موقع النيلين:
2024-11-08@08:43:23 GMT

في تسليح الجيش وتسليح الجنجويد

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

منذ بداية الحرب أدهشني تبرير تمويل وتسليح دول أجنبية للجنجويد بحجة أن الجيش أيضا تسلحه دول أجنبية.

استحضار مقولة أن هناك دولا تدعم الجيش كمعادل لتمويل دولة أجنبية للجنجويد حجة ممعنة في الغرابة. الجيش السوداني جيش دولة علي راسها حكومة أمر واقع. وكل دول العالم تشتري السلاح أو تحصل عليه مجانا بصورة دورية إن لم تكن يومية وليس في ذلك أي غرابة.

حصول أي دولة علي السلاح بغض النظر عن ديمقراطية حكومتها من عدمه ممارسة قانونية تماما وتحدث بروتينية مملة.

الغريب هو أن تدعم دولة أجنبية ميلشيا تملكها أسرة إقطاعية ويحارب في صفوفها مرتزقة من دول متعددة وتمارس هذه المليشيا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإغتصاب واسع النطاق بصورة يومية. كما تسببت هذه الميليشيا في تشريد ملايين السودانيين إلي منافي المجهول والمسغبة.

لا يمنع القانون الدولي أي دولة، بما في ذلك الدول التي تقوم بأمرها حكومات الأمر الواقع، من الحصول علي السلاح هبة أو بمقابل ولكن ما تمارسه الدول الداعمة للجنجويد انتهاك صارخ للقانون الدولي يعرف بجريمة العدوان.

حقيقة لا أفهم كيف يمكن مساواة حصول الجيش علي سلاح كمعادل قانوني أو أخلاقي أو سياسي لجريمة العدوان وجرائم الجنجويد ضد الإنسانية. من الممكن أن أفهم سبب هذه المساواة الكاذبة عندما تاتي من حلفاء الجنجويد السريين والعلنيين ولكن حين تأتي من أقلام لا علاقة لها بالجنجويد لا من قريب ولا من بعيد يستعصي الأمر علي فهمي.
وايضا يدهشني الاعتذار نيابة عن مسلحي الجنجويد بالقول أن تدخل الدول الأخرى في الحروب الأهلية عملية متوقعة وطبيعية. حتي لو قبلنا هذا المنطق في سياق حرب أهلية، لا يمكن القبول به في حالة تمويل ميليشيا من مرتزقة متعددي الجنسيات يرتكبون أسوأ الانتهاكات كما ذكرت أعلاه.

إن هذا العالم يتجاهل ماساة الشعب السوداني لانه عالم ظالم وعنصري ويعاني فيه السودان من التهميش ثلاثي الأبعاد إذ هو بلد هجين من إسلام وعروبة وذنوجة وكلها من محفزات العنصرية. هذا التهميش ثلاثي الأبعاد قضاء وقدر.

ولكن أداء الصفوة العلمانية أضاف عاملا رابعا للتهميش وهو سرديات بائسة عن الحرب ساعدت العالم العنصري علي اللا-مبالاة بمعاناة السودانيين المرعبة وبررت لها. وهذا منظور تعلو فيه كراهية الصفوة السودانية للكيزان والجيش علي محبتهم لشعبهم. ما يفرض سؤالا عن البوصلة الأخلاقية الهادية للعمل السياسي في أوساطهم: هل البوصلة هى حب الشعب والإحساس بمعاناته أم تصريف غبائنهم والانتصار لاطروحاتهم الطائفية والثأر من الجيش والكيزان ولو ببنادق الجنجويد وعلي جثث ملايين البسطاء وصراخ الاف المغتصبات. ثم لا يطرف للصفوة جفن ازاء الحقيقة الماثلة في ان انتقام الجنجويد يدفع ثمنه المواطن المدني العادى وشعب ثورة ديسمبر ولا يدفعه جيش ولا كيزان.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟

قالت صحيفة جورزاليم بوست إن الجيش الإسرائيلي فكك 24 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأعلن أنه قتل 17 ألفا من جنودها، ومع التوقع بأن يصل العدد إلى 19 ألفا، لكن مصادر في الجيش قالت مؤخرا إن عدد قتلى حماس يبلغ حوالي 15 ألفا، فكيف عاد حوالي 4 آلاف من نشطاء حماس إلى الحياة في الأشهر الأربعة الماضية؟

وأشارت الصحيفة -في تحليل بقلم يوناه جيريمي بوب- إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي أو الحكومة إلى التراجع عن الإحصائيات، فقد قال الجيش في فبراير/شباط إنه قتل نحو 10 آلاف، وبعدها بأيام قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي قتل 12 ألفا من عناصر حماس، فاضطر الجيش خلال أيام لتغيير أرقامه ليتوافق مع ما قاله نتنياهو علنا.

وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن لإسرائيل وجيشها أن يقيما مستقبل الحرب؟ وكيف يمكنهما تحديد الوقت الكافي لإلحاق الهزيمة بحماس بعد أي وقف لإطلاق النار دون الحصول على أرقام واقعية دقيقة لا تستند إلى تفكير متفائل؟

قد يكون الجيش الإسرائيلي قادرا على القضاء على حماس كقوة مقاتلة إذا أعطي فترة زمنية غير محدودة، كما يقول الكاتب، ولكن الوقت ليس بلا حدود، لأن العالم كله تقريبا تحول ضد إسرائيل باستثناء الولايات المتحدة، وحتى الولايات المتحدة أحجمت عن استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل، وأعلن رئيسها صراحة تجميد بعض الذخائر التي تحتاجها تل أبيب.

إلى جانب كل ذلك، أوضح المرشحان الرئاسيان، الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، أنهما يريدان أن تنتهي الحرب، كما أن جزءا كبيرا من الجمهور الإسرائيلي يريد أن تنتهي الحرب قريبا، وكثير منهم أرادوا أن تنتهي في أواخر الربيع كجزء من صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

ونبهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رفع الإحصائيات قليلا كجزء من الحرب النفسية انقضى وقته، وكان لزاما على الجيش الإسرائيلي أن يراجع هذه الأرقام إلى أعلى مستوى ممكن من الدقة، ودعت إلى أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يراجع فيها الجيش إحصاءاته لعدد مقاتلي حماس الذين قتلوا.

وذكرت جورزاليم بوست بأن المراجعة المستمرة للأرقام لا تثير الشكوك حول مصداقية الجيش الإسرائيلي في الإبلاغ عن إحصاءات الحرب الأساسية فحسب، بل تلحق الضرر أيضا بحرب العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل لتقليص عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يمكن لمنتقديها أن يقولوا إنهم قتلوا.

مقالات مشابهة

  • هل بدأ خزان التجنيد في الجيش الإسرائيلي بالنضوب؟
  • ما سر سحب الجيش الإسرائيلي فرقة الاحتياط 252 ؟
  • بنقل أسلحة وذخائر : السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي بتهمة تسليح "المتمردين"
  • التمديد الحتمي لقائد الجيش.. السيناريو نفسه سيتكرّر؟!
  • السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي بتهمة تسليح “المتمردين” .. تشاد نفت الشهر الماضي تورطها في الأمر
  • اتهممها تسليح الدعم السريع..السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يسحب ألوية من جنوب لبنان
  • السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الافريقي بتهمة تسليح المتمردين  
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟