قتلى من الجيش واليونيفيل بغارات على لبنان و«حزب الله» يقصف مستوطنات وقواعد إسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أعلن الجيش اللبناني يوم الخميس، عن مقتل 3 مواطنين وإصابة 3 عسكريين في صفوفه وعناصر من الوحدة الماليزية في اليونيفيل، في غارة على سيارة بمدينة صيدا، كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أنه رصد إطلاق 20 صاروخا خلال ساعة واحدة من جنوب لبنان باتجاه الشمال.
وقال الجيش اللبناني في بيان له: “استهدف العدو الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة 3عسكريين من عناصر الحاجز و4 من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور”.
استهدف العدو الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند… pic.twitter.com/SITTmnVrYu
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) November 7, 2024وصدر عن قيادة اليونيفيل بيان جاء فيه: “بعد ظهر اليوم الخميس، كانت قافلة تابعة لقوات اليونيفيل، تنقل جنودا لحفظ السلام وصلوا حديثا إلى لبنان، تمر عبر صيدا عندما وقع هجوم بطائرة مسيّرة بالقرب منها”.
وأضاف البيان: “أصيب خمسة من جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، وجرى علاجهم على الفور من قبل الصليب الأحمر اللبناني، ثم واصلوا طريقهم إلى مواقعهم في جنوب لبنان. كما أكد الجيش اللبناني إصابة ثلاثة من جنوده عند نقطة التفتيش التابعة للجيش اللبناني والقريبة من موقع الغارة.”
في المقابل، قالت مصادر لبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية شنت اليوم الجمعة، غارة على بلدة الخيام جنوبي لبنان. وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي الليلة قرية دير الزهراني في النبطية جنوبي لبنان، مما أسفر عن اندلاع حرائق.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن قبيل ذلك غارتين على بلدتي دير الزهراني ودبين
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه رصد إطلاق 20 صاروخا خلال ساعة واحدة من جنوب لبنان باتجاه الشمال، وأنه تم اعتراض بعضها فيما سقط عدد منها في مناطق خالية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “بعد إطلاق صفارات الإنذار بين الساعة 06:43 والساعة 06:45 في الجليل الأعلى والجليل الغربي، تم تحديد حوالي 10 قذائف قادمة من لبنان. وتم اعتراض بعض المقذوفات فيما سقطت في المنطقة”.
وأضاف: “بعد إطلاق صفارات الإنذار بين الساعة 07:44 والساعة 07:46 في مناطق خليج حيفا وهعماكيم والجليل الأوسط والجليل الأعلى، تم تحديد حوالي 10 قذائف قادمة من لبنان. وتم اعتراض بعضها وسقط قسم آخر في المناطق المفتوحة. وحتى الآن لم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات”.
تغطية صحفية: مشاهد توثق محاولات القبة الحديدية لاعتراض صواريخ أطلقت من لبنان في سماء حيفا. pic.twitter.com/XxdDK2C8Nj
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) November 8, 2024من جانبه، أعلن حزب الله في وقت مبكر اليوم الجمعة، أنه نفذ أمس الخميس 21 عملية شملت قصف مستوطنات وقاعدتين عسكريتين وتجمعات للجيش الإسرائيلي، في حين قتل 3 لبنانيين وأصيب جنود بالجيش اللبناني وآخرون باليونيفيل إثر الغارات الإسرائيلية جنوبي لبنان.
وفي سلسلة بيانات نشرها عبر حسابه على منصة تليغرام، قال الحزب إنه استهدف بصلية صاروخية قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غربي مدينة حيفا شمالي إسرائيل، موضحا أن ستيلا ماريس هي قاعدة للرصد والرقابة البحرية على مستوى الساحل الشمالي.
وأفاد الحزب بأنه استهدف أيضا قاعدة إلياكيم، جنوبي حيفا بصلية صاروخية نوعية، ولفت إلى أن هذه القاعدة تحوي معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.
كما أشار حزب الله إلى أنه استهدف بصليات صاروخية ثكنة يفتاح، وموقع البغدادي العسكري، و4 مستوطنات هي الكريوت ويفتاح وكريات شمونة والمنارة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الجیش اللبنانی الیوم الجمعة من عناصر
إقرأ أيضاً:
سر الاستقواء الأمريكي – الإسرائيلي
شكّل الإعلان الصادر عن وزير الحرب في كيان الاحتلال يسرائيل كاتس، حول الحصول على ترخيص أمريكي بالبقاء في المناطق اللبنانية المحتلة دون قيد زمنيّ، صدمة للبنانيين وحكومتهم بعد نيل حكومة الرئيس نواف سلام الثقة وهي تبني آمالاً، كما قالت في مواقف رئيسها ووزير خارجيّتها وسبقهم رئيس الجمهورية بالقول، إنّ الحل الدبلوماسيّ والضغط الدبلوماسيّ هو رهان لبنان لإلزام كيان الاحتلال بالانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة داخل الخط الأزرق تمهيداً للانسحاب من الشق اللبنانيّ من بلدة الغجر الموجود أيضاً داخل الخط الأزرق وصولاً لحسم أمر النقاط التي يسجّل لبنان تحفظه على بقاء الاحتلال فيها وفي مقدّمتها مزارع شبعا المحتلة، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار ونص قبله القرار 1701 وكفل الأمريكيّون تنفيذ كيان الاحتلال لهما، والحديث عن الحلّ الدبلوماسيّ والضغط الدبلوماسيّ هو التوصيف المنمّق لما ينتظره لبنان الرسمي من واشنطن، التي لا يُخفى على أحد حجم دورها في تظهير الصورة الجديدة للحكم والحكومة.
تجاهلت واشنطن مسؤوليتها بإصدار نفي لكلام كاتس، وتجاهل لبنان الرسميّ تجاهل واشنطن وكلام كاتس معاً، لما في الأمر من إحراج، ولبنان الرسمي لا يملك أن يقول ما يقوله بعض اللبنانيين عن مبرّرات وذرائع للموقف الإسرائيلي، لأنه يعلم أن الاتفاق واضح والتزامات لبنان فيه لا لبس حولها وهي محصورة في بند وحيد هو انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ولبنان الرسمي راضٍ عن تجاوب حزب الله مع ما طلبه منه الجيش اللبناني في هذا السياق، وكان يعلن أنه لا يعتبر أن هناك أي إخلال لبناني بالموجبات يبرر الإخلال الإسرائيلي، عندما كانت “إسرائيل” تقول إن مبرّر إخلالها هو أن الاتفاق مشروط بانتشار الجيش اللبنانيّ وانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، كما قال بنيامين نتنياهو عشية انتهاء مدة الستين يوماً المنصوص عليها في الاتفاق لانسحاب إسرائيلي كامل إلى ما وراء الخط الأزرق.
أمامنا مشهدان واحد ميدانيّ والثاني سياسيّ، حتى تاريخ نهاية مهلة الستين يوماً، الميداني يقول إن الاحتلال فشل في احتلال القرى والبلدات اللبنانية طوال أيام المواجهات العسكرية الممتدة من 27 أيلول 2024 الى 27 تشرين الثاني 2024، إلا أنه في أيام تطبيق الاتفاق دخل 47 قرية وبلدة ودمّر ما فيها من منازل وبنى تحتية، بعدما صار أمن الجنوب في عهدة الدولة اللبنانيّة والحل الدبلوماسيّ، والعجز الإسرائيلي عن احتلال القرى والبلدات خلال المواجهات هو الذي أجبره على قبول الاتفاق الذي ينصّ على الانسحاب الكامل، وما لمسه من قدرة على حرية التوغل والتدمير في مرحلة تطبيق الاتفاق هي ما أغراه على طلب تمديد المهلة، لكننا في السياسة كنّا طول المرحلتين أمام مشهد تعبّر عنه المواقف الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تتحدث حصراً عن اتفاق يقضي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ومواقف أمريكية في لجنة الإشراف على الاتفاق تقول إن هناك انتهاكات إسرائيلية تهدّد الاتفاق ويجب أن تتوقف.
إذا كان الدخول في المسار الدبلوماسيّ شكل مصدر شعور الإسرائيلي بالاطمئنان لدخول مناطق لم يتمكّن من دخولها خلال الحرب، والسعي لتمديد المهلة حتى 18 شباط، ثم التنكّر للمهلة واختيار البقاء في أراضٍ لا خلاف على وجوب الانسحاب منها. فالسؤال هو ماذا حدث حتى صار لدى الإسرائيلي تعديل في الخطاب وربط الانسحاب بشروط لا تقتصر على انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني؟ ولماذا تبدّل الخطاب الأمريكي من اعتبار التأخير الإسرائيلي والبقاء في أراضي لبنان انتهاكاً للاتفاق وباتت تعطي الترخيص للبقاء دون مهلة زمنيّة، كما قال كاتس؟
الجواب المؤلم، هو أن الداخل اللبناني المعادي للمقاومة هو السبب، وأن هذا الداخل اللبناني الذي دأب على الزعم بأن لا انسحاب كامل دون إنهاء أمر سلاح المقاومة، ولا أموال سوف يسمح بوصولها بهدف إعادة الإعمار دون نزع هذا السلاح، وجد خطابه موضع طعن في مصداقيّته واتهامه بالعدائيّة لدرجة وصفه الإسرائيلي أكثر من “إسرائيل” نفسها، حتى تمّ تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فتحرّك أصحاب هذا الخطاب يحملون ما يسمّونه بالتراخي الأمريكي والإسرائيلي مسؤولية ما يسمّى بتعافي حزب الله واستعادة بيئته وشعبيته، وكانت النتيجة بالون الاختبار الذي أطلقه كاتس وصمتت عنه واشنطن، كورقة ضغط بيد هذا الداخل اللبناني عساه يستطيع توظيفه، كما يزعم في محاصرة المقاومة وابتزازها، وربما تحقيق مكاسب في اتجاه تسريع وضع مستقبل سلاحها على الطاولة.
إذا كان قد حُسم أمر أن الحكومة هي حكومة القرار 1701 وليست حكومة القرار 1559، فإن ما لم يُحسم بعد، هو هل القرار 1701 هو خطوة نحو القرار 1559 أم هو خطوة نحو القرار 425؟
إذا كان نص خطاب القَسَم عن حق الدولة في احتكار حمل السلاح وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أراضيها، استعادة لما جاء في اتفاق الطائف، فإنه من المفيد التذكير أن اتفاق الطائف ترافق مع رهانات وأحلام دبلوماسيّة شبيهة برهان قادة الدولة الحاليين، يومها مسار مدريد ووعود تنفيذ القرار 425، واليوم وعود أمريكية بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة وأزماتها، كان كلام الطائف قبل مقتل رابين، وكانت وعود أمريكا للبنان قبل إعلان تهجير غزة.
الاستقواء الأمريكي الإسرائيلي بالداخل اللبناني، رهان يسقط مع سقوط الحل الدبلوماسي للاحتلال، كما هو حال الاستقواء من بعض الداخل اللبناني بالحضور الأمريكي والإسرائيلي.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية