أطفال يحصلون على إجازات مجانية بفضل شهرتهم على يوتيوب.. لكن هل نعرف ما يختبرونه خلف الكواليس؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في إحدى الصّور عبر منصة "إنستغرام"، تظهر عائلة مكوّنة من 4 أفراد (أب، وأم، وأخ، وأخت) في نيو أورلينز، تتزيّن بقلادات مصنوعة من الخرز.
في صورة أخرى، تجلس العائلة على أريكة فندق وعلت ابتسامة محيّاهم أمام الكاميرا.
قد تبدو عائلة موريسون كمجموعة من عملاء سريّين يعيشون حياةً مزدوجة، فمع أنّها تسكن في ضواحي أريزونا، إلا أنّها تستكشف العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتُعرف العائلة باسم "American Travel Family" عبر الإنترنت، ويشاهد 11 ألف من متابعيهم عبر "يوتيوب" تجاربهم أثناء زيارة وجهات سياحيّة شهيرة مثل لندن، والدومينيكان، وحديقة "ديزني لاند".
ومع ذلك، قد يكون هناك جانب مظلم من خلال عرض حياة المراهقين والأطفال للاستهلاك العام.
الخضوع للمحاسبةوأطلق كريس مكارتي، طالب جامعي من جامعة واشنطن، حملة فرديّة لتغيير طريقة تعويض الأطفال لظهورهم على صفحات أهلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومدونّات الفيديو.
وتشجّع مكارتي على القيام بذلك نتيجة الجدل الذي اندلع عندما أعلنت مدوِّنة تُدعى مايكا ستوفر، يتمحور محتواها حول تربية الأطفال، أنّها منحت طفلها بالتّبنى من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عائلة مختلفة بعد ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي خاصتها.
وفي عام 2022، أطلق مكارتي حملة تُدعى "Quit Clicking Kids" تهدف إلى منع الأشخاص من استغلال الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب ماليّة.
ويرى مكارتي أنّ الأطفال يستحقون الخصوصيّة، والتّمتع بآراء خاصّة بشأن كيفيّة إظهارهم عبر الإنترنت، خصوصًا من يُعتبرون أصغر من أن يوافقوا.
ويمكن لصنّاع المحتوى الأكثر شهرة تحقيق مكاسب ضخمة بسهولة سنويًا من خلال عائدات الإعلانات، والشّراكات مع العلامات التجاريّة.
لكن كيف يمكن التعامل مع هذه الأموال؟ وإذا كان الأطفال يساعدون في إنشاء محتوى يدر المكاسب، فهل يعني ذلك أنّهم يستحقون حصّة منه؟
قامت صناعة السينما والتلفزيون بتسوية حساباتها بالفعل بشأن هذه القضايا.
ويوجد قانون يُدعى "قانون كوجان" (Coogan Law) سُمّي تيمنًا بطفل شهير من عشرينيّات القرن الماضي، جاكي كوجان، بدّد والداه ثروته.
والآن، يجب إيداع 15% من أرباح الممثلين الأطفال في ولاية كاليفورنيا بصندوق ائتمان لا يمكن للأهل أو أولياء الأمور الوصول إليه.
ويؤمن مكارتي بضرورة وجود قانون جديد شبيه بذلك للأطفال الذين يظهرون في مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، والحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتّى إذا أقرّت الولايات المتحدة بالقوانين، يحتمل أنّها لن تنطبق على العائلات الرّحالة التي لا تتمتع بعنوانٍ ثابت، أو التي تصنع محتواها في دول أخرى.
وفي مايو/أيار من عام 2023، أصدر مكتب كبير الجراحين الأمريكيين، الدكتور فيفيك مورثي، تعميمًا حول وسائل التواصل الاجتماعي، والصحة العقليّة للأطفال.
وأفاد مورثي في بيان: "هناك أدلة متزايدة على أنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بإلحاق الضرّر بالصحة العقليّة للشّباب".
تمكين أم اعتداء؟تُعتَبر بروك موريسون، الوالدة، والموثِّقة الأساسية لتجارب عائلتها على قناة "American Travel Family" التي انطلقت في عام 2020، عندما كان ابنها باركر وابنتها ماكنزي بلغا من العمر تباعًا سن الـ13 عامًا والـ10 أعوام.
وأوضحت موريسون أنّها تحرص مع زوجها على وضع 15% من الأرباح التي يحققونها عبر الإنترنت في حسابات ائتمانية لطفليهما.
وتؤمن موريسون بضرورة وضع حدود صارمة حول ما يشاركه الأهل عن أطفالهم عبر الإنترنت.
ومع ذلك، لا يمكن لأحد أنّ يفهم شخصًا آخر حقًا بمجرّد مشاهدتهم عبر الإنترنت.
وتُعتبر قضية ماشيل هوبسون بمثابة حكاية تحذيريّة.
فقد امتلكت هوبسون، وهي أم لـ7 أطفال، قناةً ناجحة عبر "يوتيوب" اسمها "Fantastic Adventures" ظهر فيها أطفالها وهم يلعبون ويرتدون ملابس الأبطال الخارقين.
ومع ذلك، كانت حياتهم الواقعيّة مختلفة عن النسخة المعروضة على الشاشة.
ففي عام 2019، أُلقي القبض على هوبسون، ووُجِّهت إليها تهمتي التحرش بالأطفال، و7 تهم تتعلق بإساءة معاملة الأطفال، وخمس تهم لإهمالهم، إضافةً لخمس تهم بالحبس غير القانوني.
ووفقًا للشرطة، تعرّض الأطفال للضرب والعقاب في حال لم يرغبوا بالظهور أمام الكاميرا، أو عند نسيان "نصوصهم".
وقبل إغلاق حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حقّقت هوبسون بين 106،800 دولار و1.7 مليون دولار سنويًا.
قوانين جديدةالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أطفال الإنترنت حقوق الأطفال وسائل التواصل الاجتماعي يوتيوب وسائل التواصل الاجتماعی عبر الإنترنت
إقرأ أيضاً:
5 فحوصات طبية مضللة تروج لها وسائل التواصل
قال بحث جديد إن منشورات إنستغرام وتيك توك، التي تروج لـ 5 اختبارات طبية مثيرة للجدل، تحتوي على القليل من العلم، وهي ترويجية في الغالب، ولا تذكر المصالح المالية.
ووفق "هيلث داي"، وجدت الدراسة أن الغالبية العظمى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول الاختبارات الطبية مضللة.
وحلل الباحثون 982 منشوراً من حسابات على إنستغرام وتيك توك تتمتع بأكثر من 194 مليون متابع مجتمعين.
الفحوصاتوكانت المنشورات مرتبطة بـ 5 اختبارات فحص مثيرة للجدل:
• التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم.
• الاختبارات الجينية التي تدعي تحديد العلامات المبكرة للسرطان.
• اختبارات احتياطي البويضات للخصوبة.
• تحليل ميكروبيوم الأمعاء.
• اختبارات الدم لانخفاض هرمون التستوستيرون.
• 84% من المنشورات كانت ذات نبرة ترويجية.
• ذكر 6% فقط أدلة علمية.
• ذكر 87% الفوائد.
• ذكر 15% فقط الأضرار المحتملة.
• أشار 6% فقط إلى احتمال الإفراط في التشخيص بناء على هذه الاختبارات.
وقالت بروك نيكل، الباحثة الرئيسية من جامعة سيدني،: "هذه الاختبارات غير ضرورية بالنسبة لمعظم الناس، والعلم الذي يدعمها غير مستقر".
وأضافت: "تحمل هذه الاختبارات إمكانية حصول الأشخاص الأصحاء على تشخيصات غير ضرورية، ما قد يؤدي إلى علاجات طبية غير ضرورية أو يؤثر على الصحة العقلية".
كما وجدت الدراسة أن 68% من أصحاب الحسابات لديهم مصلحة مالية في الترويج للاختبارات.
وقال الباحثون: "أصبحت الحاجة إلى تنظيم أقوى لمنع المعلومات الطبية المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر إلحاحاً".