روسيا: إنتاج ذخائر ومدرعات ردًا على عقوبات الغرب
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن العملية العسكرية الروسية الخاصة وضعت نهاية لهيمنة الغرب، وقوضت سبل الناتو في شن الحروب، لافتًا إلى أن موسكو تسعى لتعزيز السلام والأمن العالميين.
الغرب يدعم الفاشية والنازية في أوكرانيا
وأضاف وزير الدفاع الروسي، أن الغرب يدعم الفاشية والنازية في أوكرانيا، وأن القدرات العسكرية لكييف بدأت تنتهي وتتلاشى، مؤكدًا أن الرئيس الأوكراني يقدم القوة البشرية في العملية العسكرية، وما يحدث أكد ضعف قدرات الغرب عسكريًا.
وأشار «شويجو»، إلى أن السياسة الدفاعية لأوروبا تخضع بشكل كامل للولايات المتحدة، وروسيا تمكنت من صد الهجمات المضادة لأوكرانيا، ونبحث زيادة إنتاج الذخائر للجيش الروسي في ظل عقوبات الغرب، بالإضافة إلى زيادة إنتاج المدافع والدبابات والمدرعات.
وأكد «شويجو»، أن أوكرانيا تستخدم المدنيين دروعًا بشرية في ساحات القتال، ونشرت الأسلحة والمعدات في المنشآت المدنية، كما أنها تواصل استهداف محطة زابوريجيا النووية، وتنتهك الحقوق والمعايير الإنسانية.
وأوضح أوكرانيا هاجمت سفن الحبوب في البحر الأسود، لافتًا إلى استغلال صفقة الحبوب بنقل الأسلحة بالخطوط الأمامية، واستغلال الممرات الإنسانية بالهجمات والزوارق المسيرة.
وأوضح وزير الدفاع الروسي، أن واشنطن قدمت الذخائر العنقودية لكييف التي تعد جريمة حرب، لافتًا إلى أن روسيا لديها قنابل عنقودية لكن لا تستخدمها لأسباب إنسانية، ويتم بحث استخدامها حال الضرورة.
وأشار إلى أن الغرب يعمل على فرض مصالحه الخاصة على العالم، في حين قامت روسيا بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الصين، والعمل على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، نقلتها قناة القاهرة الإخبارية.
شاهد الفيديو..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا إنتاج ذخائر مدرعات عقوبات الغرب عقوبات الغرب العملية العسكرية الروسية الناتو إلى أن
إقرأ أيضاً:
شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (9)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار فى كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟) والذى نقله إلى العربية محمد نصر الدين الجبالى بقوله: فما السبب فى حالة الفتور فى العلاقة بين روسيا وألمانيا؟ يعتقد المسئولون فى روسيا أن السبب هو واشنطن. إلا أنه لا ينبغى المبالغة فى تصوير قدرات واشنطن.
صحيح أن أمريكا تسعى إلى التأثير على إستراتيجية ألمانيا من خلال مراكز التحليل وصناعة القرار، وصحيح أن أمريكا تسعى إلى عدم السماح بظهور تحالف روسى أوروبى نظرًا لأن مصلحة واشنطن تظل فى بقاء وجودها فى أوروبا وعدم السماح بوجود منافس روسى فى هذه المنطقة، ووجود مصالح جيوسياسية حيوية لواشنطن فى هذه المنطقة.
إن عدم الفهم المتبادل هو ما يباعد بين أوروبا وروسيا ويرجع السبب فيه إلى الصراعات على خلفية القيم والتباين الثقافى الحاد. وتشهد روسيا عودة إلى الثقافة المسيحية المفقودة حيث عاد الناس إلى التردد على الكنائس والايمان بوجود الله والاهتمام بمؤسسة الأسرة وحب الوطن والتقاليد الوطنية. بينما فى أوروبا يعلى الناس من قيم الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق الذات. وتشهد البلدان الأوروبية المتقدمة صدور قوانين تدعم حقوق الأقليات بما فيها الحقوق الجنسية. فى حين ترى روسيا أنه لا جدوى من إصدار مثل هذه القوانين، وأن السبب يرجع ليس إلى انتشار الرجعية أو كراهية المثليين فى روسيا لأن روسيا الآن أصبحت دولة مسيحية جديدة لا يمكنها القفز مباشرة إلى مرحلة ما بعد الحداثة. فبعد 85 عامًا من الشيوعية يحتاج الناس إلى إستعادة وترسيخ القيم التقليدية المنسية.
وقد أدت التناقضات الدينية العميقة إلى إثارة خلافات حادة سياسية بين البلدين. فالمواطن الألمانى المعاصر يعتقد أن الحدود لم تعد تلعب فى عالمنا اليوم أى دور وأن العالم يسير فى اتجاه التحالفات انطلاقا من القيم الجامعة.
ويدور حديث حول الصدام بين نظريتين للنظام العالمى المستقبلى، حيث يدافع الغرب عن عالم أحادى القطبية فى حين تناضل روسيا من أجل عالم متعدد الأقطاب. ويرى الأوروبيون أن البشرية يجب أن تتقاسم القيم المشتركة فى حين يدعو الروس إلى فكرة التنوع الثقافى والقيمى. وفى سبيل سعيه إلى إيقاف إراقة الدماء وحماية المدنيين يبرر الغرب تدخله فى شئون الدول الأخرى بما فى ذلك التدخل العسكرى. أما روسيا فتدافع عن سيادة الدول. ويرى الأوروبيون أن الفلسفة التقليدية للعلاقات الدولية قد عفا عليها الزمن فى حين يدعو الروس إلى الاسترشاد والاهتداء بقواعد القانون الدولى الحالى والسائد منذ أمد طويل. والغرب لا يرفض تحويل مجموعة الثمانى الكبار إلى حكومة العالم، أما روسيا فترى أن مجموعة العشرين ومجموعة البريكس يجب أن يكونا هما المنوطين بحل قضايا النظام العالمى.
ورغم ذلك لا يجب أن تتحول روسيا فى أوروبا إلى مجرد صبى صغير يعاقب طوال الوقت ولا يجب تحويل الانتقادات الروسية إلى دوجمات. ويجب أن نعى أنه ونظرا للأحداث التاريخية سيكون من الصعب على روسيا الانصهار فى الحضارة الأوروبية المعاصرة بعد أن انتهجت مسارا آخر تماما فى التطوير على مدى القرن الماضى بأكمله.
مازال الألمان يشعرون أنهم يعيشون فى أوروبا التى بناها الآباء بعد الحرب العالمية الثانية، أما روسيا فقد خسرت الحرب الباردة. لقد فاز نظامهم، أما النظام الروسى فقد خسر الحرب الباردة ولم يعودوا فى حاجة إليه. ما زال الألمان يعيشون نشوة النصر وإعلاء القيم الليبرالية والديمقراطيات الغربية والتى يتوجب ليس فقط حمايتها والدفاع عنها بل وتصديرها إلى الآخرين بكل الوسائل بما فيها القوة وغرسها فى الدول الأخرى والثقافات الغربية. وقد دعا الاتحاد السوفيتى قبل 90 عاما إلى انتهاج نفس الفكرة وفرض أفكاره ومبادئه "السعيدة" على العالم.
تعيش أوروبا عصر ما بعد المسيحية، أما روسيا فتراهن حاليا على مشاعر الوطنية والتقليدية والفكرة القومية. وتسود التشريعيات الليبرالية فى أوروبا وتسارع الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى إلى إصدار القوانين التى تكافح التمييز ضد الأقليات الجنسية، وهى قوانين رفضتها أوروبا طوال عقود. أما روسيا فتعيش حالة من الابتعاد عن الغرب والسير فى طريقها الخاص. ولذا يمكن القول إن الغرب وروسيا يعيشان فى عصرين مختلفين. وربما تتخلف روسيا عن التطور ما بعد الحداثة الذى تعيشه أوروبا الغربية الآن بمسافة 30-40 عاما. وربما ستسعى روسيا دائما إلى التحرك وفق رؤيتها المحافظة للتطور. ويجب أن نضع فى اعتبارنا أن ألمانيا ظلت لعقود ومنذ عام 1945 تتحرك قدما صوب الليبرالية والمجتمع المدنى. استغرق الأمر 60 عاما. أما اليوم فالغرب غير صبور ويتصرف بشكل لا يطاق مع التطورات فى روسيا.
ولكن لِمَ نقحم القيم فى حديثنا هذا؟ ألا نهدر الكثير من الوقت على حديث تافه؟ ما كان الاقتصاد هو المحدد للعلاقات بين الدول. وفى هذا الصدد قامت روسيا الاتحادية بخطوة كبيرة للأمام، فقد أصبحت واحدة من الدول التى نجت سريعا من الأزمة وهو ما أثار دهشتة الجميع. وأثبتت روسيا قدرتها على اتخاذ قرارات سليمة فى الأزمات.
وللحديث بقية