الأمم المتحدة تحذر جنوب السودان من شلل سياسي
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
كان من المنتظر أن تنظم دولة جنوب السودان أول انتخابات في تاريخها في ديسمبر المقبل، لكن الرئيس سلفا كير أعلن في سبتمبر الماضي تمديداً جديداً للفترة الانتقالية لمدة سنتين، مرجئاً موعد الانتخابات إلى ديسمبر من عام 2026..
التغيير: وكالات
دعت الأمم المتحدة القادة السياسيين في جنوب السودان إلى “تقديم أدلة ملموسة” على نيتهم التوجه نحو مستقبل ديمقراطي للبلد، إذ بات الوقت ينفد لإجراء الإصلاحات اللازمة بعد التأجيل الأخير لموعد الانتخابات.
وكان من المفترض أن تنظم هذه الدولة الحديثة العهد أول انتخابات في تاريخها في ديسمبر المقبل، لكن الرئيس سلفاكير أعلن في سبتمبر الماضي تمديداً جديداً للفترة الانتقالية سنتين، مرجئاً موعد الانتخابات إلى ديسمبر من عام 2026.
وقال ممثل الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم الخميس أمام مجلس الأمن إنه “تطور كان لا بد منه لكنه مؤسف نظراً إلى الاستياء والتبرم في أوساط المواطنين في ظل ما يتبدى من شلل سياسي وتقاعس المسؤولين عن تنفيذ اتفاق السلام والقيام بالانتقال الذي طال انتظاره”، حسب ما نقلته انبدندت عربية.
وأسف هايسوم لأن المسألة لم تعُد مجدداً ضمن الأولويات منذ تأجيل موعد الانتخابات، وشدد على أن الأمم المتحدة “واضحة في ما تقول، فالوقت بات ينفد مع هذا التمديد الرابع للفترة الانتقالية”، مشيراً إلى أنه في غياب تدابير حاسمة سريعة سيجد البلد نفسه “في الوضع نفسه في ديسمبر من عام 2026”.
وصرّح نيكولاس هايسوم بأنه ينبغي على كل الجهات المحلية والدولية أن “تنتهز هذه الفرصة كي يكون هذا التمديد الأخير ويجلب للسكان ما يستحقونه من سلام وديمقراطية”.
وحددت البعثة الأممية التي يترأسها هايسوم ستة أهداف “قابلة للتنفيذ” ينبغي أن تكون على رأس أولويات كل الأطراف، من بينها توحيد الجيش والتربية المدنية والعمل التمهيدي لتسجيل الناخبين وإعداد “مدونة سلوك” بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.
وأفضى اتفاق السلام الذي وضع حداً عام 2018 لخمس سنوات من حرب أهلية طاحنة (400 ألف قتيل وملايين النازحين) إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عام 2020 تجمع بين الخصمين سلفا كير (في الرئاسة) ورياك مشار (في رئاسة الوزراء).
لكن ما زال البلد يرزح تحت وطأة التنازع على السلطة والفساد والصراعات الإثنية المحلية، ويبقى التقدم المحرز في مجالات أساسية من الاتفاق مثل صوغ الدستور وتوحيد الجيش ضئيلاً.
وقال هايسوم إن “الأسرة الدولية بحاجة إلى أدلة ملموسة على أن قادة البلد ونخبته السياسية حريصون فعلاً على مستقبل ديمقراطي” لجنوب السودان.
ويعدّ جنوب السودان الذي نال استقلاله عام 2011 والذي يبلغ عدد سكانه 12 مليون نسمة من البلدان الأكثر فقراً في العالم وعرضة للكوارث المناخية كموجات الجفاف والفيضانات.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الأمم المتحدة جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: المجاعة و الكوليرا وحمى الضنك تضرب السودان الموبوء بالعنف والحرب
مع استمرار الحرب في تدمير المدن والبلدات السودانية ودفع نظام الرعاية الصحية إلى الانهيار، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك، فيما تبقى مستويات الجوع “فوق عتبة المجاعة”.
الخرطوم _ التغيير
وكانت الأوتشا قد أفادت بوقوع أكثر من 28,000 حالة إصابة بالكوليرا و836 حالة وفاة في 11 ولاية بين 22 يوليو و28 أكتوبر، وأكدت أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بالمرض قد يكون أعلى بسبب عدم الإبلاغ. وأشارت في آخر تحديث لها عن حالة الطوارئ في السودان إلى أن حالات حمى الضنك تزداد أيضا.
الأمطار تزيد من المرضتفاقم التفشي الحالي للكوليرا بعد موسم أمطار غزير وغير عادي تسبب في فيضانات في أنحاء السودان، مما لوث مصادر المياه. وأطلقت وزارة الصحة السودانية والمنظمات الإنسانية حملة تطعيم في أكتوبر تهدف إلى تحصين حوالي 1.4 مليون شخص. وتعد كسلا الولاية الأكثر تضررا حيث سجلت 6868 حالة إصابة و198 حالة وفاة، تليها ولايتا القضارف والجزيرة والولاية الشمالية.
كما كان ارتفاع حالات حمى الضنك في السودان شديدا بشكل خاص في ولايتي كسلا والخرطوم. فبحلول 28 تشرين أكتوبر، تم الإبلاغ عن 4544 حالة و12 حالة وفاة مرتبطة بحمى الضنك، نصفها في ولاية كسلا وحدها.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي واصلت فيه الفرق الإنسانية الأممية وشركاؤها التحذير من الجوع الذي يهدد الحياة في أجزاء من السودان، وخاصة في الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث شهدت المدينة الوحيدة في الولاية التي لا تزال تسيطر عليها الحكومة بعضا من أعنف الاشتباكات منذ بدء الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
خطر المجاعة يتزايدوقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الإعمال العدائية أدت إلى “تأخير أو منع تسليم الإمدادات التجارية والإنسانية” إلى المناطق ذات الاحتياجات الماسة. واستشهد بمنظمة أطباء بلا حدود التي أكدت أن معدلات سوء التغذية الحاد “تظل أعلى من عتبة المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في مخيم زمزم للنازحين داخليا”.
وقد تم تأكيد ظروف المجاعة في مخيم زمزم في أغسطس. وبينما تظل البيانات محدودة بالنسبة لمخيمي أبو شوك والسلام للنازحين القريبين من الفاشر، أفادت الأوتشا بحركة نزوح مدنية كبيرة بعيدا عن هذين المخيمين نحو مخيم زمزم بسبب القتال العنيف.
إلا أن الخدمات الحيوية في مخيم زمزم مهددة، بما في ذلك علاج سوء التغذية الحاد لنحو 5000 طفل، حيث اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى إيقافه في 10 من تشرين أكتوبر “لأن أطراف النزاع منعت منذ شهور تسليم الغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية”.
كما عبر العاملون الإنسانيون أيضا عن قلقهم المتزايد إزاء انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد الذي يحدث بين المجتمعات النازحة داخليا في المناطق المحاصرة في الدلنج وربما كادوقلي في ولاية جنوب كردفان.
إغلاق 80 في المائة من المرافق الصحيةلا يزال نظام الرعاية الصحية في السودان مثقلا بالأعباء. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من المرافق الصحية في مناطق النزاع – بما في ذلك في ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم – إما تعمل بالكاد أو مغلقة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “هذا الانهيار يعيق برامج تطعيم الأطفال ويسرع من انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مما يثير المخاوف بشأن تفش محتمل واسع النطاق”.
تعرض الطواقم والمراكز الطبية للهجوماشتد تأثير العنف على المرافق الصحية، حيث تم الإبلاغ عن 116 حادثة منذ اندلاع الأعمال العدائية في 15 أبريل 2023، مما أسفر عن مقتل 188 شخصا وإصابة 140 آخرين. وقد وثقت منصة مراقبة الهجمات على الرعاية الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية حوادث واسعة النطاق من العنف والنهب والترهيب أثرت على الطواقم والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف والمرضى.
في مواجهة الأزمة الإنسانية الهائلة في السودان التي أدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد ودفعت حوالي ثلاثة ملايين عبر حدودها، يواصل العاملون الإنسانيون توسيع نطاق استجابتهم في جميع أنحاء البلاد والوصول إلى 12.6 مليون شخص.
الوسومأوتشا الأمم المتحدة الجوع