أشاد الدكتور أبو بكر عمر البشري وزير الزراعة والغابات السوداني، بالعلاقات المصرية السودانية في مختلف المجالات وأبرزها القطاع الزراعي، واصفا العلاقات بين القاهرة والخرطوم بأنها تاريخية ووطيدة وأخوية على مر التاريخ.

وقال البشري، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش مشاركته في إحدى المؤتمرات في الأردن مؤخرا، إن مصر دولة شقيقة وكبيرة والعلاقات معها أخوية وتاريخية بحكم الجوار والتاريخ، مؤكدا انفتاح السودان دائما على تعزيز التعاون المشترك مع مصر في كافة المجالات وعلى رأسها القطاع الزراعي.

واعتبر أن العلاقات بين مصر والسودان أزلية وكبيرة وتاريخية، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي فتحت ذراعيها للشعب السوداني منذ بداية الحرب وما زالت تقدم المزيد من الدعم والمساندة .

وأكد أن مصر الدولة الشقيقة التي فتحت حدودها ولم تغلق أبوابها أمام النازحين والفارين من ويلات الحرب من الشعب السوداني منذ بداية الأحداث وحتى الآن، مشددا على أنها لم تغلق حدودها كالعديد من دول الجوار في هذه الأزمة.

وأضاف أن مصر تعمل من أجل وقف هذه الحرب وإعادة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه، ولم تتدخل يوما في الشأن السوداني ولكنها تسعى دائما إلى وحدة الصف السوداني وإنهاء الحرب والمعاناة، كما أنها قدمت المساعدات للشعب السوداني من أجل تخفيف معاناته ومعالجة مصابيه ونحن فرحون بهذه العلاقات مع مصر دائما. 

وكشف أن هناك العديد من المستثمرين المصريين المتواجدين في السودان في قطاع الزراعة، مؤكدا أن مثل هذه العلاقات نرحب بها دائما، وهذا الاستثمار القائم على تحقيق المصالح لجميع الأطراف، هو دفعة لتقوية العلاقات بين القاهرة والخرطوم.

وحول الوضع على أرض الواقع في ظل استمرار نجاحات وانتصارات الجيش السوداني، قال وزير الزراعة والغابات السودانى، "إنه رغم كونه ضمن حكومة تكنوقراط وليس لها أي انتماءات سياسية ولا يحق الحديث عن الأوضاع السياسية ولكن نرى أن هناك انحسارا لميلشيا الدعم السريع في كثير من الولايات السودانية والوضع سينفرج قريبا".

وبشأن ما يتردد عن وجود مجاعة في السودان جراء الحرب الدائرة، نفي الدكتور أبو بكر عمر البشري وزير الزراعة والغابات السودانى، وجود مجاعة في السودان ولن يحدث ذلك أبدا، مؤكدا أن وضع الأمن الغذائى في السودان آمن ولا صحة لما تتحدث عنه بعض التقارير التى تتحدث بشأن تعرض السودان للمجاعة، لأن السودان لديه من الإمكانيات ما يمنع وقوع أي مجاعة.

وأوضح البشري أن السودان غني بالمواد التي تقوم عليها الزراعة مثل الأراضي الخصبة الكبيرة الصالحة للزراعة وأيضا موارد المياه من مياه الأمطار والأبار ومياه نهر النيل والخبرة الزراعية التي يتمتع بها الشعب السوداني، مشيرا إلى أنه يوجد أكثر من 170 مليون فدان صالحة للزراعة وبالتالي مسألة حدوث مجاعة هذا أمر لن يحدث في السودان.

وأشار إلى أن ما يحدث من تغييرات مناخية جاءت بالإيجاب على السودان من حيث اتساع رقعة الأراضي الزراعية بسبب زيادة معدلات الأمطار، مشيرا إلى أن الحديث عن مجاعة في السودان هو لأغراض سياسية ليس أكثر وذلك لفتح الحدود والتدخلات الخارجية من بعض الجهات التي لا تريد أمن واستقرار السودان.

ولفت إلى أن الأرقام التي تحدثت عنها بعض المنظمات الدولية بشأن وجود قرابة 26 مليون سوداني يتعرضون للمجاعة أمر غير حقيقي نهائيا، متسائلا :من أين جاءت هذه المنظمات بهذه الأرقام والبيانات وهناك ولايات سودانية مغلقة تماما من قبل مليشيات الدعم السريع.

ووجه رسالة طمأنة للعالم بأنه لا توجد مجاعة في السودان ولا يوجد حديث عن ذلك، موضحا أن هذا الموسم فقط من الزراعة في السودان يوجد به أكثر من 39 مليون فدان، رغم كافة محاولات عدم الاستقرار والأمن في البلاد.

وحول إمكانية أن يكون السودان سلة الغذاء العالمي، كشف وزير الزراعة السوداني أن السودان يمكن أن يكون سلة غذاء العالم لأن لديه مساحات كبيرة صالحة للزراعة المتنوعة ولكن هناك تحديات كبيرة، مشيرا إلى أن الزراعة التقليدية التي كانت مستمرة على مدى قرون وسنوات في السودان لا تهتم برفع إنتاجية الفدان الزراعي وهذا من أبرز تلك التحديات.

وتابع أن إنتاجية الفدان الزراعي في السودان ضئيلة جدا والزراعة تحتاج إلى أموال وإمكانيات، مؤكدا أن هناك مساحات كبيرة ولكن لا توجد زراعة حديثة في السودان تجعله قادرا على تلبية احتياجات السوق العالمي وبالتالي الأمر يحتاج إلى تمويلات ومواجهة التحديات.

وأردف أنه رغم أن السودان غني بالموارد الطبيعية إلا أنه فقير في الموارد المالية وهذا أمر لا يشجع على إنتاجية زراعية كبيرة، مشددا على ضرورة تمويل القطاع الزراعي في السودان حتى يصبح سلة للغذاء العالمي.

وحول التعاون والتكامل العربي في قطاع الزراعة، اعتبر وزير الزراعة والغابات السودانى، أن مسألة التعاون والتكامل العربي المشترك في قطاع الزراعة ضرورة لا بد منها، مشيرا إلى أن العالم العربي متنوع ومتباين بين بعضه البعض في الإمكانيات من حيث المال والمناخ والموارد الطبيعية وبالتالي حدوث تكامل يساهم في مواجهة تحديات الأمن الغذائي العربي وتحقيقه.

وأكد أن الحكومة السودانية منفتحة تماما على كافة أشكال التعاون والتكامل العربي المشترك في قطاع الزراعة، كما أن السودان أيضا مفتح على كافة أشكال الاستثمار في القطاع الزراعي وتقديم كافة التسهيلات مع الدول العربية وغيرها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزیر الزراعة والغابات مجاعة فی السودان فی قطاع الزراعة القطاع الزراعی مشیرا إلى أن أن السودان

إقرأ أيضاً:

السودان؛ الحرب المشهودة

السودان؛ الحرب المشهودة
الإدانة لفقط تسجيلها كنقطة وموقف هي كالتوقيع بجملة “العاقبة عندكم في المسرات”!

طوال حرب استباحة السودان احتلت مليشيات الجنجويد منازل السودانيين و استهدفتها بالقذف و النهب بل و استباحت أهلها و انتهتكت حرماتهم دمهم و أعراضهم و ماذا بعد الدم و العرض لنحسب من انتهاكات لها و نعدد أخطر و أعظم!
هل نتحدث عن استهدافها المستشفيات و المرضى و الطواقم الطبية؟ أم نتحدث عن تعمدها استهداف كامل البنية التحتية و الخدمات و حرمان الناس و سجنهم و تجويعهم و تعذيبهم و إزلالهم؟ لا شيء يعدل انتهاك الأعراض فالموت شهادة أهون؟!
و يأتيك المتلونون المنافقون يتناسون كل ذلك و يتحاشون الحديث عنه ينكرونه أو لا يريدون تصديقه حتى يصيبهم هم أنفسهم و في أهلهم فيؤمنوا!

و العالم و العربي خاصة “قف تأمَّل” و إمارة الشر الجميع يرى و يعلم تدخلها في الحرب المباشر داعمة الجنجويد و الجنجويد زعامتهم ضيوف شرف و حصانة عندها!
و حتى إذا ما أصابت بعض سفاراتهم نيران الحرب و هي خاوية من ساكنيها منهم و لا يعني ذاك حتماً أن لا ساكن لها من المليشيات يستخدمها بإذنهم في الحرب حتى تسارعت الإدانات كما حدث لسفارة الإمارة في العاصمة الخرطوم المستباحة في حرب الإستباحة! و كأن منازل السودانيين و أرواحهم و أعراضهم لا تعني لهؤلاء شيء ما لم يكن في أمرهم و خلفهم دولة!
هل يعلم هؤلاء عن الفاشر المحاصرة و ما يحدث فيها يومياً من استهداف للأبرياء في مساكنهم و أسواقهم و مستشفياتهم كحال مناطق السودان كلها! لماذا لم نسمعهم يدينون أي جرائم هناك إلا لحظة عن سمعوا بكلمة السعودي تلحق بمستشفى؟ فسارعوا زرافات و وحداناً بالشجب و الإدانة و الحديث عن المعاهدات و الشرائع الإنسانية و المواثيق الدولية؟ فإن لم يكن المستشفى ينسب إلى كرم دولة و تبرعها أو منزل مؤجر أو مملوك لسفارة فهل كان ليهتم لمن قتل فيه أو تهدم منه في الحرب كما حدث في باقي السودان كله أحد؟
هل شعب السودان دمه و عرضه رخيص إلى هذه الدرجة في أعيننهم! من تم استهدافهم و الغدر بهم هناك هم سودانيون أبرياء أولاً و أخيراً نفس من تم استباحتهم في السودان كله فلماذا لا يدان الإجرام كله و تدان جرائم الحرب كلها!
*
الحال كحالة جموع قوى الحرية و التغيير قحت أو تقدم! هؤلاء المتلونون بلا طعم و لا لون فقط رائحة تصدر منهم تزكم الأنوف كلما سمعوا انتصار للجيش و تجمع للشعب المقهور حوله مفتخراً به و متأملاً و داعياً ناشداً تمام النصر و التحرير معه تدفقت منهم رسائل و بيانات النواح و الرديح على الثورة! و كلما ظهرت تفلتات و تجاوزات لأفراد منه او تنسب إليه بسبب النقمة أو الغضبة أو من جهالة أو هي من مكيدة و الفتنة تمسكوا بها و نفخوا فيها حتى جعلوها هي شعار لسوء النية في الجيش و سبيلاً لتحطيم نصره و تشويه الفخر له في عين شعبه!
هل أدانوا قيادات وقحت و تقدم من قبل انتهاكات الجنجويد حليفهم السابق و الحالي بالصريح و العبارة؟ أبداً فكلما وجد أحدهم نفسهم في مأزق واجب الإدانة الصريحة لها مر في ذكرها كشى عابر ليلتف و يقارن و يساوي و يزبد و ينطح و يطعن في الجيش !!
*
في حروب الإستباحة لا مناطق للحياد. فإما أنك مع الحق و أهله أم أنك ضدهم جميعاً.
نفاقك لا يحميك و يرفع من قدرك و يضمن لك المستقبل.
كتبنا من قبل و أكثرنا أن الجيش هو قوات الشعب السودانية المسلحة. هو من رحم هذا الشعب و هو الأمين على حفظه و حمايته. و أكدنا الفصل بين قيادة الجيش و الجيش بأن المحاسبة للقيادة واجبة على أخطائها و تجاوزاتها و تفريطها و خيانتها و منذ البشير عمر كقائد للجيش لا النظام. و كانت دعوتنا واضحة أن الجيوش يجب الحفاظ عليها لأنها ركن الدولة. و وقفنا قديماً و إلى ساعتنا هذه ضد أي استهداف لبنية الجيش و دعوات لحله أو حتى المساس به حتى في أمر دمج تلك المليشيات كنا ضده لعلمنا أنهم مجرد عصابات قطاع طرق و مرتزقة لا أمان لهم و لا عهد. تقولون عن الكيزان و مليشياتهم و المنتسبين لهم في الجيش خذوا راحتكم لكن الجيش كالشعب لا علاقة له بصراعاتكم بين بعضكم و ثاراتكم و غباينكم و عقدكم.
قحت و تقدم صعدوا إلى السلطة فوق أكتاف الشهداء و شعب السودان في ثورته العظيمة المباركة. تلك القوى لم تستطع ان تحفظ قسمها بأن تدير الدولة دعكم من الحفاظ على مكتسبات الثورة و تضحية الشهداء. هم سقطوا فيما سقط فيه معهم المجلس العسكري شريكهم في وثيقتهم للحكم و الذي أقسم قادة الجيش فيه بالحفاظ على أمن السودان و شعب السودان فانتهى الأمر إلى حرب استباحة للشعب و السودان في حرب بين جميع الشركاء في تلك الوثيقة و بتدخل دولي و إقليمي كان من بعض الدول الشهود عليها.
*
و في المنابر و صفحات المواقع السودانية المختلفة تدهشك أقلام سودانية الإسم و الهوية و هي تشمت و تتلذذ بفظاعات الحرب و أشكال الإنتهاكات فيها و الجرائم ضد هذا و ذاك واضعة أعينها على فتن القبلية و الجنس و العرق و عقد من النقص و الغبن و الحقد حد الغثيان معها من سواد النفوس و الشر و الغل الكامن فيها!
حرب السودان و كما تعنونها قناة الجزيرة بالمنسية هي فيها حقيقتها “حرب مشهودة” شاهدة على كم من الخيانة و الأحقاد و الغبن و الحقد أشعلت بقصد و تعمد ضد شعب السودان أولاً و أخيراً.
الهدف تدمير كرامة الشعب و كسر ظهره في جيشه و تهجيره و احتلال أرضه.

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

   

مقالات مشابهة

  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • التحول الرقمي في القطاع الزراعي.. ثورة جديدة لدعم الثروة الحيوانية
  • فلتحقنوا دماءكم يا أبناء دارفور .. فاشر السلطان تخصكم جميعاً وتخص كل سوداني
  • "الفاو": الحرب على غزة دمرت 75% من الزراعة ومياه الري
  • وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي ‏الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل ‏
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • مدرب المنتخب السوداني يتحدى: «صقور الجديان» قادرون على المنافسة في أمم أفريقيا 2025
  • جوتيريش يدين بشدة الهجوم على مستشفى بإقليم دارفور السوداني
  • إعصار العدوان دمّر القطاع الزراعي في الجنوب والبقاع
  • رئيس أركان الجيش السوداني: وصلنا إلى نقاط فاصلة