على الرغم من أن 11 أسبوعا ما زالت تفصل بين دونالد ترامب وتوليه سدة الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل، إلا أن أسلوبه وتكتيكاته قد تسربت بالفعل منذ مدة عبر المحيط الأطلسي، وتحدث رجة في السياسة الأوروبية، وفق صحيفة واشنطن بوست.

تقول الصحيفة إن ترامب -في نظر القارة الأوروبية- ليس مجرد سياسي قلب الانتخابات الأميركية رأسا على عقب، وأعاد صياغة الحزب الجمهوري لتعظيم شخصيته وتمجيدها، وتقويض تحالفات واشنطن التقليدية، بل هو ناقل للعدوى؛ فهو يمثل "قدوة خطيرة" لقادة أوروبيين طامحين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: إقالة غالانت وتعيين كاتس "دمية نتنياهو" خطر على أمنناlist 2 of 2كيف نظرت الصحف الإسرائيلية إلى فوز ترامب؟end of list

وأوردت نماذج لسياسيين أوروبيين يشبهون ترامب في تصرفات كثيرة. ففي بريطانيا، فازت اليمينية كيمي بادينوك -ذات الأصل النيجيري- التي توصف بالمتشددة (42 عاما) برئاسة حزب المحافظين.

معجبون

ومع أنها لا تشبه ترامب في الشكل أو المظهر، وينحدر والداها من عِرقية اليوروبا في غرب أفريقيا، وقضت معظم طفولتها في نيجيريا، إلا أنه يمكن مقارنتها إلى حد كبير بالرئيس الأميركي المنتخب.

ففي حملتها الانتخابية الشهر الماضي لقيادة حزبها، هاجمت بادينوك السياسات المؤيدة للتنوع والهجرة و"الطبقة البيروقراطية" في بريطانيا.

وقالت إن ما يصل إلى 10% من موظفي الخدمة المدنية البريطانية يجب أن يكونوا في السجن بسبب أمور مثل "التحريض"، في صدى لازدراء ترامب لما يسمى بالدولة العميقة، وهو ما اعتبرته واشنطن بوست محاكاة لأسلوب ترامب في ازدراء ما يسمى الدولة العميقة.

وفي ألمانيا، أدين حزب "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف، وأحد قادته جنائيا، بسبب نوبات من الغلو في التشدد المتصل بالنازية.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن اليسار الأوروبي، هو الآخر، ليس بمنأى عن تأثير ترامب. ففي باريس، سمع جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري هذا العام، صدى رفضه لنتائج الانتخابات السابقة عام 2020.

خطر محدق

فقد هاجم ميلانشون الحكومة اليمينية الجديدة واصفا إياها بأنها غير شرعية، وهي أن كتلته اليسارية قد احتلت المركز الأول في الانتخابات البرلمانية، وكان من حقها تشكيل الحكومة.

وطبقا للصحيفة، فإن الرئيس الأميركي المنتخب مكروه جدا في أوروبا، فهو معادٍ بالفطرة للقارة العجوز، ولطالما اعتقد أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوفّر للأوروبيين غطاءا أمنيا أميركيا على حساب دافعي الضرائب الأميركيين.

وقد لا يكون للخوف والازدراء اللذين يثيرهما ترامب تأثير كبير على المقلدين المعجبين كثيرا بشخصيته، فهو -برأي الصحيفة- يحظى بإعجاب قادة "غير ليبراليين ومتعصبين" من أمثال رئيسي الوزراء في المجر فيكتور أوربان، وروبرت فيكو في سلوفاكيا، والهولندي خيرت فيلدرز.

وتمضي واشنطن بوست إلى القول إن الشعوب الأوروبية قد "تحتقر" ترامب، إلا أنه من المرجح أن يسعى الكثيرون من قادتهم إلى استرضائه، لكن يظل خطر انتشار ظاهرة "الترامبية" محدقا بأوروبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

«جيروزاليم بوست»: ضابط سابق بـCIA: تصريحات ترامب عن «امتلاك غزة» تهدد الأمن الأمريكى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر مارك بوليمروبولوس، الضابط السابق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومحلل الأمن القومى فى شبكة إن بى سي، من أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول "السيطرة" على قطاع غزة كانت بمثابة "كابوس" فى مجال مكافحة الإرهاب.

جاءت تحذيرات بوليمروبولوس بعد أن أعلن ترامب فى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقوم بـ "امتلاك" غزة وتطويرها، دون تقديم تفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه الخطة.

فى وقت لاحق، وفى برنامج "مورنينج جو" يوم الأربعاء، عبر بوليمروبولوس عن قلقه من أن اللغة التى استخدمها ترامب قد تحفز الجماعات الإرهابية، مما قد يزيد من خطر تعرض الأمريكيين للتهديدات.

وقال بوليمروبولوس: "الكلمات التى استخدمها ترامب - مثل 'استولى على غزة' و'امتلك غزة' - هى بمثابة حافز للجماعات الإرهابية المتطرفة".

وأضاف أن هذه التصريحات قد تؤدى إلى تعزيز أهدافهم وتحفيزهم على شن هجمات ضد الولايات المتحدة.

وتابع: "إذا كنت فى وكالة الاستخبارات المركزية أو فى مجتمع مكافحة الإرهاب، لكان من أولى أولوياتى مراقبة المنتديات الإرهابية المتطرفة، لأن هذا يمثل هدفًا هائلًا بالنسبة لهم".

وأشار إلى أن هذه التصريحات قد تجعل الأمريكيين فى وضع أكثر خطورة، حتى لو كانت مجرد كلمات أو جزء من استراتيجية تفاوضية.

وعبّر عن دهشته من أن أحدًا فى وكالة الاستخبارات المركزية أو وزارة الخارجية الأمريكية قد يدعم هذا النهج.

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن التعامل مع التحديات التى تواجه قطاع غزة، والتى تتبنى نهجًا جذريًا بعيدًا عن الحلول التقليدية. ووفقًا للتقرير، فإن ترامب يقترح إعادة توطين سكان غزة فى أماكن أخرى، مع إعادة إعمار القطاع على المدى البعيد.

وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية ترامب فى هذا السياق تستند إلى مبدأ صينى قديم يُعرف بـ "اضرب العشب لتكشف الثعابين"، وهو مبدأ قائم على فكرة إحداث صدمة غير متوقعة قد تدفع الأطراف المعنية إلى إظهار مواقفها الحقيقية.

ويبدو أن الرئيس السابق يسعى من خلال هذا الطرح إلى دفع دول المنطقة للتعامل مع أزمة غزة بمزيد من الجدية والوضوح.

وبحسب الصحيفة، فإن إعادة توطين سكان غزة تبدو فكرة غير قابلة للتنفيذ، نظرًا لتعقيدات المشهد السياسى واللوجستي. فاحتلال الجيش الأمريكى للقطاع أمر مستبعد تمامًا، كما أن الدول العربية لن تقبل علنًا بنزوح جماعى للفلسطينيين إلى أراضيها. حتى إسرائيل، رغم توتر علاقتها مع حركة حماس، تدرك عواقب مثل هذه الخطوة.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن ترامب ربما لا يسعى فعليًا لتنفيذ هذه الخطة بقدر ما يستخدمها كمناورة تفاوضية.

إذ يعتمد نهجًا تفاوضيًا قائمًا على تقديم مطالب متطرفة فى البداية، بهدف دفع الأطراف إلى تقديم تنازلات لاحقة تحقق له مكاسب ملموسة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية مستوحاة من كتاب ترامب الشهير "فن الصفقة" الصادر عام ١٩٨٧، حيث يقوم على طرح مطلب ضخم يدفع حدود الممكن سياسيًا، ثم عند مواجهة الرفض، يجرى التفاوض على تسوية أقل تطرفًا لكنها لا تزال مكسبًا له.

فى النهاية، يبقى نهج ترامب تجاه غزة محل جدل واسع، فهل يسعى بالفعل لحل جذرى للأزمة، أم أن ما يطرحه لا يتعدى كونه مناورة صادمة تهدف إلى إعادة تشكيل مسار المفاوضات فى الشرق الأوسط؟
 

مقالات مشابهة

  • «جيروزاليم بوست»: ضابط سابق بـCIA: تصريحات ترامب عن «امتلاك غزة» تهدد الأمن الأمريكى
  • الحرب النفسية الترامبية ... والأمن القومي
  • “واشنطن بوست”: مصر ستتحرك عسكريا إذا حدث نزوح قسري للفلسطينيين
  • واشنطن بوست تُحذر ترامب: تهجير أهل غزة جريمة بمعايير القانون الدولي
  • واشنطن بوست: ديمقراطيون ينتقدون مقترح ترامب بشأن غزة
  • “واشنطن بوست”.. هل تتحول غزة إلى ساحة تطهير عرقي وصراع دولي؟
  • حرب التعرفة الجمركية الترامبية
  • واشنطن بوست: هل سيتم إلغاء فلسطين من النهر إلى البحر؟
  • واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمة
  • النرويج تتجه لحظر منتجات "تيمو" والسبب: مواد مسرطنة في ألعاب أطفال وتهديد للخصوبة