الهلالية تحت الحصار: مئات الأرواح في خطر
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أقدمت قوات الدعم السريع على إجلاء أهالي الهلالية من منازلهم بعد نهب المواد الغذائية والمياه، قبل توزيع طعام مسمم على السكان ومنع الكوادر الطبية من تقديم العلاج، ما أدى إلى تزايد حالات الوفاة بين المحتجزين
التغيير: الخرطوم
تتصاعد مآسي أهالي مدينة الهلالية المحاصرين حيث فُقد أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من الشيوخ والأطفال، في أحداث وصفتها منظمات محلية بجرائم إبادة جماعية.
دفنت بعض العائلات موتاها بملابسهم لعدم توفر الأكفان، وسط اتهامات لما أسمته منصة نداء الوسط بـ”العصابات الإرهابية” – في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي تواصل احتجاز المواطنين وتحرمهم من الاحتياجات الأساسية.
وبحسب مصادر محلية، فقد أقدمت قوات الدعم السريع على إجلاء الأهالي من منازلهم بعد نهب المواد الغذائية والمياه، قبل توزيع طعام مسمم على السكان ومنع الكوادر الطبية من تقديم العلاج، ما أدى إلى تزايد حالات الوفاة بين المحتجزين في ظل ظروف معيشية قاسية وممنهجة.
ورغم المناشدات العاجلة من الأهالي والمنظمات الحقوقية بضرورة التدخل الدولي، لا تزال استجابة المجتمع الدولي محدودة، بينما يواجه المحاصرون ظروفاً تزداد قسوة مع كل يوم يمر.
ودعا “نداء الوسط” جميع الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين في الهلالية.
يُذكر أن السودان يمر بظروف أمنية متدهورة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، حيث أسفر هذا الصراع عن دمار واسع وأزمات إنسانية حادة في مناطق متعددة.
وتتعرض قرى الجزيرة لحملة انتقامية شديدة من قوات الدعم السريع بعد إعلان القائد أبو عاقلة كليكل انضمامه إلى صفوف الجيش.
وتسببت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية متفاقمة، حيث دفعت الانتهاكات المستمرة من قبل قوات الدعم السريع، من قصف وتدمير للبنى التحتية ونهب للممتلكات، آلاف المدنيين إلى النزوح القسري من مناطقهم.
وأجبرت تلك الانتهاكات العائلات على ترك منازلها بحثاً عن الأمان، وسط غياب الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوسومالهلالية انتهاكات الدعم السريع في الجزيرة حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الهلالية انتهاكات الدعم السريع في الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور
الخرطوم - قتل أكثر من 30 شخصا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية المحاصرة في إقليم دارفور، بحسب ما أعلن ناشطون الإثنين 21 ابريل2025.
وقالت "لجان المقاومة في الفاشر" إن المدنيين قتلوا الأحد في "قصف مدفعي مكثف" نفّذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.
وتعد المدينة هدفا استراتيجيا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 نيسان/أبريل 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.
وتعد الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ قرابة عام، آخر مدينة كبيرة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.
الأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجوما متجددا على المدينة ومخيمين للنازحين بالقرب منها، هما زمزم وأبو شوك - مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، بحسب الأمم المتحدة.
وفي هجوم بري دموي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.
وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
وتقدر مصادر الإغاثة أن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في هذا المخيم.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم النازحين فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.
وبحلول الخميس، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
والمساعدات الإنسانية شبه معدومة في المنطقتين المهددتين بالمجاعة.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الإثنين الوضع في المنطقة بأنه "مروع".
وقال إنه تحدث هاتفيا مع كل من رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، اللذين تعهدا "بإتاحة الوصول الكامل للمساعدات".
وطوال فترة الحرب، اتُّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين.
- وصول "محدود"-
وحذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن هجوما شاملا لقوات الدعم السريع على الفاشر قد يؤدي إلى حرب مدن مدمرة وموجة جديدة من النزوح الجماعي.
ووصفت اليونيسف الوضع بأنه "جحيم على الأرض" لما لا يقل عن 825 ألف طفل محاصرين في الفاشر ومحيطها.
ومع تصاعد القتال، حذرت الأمم المتحدة من وضع إنساني كارثي.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان الأحد "يواجه المجتمع الإنساني في السودان تحديات عملياتية حرجة ومتزايدة في شمال دارفور".
وأضافت "رغم النداءات المتكررة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها محدودا بشكل خطير"، محذرة من أن عدم إمكانية الوصول يزيد من "ضعف مئات الآلاف من الناس".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إلى إنزال المساعدات جوا على المدينة في ظل القيود المفروضة على إيصالها.
أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.