خبير عسكري: هذا ما يريده حزب الله من استمرار عمليات خيبر
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن عمليات "خيبر" التي أطلقها حزب الله منذ أسابيع تهدف إلى خلق حالة إرباك وقلق متواصلة للجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنها تعبر عن حرية مناورة مقاتليه والقدرة على إصابة الأهداف.
وأوضح جوني -في حديثه للجزيرة- أن عمليات "خيبر" عنوانها "تدفق ومواصلة إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه أهدافها البحرية والجوية والبرية الإسرائيلية".
وأعلن حزب الله، صباح اليوم الجمعة، استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد (جنوب شرق حيفا) وقاعدة "ستيلا ماريس" (شمال غرب حيفا) برشقة صاروخية "نوعية"، قال جوني إنها "صواريخ دقيقة الوصول، وبالغة التأثير في المكان الذي تستهدفه".
وتعبر هذه الاستهدافات، وفق الخبير العسكري، عن قدرات حزب الله الصاروخية وحرية مناورة مقاتليه في إطلاق الصواريخ والمسيّرات، والقدرة على الوصول وإصابة الأهداف.
وتشير أيضا إلى وجود تنوع بمستوى الصواريخ ومدياتها والأهداف، وفق "مناورة مدروسة ومخططة ترجمة لمنظومة القيادة والسيطرة وخطة دفاعية معدة سابقا".
ونبه جوني، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى قصف حزب الله لأول مرة قاعدة "تسرفين" جنوبي تل أبيب بصاروخ "فاتح 110″، وقال إن قدرته التفجيرية تقدر بـ500 كيلوغرام، ومدى يصل إلى 300 كيلومتر.
وكان حزب الله قد كشف الأربعاء الماضي أن عدد عمليات "خيبر" وصل منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 56، منها 18 خلال الأسبوع الماضي.
وأكد الحزب -في بيان- أن "عمليات خيبر تتصاعد وفقا لرؤية وبرنامج واضحين وإدارة وسيطرة عاليتين، بما يضمن القدرة على الوصول الفعال إلى كل الأهداف التي تحددها قيادة المقاومة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: على إسرائيل أن تتعلم من فشلها في الحسم مع حماس وحزب الله
ذكر مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للبروفيسور إيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس جامعة تل أبيب، أن "من المهم أن نعترف أنه رغم الوعد بالنصر الحاسم، فإن حزب الله وحماس نجوا من الحرب، حتى وإن تعرضوا لضربات قاسية، وهناك قلق من أنهم سيعملون على إعادة بناء قوتهم والعودة لتهديد إسرائيل. وبالتالي، فهذا فشل من المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، الذين بعد فشلهم في 7 أكتوبر عادوا ليخطئوا في إدارة المعركة بعدما أضاعوا الفرصة لحسم العدو خلال أشهر القتال الطويلة".
وأضاف، أن "الرئيس ترامب هو من كان القوة المحركة وراء تحقيق الصفقة، بعد أن وعد جميع الأطراف المعنية - ويتضح أنه كان يقصدنا أيضًا - بالجحيم إذا لم يتم التوصل إلى هذه الصفقة. ترامب لا يهدأ، وهو الآن يركز على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى نحو خلق شرق أوسط جديد".
وأشار الكاتب، إلى أن "الطريق من إنهاء الحرب في غزة إلى السلام في الشرق الأوسط مليء بالعقبات ومحطات وسيطة يفضل ترامب تجاهلها - ماذا سيحدث في غزة ولبنان بعد الحرب، وماذا سيكون مصير المشروع النووي الإيراني".
وتابع، "مثل هذه العقبات لا يتم التغلب عليها في منطقتنا من خلال الإغراءات أو الوعود بالازدهار الاقتصادي، بل من خلال التهديدات باستخدام القوة. يجب أن يعرف ترامب هذا بعد فشله في محاولة دفع "صفقة القرن" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في العقد الماضي".
وأردف زيسر، "ربما يبدو ترامب ويتصرف وكأنه يهدد، ولكن في منطقتنا يعرفون قراءة ما بين السطور، ويبدو أن رسالته، ورسالة نائبه، ووزير دفاعه بيتير هاجيت، واضحة. جميعهم يوجهون دعمًا كبيرًا لإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه يبعثون برسالة واضحة مفادها أنه ليس لدى الولايات المتحدة رغبة في الانخراط في حروب في الشرق الأوسط. بمعنى آخر، إدارة ترامب لا ترغب أو تهتم في اتخاذ إجراءات عسكرية، سواء في سوريا أو في اليمن، ومن المحتمل أيضًا في إيران".
واستدرك الكاتب، أن "ما فهمه حزب الله في لبنان، يفهمه الآن حماس في غزة، ومن المتوقع أن يفهمه الإيرانيين أيضًا - ترامب يهدد لكنه لا ينوي التحرك، وبدلاً من ذلك يركز على التوصل إلى اتفاقات وتسويات، وأولها الاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي. من هنا الاستنتاج المطلوب - خفض الرأس وانتظار مرور العاصفة".
وأشار إلى أن "حماس في غزة لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار، بل ستعمل فقط على إعادة بناء قوتها العسكرية واستعادة السيطرة على السكان. أما في لبنان، فإن حزب الله يعمل على الحفاظ على الأسلحة التي يمتلكها، والدليل على ذلك أن الجيش اللبناني لم يقم بمصادرة أي صاروخ حتى الآن، سواء في جنوب الليطاني أو في شماله".
الصفقة في غزة هي ورقة هامة في برج أوراق اللعب الأمريكي الذي يهدف إلى خلق شرق أوسط جديد، ولكن من المشكوك فيه أن يصمد برج الأوراق هذا أمام أول نسمة ريح، خصوصًا أنه من الواضح للجميع أن واشنطن لا تنوي استخدام القوة لدفع برامجها الخاصة بمستقبل المنطقة بحسب الكاتب.
وختم قائلا، "من الأفضل أن تستعد إسرائيل للوضع الجديد، وأن تتعلم من فشلها في حسم المعركة ضد حماس وحزب الله خلال الـ15 شهرًا الماضية، وأن تستوعب قواعد اللعبة التي يفرضها الأمريكيون، وتجد طريقة تجمع بين التحركات العسكرية والسياسية لتمكينها من منع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان".