من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي .. طقوس الجمعة
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
#طقوس_الجمعة ..
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 19-05-2016
لقد أصبحت الأيام بلا ذاكرة، فتيلها قصير بارد ، لا تشتعل بالتفاصيل مهما حاولنا قدح كبريت الوقت بصوان الحدث.. شخصياً لا أذكر ما الذي جرى معي طوال هذا الأسبوع ، السبت مموهاً ، ولا جديد الأحد ، أما الاثنين فاجترار للدقائق ، والثلاثاء مر عاديا، والأربعاء يشبه من سبقوه وكذلك الخميس.
بالمقابل ما زلت أذكر تفاصيل جُمعتنا القديمة ..أذكر طقوسها منذ الفجر ، رائحة القهوة المغلية على «البابور»، دخان الطابون الذي يعبق في الحي ، أذكر طقطقات «اللقن» تحت قدمي في حمّام الأسبوع، أذكر «تنكة سمنة الغزال» وماءها المغلي الذي تتم معادلته بدلو حلاوة بارد ، ولا شيء يضمن عملية المعادلة سوى كأس بلاستيكي أحمر وأصابع أمي التي تجسّ درجة السخونة قبل ان تشرع في صب الماء على جسدي النحيل ..ما زلت أذكر رائحة صابون المفتاحين المميزة ، وحرقة العينين، ومشط العظم ماركة الفيل ، حيث الأسنان الحادة والمهمة الجادة في التمشيط…اما جالون»الفليتْ» الذي يختبئ على يمين أمي فوجوده بمثابة قوة احتياطية تحدد تدخله من عدمه بعد أول «كرشتين»في المشط ..
أذكر قبّة الجامع الواسعة ، مقشورة الدهان من الداخل ، كان يسكن في باطنها زوج من الحمام البري يبني عشّاً آمناً ، يهدلُ عند خلو الجامع من المصلين وينصت عند كلمة «آمين».. أذكر نحنحات خطيب الجمعة أثناء صعوده على المنبر ، ونوم الختيارية على الأعمدة المستديرة والتفاتات الأولاد إلى الشابيك الملوّنة، أذكر وقوف كبار الحي حول المحراب حتى يدعون «الخطيب» على «الغداء» فور انتهاء الصلاة، فمن يظفر بالشيخ ضيفاً عزيزاً في بيته يظفر بالدنيا كلها..
أذكر صوت صوفيا صادق الذي ينبعث من تلفزيوننا القديم بعيد النقل المباشر وهي تنشد « أجرني اله العرش أنت مجيري»..وأشتاق إلى شدو الشيخ النقشبندي في ابتهاله المشهور «الله يا الله»..وصور الغيم الذي يمر سريعا على صوت المنشد وتفتح الأزهار وفرخ العصافير الذي يفتح فاه لرزقه وصور الأمطار في الغابات ، كل ذلك كان يرافقنا في ظهيرة الجمعة..
أذكر حديث الشعرواي الديني ، وفقرة الأطفال، ونومة العصر التي لا تهنأ الا على صوت معلق أجنبي وهو يعلق على مباراة مسجلة من الدوري الانجليزي قبل موسمين…
كانت أيامنا ممتلئة بالتفاصيل، ومفردات الحياة لم تسلّم بنادق العيش بعد ، لذا ما زلنا نحن إليها ونحبّها…
في طقوس الجمعة كان كلّ من حولنا ما زالوا حولنا…هم التفاصيل وهم الطقوس.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com مقالات ذات صلة تجدد حالة عدم الاستقرار الجوي بداية ومنتصف الأسبوع المقبل 2024/11/08
#130يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
بالصور.. فعاليات وعروض ثاني أيام مهرجان الفضاءات المسرحية
عرض أمس ضمن عروض مسابقة مسرح العلبة الإيطالي عرض «حكاية من الذاكرة» على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وتدور قصة العرض حول حياة طفلة ولدت كفيفة وصماء ويرى الجمهور رحلتها مع تحدي الظروف التي تواجهها حتى تصل لتحقيق ذاتها واملها بالتخرج من الجامعة.
العرض عن رواية «قصة حياتي العجيبة» للكاتبة الأمريكية هيلين كيلر، ترجمة محمد وهدان، بطولة: ماريا أسامة، كارما وليد، اسلام شوقي، أحمد إيهاب، داليا سمير، معتز ادريس، مريم عثمان، جنى فريد، محمد القصري، رياض الشربيني، تمصير وإعداد مسرحي عبد الرحمن سالم، ومن اخراج إبراهيم حسن.
كتب كلمات أغاني العرض: أنس النيلي، وترجمة لغة الإشارة صفاء منتصر، ألحان: محمد اغا وندى خيري، هندسة صوتية عبد الرحمن اغا، غناء اسراء احمد كاشون، حركة محمد صلاح، ديكور لينا عباس، إكسسوار لورا عباس، اضاءة احمد صبحي، أزياء ومكياج محمد شاكر، مساعدين إخراج: محمود أبو كيفه ومحمد الزيدية وكريم عبده ومحمد زغلول، مخرج منفذ إبراهيم عادل.
على جانب آخر وضمن عروض مسابقة الفضاءات غير التقليدية، عرضت مسرحية «الضيف» داخل قاعة سعد أردش بالدور الثاني بمبنى معهد الفنون المسرحية.
العرض مأخوذ عن: «ثورة الموتى» لـ اروين شو و«انشودة الدم» للدكتور مصطفى محمود، ورواية «1984» لجورج اورويل، وهو بطولة: محمد الحضري وصلاح عبد العزيز، إضاءة محمود الحسيني كاجو، ديكور احمد تيفا، ملابس عالي علي، إعداد موسيقي مهند أسامة، دراماتورج وإخراج محمد الحضري.
وتدور قصة العرض حول فكرة جدوى الحروب وعبثيتها وأثرها السلبي على علاقات الناس ببعضهم البعض من خلال إنسان مهزوم او محطم رضخ طويلا لكم كبير من الأوامر التي ليس لها معنى، ويتجسد ذلك عبر صراع العاجز والشاعر الذي فقد عقله وأصبح يهذي بأفكار وأحاديث غير منطقية لكن مع تطور الحديث بينهم نكتشف أن ما فات هو خدعة من الشاعر لجر الجندي العاجز ومعرفة ما في قلبه ويهزم أي أمل داخله للإصلاح.
الجدير بالذكر أن فعاليات اليوم الأربعاء 9 أبريل ستبدأ الساعة 6 م بعرض «احفاد دافنشي» على مسرح مدرسة الفنون ثم عرض «ثلاثة مقاعد في القطار الاخير» الساعة 8 م على مسرح نهاد صليحة، وأخيرا عرض «مسافر ليل» الساعة 10 م في ساحة المدرسة الثقافية.