قالت عازفة آلة القانون الفلسطينية كريستين زايد إن المصاب بالتوحد إياد الحلاق الذي قتلته إسرائيل بالقدس عام 2020، والأمريكي الأسود جورج فلويد الذي قتل نتيجة عنف الشرطة الأمريكية، "هما ضحية النظام نفسه".

 

ففي 25 مايو 2020، توفي فلويد، الذي اعتُقل في مينيابوليس الأمريكية بتهمة استخدام ورقة نقدية مزيفة من فئة 20 دولار، نتيجة الاختناق بعد أن ضغط ضابط شرطة بركبته على عنقه.

 

وبعد 5 أيام من مقتل فلويد، قُتل الحلاق (32 عاما)، المصاب بمرض التوحد، جراء إطلاق الشرطة الإسرائيلية الرصاص عليه عند باب الأسباط بالقدس الشرقية.

 

وفي التظاهرات التي خرجت في عدد من الدول بعد مقتل الحلاق، رُفعت لافتات كُتب عليها "العدالة لإياد وجورج" و"إياد وجورج لا يتنفسان"، وأدى وقوع حادثتين بسبب عنف الشرطة على أساس عنصري بفارق 5 أيام، إلى جمع اسمي الحلاق وفلويد معا في العديد من الاحتجاجات.

 

وفي حديث للأناضول، تطرقت زايد إلى هاتين الحادثتين والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومسيرتها الموسيقية، عقب حفلتها في إطار "مهرجان الآلات الوترية" الذي أُقيم بين 31 أكتوبر/تشرين أول و2 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري في مدينة سانت لويس بالسنغال.

 

-الطفولة والانتفاضة

 

وذكرت زايد أنها ولدت في القدس وقضت طفولتها بين القدس ورام الله، ولم تدرك أن طفولتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تكن "طبيعية" إلا بعد أن كبرت واستقرت في فرنسا.

 

وقالت: "كان عمري 9 سنوات حين اندلعت الانتفاضة الثانية (عام 2000)، وكانت القنابل تتساقط على رؤوسنا، ويمكن أن نموت في أي لحظة، لكننا لم نكن خائفين، لأننا لم نعرف تماما ما الذي كنا فيه".

 

وأضافت: "عندما ذهبت إلى فرنسا ونظرت إلى الأحداث من مسافة أبعد قليلا، رأيت أن ما يحدث لم يكن طبيعيا على الإطلاق".

 

**بداية مسيرتها الفنية

 

ولفتت الفنانة الفلسطينية إلى أنها نشأت في أسرة محبة للموسيقى، وتعرّفت على آلة القانون أول مرة عندما كانت في الخامسة من عمرها على يد شقيقها.

 

وأعربت زايد عن انبهارها حين كانت ترى أخاها يعزف مع أستاذه على القانون الذي سمته "الصندوق السحري".

 

وذكرت أنها كانت تستمع كثيرا إلى أعمال من الموسيقى التركية والعثمانية أثناء تعلم العزف على القانون.

 

- أشعر بالمسؤولية والذنب

 

وأكدت زايد أن الموسيقى جلبت الحرية لعالَم طفلة نشأت في فلسطين.

 

وقالت: "أستطيع أن أقول إن الموسيقى أنقذت حياتي. بفضل الموسيقى تبتعد عن الواقع الحالي وتتوهم أنك حر".

 

وعن مشاعرها المختلطة تجاه ما يحدث على أرضها بصفتها فنانة فلسطينية تعيش في فرنسا، أضافت: "أشعر بالمسؤولية والذنب تجاه الإبادة الجماعية في فلسطين. أريد أن أفعل أكثر من مجرد الحديث".

 

وأردفت: "هذه الوحشية، هذه الإبادة الجماعية، لا أستطيع التعبير عنها كما ينبغي بالكلمات".

 

- تأثرها بمقتل فلويد والحلاق

 

وأعربت زايد عن تأثرها الشديد بمقتل فلويد والحلاق، أثناء إعداد أغنيتها "سافرت"، المستوحاة من قصيدة للشاعر الفلسطيني حسين البرغوثي.

 

وقالت: "قُتل شخصان في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، لكن مقتل كل واحد منهما مرتبط بالآخر".

 

وأضافت: "قاتل جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية، وإياد الحلاق المصاب بالتوحد في القدس، هو نفسه. لقد كانا ضحية للنظام نفسه".

 

وأردفت: "أحدهما قُتل لأنه فلسطيني والآخر لأنه أسود. وجدت علاقة بين حكايتيهما. وكنت أبكي وأنا ألحِّن أغنيتي".

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

حكم سماع الموسيقى والغناء.. الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: ما حكم الشرع في سماع الأغاني والموسيقى؟.

الإفتاء توضح حكم استخدام شبكات الواي فاي بدون علم أصحابها الإفتاء توضح حكم العمل في البنوك حكم الشرع في سماع الأغاني والموسيقى

وردت دار الإفتاء أن إذا كانت الأغاني والموسيقى تُثِير الفتنة والشهوة، وتحثّ على الفسق والفجور، وتتضمَّن شيئًا مُنكَرًا وحرامًا، وتُلْهِي عن ذكر الله، وعن أداء واجب من الواجبات، وتُحَرّك الغرائز الجنسية؛ فيكون الغناء والموسيقى على هذا النحو حرامًا.

وأضافت دار الإفتاء أن أمّا إذا كانت الأغاني والموسيقى لم تقترن بشيءٍ مُحَرَّم، وكانت للعلم والتعلم، ولم تكن وسيلة للمحرمات، ولم تحرك الغرائز الجنسية وخلافه، وتدعو إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، وإلى بثّ روح الألفة والمحبة والتعاون الصادق بين الناس، أو لتحريضِ الجند على القتال ونحو ذلك كانت الأغاني والموسيقى حلالًا.

وأوضحت دار الإفتاء أن وقد جاء في سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه ذهب لتهنئة إحدى الصحابيات بعرسها، واسمها الربيع بنت معوذ رضي الله عنه، وهناك سمع فتيات يضربن على الدفوف، ويرددن الغناء، فقالت إحداهن: وفينا رسول الله يَعْلَمُ ما في غد؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعِي هَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ» رواه ابن حبان في "صحيحه".

وأشارت دار الإفتاء أن كذلك فإنَّ الإسلام أباح الغناء الذي لا يُثِير الفتنة، ولا يتضمن شيئًا مُنْكرًا، والضرب بالدفوف في إعلان الزواج، وممَّا ذُكِرَ يُعلَم الجواب عمَّا جاء بالسؤال.

وفيما يتعلق بحكم مشاهدة مقاطع قراءة القرآن مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، حذَّرت دار الإفتاء المصرية عموم الناس من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، فهذا الأمر ممنوعٌ شرعًا؛ لما فيه من الاطلاع على المنكر وتهوينِ شأنِ القرآن في القلوب، والأصل إماتة المنكر بالإعراض عنه، والبعد عن الانشغال باللغو الممنوع؛ وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، كما أنَّ في متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدةً له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات.

قنوات تدعو إلى الكراهية:

وحثَّت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.

أكدت  دار الإفتاء المصرية في بيان سابق أنَّ قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية أمرٌ محرمٌ شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، وأن من حق القرآن الكريم أن يُسمع في جوٍّ من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].

وتؤكد دار الإفتاء المصرية أن كل محاولات الاعتداء على القرآن الكريم قد باءت بالفشل وارتدت على صاحبها بالخيبة والخسران، وازداد القرآن الكريم نورًا وانتشارًا بحفظ الله تعالى له وتمسك المسلمين به.

نبَّهت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمرٌ مستحبٌّ شرعًا؛ ففي الحديث الشريف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، والضابط في ذلك: مراعاة شرط الأداء المعتبر، وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وتُهيب دار الإفتاء المصرية بالجميع إلى ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها حتى تتحقق الغاية التي من أجلها نزل القرآن الكريم؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان.

مقالات مشابهة

  • النجم الصاعد فارغاتشي - Vargaći: من ملعب كرة القدم إلى الموسيقى
  • ‎رئيس السوق المالية السابق يكشف قصة الجن الذي سكن منزله بأمريكا .. فيديو
  • مصادرة سماعات المساجد بالقدس والداخل المحتل.. أحدث قرارات الصهيوني بن غفير التعسفية
  • الاحتلال يجبر فلسطينيَين على هدم منزليهما بالقدس
  • بابل.. الأمن السياحي يلغي حفلا تقدمه فنانة سجنت بتهمة المحتوى الهابط
  • أسرة نيرة أشرف تهدد بملاحقة فنانة مصرية
  • حكم سماع الموسيقى والغناء.. الإفتاء تجيب
  • 80 شهيداً و 280 مصاباً بالقدس منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • فنانة سعودية تتحدث عن عملها الفني لإحياء تقاليد المجالس عبر الصوت
  • فنانة مصرية تشن هجوماً على فنانات التيك توك .. فيديو