنتاج النفط بما يصل إلى مليوني برميل بشكل يومي، إلا أنه دخل في سجال مع السعودية عقب أزمة النفط الشهيرة بين المملكة وروسيا عام 2020.
وفي مقابلة في آب/ أغسطس الماضي، إنه سيعمل على خفض أسعار الطاقة لو فاز بالرئاسة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك العديد من موارد الطاقة أكثر من أي بلد آخر بما فيها السعودية.
وقال ترامب لـ"فوكس نيوز": "لدينا المزيد من الطاقة، لدينا المزيد من الذهب السائل، كما أسميه، تحت أقدامنا أكثر من السعودية، أو روسيا، أو أي دولة أخرى. وسوف نصبح مهيمنين على الطاقة، وسوف نجني ثروة، وسوف نوردها إلى جميع أنحاء أوروبا، وجميع أنحاء العالم".
ومن الملفات التي قد تجعل العلاقة متوترة بين الطرفين، اللغة العدائية التي انتهجها ترامب إزاء السعودية خلال السنوات الماضية.
وكان ترامب شتم السعودية حتى قبل فوزه بفترته الرئاسية الأولى، ووصفهم بـ"الجبناء الأبواق"، كما استعرض قدرته على إجبار السعودية على دفع 500 مليار دولار للولايات المتحدة.
تُرى هل مازالت هذه هي فكرة ترامب عن السعوديين ؟! https://t.co/CiCCyaRxv1 pic.twitter.com/mNi6wtJFNE
— سعيد بن ناصر الغامدي (@saiedibnnasser) November 7, 2024المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب السعودية محمد بن سلمان الولايات المتحدة السعودية الولايات المتحدة الإنتخابات الأمريكية محمد بن سلمان ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى البیت الأبیض ولی العهد
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوجه إلى البيت الأبيض بعد مراسم حفل تنصيبه
في يوم تاريخي شهده الشعب الأمريكي، توجه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رسميًا بعد أدائه اليمين الدستورية خلال مراسم حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية.
وبهذا يصبح ترامب الرئيس الـ47 في تاريخ البلاد، مستهلاً فترة ولايته الثانية وسط أجواء من الترقب والتحديات الكبرى التي تنتظره.
مراسم التنصيب
جرى حفل التنصيب صباح اليوم في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن، بحضور حشد من المسؤولين السياسيين، وأعضاء الكونغرس، وقادة عسكريين، بالإضافة إلى عدد محدود من المواطنين بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. وفي خطاب تنصيبه، أعاد ترامب التأكيد على شعاره الشهير "أمريكا أولاً"، متعهداً بالعمل على تعزيز الأمن الداخلي، وتحفيز الاقتصاد، واستعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة عالمية.
وقال ترامب في كلمته: "اليوم نبدأ صفحة جديدة في تاريخ أمتنا، وسنعمل بلا كلل من أجل بناء أمريكا القوية والمزدهرة التي يستحقها شعبنا".
التوجه إلى البيت الأبيضبعد انتهاء المراسم الرسمية، انطلق موكب الرئيس الجديد نحو البيت الأبيض، حيث اصطف المئات من مؤيديه على جانبي الطريق للاحتفال بهذا اليوم. وكان ترامب يلوح بيده من داخل السيارة الرئاسية المصفحة، التي رافقتها إجراءات أمنية غير مسبوقة.
ولدى وصوله إلى البيت الأبيض، التقى ترامب بكبار مساعديه وأفراد أسرته، ثم قام بجولة في أروقة المقر الرئاسي الذي سيصبح مركز قيادته للأربع سنوات المقبلة. وفي أول تصريح له من المكتب البيضاوي، قال: "هذا المكان ليس مجرد رمز للسلطة، بل هو قلب العمل الذي سنقوم به من أجل تحسين حياة كل الأمريكيين".
ترامب يدخل البيت الأبيض في ظل بيئة سياسية مشحونة وقضايا ملحة، من بينها إعادة توحيد الأمة التي شهدت انقسامات كبيرة، والتعامل مع الملفات الدولية الساخنة، مثل العلاقات مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
كما أنه يواجه توقعات كبيرة من قاعدته الشعبية التي تأمل في رؤية تنفيذ وعوده الانتخابية سريعاً، لا سيما في مجالات تعزيز الأمن القومي، وإصلاح نظام الهجرة، وتحفيز النمو الاقتصادي.
ردود الأفعال
على الصعيد الداخلي، أعرب أنصار ترامب عن فخرهم بهذا اليوم، مؤكدين ثقتهم في قدرته على تحقيق وعوده. أما المعارضون، فقد دعا عدد منهم إلى مراقبة سياساته بحذر، خاصة في ما يتعلق بالقضايا المثيرة للجدل مثل البيئة والسياسات الاجتماعية.
دوليًا، أرسل العديد من قادة العالم رسائل تهنئة إلى ترامب، معبرين عن تطلعهم للعمل معه، بينما أبدى البعض الآخر مخاوفهم من توجهاته السياسية التي قد تعيد تشكيل العلاقات الدولية.
ومع دخوله البيت الأبيض، تبدأ مرحلة جديدة من حكم ترامب، مليئة بالتحديات والفرص.