عندما اهتزت قواعد اللعبة.. تحول تاريخي في مسار الصراع
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
في تحول دراماتيكي غير مسبوق على مدى تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي، تنجح قوى المقاومة في غزة ولبنان واليمن في تغيير قواعد اللعبة وفرض معادلات جديدة، كاسرة بذلك أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي المطلق التي سادت لعقود طويلة.
بين شواطئ غزة وجبال لبنان ومياه البحر الأحمر، برزت قدرات عسكرية متطورة أذهلت المراقبين وأربكت حسابات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
في شمال فلسطين المحتلة، حيث تمتد جبال لبنان الشامخة، نجح حزب الله في بناء قوة ردع حقيقية، مستندا إلى ترسانة صاروخية ضخمة وقدرات عسكرية متطورة. وأثبتت المواجهات الأخيرة أن المقاومة اللبنانية باتت تمتلك قدرة على التصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية وتنفيذ عمليات نوعية دقيقة.
للمرة الأولى منذ عقود، بدأت الرواية الفلسطينية تجد آذانا صاغية في الإعلام الغربي وتراجعت الرواية أو سردية الاحتلال
أما في البحر الأحمر، فقد فاجأ الحوثيون العالم بقدراتهم البحرية المتطورة، مستهدفين السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، في عملية أثرت بشكل كبير على حركة الملاحة البحرية وأربكت الحسابات الاقتصادية العالمية، واستطاعوا، رغم سنوات الحرب والحصار، تطوير منظومة صاروخية وطائرات مسيرة ذات قدرات متقدمة.
وفي الجانب الاقتصادي، تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة. فوفقا لتقارير اقتصادية حديثة، تراجع قطاع السياحة بشكل حاد، كما تأثر قطاع الطيران تأثرا كبير حيث انخفض عدد الرحلات القادمة للأراضي المحتلة عبر مطار بن غوريون، وانخفضت الاستثمارات الأجنبية، وارتفعت تكاليف التأمين البحري بشكل غير مسبوق. كما تضاعف الإنفاق العسكري الإسرائيلي بشكل كبير، مما شكل ضغطا إضافيا على الموازنة العامة.
وعلى الصعيد السياسي، شهد العالم تحولا ملحوظا في المواقف الدولية. فقد خرجت مظاهرات حاشدة في عواصم العالم تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتصاعدت الأصوات المنتقدة للممارسات الإسرائيلية. وللمرة الأولى منذ عقود، بدأت الرواية الفلسطينية تجد آذانا صاغية في الإعلام الغربي وتراجعت الرواية أو سردية الاحتلال.
وعلى صعيد المجتمع الإسرائيلي وفي تطور لافت، بدأت تظهر انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، حيث تصاعدت الأصوات المطالبة بمراجعة السياسات المتبعة. وأظهرت استطلاعات الرأي تراجعا في ثقة الإسرائيليين بقدرة مؤسستهم العسكرية على توفير الأمن المطلق.
أثبتت الأحداث الأخيرة أن إرادة الشعوب وقدرتها على الابتكار والتطور يمكن أن تغير موازين القوى
وعلى الاتجاه الإقليمي، أدت هذه التطورات إلى تجميد مسارات التطبيع بعد نجاح عراب التطبيع الإمارات في جذب البحرين والمغرب إلى وحل التطبيع، وأفشل الطوفان في جذب السعودية ودول أخرى إلى مستنقع التطبيع، وأدى هذا إلى تعزيز التنسيق بين قوى المقاومة. وبات واضحا أن موازين القوى في المنطقة تشهد تحولا جذريا، مما يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع.
وفي ظل هذه المعطيات، يمكن القول إن نظرية الأمن الإسرائيلي التقليدية تواجه تحديا غير مسبوق. فقد أثبتت المقاومة قدرتها على تطوير أساليب قتالية مبتكرة وتكتيكات عسكرية متقدمة، متجاوزة بذلك كل الحواجز التكنولوجية والعسكرية ويدل على هذا العمليات النوعية على جبهة غزة التي أوجعت الاحتلال بالعمليات النوعية، وهذا يظهر أيضا على جبهة لبنان التي أوجعت العدو بضربات في العمق المحتل حتى وصلت إلى بيت نتنياهو في قيسارية، وكذلك حرب المسيّرات ذات التصنيع المحلي مثل الزواري وأخواتها في سلاح الجو المقاوم على جبهاته.
وفي الختام، يبدو جليا أن المنطقة تشهد تحولا استراتيجيا عميقا، حيث نجحت المقاومة في فرض معادلات جديدة وتوازنات مختلفة. ورغم التفوق التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي، أثبتت الأحداث الأخيرة أن إرادة الشعوب وقدرتها على الابتكار والتطور يمكن أن تغير موازين القوى وتؤسس لواقع جديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الإسرائيلي المقاومة غزة لبنان لبنان إسرائيل غزة المقاومة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شاهد.. لحظات ذعر عاشها ركاب سفينة سياحية فاخرة اهتزت بعنف
عاش ركاب السفينة السياحية الفاخرة "كراون برنسيس" لحظات رعب حينما تعرّضت لعاصفة مفاجئة أدت إلى ميلانها بمقدار 14 درجة، أثناء إبحارها قرب مضيق ميلفورد، قبالة سواحل نيوزيلندا.
الحادث الذي وقع في 25 فبراير/شباط تسبب في إصابة 16 شخصا، بينهم 13 راكبا و3 من أفراد الطاقم، في حين عمّت الفوضى على متن السفينة.
لحظات مرعبة في عرض البحر"شعرت أن السفينة بدأت تميل وتميل.. ثم فقدنا التوازن تماما وبدأت الطاولات والأثاث في الانزلاق"، بهذه الكلمات وصف أحد الركاب اللحظات العصيبة التي عاشها داخل غرفة الطعام في الطابق السادس من السفينة، مؤكدا أن البحر بدا وكأنه يرتفع بشدة من نوافذ المطعم.
وتُظهر مقاطع الفيديو المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد فوضوية من داخل السفينة، حيث انقلبت الطاولات والكراسي، وسقطت الأطباق وأدوات الطعام، في حين تشبث أفراد الطاقم بالطاولات للحفاظ على توازنهم وسط الأمواج العاتية.
وفي أحد المقاطع، تم تصوير المطبخ الرئيسي للسفينة، حيث بدا الطهاة وهم يحاولون تثبيت الأدوات والمعدات أثناء تدحرجها بعنف على الأرض، فيما حاول أفراد الطاقم تهدئة الركاب وسط حالة الذعر.
Crown Princess cruise ship faces severe weather on a round trip from Sydney to New Zealand, injuring 16 people as it tilts sideways pic.twitter.com/6YSKM9tZ8n
— The Project (@theprojecttv) March 3, 2025
إعلان ما سبب الحادث؟وفقا لما أعلنه قبطان السفينة، فإن رياحا عاتية بلغت سرعتها 86 ميلا في الساعة (138 كم/س) هي السبب الرئيسي وراء الميلان المفاجئ للسفينة.
ومع ذلك، أكدت شركة "برينسيس كروز" المشغّلة للسفينة أن "كراون برنسيس" لم تتعرض لأي أضرار هيكلية كبيرة، وأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لضمان سلامة الركاب والطاقم.
وفيما يتعلق بحجم الخسائر والإصابات، فقد بلغ عدد المصابين 16 شخصا (13 راكبا و3 من أفراد الطاقم) تعرضوا لإصابات طفيفة، كما تحطمت بعض النوافذ، وانقلب الأثاث، وسقطت حقائب فاخرة، إضافة إلى تضرر أرفف العرض والزجاج المكسور.
وتتسع سفينة "كراون برنسيس" لـ3080 راكبا و1200 فرد من أفراد الطاقم، وتمتد رحلتها 14 يوما ذهابا وإيابا من سيدني الأسترالية إلى نيوزيلندا، على أن تنتهي في 8 مارس/آذار 2025.
وتتراوح تكلفة الرحلة بين 1000 و5000 دولار للشخص الواحد، اعتمادا على حجم الغرفة ودرجة الرفاهية.
بعد الحادث، تواصلت "برينسيس كروز" مع الركاب وطاقم السفينة، وطمأنت الجميع بأن الحادث كان ناتجا عن ظروف مناخية مفاجئة، مؤكدة أن السفينة ستواصل رحلتها كما هو مخطط، كما قالت الشركة إنها قدمت دعما طبيا للمصابين، وأكدت أنها ستراجع تفاصيل الحادث لضمان تعزيز إجراءات الأمان مستقبلا.
وتعد الرحلات البحرية في مضيق ميلفورد قبالة سواحل نيوزيلندا من أكثر الرحلات السياحية شهرة، لكنها ليست خالية من المخاطر، حيث يُعرف هذا المضيق بتغيراته المناخية المفاجئة، والتي يمكن أن تؤثر على استقرار السفن الكبيرة.