8 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة:
شهدنا جميعاً الرد الصهيوني على الجمهورية الإيرانية، وكيف كان وبأي صورة بدأ. يبدو أن كلا الطرفين كانا على علم مسبق بأسلوب الرد، ويدركان جيداً أنه سيكون شكلياً دون أضرار كبيرة، وكأن هناك اتفاقاً بينهما حول آلية الرد.
هل انتهت فترة التشنجات بين إسرائيل وإيران؟ يبدو لي أن الأمر قد بات محسوماً، وأن كلا الطرفين باتا مقتنعين بآلية الرد المتفق عليها.
من وجهة نظري، أعتقد أن الوقت قد حان لتغيير نمط الحرب في المنطقة، خاصة مع تصاعد نفوذ الحوثيين وسيطرتهم على مجريات البحر، وكذلك بقية الفصائل التي تسعى لفرض قوتها للبقاء. يبدو أننا على مشارف بداية جديدة على الساحة، وستكون هناك تنازلات بين الطرفين لتجنب اشتعال المنطقة بفتيل الحرب. فإيران لا ترغب في حرب شاملة، وكذلك إسرائيل التي تخشى القوة الصاروخية الإيرانية التي يمكنها ضرب العمق الصهيوني.
الحرب، إن اندلعت، ستكون إما استنزافية، ما سيكلف إسرائيل الكثير، أو مباشرة، ما سيكلفها ثمناً باهظاً، خاصة مع دخول منظومة “تاد” الدفاعية الخدمة في إسرائيل.
الكرة الآن في ملعب الخصم الصهيوني؛ فإذا اكتفى بهذا الرد، فقد يعني ذلك نهاية الصراع في الشرق الأوسط. أما إذا كانت الضربات الأخيرة مجرد “جس نبض” لإيران، فهذا موضوع آخر له تبعات كبيرة سنتطرق إليها لاحقاً.
تبقى التساؤلات حول الخصوم والأطراف التي دخلت النزاع، ومواقفها: هل ستساند إيران، وتفتح المنطقة أبواباً جديدة أمامها، أم سيكون لطرفي النزاع موقف آخر؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
وزير الحرب الصهيوني يهدد مصر ويتوعد غزة: لن نسمح بانتهاك اتفاقية كامب ديفيد
يمانيون../
صعّد وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، من لهجته العدائية تجاه مصر، محذرًا من أي “انتهاك” لاتفاقية كامب ديفيد، ومؤكدًا أن كيان الاحتلال “لن يسمح” بأي تحرك مصري خارج الأطر التي يحددها الاتفاق.
وفي تصريحات حملت نبرة تهديد واضحة، قال كاتس إن “إسرائيل” تعتبر مصر “أكبر وأقوى دولة عربية”، وإن اتفاقية السلام التي أُبرمت عام 1978 أخرجت القاهرة من دائرة الحرب “بقرار غيّر وجه التاريخ”، مشددًا على أن تل أبيب ستتعامل مع أي محاولة مصرية لتعديل الوضع القائم في سيناء.
قلق صهيوني من تنامي قوة الجيش المصري
لم تقتصر التصريحات العدائية على كاتس، إذ عبّر رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، عن قلق متزايد داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية من القدرات المتطورة التي بات يمتلكها الجيش المصري.
واعترف هاليفي بامتلاك القاهرة “أسلحة متقدمة تشمل طائرات حديثة، غواصات، سفن حربية، دبابات متطورة، وقوات مشاة ذات كفاءة عالية”، مشيرًا إلى أن هذا التطور لا يشكل تهديدًا مباشرًا حاليًا، لكنه قد يتحول إلى خطر في أي لحظة “بحسب القيادة المصرية المقبلة”.
ويأتي هذا التوتر بعد تقارير للقناة الصهيونية الـ14 كشفت عن تحركات استخباراتية صهيونية مكثفة لمراقبة الجيش المصري في سيناء، وسط مزاعم بأن القاهرة تعزز وجودها العسكري هناك “بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد”.
تهديدات صهيونية لغزة واستمرار العدوان
لم تقتصر تصريحات كاتس على مصر، بل شملت تهديدًا واضحًا بتجدد العدوان على قطاع غزة إذا لم تُفرج المقاومة عن الأسرى الصهاينة قريبًا.
وقال كاتس: “لن نسمح أبدًا بسيطرة حماس على غزة، وسينتهي القتال بأمرين واضحين: عودة الأسرى جميعًا، وتدمير سلطة حماس”.
ورغم مزاعمه حول “إتاحة الفرصة للوسطاء”، إلا أن تهديداته تعكس توجهًا صهيونيًا نحو تصعيد عسكري جديد في القطاع.
دعوات صهيونية لاحتلال غزة وتجويع الفلسطينيين
في السياق ذاته، دعا وزير المالية الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش، إلى “هجوم قوي وسريع يهدف إلى احتلال غزة بالكامل”، فيما واصل وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، تحريضه الإجرامي، مطالبًا بقصف مستودعات الأغذية في غزة وقتل الفلسطينيين إذا تعرض الأسرى الصهاينة للخطر.
يأتي هذا التصعيد السياسي والعسكري وسط استمرار العدوان الوحشي على غزة، حيث ارتفعت حصيلة المجازر إلى أكثر من 48,397 شهيدًا و111,824 مصابًا، في ظل صمت دولي وتواطؤ أمريكي واضح مع الاحتلال.