أكتفي بحضور ركعتي الجمعة مع الإمام وأترك الخطبة.. فهل هذا جائز؟
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية، إن الشخص الذي يفوته حضور خطبة الجمعة قد يفوته فضل عظيم وثواب كبير.
وأشار شلبي إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه الصحابي أوس بن أوس، حيث قال النبي: "من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وبكّر وابتكر، ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها"، وصحح هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.
تثار بين المصلين تساؤلات عدة حول موضوع الاكتفاء بأداء ركعتي صلاة الجمعة فقط دون حضور الخطبة، وهل يجوز هذا الفعل شرعاً؟
وأوضح شلبي في فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية على قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، أن من أدرك صلاة الجمعة دون حضور الخطبة، فإنه يصلي فقط ركعتي الجمعة خلف الإمام، ولا يجوز له أن يصلي ركعتين بدلاً عن الخطبة التي تعد جزءاً أساسياً من شعائر صلاة الجمعة.
وفيما يخص عقوبة تارك صلاة الجمعة، أكد الأزهر الشريف أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم، ولا يجوز تركها إلا لسبب شرعي كمرض أو سفر، مذكّراً بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [الجمعة: 9].
وأورد الأزهر ما رواه الإمام النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رواح الجمعة واجب على كل محتلم".
كما أضاف قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض" [رواه: أبو داود]. وأوضح أن ترك صلاة الجمعة بلا عذر يعد من الآثام الكبيرة، حيث ورد وعيد شديد في حق من يتركها، كما جاء في الحديث الشريف: "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه" [رواه: النسائي].
واختتم الأزهر الشريف فتواه بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" [رواه: مسلم].
وفيما يخص ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، أشار الأزهر إلى أن من يفوته الصلاة بسبب النوم، ولم يكن مفرطاً، فهو معذور، استناداً إلى الحديث النبوي: "من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها".
لكن شدد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة، مثل ضبط المنبه أو طلب مساعدة أهل البيت في إيقاظه وعدم السهر، كي يتمكن من أداء الصلاة في موعدها، مؤكداً أن من يتخذ الأسباب ولكنه يغلبه النوم يعتبر معذوراً، أما من يسهر ويهمل الاستعداد للصلاة، فهو مقصر وآثم.
أدعية للأبناء يوم الجمعة بالستر والحفظوفي نهاية الحديث، قدّم الأزهر بعض الأدعية الخاصة بالأبناء والتي يمكن ترديدها في يوم الجمعة، وهي من العادات التي يحرص عليها المسلمون، مثل: "اللهم افتح على أولادي فتوح العارفين، وعلمهم ما جهلوا، وذكرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والأرض إنك سميع مجيب...".
تشمل الأدعية أيضاً: "اللهم اجعل أبنائي هداة مهتدين، وارض عنهم، واغفر لهم، وأصلح حالهم".
ويُعتبر يوم الجمعة من الأيام المميزة للدعاء والتضرع لله، ويحرص العديد من المسلمين على الدعاء لأبنائهم بالصلاح والهداية والخير في الدنيا والآخرة، مستغلين هذا اليوم المبارك لتعزيز علاقتهم بالله والتوسل إليه من أجل بركة ذريتهم وصلاحهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترك خطبة الجمعة شعائر صلاة الجمعة صلى الله علیه وسلم صلاة الجمعة یوم الجمعة م الجمعة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يُوضِّح حقيقة اسم الله الجليل.. ويحذر من الخلط بصفات البشر
أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أن اسم "الجليل" من أسماء الله الحسنى لم يَرِد في القرآن الكريم بهذه الصيغة المباشرة، لكنه ورد بصيغة "ذو الجلال"، موضحًا أن الاسمين يحملان المعنى ذاته من حيث الدلالة اللغوية والشرعية.
وأوضح فضيلته، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، أن "ذو الجلال" تعني صاحب الجلال والعظمة، مشيرًا إلى أن اشتقاق الاسمين من المصدر نفسه (الجلال) يجعل معناهما متطابقًا، قياسًا على الأسماء المشتقة في اللغة العربية، مثل "ذو العلم" التي تعادل "العالم"، و"ذو الكرم" التي تعادل "الكريم". وقال: "إذا ثبت لله تعالى الجلال، فهو جليل، وذو الجلال هنا ليست صفة مضافة، بل هي تأكيد لثبوت الجلال له سبحانه".
وفي ردٍّ على سؤال حول المعنى اللغوي لكلمة "الجليل"، أشار الإمام الطيب إلى أن أصل الكلمة يعود إلى الفعل "جلّ"، الذي يحمل ثلاثة معانٍ في اللغة العربية: الأول بمعنى "أعطى"، والثاني بمعنى "كبر في السن"، والثالث بمعنى "عَظُمَ قدره". لكنه نبّه إلى أن المعنى الثاني (كبر السن) لا يليق بالله تعالى، لأنه من صفات النقص، بينما يَصلح المعنيان الآخران لوصف الله.
واستشهد فضيلته بالحديث النبوي الذي يروي اجتماع كفار قريش في دار الندوة، حيث ظهر إبليس في صورة "شيخ جليل" ليوحي بفكرة اغتيال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على يد شباب القبائل، موضحًا أن "جليل" هنا تعني الشخص كبير السن، وهو معنى لا يُنسب لله، بل يُستبدل بصفات كـ"القِدَم" و"البقاء"، التي تعني أن وجود الله تعالى لا أول له ولا آخر.
وحذَّر فضيلة الإمام الأكبر من الخلط بين المعاني اللغوية التي قد تحمل دلالات بشرية لا تتناسب مع كمال الذات الإلهية، مؤكدًا أن صفات الله تُفهم في ضوء التنزيه التام عن النقائص، قائلا: "الله تعالى موجود بلا بداية ولا نهاية، ووجوده واجب لذاته، فلا يُقاس بصفات المخلوقين".