بقلم: تاج السر عثمان

١
أشرنا سابقا الي خطر اطالة أمد الحرب ودعوات الإسلامويين للتسليح والتحشيد كما هو جارى الان في الجزيرة وبقية المناطق،إضافة لرفضهم للجلوس للتفاوض منذ انفجار الحرب، وخطر الابادة الجماعية والتهجير التي يمارسها الدعم السريع واستهدافه للمواطنين على أساس عرقى كما هو جارى الان في مدن وقرى ولاية الجزيرة ودار فور وبقية المناطق، مما يحول الحرب الي اثنية وعرقية أهلية تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، الأمر الذي يخدم مصالح القوى الخارجية الداعمة لطرفي الحرب بالسلاح والعتاد، والهادفة لنهب ثروات البلاد، بحيث يتم تحقيق مخطط القوى الخارجية لنهب الثروات واضعاف بلدان المنطقة كما في مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ، وتقسيمها لكيانات عرقية ودينية، بحيث يسهل، تسيير دفة الأمور فيها لمصلحة السياسة النيوليبرالية فصراع الضواري الرأسمالية على الموارد، والبحث عن أسواق جديدة في روسيا والصين، وبقية البلدان التي استقلت في نهوض حركات التحرر الوطنى بعد الحرب العالمية الثانية، وصل لمرحلة أصبحت فيها الحروب وفرض سياسة النيو- ليبرالية مهمة لاعادة نفوذها الذي فقدته، كما هو جارى الآن في الحرب الروسية - الاوكرانية، وحرب غزة، وحرب السودان باعتبارها حلقة في سلسلة تلك الحروب، فالسودان غني بموارده الزراعية والمعدنية.

الخ. ولاسيما في هذه الظروف التي تصاعد فيها خطر الفاشية والنزعات العنصرية في أوروبا وأمريكا بعد مؤشرات فوز ترامب، مما يعيد أجواء بداية ثلاثينيات القرن الماضي التي شهدت الأزمة الاقتصادية وصعود النازية والفاشية التي قادت العالم إلى محرقة ودمار الحرب العالمية الثانية.
من جانب اخر تتدهور أوضاع الطبقة العاملة والكادحين جراء سياسة النيو ليبرالية والتقشف التي افقرت الكادحين، وزادت حدة الفوارق الطبقية والتناقضات بين مراكز الرأسمالية لنهب موارد الدول المتخلفة، ومن أجل السلام وضد سباق التسلح والحروب، ومن أجل حماية البيئة،وضد النزعات الفاشية والعنصرية، وزيادة الأجور التي تدهورت، وتخوض نضالا شرسا لتحسين اوضاعها المعيشية والصحية وبقية احتياجاتها الأساسية. كما تنهض الحركات الجماهيرية الرافضة للحرب مثل: مايحدث في الابادة الجماعية في غزة والسودان وغيرهما.
مؤكد ان نهوض الحركة الجماهيرية سوف يكون له تأثيره في تحقيق السلام ووقف الحرب وغل يد اليمين المتطرف، وسوف تنهض الحركات الجماهيرية الثورية من انقاض الحروب أكثر منعة وقوة.
كما يتطلب وقف الحرب في السودان اوسع جبهة جماهيرية لوقفها واسترداد الثورة، وعدم تكرار السير في طريق النيو ليبرالية الفاشلة التي افقرت الجماهير، بعد رفض مقترحات المؤتمر الاقتصادى والسير في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي، كما في اجتماعات شاتم هاوس الأخيرة التي تصدت لها جماهير السودانيين في بريطانيا، و تمسكت بشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، اضافة لعدم السير في نهج التسوية والشراكة مع العسكر والدعم السريع الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب كما أكدت التجربة السابقة، اضافة لعدم الإفلات من العقاب الذي قاد للمزيد من الجرائم، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
كما أشرنا سابقا أن من أهداف الحرب تصفية الثورة وتكريس مصالح الرأسمالية الطفيلية في قيادة طرفي الحرب والصراع على السلطة والثروة باعتبارها أداة للقوى الخارجية التي تسلحهما لإطالة أمد الحرب وتنفيذ مخططها في السودان.

٢
ارتفعت في ثورة ديسمبر 2018 شعارات " حرية – سلام- وعدالة – مدنية خيار الشعب"، كما أكدت علي وحدة السودانيين، ورفض الخطاب العنصري كما في شعار " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور "، " من كاودا لأم درمان ، كل البلد سودان" ، وارتفعت رايات الوطنية السودانية ، ورفض سياسة "فرق تسد " التي حاول بها النظام الإسلاموي العنصري الدموي لحوالي ٣٠ عاما تدمير النسيج القبلي والحزبي والاجتماعي في السودان، وأكدت على وحدة وتنوع السودان غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة أو المعتقد السياسي أو الفلسفي، وضرورة التعبير عن ذلك في دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.
كانت ملحمة الاعتصام أمام القيادة العامة تعبيرا عن وحدة وتلاحم وتضامن السودانيين ، والذي تم فضه في أكبر مجزرة ضد الانسانية ، تتطلب الاسراع في التقصي والقصاص للشهداء ومتابعة المفقودين، وكانت مجزرة فض الاعتصام انقلابا دمويا علي الثورة، و تعبيرا عن استمرار مجازر الإبادة الجماعية وضد الانسانية في دارفور والمنطقتين، وجاءت الحرب اللعينة امتدادا اوسع لتلك المجزرة التي نعيشها الآن كما في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين والماسي الانسانية من مجاعة وإبادة جماعية وعنف جنسي واغتصاب، وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء الارتفاع المستمر في الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة الجنية السوداني، وعدم صرف مرتبات العاملين وتدمير الصناعة والزراعة. الخ.

٣
إشعل الإسلاميون مع صنيعتهم الدعم السريع نيران الحرب ورفضوا التفاوض لوقفها، وكان هذا امتدادا لمواقفهم السابقة التي ادخلوا فيها العنف في الحياة السياسية والاستعلاء الديني والعرقي، حتي تم تتويج ذلك بانقلاب 30 يونيو1989م، الذي صادر كل الحقوق والحريات الديمقراطية، واعتقل وشرد وعذب الالاف من المعارضين السياسيين في "بيوت الأشباح السيئة السمعة "، وحول حرب الجنوب، التي توصلت الحركة السياسية لحل لها قبل يونيو 1989م (اتفاق الميرغني – قرنق)، حول الحرب الي دينية، وكانت النتيجة فصل الجنوب، كما مارس ابشع عمليات التطهير العرقي في جبال النوبا ، وجنوب النيل الازرق، وفي دارفور، وتكوين مليشيات الجنجويد التي كانت ذراعه لتنفيذ تلك الجرائم، حتى أصبح البشير مطلوبا ومتهما بارتكاب تطهير عرقي في دارفور، بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
كما شرد هذا النظام اكثر من 350 الف من اعمالهم طيلة حكمه البغيض، وتلك جريمة كبيرة لاتقل عن التطهير العرقي وتشريد الناس عن وسيلة انتاجهم (الارض)، وكما يقول المثل السوداني( قطع الأعناق ولا قطع الارزاق). اضافة الي فقدان السودان لسيادته الوطنية بسبب تلك السياسات المدمرة، واسلوب المراوغة ونقض العهود والمواثيق، بتوقيع الاتفاقات ، وعدم تنفيذها(نيفاشا، القاهرة، ابوجا، الشرق، ..الخ)، وحتى وصلنا للحرب اللعينة الجارية حاليا.
تلك باختصار حصيلة تجربة الاسلام السياسي في السودان الذي قام علي الاستعلاء الديني والعنصري والاثني وقهر الأقليات القومية، وإبادة القبائل الأفريقية ، وتشريدها من قراها.
مما يتطلب توسيع قاعدة الجبهة الجماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة ومواصلتها حنى تحقيق أهدافها في قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة أو النوع أو العرق أو المعتقد السياسي أو الفلسفي. الموقع يستخدم بعض أنواع الكوكيز نرجو النقر على الزر - موافق - لكي لاتظهر هذه الرسالة مرة

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان أمد الحرب کما فی

إقرأ أيضاً:

الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة

2024-11-20naghamسابق وزارة الخارجية والمغتربين: سورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على مدينة تدمر والذي يعكس الإجرام الصهيوني المستمر بحق دول المنطقة وشعوبها انظر ايضاًوزارة الخارجية والمغتربين: سورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على مدينة تدمر والذي يعكس الإجرام الصهيوني المستمر بحق دول المنطقة وشعوبها

آخر الأخبار 2024-11-20جلسات حوار لمناقشة تعديل القوانين الناظمة لعمل وزارة التجارة الداخلية بطرطوس ‏ودرعا 2024-11-20استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال غرب جنين 2024-11-20ترميز السلع والمنتجات لتنظيم عمل الأسواق خلال اجتماع في وزارة التجارة الداخلية 2024-11-20فيتو أميركي يعرقل مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة 2024-11-20انطلاق الجلسات الحوارية في غرفة تجارة حماة لتعديل قانون حماية المستهلك 2024-11-20الشيخ قاسم: العدو لن يخرج إلا بالمقاومة وسنبقى في الميدان نقاتله مهما ارتفعت الكلفة 2024-11-20قانون اتحاد الصحفيين… ندوة حوارية‏ في دار البعث 2024-11-20ارتقاء 36 شهيداً وجرح العشرات جراء عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية في تدمر 2024-11-20بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكري… فعالية توعوية طبية في طرطوس 2024-11-20محور الأورام في رابع أيام مؤتمر أيام صحة دمشق 2024 العلمية

مراسيم وقوانين مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة دمشق وآخر في دائرة مناطق حلب 2024-11-20 الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02الأحداث على حقيقتها القوات الروسية تقيم 9 نقاط مراقبة بريفي القنيطرة ودرعا قرب “منطقة فصل القوات” 2024-11-18 الجيش يدمر 15 طائرة مسيرة للإرهابيين في أرياف حلب واللاذقية وإدلب 2024-11-18صور من سورية منوعات مركبة الشحن الفضائية الصينية “تيانتشو-8″تلتحم مع محطة الفضاء الصينية تيانقونغ 2024-11-16 انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة استكمال المــهــمــة!!! بقلم: أ. د.بثينة شعبان 2024-11-18 المسافة صفر.. مخرز في خاصرة الاحتلال – بقلم : جمال ظريفة 2024-11-16حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-2020 تشرين الثاني- اليوم العالمي للطفل 2024-11-1919 تشرين الثاني 1954 – بدء بث «تلفزيون مونتي كارلو» وهي أقدم قناة تلفزيونية خاصة في أوروبا 2024-11-1717 تشرين الثاني 1969 -مفاوضات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة للحد من عدد الأسلحة الإستراتيجية على كلا الجانبين 2024-11-1616 تشرين الثاني 1970- قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد 2024-11-1515 تشرين الثاني 1920-عقد أول اجتماع لعصبة الأمم في جنيف 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث من نظيره الاماراتي الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في السودان
  • عضو الكنيست الإسرائيلى يعترف بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حرب غزة
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا
  • انتخاب ترامب واحتمال تأثيره على الأوضاع في السودان
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟
  • لاعب السودان: أشكر السعودية التي وقفت معنا منذ بداية الأزمة .. فيديو