بوليتيكو: فوز ترامب يعزز اليمين الشعبوي الأوروبي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
في رحلة له مؤخراً إلى ستراسبورغ، تعهد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بشرب نخب صديقه دونالد ترامب، إذا فاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
انتخاب ترامب سيدفع الدول إلى محاولة كسب ود واشنطن بشكل ثنائي
وكتب نيكولاس فينوكور وكليا كالكوت وهنانا روبرتس وسنغور كورومي، في النسخة الأوروبية من موقع بوليتيكو الأمريكي، أنه بات الآن في مقدور أوربان فعل ذلك- مباشرة أمام قادة الاتحاد الأوروبي، الذين سيزورون بودابست لعقد اجتماعات تستمر يومين.
منذ فترة طويلة وهذا الشعبوي المحافظ، يؤكد أنه وعدد متزايد من حلفائه الأوروبيين، سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف على الجانب المنتصر من التاريخ، بأجندات معادية للهجرة وأوكرانيا، وملتزمة قيم الأسرة المسيحية التقليدية.
ويوفر فوز ترامب الآن، دفعة قوية لتلك الدول التي كانت تسعى إلى الوقوف ضد التيار الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، وانتزاع المزيد من السلطات السيادية من البيروقراطيين في بروكسل. وربما الأهم من ذلك هو أنهم سيشعرون على نحوٍ متزايد، أن لديهم غطاءً سياسياً أكبر لإحباط بروكسل في شأن سياسات تتراوح بين العقوبات ضد روسيا والإصلاحات الخضراء.
The results are a wake-up call for the European Union’s leftist elite, who’ve been posing as the gatekeepers of democracy—as long as their preferred side wins in elections. #USAElections
????????https://t.co/AT8AveWTeA pic.twitter.com/Nlwt0k3WMl
ومع تعثر حكومة فرنسا الهشة بسبب ثقب أسود في الموازنة، والآن بعد انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا، فإن المحرك التقليدي للاتحاد الأوروبي يتعثر، الأمر الذي يوفر مساحة أكبر لرفاق أوربان المحافظين في أوروبا الوسطى وإيطاليا لتحديد النغمة السياسية في الاتحاد الأوروبي.
وقال أحد كبار حلفاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون :"من الواضح أن هذه هي اللحظة الكبرى الآن بالنسبة لعائلة ميلوني (رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني) وأوربان في هذا العالم.. نحن (فرنسا) ليس لدينا أي سيطرة على القضايا الدولية الكبرى اليوم".
وتعرض ماكرون لانتكاسة شديدة في الداخل، بعد انتخابات مبكرة شهدت فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بعدد كبير من المقاعد في الجمعية الوطنية في وقت سابق من هذا الصيف.
وفي ألمانيا، يواجه المستشار أولاف شولتس أزمة قيادة متضخمة أدت إلى انهيار ائتلافه الحاكم.
إن توقيت القمة الأوروبية، الذي قرره أوربان بفضل الدور الذي تلعبه المجر على رأس الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يكون أسوأ، بالنسبة للقادة الذين يشعرون بالقلق من عودة ترامب.
From Meloni to Le Pen, the far right will bask in Trump’s glory, says John Kampfner. He warns that while the first wave of populism was often erratic and amateurish, we should expect no such mistakes this time around... https://t.co/RBEasx9rr5 pic.twitter.com/u7rkUmnCGY
— The Independent (@Independent) November 7, 2024
فقد جعلهم أوربان أسرى لأجندته، وعلى أرضه، وهم عرضة لمفاجآت من مضيفهم، بل وربما يحاول إقناع ترامب بمشاركته في عشاء الزعماء عبر رابط فيديو (طلبت بروكسل أن يقتصر الاجتماع على الضيوف الرسميين فقط).
وإلى أوربان، فإن ميلوني والمستشار النمسوي كارل نيهامر قريبان إيديولوجياً من ترامب - على رغم أن رئيسة الوزراء الإيطالية لا تشارك أوربان موقفه المؤيد لروسيا. ويحظى الائتلاف الحاكم الهولندي بدعم خيرت فيلدرز، وهو سياسي شعبوي مناهض للإسلام والمهاجرين. ويخوض رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو نزاعاً حول سيادة القانون مع بروكسل، مثل أوربان، ويشاركه الميول المؤيدة لروسيا. ومن المرجح أن ينضم إلى هؤلاء العام المقبل أندريه بابيش، الذي من المتوقع أن يعود إلى السلطة في الجمهورية التشيكية في انتخابات العام المقبل.
وبالنسبة لأندريا دي جوزيبي، عضو البرلمان الإيطالي عن حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه ميلوني ويمثل الإيطاليين في أمريكا الشمالية، فإن فوز ترامب يقوي ميلوني شخصياً.
بعد فترة وجيزة من فوز ترامب في الولايات المتحدة، بحث رئيس الوزراء المجري عن طرق لدمج ميولهما في أيديولوجية متماسكة.
وبعد نتيجة الانتخابات، كتب وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو على الفايسبوك: "لدينا أمل كبير في أن يعود التعاون السياسي المجري- الأمريكي إلى ذروته، حيث نتشارك وجهات نظر مماثلة حول السلام والهجرة غير الشرعية وحماية العائلات".
في الواقع، بالنسبة لأوربان، يمثل انتخاب ترامب فرصة لإعادة تعريف "الغرب" - من تحالف تقوده الولايات المتحدة يقوم على القيم الليبرالية، إلى منظمة أكثر مرونة حيث تسيطر القيم المحافظة.
وقال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن القادة كانوا "أكثر تركيزاً عوض إصابتهم بالذعر" في شأن فكرة عودة ترامب إلى السلطة. وأشار إلى مدى سرعة قيام ماكرون بإجراء مكالمة مع المستشار الألماني بعد نتيجة الانتخابات الأمريكية، كدليل على العمل الموحد.
لكن خبراء ودبلوماسيين آخرين كانوا متشككين، قائلين، إنه عوض تقريب قوى الاتحاد الأوروبي من بعضها البعض، فإن انتخاب ترامب سيدفع الدول إلى محاولة كسب ود واشنطن بشكل ثنائي - وزيادة الانقسامات بين السياسيين الرئيسيين.
وقال السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة جيرار أرو، في تغريدة على تويتر: "أتوقع أن يتدفق الأوروبيون إلى مارالاغو بأعداد كبيرة للمطالبة بمعاملة تفضيلية على جيرانهم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبی فوز ترامب
إقرأ أيضاً:
قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون لمناقشة المساعدات الأوكرانية والمرحلة الانتقالية بسوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي الـ 27، اليوم الخميس، في بروكسل لحضور قمة تستمر ليوم واحد تناقش الحرب الروسية الأوكرانية، والمرحلة الانتقالية في سوريا، والاحتجاجات المستمرة في جورجيا، وطرق جديدة لإصلاح سياسة الهجرة، وعودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلي البيت الأبيض، بحسب ما ذكرت "يورو نيوز".
والقمة يرأسها أنطونيو كوستا لأول مرة منذ توليه رئاسة المجلس الأوروبي في 1 ديسمبر كجزء من الدورة التشريعية الجديدة للكتلة.
وعلى الرغم من الأجندة المزدحمة للقمة، لا يتوقع تحقيق اختراقا في أي من القضايا.
وستبدأ القمة بأوكرانيا، وهي الأولوية القصوى للقادة، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلمة، يطالب فيها بالمزيد من الدعم العسكري وفرض عقوبات أقوى على روسيا.
ويقدر زيلينسكي أن بلاده بحاجة إلى أكثر من عشرة أنظمة دفاع جوي، وهي ضرورية لحماية المدن ومحطات الطاقة الأوكرانية من القصف الروسي المستمر.
كما أدت عودة ترامب إلى تفاقم الشعور العميق بالقلق لدى الاتحاد الأوروبي، مع تزايد المخاوف من أن الجمهوريين سيضغطون قريبا من أجل اتفاق سريع لإنهاء الحرب التي من شأنها أن تنطوي على تنازلات إقليمية لكييف ومسؤولية عسكرية أكبر للأوروبيين ربما في شكل قوات لحفظ السلام.