منذ 1948.. تعرفوا إلى أبرز محطات الصراع بين لبنان وإسرائيل
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
رسميا، نال لبنان استقلاله في 22 تشرين الثاني 1943. منذ ذلك الوقت، يعاني لبنان من تداعيات صراعات إقليمية ودولية.
وفي عقود ما بعد الاستقلال، وما عاشه لبنان من اقتتال وحرب أهلية طواها اتفاق الطائف، بقي البلد غارقا في صراعات أنتجتها الانقسامات الطائفية والسياسية، وارتباط القوى بمحاور إقليمية متصارعة، فشكك كثيرون في حقيقة الاستقلال ومعناه.
على مدى عقود تعرض لبنان لاجتياحات وعمليات عسكرية إسرائيلية كان هدفها الرئيسي ملاحقة حركات المقاومة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين ولبنان.
تتصاعد الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله، ما يعيد إشعال صراع طويل الأمد شهد محطات تاريخية دامية منذ عام 1948 وحتى 2024، ويشمل حروبا واشتباكات مستمرة أثرت على استقرار المنطقة وسكانها.
على مدى أكثر من سنة، قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان لم يتوقف تبادل إطلاق النار ولكن الصراع الحقيقي بين حزب الله وإسرائيل يمتد لعقود .. فما هي أبرز محطات الصراع؟
1948
الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وتسمى أيضًا بحرب النكبة. بدأ الصراع في عام 1948، عندما شارك لبنان في الحرب ضد إسرائيل حديثة النشأة، ما أدى إلى لجوء نحو 100 ألف فلسطيني إلى لبنان.
ووقعت بين الجيش والقوات الاسرائيلية معركة تسمى "المالكية "من 15 ايار إلى 7 تموز كجزء من حرب 1948، في قرية المالكية في منطقة الجليل الأعلى.
وخلال ليلة 5/6 تموز تمكنت كتيبة المشاة اللبنانية من إحكام سيطرتها على التلال الواقعة شمال شرق وجنوب غرب المالكية وقبل أن ينبلج صباح 6 تموز كانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من البلدة.
ثم وقّع لبنان وإسرائيل هدنة في رأس الناقورة في 23 آذار 1949.
1968
يوم 28 كانون الأول 1968، دخلت وحدة كوماندوس إسرائيلية مطار بيروت وألصقت عبوات ناسفة بطائرات الشرق الأوسط التابعة للبنان وفجرت 13 طائرة مدنية. شنت إسرائيل هجوما على مطار بيروت انتقاما لما قيل يومها إنها عملية اختطاف طائرة كانت متجهة من تل أبيب إلى روما، نفذتها المقاومة الفلسطينية.
ونفذت وحدات خاصة تابعة لاسرائيل إحدى أكبر العمليات العنيفة، وقامت بمهاجمة مطار بيروت وتدمير أكثر من نصف الأسطول الجوي المدني اللبناني.وقام المظليون الإسرائيليون أيضا بتعطيل سيارات الإطفاء في المطار، كما تعرضت شاحنة تابعة للجيش لأضرار إثر استهدافها بنيران طائرة مروحية إسرائيلية.
1973
تحديدًا يوم 6 تشرين الأول 1973، شنّت مصر وسورية هجومًا ضدّ إسرائيل على جبهتَين، سعيًا إلى استعادة أراضٍ خسرتاها خلال حرب حزيران 1967. وشكّل ذلك الهجوم منعطفًا مفصليًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
وقعت الغارة الإسرائيلية في لبنان عام 1973، عندما هاجمت وحدات القوات الخاصة للجيش الإسرائيلي العديد من أهداف منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وصيدا بلبنان
وتزايدت هجمات فلسطينيين على إسرائيل، وتزايدت معها الردود العسكرية الإسرائيلية على أهداف في لبنان ودفع هذا الكثير من اللبنانيين إلى الفرار من الجنوب، فيما تفاقم التوتر الطائفي داخل لبنان لتشتعل الحرب الأهلية.
ولقد أحدثت العملية الإسرائيلية انقساماً حاداً في الرأي العام في لبنان. فخرج 10% من سكان لبنان، لحضور جنازة زعماء منظمة التحرير الفلسطينية الذين استشهدوا في بيروت، كما شارك عشرات الآلاف في تظاهرات في أجزاء أخرى من البلاد.
خلال فصول الحرب، وقف لبنان شاهدًا على تداعيات النزاع وواجه عددًا من التحديات. فقد انطلق العام 1973 حاملًا معه أحداثًا كثيرة في البلاد. ويُشار إلى أن لبنان وقّع على اتفاق القاهرة للعام 1969، الذي سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتسلّح وفرض سلطتها داخل مخيمات اللاجئين في لبنان، ما أدّى إلى قيام دولة بحكم الأمر الواقع داخل الدولة اللبنانية. وعلى الرغم من أن لبنان لم ينخرط في حرب 1973، فقد وقع أسير الديناميات الإقليمية التي أفرزتها الحرب.
1978
عمليَّة الليطاني 1978 هو اسم الحملة العسكريَّة الّتي قام بها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان، واحتلّ خلالها الأراضي اللبنانيّة. كانت تهدف هذه الحملة إلى القضاء على المنظّمات الفلسطينيَّة المتمركزة في جنوب لبنان.
وجرى خلال العملية الفلسطينية استهداف حافلة تقل إسرائيليين في ساحل حيفا، بعد تسللهم عبر زورقين عن طريق البحر ما تسبّب في مقتل 37 إسرائيليًا وجرح 82 آخرين. وردت إسرائيل بعملية برية اجتاحت الجنوب اللبناني. ووصلت العملية إلى عمق 10 كيلومترات بامتداد 80 كيلومترًا على الحدود اللبنانية. كما استشهد نحو 1100 مدني لبناني وأصيب أكثر من 2000 آخرين، ونزح ما بين 100 ألف و250 ألف شخص من منازلهم.
1982
في صيف عام 1982 شهد لبنان واحدة من أعنف وأشرس الحروب في تاريخه الحديث، حينما شنت القوات الإسرائيلية هجوما واسع النطاق على الأراضي اللبنانية. فتحولت الأراضي اللبنانية إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل. كان هذا الاجتياح يهدف إلى القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وبنيتها في لبنان، وإعادة تشكيل الواقع السياسي في المنطقة لصالح إسرائيل.
انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام 1985 إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى عام 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي فعلياً من جنوب لبنان.خلّف هذا الغزو آثارا مدمرة على الصعيدين الإنساني والسياسي، مما أدى إلى تداعيات جيوإستراتيجية في المنطقة استمرت عدة عقود.
1985
انسحبت إسرائيل من وسط لبنان عام 1983، لكنها احتفظت بقوات في الجنوب، وأقامت منطقة احتلال رسمية في جنوب لبنان بعمق نحو 15 كيلومتراً، فيما شن حزب الله حرب عصابات ضد القوات الإسرائيلية.
نفذت إسرائيل سياسة القبضة الحديدية التي أدت إلى تدمير مناطق واسعة من الجنوب من اجل إنشاء مناطق أمنة. حزب الله يوجه أول رسائله إلى المستضعفين في الأرض بتوجيه تهديد للأميركيين وإسرائيل. بدء عمليات خطف الأجانب المتواجدين في لبنان. وقوع "حرب المخيمات" التي دامت حوالي 3 سنوات، بين مقاتلي حركة أمل والجيش السوري والجيش اللبناني ومسلحي الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض الفصائل الفلسطينية ضد المسلحين الموالين لياسر عرفات ومقاتلي حركة المرابطون مما أدى إلى تدمير معظم المخيمات الفلسطينية.
انسحبت إسرائيل من وسط لبنان في عام 1985، لكنها احتفظت بمنطقة احتلالية في الجنوب، حيث بدأ حزب الله بشن حرب ضد القوات الإسرائيلية.
1996
مع استمرار حزب الله على مهاجمة القوات الإسرائيلية في الجنوب وإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، شنت إسرائيل هجوماً استمر 17 يوماً. إحدى أكبر وأفظع المجازر التي ارتكبها الاحتلال عبر تاريخه، سميت بمجزرة قانا الأولى في 18 نيسان 1996 تمت في مركز قيادة فيجي التابع لقوات اليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، وسقط قرابة مئة من الشهداء في ذلك اليوم الأسود.
2006
شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى استشهادالعشرات، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من ستة آلاف جندي لنشرها سريعا شمال إسرائيل.
حدث أثناء الحرب نزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني من مناطق القتال وتم إجلاء نحو 2000 من الرعايا الأجانب إلى سوريا وقبرص واستشهد أثناء النزوح 18 مدنيا لبنانيا في قصف إسرائيلي على موكبهم.
وانتهت الحرب دون أن تحقق إسرائيل أهدافها العسكرية، وأعلن حزب الله "النصر". وخرجت “إسرائيل” بأكبر هزيمة في تاريخها.
2023
بدأ حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في 8 تشرين الأول، بعد يوم واحد من انطلاق عملية طوفان الأقصى في غزة. وردت إسرائيل بقصفِ على الأراضي اللبنانية. ظلّ الإشتباك محصوراً في المناطق الحدودية لعدّة أشهر.
وشنت إسرائيل هجمات جوية قصفت خلالها مناطق حدودية في جنوب لبنان، واستهدفت مواقع في سهل البقاع، فيما ضرب حزب الله شمال إسرائيل، واضطر عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
شملت المناوشات عمليات اغتيال وقصف منازل وتدمير آليات وإسقاط طائرات مسيرة، كما وشملت محاولتي توغل بريًتين محدودتين من الجانب الإسرائيلي تم إحباطهما.
2024
استهدفت ضربة في تموز مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل أسفرت عن سقوط قتلى، ونفى حزب الله ضلوعه بها، ثم قتلت إسرائيل القائد العسكري بحزب الله فؤاد شكر في هجوم قرب بيروت.
وتصاعد الصراع في أيلول عندما انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية لحزب الله، مما أسفر عن سقوط العشرات وإصابة الآلاف.
وتباعا أسفرت غارات إسرائيلية وقعت يوم الاثنين 23 أيلول عن سقوط أعنف الضحايا وأكثرهم انتشارا في لبنان. وفي 27 أيلول، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية ودمرت مقر القيادة المركزية لحزب الله في بيروت، مما أسفر عن استشهاد زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله وقادة آخرين.
وقالت وزارة الصحة في 4 تشرين الثاني إن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي المستمر على البلاد ارتفع إلى 3102 شهيد و13819 مصاباً، بحسب آخر احصاء ليل امس الخميس. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: منظمة التحریر الفلسطینیة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی الأراضی اللبنانی جنوب لبنان ما أدى إلى حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اشتكت إلى اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في لبنان، من أن إيران تقوم بتمويل حزب الله عبر حقائب مليئة بالنقود.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤول دفاعي أمريكي وأشخاص مطّلعين على الشكوى، إن دبلوماسيين إيرانيين وغيرهم يسافرون من طهران إلى بيروت حاملين عشرات الملايين من الدولارات نقدًا لدعم حزب الله.
وأضافت أن الشكوى الإسرائيلية تضمنت أيضا ادعاءات بأن مواطنين أتراك استخدموا لنقل الأموال من إسطنبول إلى بيروت جوا.
وأشار مسؤول في لجنة وقف إطلاق النار إلى أن اللجنة قامت بنقل الشكوى إلى الحكومة اللبنانية، موضحا أن دور اللجنة لا يشمل البتّ في الانتهاكات المحتملة. وتضم اللجنة ممثلين عن الولايات المتحدة، فرنسا، الأمم المتحدة، لبنان ودولة الاحتلال.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين في بعض الحكومات المشاركة في اللجنة اعتبروا المزاعم الإسرائيلية ذات مصداقية أو قالوا إنهم كانوا على علم باستخدام إيران لمطار بيروت في عمليات تهريب الأموال.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن اتفاق وقف إطلاق النار يلزم لبنان بتأمين موانئه ومنع تدفق الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى الجماعات المسلحة، لكنه لا يتطرق تحديدا إلى مسألة تهريب الأموال.
ورغم محاولات الصحيفة للحصول على تعليق، لم ترد الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني على المزاعم، كما لم يعلّق كل من البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أو ممثلو حزب الله.
من جانبه، صرّح الدبلوماسي الإيراني في بيروت، بهنام خسروي، لوسائل إعلام رسمية في بلاده بأن “طهران لا تستخدم طائرات الركاب لتهريب الأموال إلى لبنان”. كما قال مسؤولون أتراك إن مطار إسطنبول مجهّز بأجهزة فحص متطورة قادرة على كشف أي مبالغ نقدية كبيرة، مضيفين أنه "لم يتم العثور على أي حالات تهريب مماثلة".
وحذّرت دولة الاحتلال من أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، مهددة بضرب مطار بيروت إذا تم استخدامه لنقل مساعدات مالية أو عسكرية للجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللبنانية قامت، في 2 يناير/كانون الثاني، بتفتيش ركاب طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية بعد تقارير إعلامية تحدثت عن تهريب أموال لحزب الله عبرها. لكن دبلوماسيًا إيرانيًا على متن الطائرة رفض الامتثال للتفتيش، فيما أكدت إيران أن الحقائب التي كان يحملها تحتوي على "وثائق وأموال لعمليات السفارة".
وبحسب التقرير، فإن حزب الله يسعى إلى تأمين التمويل لدفع رواتب مقاتليه وتعويض العائلات المتضررة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وسط مؤشرات على صعوبات مالية يواجهها نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر لمصادر تمويله.
وكشف ماثيو ليفيت، نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق، أن حزب الله خسر خلال الأشهر الأخيرة "قدرا كبيرا من المال" بسبب الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن إيران لن تتخلى عن تمويل الجماعة رغم أزماتها الاقتصادية.
في المقابل، نفى شخص مطّلع على شؤون حزب الله وجود أي "أزمة سيولة"، مشيرا إلى أن الحزب "لا يزال قادرا على دفع تعويضات للمتضررين، كما أصدر شيكات بقيمة 500 مليون دولار عبر بنك القرض الحسن"، وهو المصرف الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاته بالحزب.
ورغم ذلك، نوّه التقرير إلى أن الضغوط على حزب الله تزايدت بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، ما أضعف أحد أهم طرق التهريب التي استخدمتها إيران لدعمه. كما فرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في مطار بيروت لضمان عدم وصول تمويل جديد إلى الجماعة المسلحة، وفقًا لمسؤول أمني لبناني كبير.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين، الذين غادروا مناصبهم عقب تغيّر الإدارة في واشنطن، أعربوا عن قلقهم من احتمال استغلال حزب الله لنفوذه داخل لبنان للالتفاف على القيود الأمنية في المطار، مما قد يسمح باستمرار تدفق الدعم الإيراني إليه.